تفاؤل عام في أسواق المال مع الفتح الصيني

الذهب يواصل المكاسب إلى ذروة 8 أشهر

شاشتان تعرضان أسعار الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» الإسباني في بورصة مدريد (إ.ب.أ)
شاشتان تعرضان أسعار الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» الإسباني في بورصة مدريد (إ.ب.أ)
TT

تفاؤل عام في أسواق المال مع الفتح الصيني

شاشتان تعرضان أسعار الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» الإسباني في بورصة مدريد (إ.ب.أ)
شاشتان تعرضان أسعار الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» الإسباني في بورصة مدريد (إ.ب.أ)

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الاثنين، لتواصل بداية العام الإيجابية للأسبوع الثاني؛ إذ أعادت الصين فتح حدودها، وساهمت بيانات أميركية وأوروبية في تهدئة القلق بشأن التشديد القوي للسياسة النقدية من قبل البنوك المركزية.
وصعد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.53 في المائة بحلول الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش. وسجل المؤشر أفضل أداء أسبوعي له في 9 أشهر يوم الجمعة بعد مجموعة من البيانات الإيجابية، منها نشاط المصانع القوي في منطقة اليورو، وانخفاض التضخم في المنطقة، إضافة إلى البيانات التي أشارت إلى ركود أقل حدة من المتوقع وانحسار في الضغوط السعرية.
وارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الشديدة التأثر بسعر الفائدة 1.2 في المائة. وربحت أسهم قطاع التعدين 1.7 في المائة مع تقدم أسعار المعادن الأساسية على أمل انتعاش الطلب من الصين المستهلك الرئيسي لها.
ومن جانبها، واصلت أسعار الذهب مكاسبها وارتفعت إلى ذروة 8 أشهر يوم الاثنين بدعم من تراجع الدولار الذي يجعل المعدن النفيس المسعر به أكثر جاذبية للمشترين في الخارج، في حين يراهن المستثمرون على اتخاذ «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) مساراً أقل حدة لرفع الفائدة هذا العام.
وارتفع الذهب في العقود الفورية 0.7 في المائة إلى 1878.06 دولار للأوقية (الأونصة) الساعة 05:57 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوياته منذ التاسع من مايو (أيار) الماضي. وزادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.7 في المائة إلى 1881.90 دولار. وتقلل أسعار الفائدة المرتفعة من جاذبية الذهب الذي يعتبر أداة للتحوط ضد التضخم، وتزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب؛ لأنه لا يدر عائداً.
وزادت الفضة في العقود الفورية 1 في المائة إلى 24.04 دولار، كما ارتفع البلاديوم 1 في المائة إلى 1822.62 دولار، في حين نزل البلاتين 0.2 في المائة إلى 1088.38 دولار.
واستقر سعر الدولار يوم الاثنين بعد أن استوعب المستثمرون مجموعة من البيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي وأثارت آمالاً بأن يبطئ «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» وتيرة رفع أسعار الفائدة.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة ارتفاع الوظائف خارج القطاع الزراعي في الولايات المتحدة 223 ألف وظيفة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في حين كان ارتفاع متوسط الدخل 0.3 في المائة أقل من المتوقع، وأقل من 0.4 في المائة في الشهر السابق.
وكانت هناك علامات أخرى على تباطؤ الاقتصاد مع انكماش نشاط صناعة الخدمات في الولايات المتحدة لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف العام في ديسمبر وسط ضعف الطلب. وأدى ذلك إلى انخفاض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار الأميركي مقابل 6 عملات رئيسية، 1.15 في المائة يوم الجمعة. وارتفع المؤشر 0.01 في المائة إلى 103.720 يوم الاثنين. وحقق المؤشر ارتفاعاً بلغ 8 في المائة في عام 2022. وارتفع الين الياباني 0.12 في المائة أمام الدولار إلى 131.94 للدولار، في حين سجل الجنيه الإسترليني في آخر تعاملات 1.2099 دولار بارتفاع 0.06 في المائة خلال اليوم بعد أن ارتفع 1.5 في المائة يوم الجمعة.
وارتفع اليورو 0.11 في المائة إلى 1.0656 دولار، بعد أن أغلق مرتفعاً 1.17 في المائة يوم الجمعة. وارتفع الدولار الأسترالي 0.17 في المائة مقابل العملة الأميركية إلى 0.689 دولار، في حين ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.02 في المائة إلى 0.635 دولار.


