مطالبات بحماية الدول الفقيرة من مخاطر «النفايات الفضائية»

بعد إعلان «ناسا» عن اقتراب سقوط قمر صناعي تابع لها

قطعة من حطام فضائي لمركبة أوروبية سقطت عام 2014 في سالينوبوليس بالبرازيل (أرشيفية)
قطعة من حطام فضائي لمركبة أوروبية سقطت عام 2014 في سالينوبوليس بالبرازيل (أرشيفية)
TT

مطالبات بحماية الدول الفقيرة من مخاطر «النفايات الفضائية»

قطعة من حطام فضائي لمركبة أوروبية سقطت عام 2014 في سالينوبوليس بالبرازيل (أرشيفية)
قطعة من حطام فضائي لمركبة أوروبية سقطت عام 2014 في سالينوبوليس بالبرازيل (أرشيفية)

لم تستبعد وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» فرصة سقوط حطام قمرها الصناعي «إيربس» الذي أطلق عام 1984 على أي شخص، رغم أنها أكدت في بيان أصدرته في 7 يناير (كانون الثاني)، أن هذا الاحتمال يظل ضعيفاً.
ووفقاً للوكالة، فإن معظم أجزاء القمر الصناعي الذي يبلغ وزنه 5400 رطل (2450 كيلوغراماً) سيحترق عند إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي للأرض، لكن من المتوقع أن تبقى بعض القطع على قيد الحياة، وقدرت الوكالة احتمالات الإصابة من الحطام المتساقط بنحو 1 في 9400، ورغم هذا الاحتمال الضعيف، فإن الأماكن المرشحة لاستضافة هذا الحطام، أعادت فتح ملف حماية الدول الفقيرة من مخاطر النفايات الفضائية.
وقدرت ناسا أن يقع القمر صباح يوم الاثنين، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يمر خلال مساره فوق أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ومناطق أقصى غرب أميركا الشمالية والجنوبية، وهو ما يثير مطالبات بضرورة تقديم تعويضات مناسبة للدول التي يسقط فيها الحطام، بغض النظر عن أنه أصاب بشراً أم لا.
وكما تدعو العديد من حكومات الجنوب إلى تعويضات المناخ من الدول الغربية لتعويض تأثير تغير المناخ الذي لم تتسبب فيه هذه الدول، يبدو أنه يمكن إضافة الخردة الفضائية إلى قائمة الجرائم المرتكبة من الغرب تجاه شعوب الجنوب العالمي.
وخلصت دراسة حديثة نشرتها دورية «نيتشر أسترونومي» في 11 يوليو (تموز)، إلى أن الفضلات الفضائية، لديها فرصة بنسبة 10 في المائة لوقوع ضحية واحدة أو أكثر على مدى عقد من الزمان، أو بعبارة أخرى، وفقاً لمُعدي الدراسة من جامعة فيكتوريا وجامعة كولومبيا البريطانية، هناك احتمال واحد من كل عشرة أن يشهد العقد القادم سقوط فضلات فضائية تقتل شخصاً ما في دول الجنوب العالمي. ولكن ما أشارت إليه الدراسة، هو مجرد جزء صغير من المشكلة، حيث إن جزءاً كبيراً من الحطام يحترق في الغلاف الجوي، وعند سقوطه في مناطق غير مأهوله يتسبب أيضاً في تدمير للبيئة بالمكان الذي سقطت فيه.
وتقول الدكتورة أليس جورمان، الأستاذة المشاركة في جامعة فلندرز في أديلايد بأستراليا، وهي رائدة في مجال علم آثار الفضاء في تقرير نشره «السبت» موقع «mashable »، إن «نحو 90 طناً من المركبات الفضائية القديمة تعاود دخول الغلاف الجوي للأرض كل عام، ومعظمها عبارة عن أجسام صاروخية متروكة في مدار حول الأرض، ورغم كل التأكيدات بأن الحطام سوف يسقط فوق المحيط أو المناطق غير المأهولة بالسكان، فإن في هذا السقوط آثاراً سلبية على البيئة، فضلاً عن أنه يسبب قلقاً للناس من احتمالات سقوط الحطام فوق رؤوسهم».
وتضيف أن غالبية الأرقام أظهرت سقوط الحطام الفضائي في بلدان حول وتحت خط الاستواء، وغالباً ما يشار إليها باسم (الجنوب العالمي)، والعديد من هذه البلدان، التي تشكل مناطق أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا، ليست تلك التي تطلق الأقمار الصناعية والصواريخ.
والمثير للغضب، كما يوضح أشرف شاكر، رئيس قسم بحوث الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الدول التي تطلق هذه الصواريخ والأقمار الصناعية، يمكنها استخدام تكنولوجيا متقدمة، لكنها مكلفة، للتحكم في إعادة دخول جسم الصاروخ أو القمر الصناعي، لكنها تختار الطريق الأسهل والأقل تكلفة بالسماح للحطام بالدخول إلى الغلاف الجوي، لتقوم بذلك الدول المطلقة الرئيسية بهذا الإجراء بتصدير المخاطر إلى بقية دول العالم.
ويقول شاكر لـ«الشرق الأوسط»: «أياً كانت نسبة المخاطر، يظل هناك خطر محتمل على سلامة الناس بالأرض، عندما يبقى جزء كبير من كتلة الحطام الفضائي سليماً ليشكل مخاطر جسيمة على الأرض، وفي البحر». ورغم وجود اتفاقية دولية عام 1972 تنص على تعويضات في حال تسبب الحطام الفضائي في الأضرار بحياة البشر، فإن المخاطر أكبر من مجرد وفاة شخص نتيجة سقوط حطام فضائي».
ويقول شاكر: «صحيح أن وفاة شخص بسبب حطام فضائي ستثير مزيداً من الاهتمام بهذه المشكلة، إلا أنه لا يجب الانتظار لحدوث ذلك، حتى نلتفت إلى الأخطار الأخرى التي يسببها الحطام الفضائي».


