مئات البلاغات عن ممارسات فساد في الأجهزة الجزائرية

بعد سجن 3 رؤساء حكومة و20 وزيراً

رئيسة «السلطة العليا للوقاية من الفساد» سليمة مسراتي (موقع السلطة)
رئيسة «السلطة العليا للوقاية من الفساد» سليمة مسراتي (موقع السلطة)
TT

مئات البلاغات عن ممارسات فساد في الأجهزة الجزائرية

رئيسة «السلطة العليا للوقاية من الفساد» سليمة مسراتي (موقع السلطة)
رئيسة «السلطة العليا للوقاية من الفساد» سليمة مسراتي (موقع السلطة)

كشفت مسؤولة هيئة حكومية متخصصة في محاربة الفساد بالجزائر، عن تلقي مئات البلاغات عن ممارسات بالفساد في الأجهزة والمؤسسات العمومية، خلال العام 2022. وأطلقت السلطات، بعد رحيل الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة، عن الحكم عام 2019، حملة كبيرة ضد أكبر رموزه المدنيين والعسكريين، سجنت وأدانت العشرات منهم بتهم «الرشوة» و«تبديد المال العام».
وأكدت رئيسة «السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته»، سليمة مسراتي، يوم الاثنين للإذاعة الحكومية، أنها تلقت 466 بلاغاً عن الفساد في ظرف سنة، منها 177 بلاغاً مجهول المصدر. وكان الرئيس عبد المجيد تبون، ذكر، أن البلاغات مجهولة المصدر لن يتعامل معها القضاء، بذريعة أن «معظمها كيدي لا يعتد به». وقال، إن عدداً كبيراً من المسؤولين، تم سجنهم على أساس «رسائل من أشخاص مجهولين»، وهم في الحقيقية بريئون من الفساد، حسبما جاء في تصريحاته.
وأفادت مسراتي بأنها تشرف على الاجتماعات الدورية لـ«خلية المتابعة لدراسة التبليغات» بالهيئة التي ترأسها، «فتتم مراسلة الإدارات المشتكى منها أو السلطات الوصية، في حال توفرت هذه التبليغات على الشروط الشكلية وبناءً على معطيات تفيد بوجود شبهة الفساد». وسئلت عن القانون الذي صدر في أغسطس (آب) 2022، والذي بموجبه تم استحداث «سلطة لمحاربة الفساد»، قالت مسراتي، إنه «ينصّ بصريح العبارة على أنه لكل شخص معنوي أو شخص طبيعي، الحق في أن يبلغ السلطة العليا عن أفعال الفساد. ومن شروط قبول هذا التبليغ أن يكون مكتوباً وموقّعاً ومحدّد هوية من طرف مقدم التبليغ، ويكون التبليغ مؤسساً، أي يتطرق إلى أفعال تفيد بشبهة الفساد».
ويتضمن القانون، حسب رئيسة «السلطة»، إطلاق «وحدة مركزية لدى السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد، مخصصة للتحري الإداري والمالي في جريمة الثراء غير المشروع، المجرمة والمعاقب عليها في القانون، بالنسبة للموظف العمومي، وسيتم تفعيلها بمجرد استكمال إعداد هذا المشروع، ورفعه إلى رئاسة الجمهورية للموافقة». وتناولت في ردودها «الاستراتيجية الوطنية للشفافية 2023 - 2026»، التي اعتمدتها الحكومة، وقالت، إنها «من ضمن المشروعات المهمة ذات الأولوية». مبرزة، أنها «في مرحلتها الأخيرة، وستتم المصادقة عليها بنهاية الثلاثي الأول من السنة الجديدة».
وأضافت بأن «سلطة الوقاية من الفساد ومكافحته، هيئة دستورية من ضمن المؤسسات التي كُلّفت مهام الوقاية ومكافحة الفساد»، مؤكدة «تقيد الجزائر بالتزاماتها الدولية على غرار الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد، التي تمت المصادقة عليها بالجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2003 والتي صادقت عليها الجزائر سنة 2004. بالإضافة إلى منظومة من الاتفاقيات الأخرى مثل الاتفاقية الأفريقية والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد، التي تم وضعها سنة 2010 وصادقت عليها الجزائر سنة 2014».
وكان تبون أطلق وعوداً عدة خلال حملة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2019، من ضمنها «شن حرب على الفساد والمفسدين». وعندما أدخل تعديلات على الدستور عام 2020، استحدث «السلطة العليا للشفافية»، وهي هيئة جديدة تضاف إلى آليات أخرى عديدة، مثل «الديوان المركزي لقمع الفساد»، و«المفتشية العامة للمالية» و«مجلس المحاسبة»، زيادة على الدور الرقابي على المال العام، الذي يملكه البرلمان، وآليات مكافحة الفساد التي تتمتع بها أجهزة الشرطة والدرك والأمن الداخلي. ويوجد في السجن، عدد كبير من المسؤولين، من بينهم 3 رؤساء وزراء سابقين و20 وزيراً ورجال أعمال عدة، وضباط من الجيش، أدانتهم المحاكم في العامين الماضيين، بأحكام ثقيلة بالسجن، بناءً على تهم ذات صلة بتسيير الشأن العام خلال مرحلة حكم بوتفليقة (1999 – 2019).


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.