«الأمير الصغير»... قصّة للأطفال أم رواية فلسفية؟

الأوساط الثقافية الفرنسية تحتفي بمرور ثمانين سنة على صدورها

أنطوان دو سانت إكزوبري في طائرته - غلاف رواية الأمير الصغير
أنطوان دو سانت إكزوبري في طائرته - غلاف رواية الأمير الصغير
TT

«الأمير الصغير»... قصّة للأطفال أم رواية فلسفية؟

أنطوان دو سانت إكزوبري في طائرته - غلاف رواية الأمير الصغير
أنطوان دو سانت إكزوبري في طائرته - غلاف رواية الأمير الصغير

تبدو في الوهلة الأولى كتاباً للأطفال برسوماتها المرحة وأسلوبها السردي البسيطـ لكن القارئ لرواية «الأمير الصغير»، سرعان ما يكتشف أنها رواية عميقة شاعرية عن المنفى والطفولة والحب والتضحية ومعانٍ أخرى عميقة وجدت صداها في كل ثقافات العالم. ورغم إجماع الكّل على القيمة الأدبية لهذا العمل فإن الآراء اختلفت حول تصنيفها فمن يعتبرها قصّة للأطفال أو رواية فلسفية، وحتى رواية سياسية، أو كتابة تحليلية تغوص في أعماق نفسية الطفل الذي يوجد بداخل كل واحد فينا. هذا الاختلاف جعل الرواية مرتعاً خصباً للبحوث والدراسات بدأ بالغلاف ودلالات رسوماته وأشكاله الهندسية والعنوان وإلى غاية الإيحاءات الرمزية التي تمثلها عناصر الرواية كالوردة والكوكب والخروف والثعلب.
الرواية التي تحتفل الأوساط الثقافية بمرور ثمانين سنة على ظهورها، هي من أشهر أعمال الأديب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبري وأكثر الروايات انتشاراً في العالم، حيث بيع منها أكثر من ثمانين مليون نسخة، وترجمت لأكثر من مائتي لغة (وهي الرواية الأكثر ترجمة بعد الإنجيل) كما أن صحيفة لوموند اختارتها كواحدة من أفضل الأعمال الأدبية التي ميزت القرن العشرين. الرواية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأسطورة «الكاتب الطيار»، وهي جزء من أدب أنطوان دو سانت إكزوبري. فكتابه «ريح ورمال ونجوم» تناول الطيران كمغامرة، وفي «أرض الرجال» كتب عن بسالة وتضحيات الطيارين الفرنسيين في مواجهة الاحتلال النازي. أما رواية «طيران في الليل»، فقد استقاها من تجاربه في الطيران التجاري في أميركا الجنوبية، إلى غاية «الأمير الصغير»، التي يظهر فيها البطل كطيار سقطت طائرته في مكان ما من صحراء شمال أفريقيا، وهي الأسطورة التي رافقت الكاتب الفرنسي إلى آخر أيامه، حيث وافته المنية وهو على متن طائرته صيف 1944. الرواية مرتبطة أيضاً بالمنفى الأميركي للكاتب الذي كان قد لجأ إليه بعد هزيمة فرنسا، آملاً في لعب دور في عودة الحلفاء إلى الأرض الأوروبية وإنقاذها من العدو النازي، وقد كان سانت إكزوبري آنذاك، مقارنة بالمثقفين الفرنسيين الآخرين الذين هاجروا إلى أميركا هرباً من النازيين أمثال أندريه بروتون وليفي ستراوس، الأكثر شهرة وشعبية على الإطلاق. المعروف أيضاً أن فكرة الرواية ولدت في نيويورك عام 1942 وجاءت من ناشره الأميركي، وتحديداً من زوجة هذا الناشر، التي حاولت شغله بالكتابة بعد أن لاحظت عليه بوادر الكآبة بسبب معاناته من العزلة في منفاه البعيد، وهي الإشكالية التي ظهرت بشكل واضح في عمل الكاتب، فكلا الشخصيتين: الطفل والطيار بعيد عن موطنه ومشتاق إلى العودة إليه. وقد كان الباحث الأميركي جاكوب غرييل قد قدم في كتابه «العلوم السياسية للأمير الصغير» (دار نشر بوكس) هذه الرواية على أنها «دليل ممتاز لفن الحكم السياسي»، مقارناً إياها بكتاب «الأمير» لمكيافيللي. فكلاهما كما يقول الكاتب الأميركي، يتضمن دروساً للكبار، ما عدا أن «الأمير الصغير» يبحث عن الآخرين لا لفرض سلطته عليهم بالخوف، بل للاستفادة من رفقتهم وحديثهم. ففي إحدى فقرات القصّة يقف الأمير الصغير على قمة الجبل صارخاً: «كونوا أصدقائي..... أنا تعيس...».
