«خليجي البصرة» يرفع آخر معوقات الانفتاح بين العراق وأشقائه العرب

السوداني يعيد النظر في إجراءات افتتاح البطولة

عراقيون يمرون قرب مبنى رُفعت عليه أعلام عملاقة للدول الخليجية في البصرة الخميس الماضي (أ.ف.ب)
عراقيون يمرون قرب مبنى رُفعت عليه أعلام عملاقة للدول الخليجية في البصرة الخميس الماضي (أ.ف.ب)
TT

«خليجي البصرة» يرفع آخر معوقات الانفتاح بين العراق وأشقائه العرب

عراقيون يمرون قرب مبنى رُفعت عليه أعلام عملاقة للدول الخليجية في البصرة الخميس الماضي (أ.ف.ب)
عراقيون يمرون قرب مبنى رُفعت عليه أعلام عملاقة للدول الخليجية في البصرة الخميس الماضي (أ.ف.ب)

فيما اعتذر الاتحاد العراقي لكرة القدم لاتحاد كرة القدم الكويتي بشأن الملابسات التي رافقت افتتاح بطولة «خليجي البصرة 25» وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتحليل أحداث افتتاح كأس البطولة في محافظة البصرة.
وقال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، أمس السبت، في مؤتمر صحفي إن «السوداني وجه بإجراء تحليل شامل لما حصل في حفل افتتاح خليجي 25»، لافتا إلى أن «ما حدث أول من أمس في الأمور التنظيمية لخليجي 25 لن يتكرر».
وأضاف وزير الداخلية: «أعدنا تنظيم الخطة الأمنية بشكل كامل في محافظة البصرة» مبينا أنه «كان للمرور جهد كبير في تنظيم بطولة كأس الخليج من خلال تنظيم السير وتنظيم الطرق مما أسفر عن انسيابية عالية في السير». وختم الشمري بالقول، «إننا نسعى للوصول إلى تنظيم متكامل دون أي شائبة». إلى ذلك، قال رئيس الاتحاد العراقيّ عدنان درجال في المؤتمر، «إننا حريصون على تصحيح ما حدث في افتتاح خليجي 25 ونقدم اعتذارنا لما حصل خلال الافتتاح... مثل هذه الأمور تحصل والأخطاء واردة، وتم إعادة النظر بالتنظيم».
وقدم الاتحاد العراقي لكرة القدم، اعتذارا للوفدِ الكويتي لما واجهه من صعوباتٍ في دخول ملعب جذع النخلة بمدينة البصرة، وما نتج عنه من مغادرة ممثل أمير دولة الكويت رئيس اللجنة الأولمبيّة الشيخ فهد الناصر، وكذلك رئيس الاتحاد الكويتي وأعضاء مجلس الإدارة، للملعب، خلال حفل افتتاح البطولة.
وأعرب الاتحاد، في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية «عن أسفه الشديد لخُروج بعض الأمور التنظيميّة عن إطارها الصحيح في مراسيم افتتاح فعاليات البطولة». وعبر رئيس الاتحاد، عدنان درجال، بحسب البيان، عن أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيري التي حدثت أمام الملعب وداخل المقصورةِ الرئيسية، مؤكداً أن الاتحاد العراقي والقائمين على تنظيم البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدثَ لضمان ظهور العملية التنظيمية في أفضل صورة ابتداءً من مبارياتِ اليوم الثاني للبطولة.
وأشار درجال إلى أن «ما حدثَ من أمورٍ تنظيميةٍ لن يؤثر على متانةِ العلاقة بين العراق والكويت، وبالأخص على المستوى الرياضي»، لافتاً إلى أن «الاتحاد الكويتيّ كان من أشد الداعمين لإقامةِ البطولة في مدينةِ البصرة».
إلى ذلك، وفي المجالين الرسمي والشعبي قد كسرت البطولة آخر حاجز نفسي بين العراق وأشقائه العرب وفي مقدمتهم أبناء الخليج العربي، الذين توافدوا خلال الأيام الأخيرة إلى مدينة البصرة. ومع أن أعدادا منهم واصلت تجوالها في باقي المدن العراقية وخاصة العاصمة العراقية، بغداد، حيث وجدت أعداد كبيرة من دول الخليج في بعض شوارعها مثل الرشيد والمتنبي.
وفيما رحب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحرارة بالوفود الخليجية، عادا ذلك في الكلمة التي افتتح بها البطولة «لحظات تاريخية» و«لوحة لها دلالاتها في الأخوة والتآخي بين الأشقاء العرب الخليجيين» فإنه عكس في الوقت نفسه الارتباط بين العراق وعمقه العربي، بعد أن فشلت سياسات التمييز الطائفي خلال الفترة الماضية من الحيلولة دون أن يعيش العراقيون والخليجيون لحظة التواصل بينهم بعد قطيعة قسرية استمرت أكثر من عقد ونصف من الزمن.


مقالات ذات صلة

المنتخب السعودي يشارك بالأساسي في «خليجي 26»

رياضة سعودية رينارد سيشارك بالفريق الأساسي لتجهيز لتصفيات كأس العالم (أ.ف.ب)

المنتخب السعودي يشارك بالأساسي في «خليجي 26»

يتأهّب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم للمشاركة بالمنتخب الأول في بطولة كأس الخليج العربي بنسختها السادسة والعشرين التي تستضيفها الكويت خلال الفترة

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عربية عبد الرحمن المطيري وزير الرياضة والشباب الكويتي (كونا)

وزير الشباب الكويتي لـ«الشرق الأوسط»: جاهزون لاستضافة كأس الخليج

أكد عبد الرحمن المطيري، وزير الرياضة والشباب الكويتي، استفادة بلاده بشكل كبير من التجارب السابقة في تنظيم المباريات، وذلك خلال مواجهة الكويت وكوريا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الرياضة الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني)

علي القطان (الكويت)
رياضة سعودية تقام البطولة خلال الفترة بين 21 ديسمبر و3 يناير المقبلَين (الشرق الأوسط)

«قرعة خليجي 26»: متوازنة للأخضر... ونارية في «الأولى»

أسفرت قرعة بطولة «كأس الخليج العربي»، بنسختها الـ26، عن مجموعة بدت متوازنةً للمنتخب السعودي، في حين تظهر الأمور أكثر نديةً في المجموعة الأولى.

علي القطان (الكويت )
رياضة عربية ثمانية منتخبات ستشارك في خليجي 26 بالكويت (الشرق الأوسط)

قرعة «خليجي 26» تسحب اليوم... والأخضر في المستوى الثاني

أعلن الاتحاد القطري لكرة القدم أنه سيتم اليوم السبت سحب قرعة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) والتي ستُقام في الكويت في نهاية العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.