مقالات ذات صلة

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

العالم السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

أعلنت السلطات في ولاية تكساس، اليوم (الاثنين)، أنّها تلاحق رجلاً يشتبه بأنه قتل خمسة أشخاص، بينهم طفل يبلغ ثماني سنوات، بعدما أبدوا انزعاجاً من ممارسته الرماية بالبندقية في حديقة منزله. ويشارك أكثر من مائتي شرطي محليين وفيدراليين في عملية البحث عن الرجل، وهو مكسيكي يدعى فرانشيسكو أوروبيزا، في الولاية الواقعة جنوب الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي مؤتمر صحافي عقده في نهاية الأسبوع، حذّر غريغ كيبرز شريف مقاطعة سان خاسينتو في شمال هيوستن، من المسلّح الذي وصفه بأنه خطير «وقد يكون موجوداً في أي مكان». وعرضت السلطات جائزة مالية مقدارها 80 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح الوصول إل

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

أعلن مارات خوسنولين أحد نواب رئيس الوزراء الروسي، اليوم (الجمعة)، أنه زار مدينة باخموت المدمّرة في شرق أوكرانيا، وتعهد بأن تعيد موسكو بناءها، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال خوسنولين على «تلغرام»ك «لقد زرت أرتيموفسك»، مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً: «المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)
TT

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز «كايسيد» للحوار، على أهمية الحوار البنّاء في دفع عجلة التقدم العالمي، مشيراً إلى دور المجتمعات الدينية للتصدي لتحديات تغير المناخ «بفضل قيمها الراسخة في الرعاية والإنسانية والوحدة».

وقال الحارثي، خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان بالعاصمة الأذربيجانية باكو، تحت شعار «الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر»، إن «منتدى كايسيد العالمي للحوار» خلال مايو (أيار) الماضي، جسّد ذلك النهج بجمع قيادات دينية من مختلف أنحاء العالم للمشاركة بنشاط في صياغة حلول مستدامة.