سؤال آخر يعود مراراً بخصوص هذه الرواية: هل هي موجهة للأطفال أم للكبار؟ والاستفهام مبرر إذا علمنا أن سانت إكزوبري قد وجّه في مقدمة عمله إهداء لصديقه العزيز ليون فيرس موضحاً: «أقدم اعتذاري للأطفال لأني أهديت هذا الكتاب لواحد من الكبار، لكن لي عذر جاد، وهو أن هذا الشخص من الكبار هو أفضل صديق لي في هذا العالم، ولي عذر آخر هو أن هذا الشخص يستطيع فهم كل شيء حتى كتب الأطفال... وإن لم تكن كل هذه الأعذار كافية، فسأهدي هذا الكتاب إلى الطفل الّذي كانه هذا الشخص الراشد. كل الأشخاص الكبار كانوا أطفالاً صغاراً، ولكن قليلاً منهم من يتذكر ذلك، أصحّح إهدائي وأقول إلى ليون عندما كان... صغيراً»، فهل كتب سانت إكزوبري الرواية مخاطباً بها الطفل أم الراشد الذي حافظ على روح الطفل بداخله؟ حين سئل الفيلسوف الألماني المعروف مارتن هايدغر صاحب كتاب «دروب موصّدة» عن أهم كتاب قرأه في حياته أجاب دون تردّد «الأمير الصغير»، مضيفاً بأنه «ليس كتاباً موجهّاً للأطفال... بل هو رسالة شاعر عظيم يخفف عنا كل أشكال الوحدة وهو الذي يقودنا إلى فهم الأسرار العظيمة لهذا العالم»... وفي كتابها «الأمير الصغير، لغز الوردة» (دار نشر لارماتان) تكتب الفيلسوفة الفرنسية لورانس فانان ما يلي: «(الأمير الصغير) رواية فلسفية استثنائية تحت ستار نص شعري مكتوب للأطفال لكنها تستهدف الراشدين» لورانس فانان تذهب لغاية دعوتنا بعدم ترك الرواية في أيدي الأطفال، ولا سيما الصغار سناً لأنهم ليسوا ناضجين وليسوا مستعدين بما فيه الكفاية لاستيعاب دقتها الرائعة. أستاذ الأدب الفرنسي والحاصل على جائزة «غونكور» للسيرة الذاتية فيليب فورست يقدم إجابة أكثر تعقيداً حيث يكتب: «(الأمير الصغير) مواجهة بين طفل وشخص راشد ودمج لقصّة للأطفال داخل رواية للكبار هذه الازدواجية تمنح الرواية خصوصية، وهي أننا نستطيع قراءتها من منظور الشخص الراشد، ولكن أيضاً من منظور الطفل وكأن أعظم إنجاز لسانت إكزوبري هو هذه الكتابة العبقرية التي تسمح بهذه القراءة المزدوجة والمتكاملة». ومن الناحية السّردية، يواصل الباحث: «تقع الرواية في مفترق الطرق بين جنسين أدبيين هما رواية المغامرة الخيالية والفانتازيا، فالقارئ أمام خيارين فإما أن يقتنع بقصّة الصداقة التي تجمع بين الأمير الصغير والطيار وإما أن يسلم بأن لقاء الشخصيتين هو نتيجة هلوسات طيار ضائع ومرهق وسط صحراء قاحلة». وإن لم تكن «الأمير الصغير» رواية للأطفال فهي على الأقل، حسب الباحث الفرنسي فيليب فورست، كتابة سردية حول عالم الطفولة والبراءة والخيال الجامح مثل ما كانت عليه رواية «بيتر بان» لجيمس ماثيو باري أو «أليس في بلاد العجائب» للويس كارول. البعض يذهب إلى غاية تصنيفها بالسيرة الذاتية، فالقصّة حسب بعض المحللّين النفسانيين استحضار لصدمات الطفولة البعيدة التي عاشها أنطوان دو سانت إكزوبري، ولا سيما بعد وفاة أخيه الأصغر فرنسوا وهو في سن الرابعة عشر بمرض عضال. كما أن القصّة تترك أيضاً انطباعاً بأن الكاتب يحتفل بخيال الأطفال وفضولهم. فالشخص الراشد (الراوي) هو في الواقع طفل اصطدم بعمى عقول وعيون الكبار، فاختار الطائرة بديلاً عن ريشة الرسام... واختار السماء عوضاً عن الأرض... حيث يكتب الراوي مدافعاً عن موقف الأطفال ضد الراشدين بأن الكبار نصحوه بترك الرسم، والاتجاه لدراسة الجغرافيا، والتاريخ والحساب، وقواعد اللغة. ولذلك في عمر ست سنوات اعتزل بطلنا الرسم، واتجه لاختيار مهنة أُخرى. يقول عن ذلك: «لقد عشت كثيراً وسط الأشخاص الكبار، فرأيتهم عن كثب.
ولم يغير هذا الاحتكاك من موقفي الشيء الكثير، لما كنت أصادف أحدهم وأتوسم فيه قدراً من الذكاء، كنت أختبره برسمي رقم 1 لكنه كان يجيب (إنها قبعة) فلا أحدثه بعدها لا عن ثعبان البوا ولا عن الغابة العذراء ولا عن النجوم، وكنت أجاريه وأحدثه عن لعبة البريدج أو الغولف، أو عن السياسة أو ربطات العنق ويحس هذا الشخص الراشد بالسرور لأنه تعرف على إنسان بهذا القدر من الحصافة». في الفقرة الأولى من روايته، يوحي إكزوبري أن الكبار قد فقدوا القدرة على التخيل، وهم لا يفهمون أفكار الصغار، وأحلامهم ولغتهم. وهم دائماً يحاولون إبعاد أطفالهم عن الخيال، وسحبهم لأرض الواقع.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
TT