مقالات ذات صلة

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يتجول الناس حول الحي المالي بالقرب من بورصة نيويورك (رويترز)

استطلاع: توقعات النمو العالمي تصل إلى 3.1 % في 2024

من المتوقَّع أن يحافظ النمو الاقتصادي العالمي على وتيرته القوية، العام المقبل؛ حيث ستقوم البنوك المركزية الكبرى بتقليص الفائدة، في ظل أداء قوي للاقتصاد الأميركي

«الشرق الأوسط» (لندن)

​فوز ترمب يعقّد مهمة «الفيدرالي» في لجم التضخم وخفض الفائدة

صورة من عام 2017 تظهر ترمب وباول (رويترز)
صورة من عام 2017 تظهر ترمب وباول (رويترز)
TT

​فوز ترمب يعقّد مهمة «الفيدرالي» في لجم التضخم وخفض الفائدة

صورة من عام 2017 تظهر ترمب وباول (رويترز)
صورة من عام 2017 تظهر ترمب وباول (رويترز)

في حملته الانتخابية، وعد دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية أكثر صرامة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وتمديد تخفيضاته الضريبية لعام 2017.

لكن هذه السياسات، إذا تم تنفيذها، قد تفرض ضغوطاً تصاعدية على الأسعار والأجور والعجز الفيدرالي. وهو ما من شأنه أن يعقد مهمة الاحتياطي الفيدرالي الساعي إلى خفض التضخم إلى هدف 2 في المائة، وحماية سوق العمل.

وفي خضم هذه المهمة الدقيقة، قد يقع البنك المركزي تحت دائرة الضوء السياسية غير المريحة إذا اتبع ترمب نمطه السابق في مهاجمة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول علناً.

لقد تعهد ترمب بإعادة فرض التعريفات الجمركية على الواردات، واقترح تعريفة بنسبة 60 في المائة على المنتجات الصينية، وتعريفة بنسبة 10 في المائة على الواردات من دول أخرى.

ووفق «مورغان ستانلي»، فإن هذه التعريفات، إلى جانب التخفيضات الضريبية، قد تدفع التضخم إلى الارتفاع بنحو 2.5 نقطة مئوية. في حين يتوقع «غولدمان ساكس» أن تدفع سياسات ترمب المقترحة التضخم الأساسي إلى ما يزيد على 3 في المائة خلال عام 2025.

وإذا ارتفع التضخم بشكل كبير، فقد لا يكون أمام الاحتياطي الفيدرالي خيار سوى الاستجابة بسياسة نقدية أكثر صرامة.

أنصار ترمب يحتفلون في فلوريدا (إ.ب.أ)

اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس أسعار الفائدة المرجعية بمقدار ربع نقطة مئوية، وهي الخطوة التي ستأتي في أعقاب خفض بمقدار نصف نقطة في سبتمبر (أيلول). وقد توقعوا خفضاً آخر بمقدار ربع نقطة هذا العام، في ديسمبر (كانون الأول)، ونقطة كاملة إضافية من التخفيضات في عام 2025.

من المؤكد تقريباً أن باول سيواجه أسئلة حول كيفية تأثير الانتخابات على توقعات الاحتياطي الفيدرالي عندما يعقد مؤتمراً صحافياً الخميس بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

لقد كان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي يثير غضب ترمب بشكل متكرر خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى. واستمرت هذه الانتقادات اللاذعة، حيث قال ترمب مؤخراً في أغسطس (آب) إن باول كان «مبكراً بعض الشيء ومتأخراً بعض الشيء» في اتخاذ القرارات.

وقال ترمب أيضاً إنه يعتقد أن الرؤساء يجب أن يكون لهم «رأي» في سياسة أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولفت إلى أن صنّاع السياسات تصرفوا لأسباب سياسية عندما خفضوا أسعار الفائدة بنسبة نصف نقطة مئوية أكبر من المعتاد في سبتمبر.