وأضاف أن المركز يجمع بين المنظور الأخلاقي والروحي والعملي في مناقشة القضايا العالمية الملحة، وتهدف مشاركته بالقمة إلى تعزيز دور الأديان والجهات الفاعلة في حماية البيئة، مبيناً أن هذا الحدث يجسّد الدور الأساسي للمجتمعات الدينية في مكافحة أزمة تغير المناخ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة و«اتفاق باريس».

الحارثي استعرض استراتيجية المركز لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (كايسيد)

وتابع أمين عام «كايسيد»: «في ظل تفاقم أزمة المناخ، باتت الحاجة ماسة إلى تضافر الجهود العالمية، حيث تؤكد مشاركتنا في القمة التي تُمهّد لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، على التزامنا الدائم بدعم الحوار البنّاء والفعال».

وأشار إلى سعي «كايسيد»، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة، لجمع وجهات النظر المتباينة من أجل صياغة حلول مستدامة للتحديات البيئية، و«هو ما يؤكد على الدور المحوري للشراكات بين أتباع الأديان في تحمل المسؤولية المشتركة عن حماية كوكب الأرض».

وبيّن الحارثي أن المركز أكد خلال القمة على أبرز مشاركاته ضمن هذا الإطار، ومنها منتداه العالمي كخطة للتغيير، حيث «يدرك أهمية التعاون بين التحالفات الدينية والعلمانية في مواجهة التحديات العالمية المتشابكة»، منوهاً أن المنتدى «يوفّر منصة فريدة لجمع القادة الدينيين والخبراء لمناقشة القضايا الملحة، وإيجاد حلول مبتكرة، وقد أثبت نجاحه في توحيد الأصوات الدينية حول العالم عبر مبادرات تجمع بين حماية البيئة، وقدرة التكيف مع التغيرات المناخية».

الحارثي أكد أهمية دور المجتمعات الدينية في التصدي لتحديات تغير المناخ (كايسيد)

وأضاف: «يسعى برنامج كايسيد للزمالة إلى تمكين قادة الحوار من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للمشاركة الفعالة في الحوار العام، وصياغة السياسات»، موضحاً أن «تأثيره يمتد إلى أكثر من 50 مبادرة عالمية تهدف إلى تعزيز الحوار حول المناخ وبناء السلام، وإيصال أصوات المجتمعات المحلية».

وأشار الأمين العام لـ«كايسيد» إلى أن استراتيجية المركز لعام 2025 «تؤكد على أهمية المناطق ذات المشاركة البرنامجية المحدودة، خاصة منطقتي القوقاز وأميركا اللاتينية، كمراكز للحوار التحويلي»، مضيفاً: «بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، سعينا إلى تنفيذ مبادرات لدعم التربية البيئية عبر التعلم الإلكتروني، وهناك مناقشات لتوسيع النطاق».

وزاد: «من خلال تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، والتركيز على النمو المستدام، والعمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يساهم (كايسيد) في إلهام المجتمعات المتنوعة نحو العمل المستدام والأخلاقي»، متابعاً: «الحوار الذي يقوده المركز يتجاوز كونه مجرد مهمة، بل هو دعوة مفتوحة للمجتمعات الدينية لتولي دور قيادي في صياغة مستقبل أفضل»، كما أنه «بالتعاون مع شركائه العالميين، لا يكتفي بالمشاركة في الحلول العالمية، بل يسعى بفاعلية لصياغتها وتنفيذها».

الحارثي طرح رؤية المركز في القمة العالمية لقادة ورموز الأديان (كايسيد)

وجدّد الحارثي تأكيد «كايسيد» على أهمية منصات الحوار العالمية، والتطلع للمشاركة في القمم المستقبلية، خاصة مع تولي البرازيل رئاسة الدورة المقبلة عام 2025 «انطلاقاً من التوسعات البرامجية التي يطلقها المركز في المنطقة، وحرصه على تطوير استراتيجية إقليمية شاملة».