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية»، التي تمنحها القناة التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، بالتعاون مع «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2024»، وذلك خلال حفل أُقيم بمنطقة «البلد» في جدة.

وتدور أحداث الفيلم حول 4 صحافيّين مكسيكيّين، يخاطرون بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» العنيفة في بلادهم. وتأتي الجائزة ضمن التزام القناة بدعم صناعة الأفلام، وتعزيز المواهب الناشئة في الوثائقيات، وتسليط الضوء على الجهود المستمرة لتوفير منصّة تفاعلية لعرض القصص.

وشهدت هذه النسخة مشاركة واسعة ومتنوعة شملت أفلام «يلّا باركور» للمخرجة عريب زعيتر (الأردن)، و«مركب فرسان: 128 كيلو عن بر الأمان» لموفق العبيد (السعودية)، و«ماي واي» لليزا أزويلوس وتيري تيستون (فرنسا - أميركا)، و«حالة من الصمت» لسانتياغو مازا (المكسيك)، و«لوميير السينما (تستمر المغامرة)» لتيري فريمو (فرنسا)، و«توليف وحكايات على ضفاف البوسفور» لزينة صفير (مصر - لبنان - تركيا)، و«عندما يشع الضوء» لريان البشري (السعودية) ، ضمن فئة الأفلام القصيرة.

محمد اليوسي يُتوّج المخرج سانتياغو مازا بالجائزة (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال محمد اليوسي، المدير العام لقناتي «الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري»، إن الجائزة «تعكس التزامنا الراسخ بدعم المواهب، وتقديم محتوى أصلي وحصري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، مهنّئاً المخرج سانتياغو مازا على فيلمه الوثائقي المميز.

بدورها، ثمّنت شيفاني باندايا مالهوترا، المديرة الإدارية للمهرجان، الشراكة الاستراتيجية مع «الشرق الوثائقية» لتقديم جائزتها للعام الثاني على التوالي، مبيّنة أن هذه المبادرة «تجسّد التزامنا الراسخ بدعم صُنّاع الأفلام الموهوبين، وتوفير منصّة رائدة لعرض أعمالهم وإبداعاتهم للعالم أجمع».

وتقدم «الشرق الوثائقية» أفلاماً تتناول مواضيع عدة، تتنوّع بين السياسة والاقتصاد والأعمال والتاريخ، وتستعرض رؤًى فريدة وتحليلات ثاقبة حول آخر التوجهات والأحداث والشخصيات المؤثرة التي تشكل عالم اليوم.

وبفضل قدراتها الإنتاجية الداخلية، تبثّ القناة مجموعة برامج تتسلل إلى عمق الأخبار وعناوين الصحف، وتوفّر تحليلات جريئة وشاملة. ويُمكن مشاهدة محتواها من خلال البثّ التلفزيوني، والمباشر عبر الإنترنت، وخدمة الفيديو عند الطلب عبر «الشرق NOW»، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.