باول ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر يتأهبان للمشاركة بمؤتمر نقدي (الاحتياطي الفيدرالي)

إبداء الرأي

في مقابلة أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) مع «بلومبرغ»، قال ترمب إنه لا يعتقد بأنه يجب أن يكون قادراً على إصدار أوامر إلى الاحتياطي الفيدرالي بما يجب فعله، لكن لديه الحق في التعليق على اتجاه أسعار الفائدة. ومع ذلك، أثار مجمل خطابه تكهنات بأنه قد يسعى إلى الحد من استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي، وإنهاء ممارسة استمرت لعقود من الزمن تتمثل في السماح للبنك المركزي بإجراء السياسة النقدية بشكل مستقل عن السلطة التنفيذية.

زعزعة الثقة

وقالت سارة بايندر، أستاذة العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، إن الانتقادات العلنية والصريحة التي يوجهها الرئيس إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تزرع الشك.

وقالت بايندر: «من المؤكد أن هناك استقلالاً هيكلياً. ولكن لا يمكن لأي درجة من العزل الهيكلي أن تحميه إذا بدأ الناس يشكون في أنه سيفعل ما يقول إنه سيفعله».

وقد رفض بعض مستشاري ترمب المخاوف بشأن سعيه إلى التدخل في بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقال سكوت بيسنت، أحد كبار مستشاريه الاقتصاديين، والرئيس التنفيذي لصندوق التحوط «كي سكوير غروب» إنه يريد فقط أن يكون صوتاً مسموعاً. وقال في مقابلة مع «بلومبرغ» إنه «يفهم أن استقلال البنك المركزي يرسخ توقعات التضخم طويلة الأجل التي ترسخ أسعار الفائدة طويلة الأجل».

وقال كيفن هاسيت، الذي شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترمب الأولى، في مقابلة مع «غولدمان ساكس» نُشرت في أكتوبر، إن الشكوك حول التنسيق بين الاحتياطي الفيدرالي والسلطة التنفيذية «يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ويجب على الإدارة المقبلة اختيار قيادة محايدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي».

تتجمع السحب العاصفة فوق مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن قبل عاصفة رعدية (رويترز)

تأثير موارب

ستأتي الطريقة الأكثر مباشرة لترمب للتأثير على بنك الاحتياطي الفيدرالي من خلال تعيين موظفين رئيسيين في السنوات المقبلة. قال بالفعل إنه لن يعيد تعيين باول، الذي تنتهي فترة ولايته في مايو (أيار) 2026. وتنتهي فترة ولاية محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوغلر في يناير (كانون الثاني) 2026، بينما يصبح منصب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي شاغراً في يناير 2028، وبالتالي، ستتاح لترمب الفرصة لتسمية المعينين لكل من هذه المناصب.

وقالت مصادر متعددة مقربة من حملة ترمب إن هاسيت قد يكون الخيار النهائي لترمب لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي. كما سيكون الرئيس المنتخب قادراً على ترشيح نائب رئيس للإشراف، وهو دور تنظيمي قوي يشرف على أكبر البنوك في البلاد. وقد عيّن الرئيس جو بايدن لهذا المنصب مايكل بار، الذي تنتهي ولايته في يوليو (تموز) 2026، وأثار بار انتقادات حادة من صناعة الخدمات المصرفية والجمهوريين بشأن اقتراح أولي لتعزيز رأس المال الذي يجب أن تحتفظ به البنوك.

وكتب مايكل فيرولي، كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في «جيه بي مورغان تشيس آند كو»، في مذكرة بحثية في أكتوبر، أن شاغلي منصب بار استقالوا بعد وقت قصير من انتخاب رئيس من الحزب المعارض. أضاف فيرولي: «إذا اتبع بار هذه السابقة بعد فوز ترمب، فيمكن للرئيس الجديد التأثير بسرعة على السياسة التنظيمية، حتى لو كان تأثيره على السياسة النقدية أقل مباشرة».