البرلمان العراقي يبدأ فصله التشريعي وسط خلافات حول اللجان والموازنة

TT

البرلمان العراقي يبدأ فصله التشريعي وسط خلافات حول اللجان والموازنة

يبدأ اليوم الاثنين الفصل التشريعي الجديد للبرلمان العراقي في ظل استمرار الخلافات سواء فيما يتعلق بطريقة توزيع اللجان البرلمانية أو الموازنة المالية لعام 2023. وفي الوقت الذي لم تعلن رئاسة البرلمان عن موعد استئناف الجلسات بيد أنها وطبقاً لمصادر غير رسمية لن تتعدى نهاية الأسبوع الحالي. وطبقاً للمصادر ذاتها فإن البرلمان الذي انتظر حتى آخر يوم من بدء فصله التشريعي أواخر العام الماضي ليمدد الفصل فإنه ينتظر وصولها الآن من رئاسة الوزراء بعد أن أنجزت الحكومة التفاصيل المتعلقة بها كافة. وكان البرلمان الذي تم التصويت على رئاسته خلال شهر فبراير (شباط) 2022 لم يتمكن من الاتفاق على توزيع اللجان البرلمانية طبقاً لمبدأ المحاصصة المعمول به وذلك بسبب تأخر تشكيل الحكومة حتى أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2022. كما لم يتمكن البرلمان على مدى عشرة شهور من إقرار الموازنة كون الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي تحولت إلى حكومة تصريف أعمال. وحيث كان من المتوقع حسم النقاط الخلافية بالموازنة لا سيما بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان فإن حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني لم تتمكن من حسمها الأمر الذي حال دون تقديم الموازنة إلى البرلمان قبل بدء عطلته التشريعية التي انتهت اليوم الاثنين.
وفي هذا السياق تحدث إلى «الشرق الأوسط» عدد من نواب البرلمان العراقي بخصوص طبيعة الخلافات بين القوى السياسية سواء ما يتعلق منها بالموازنة أو اللجان خصوصاً بعد توقيع القوى السياسية ما عرف بورقة الاتفاق السياسي التي أدت إلى تشكيل الحكومة الحالية. وفي هذا السياق، يقول عضو البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الدكتور ماجد شنكالي إن «البرلمان يتوجب عليه عند بدء هذه الدورة حسم اللجان البرلمانية بحيث لا يمكن أن تبقى تدار بطريقة الأكبر سناً وأتوقع أن هذه المسألة سوف تحسم سريعاً طبقاً للأوزان الانتخابية والاتفاقات السياسية بعيداً عن المهنية والكفاءة والاختصاص كونها مسألة سياسية بحتة مع الأسف الشديد» مبيناً أنه «كان ينبغي أن يكون، لا سيما في اللجان التخصصية، معيار الاختيار مهنياً يتعلق بالكفاءة والاختصاص وليس معياراً سياسياً». وأضاف شنكالي أن البرلمان عملياً ينتظر وصول الموازنة من الحكومة حيث إنه من المفروض ألا يتأخر وصولها كون الحكومة تمثل ائتلاف إدارة الدولة الذي شكلها، «وبالتالي فإنه حين تقر الموازنة داخل مجلس الوزراء فإن الأولى أن تقر بسرعة داخل البرلمان لأن الحكومة هي انعكاس لذلك». وحول التوافق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان يقول شنكالي إن «التوافق بين أربيل وبغداد كان موجوداً ضمن الاتفاق السياسي في إطار ائتلاف إدارة الدولة وكذلك في المنهاج الوزاري حيث سيتبين ما إذا كان هذا الأمر هو نفس ما تم الاتفاق عليه كما أشرت حيث لا يمكن الحديث عنه إلا بعد وصول الموازنة». من جهته، يقول عضو البرلمان العراقي المستقل ووزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق الدكتور عادل الركابي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك أولويات للبرلمان عند مباشرته عقد جلساته في غضون الأيام القليلة القادمة أهمها حسم اللجان البرلمانية حيث من غير المعقول مضي نحو سنة كاملة على بدء البرلمان الحالي عمله دون أن يتمكن من حسم اللجان الخاصة به حيث لم يجر التعود عليه من قبل مع أن الحكومة تشكلت قبل نحو شهرين وقد جرى العرف أن تتشكل اللجان البرلمانية بعد تشكيل الحكومة». وأضاف الركابي أن «الموازنة هي الآن لدى الحكومة كمشروع قانون وعندما يتم إرسالها إلى البرلمان سيباشر البرلمان فوراً بمناقشتها تمهيداً لإقرارها لأنه لا يمكن تأخير الموازنة أكثر مما تأخرت لأن الكثير من الأمور تتوقف على إقرار الموازنة مثل المشاريع وتحقيق البرلمان الحكومي حيث إن هذا كله يتوقف على إقرار الموازنة». وحول ما إذا كانت الخلافات بين بغداد وأربيل حسمت الأمر الذي يسهل إقرار الموازنة يقول الركابي إن «هناك وفداً كردياً مضت عليه أسابيع في بغداد ويتفاوض حول أمور كثيرة في مقدمتها الموازنة، وحسب المعلومات فإن الأجواء إيجابية في الغالب».
في السياق ذاته، أكد عضو البرلمان العراقي برهان المعموري أن «من الواجبات التي يتحتم على مجلس النواب إنجازها مع بداية الفصل التشريعي الثاني هو الانتهاء من تسمية جميع اللجان النيابية، إذ إن المجلس يستند في عمله على اللجان في مراقبة أداء مؤسسات الدولة وسن مقترحات ومشروعات القوانين». وأضاف المعموري، وهو نائب مستقل، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «المواطن العراقي ينتظر إقرار القوانين التي تصب في مصلحته، وفي مقدمتها (قانون الموازنة العامة) كونه يرسم السياسة المالية للبلد، وفي حالة تأخر وصوله إلى المجلس فإننا سنخاطب مجلس الوزراء لغرض إرساله بأسرع وقت ممكن».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».