محادثات أمنية تسبق قمة بايدن ـ كيشيدا الأسبوع المقبل في واشنطن

أميركا تستعد لتعزيز التحالف مع اليابان

رئيس الوزراء الياباني لدى عقده مؤتمراً صحافياً الأربعاء (أ.ب)
رئيس الوزراء الياباني لدى عقده مؤتمراً صحافياً الأربعاء (أ.ب)
TT

محادثات أمنية تسبق قمة بايدن ـ كيشيدا الأسبوع المقبل في واشنطن

رئيس الوزراء الياباني لدى عقده مؤتمراً صحافياً الأربعاء (أ.ب)
رئيس الوزراء الياباني لدى عقده مؤتمراً صحافياً الأربعاء (أ.ب)

يشارك وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن في محادثات أمنية مع نظيريهما اليابانيين هاياشي يوشيماسا وهامادا ياسوكازو، قبل يوم واحد من وصول رئيس الوزراء الياباني روميو كيشيدا إلى واشنطن لعقد لقاء قمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في ظل سعي اليابان لتوسيع جيشها وتعميق تحالفها مع الولايات المتحدة، وسط ازدياد نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ومن المقرر أن يبدأ كيشيدا، الاثنين المقبل، رحلة تشمل كلاً من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكندا، على أن تختتم، في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي في الولايات المتحدة، علماً بأن كل هذه البلدان من مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى التي تشمل اليابان. وسيتوجه وزيرا الخارجية والدفاع اليابانيان، الأسبوع المقبل، إلى واشنطن للاجتماع مع نظيريهما الأميركيين، الأربعاء، في إطار اللجنة الاستشارية الأمنية الأميركية اليابانية لعام 2023، أو المحادثات الأمنية المعروفة أيضاً باسم «2 2».
وفي اليوم التالي، من المقرر أن يجتمع بايدن مع كيشيدا، والتقى الزعيمان آخِر مرة خلال اجتماعات «مجموعة العشرين» للدول الأغنى عالمياً في جزيرة بالي بإندونيسيا. وستكون زيارة كيشيدا لواشنطن هي الأولى له بصفته رئيساً للوزراء. وأفاد مسؤولون يابانيون بأنه من المتوقع أن تركز محادثات «2 2» على استراتيجيات الأمن القومي الجديدة، التي أصدرتها اليابان في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكيف يخطط الحليفان لمعالجة المخاوف الأمنية، بما في ذلك الصين وكوريا الشمالية وروسيا.
وقال هامادا، للصحافيين في طوكيو: «سنناقش تعزيز قدرة الردع والاستجابة للتحالف الياباني الأميركي، بينما نأخذ في الاعتبار وثائق استراتيجيتنا الجديدة». وأوضح أنه سيعقد مع أوستن محادثات دفاعية ثنائية بشكل منفصل، الخميس المقبل؛ لمناقشة تفاصيل كيف يمكن لجيشيهما توسيع وتعميق عملياتهما.
ورداً على سؤال عما إذا كانت المناقشات تشمل مراجعة المبادئ الدفاعية الحالية بناء على دور اليابان الأكثر دفاعية، أفاد هامادا بأنه لم يُتخذ قرار في شأن أي شيء.
وتبنّت اليابان، في ديسمبر، مجموعة من 3 وثائق استراتيجية أمنية ودفاعية تخرج عن موقف الدفاع عن النفس فقط. وبموجب الاستراتيجيات الجديدة، تتعهد اليابان ببناء قدرتها على الهجوم المضاد بصواريخ كروز البعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ من طراز توماهوك الأميركية الصنع التي يمكنها الوصول إلى أهداف محتملة في الصين، ومضاعفة ميزانيتها الدفاعية في غضون 5 سنوات، وتعزيز تطوير الأسلحة المتقدمة.
ورحب المسؤولون الأميركيون باستعداد اليابان لتولّي دور أكثر هجومية، بينما يقول الخبراء إنه يمكن أن يساعد أيضاً في توسيع التعاون مع أستراليا؛ الشريك الدفاعي الإقليمي الرئيسي لكل من اليابان والولايات المتحدة. وقال كيشيدا أخيراً إن محادثاته مع بايدن ستؤكد قوة التحالف الياباني - الأميركي، وتسلط الضوء على توثيق التعاون بين البلدين في إطار استراتيجيات الأمن والدفاع اليابانية الجديدة التي جرى تبنّيها، الشهر الماضي. وأوضح أن التنسيق مع قادة مجموعة السبع الآخرين قبل قمة هيروشيما التي سيستضيفها في مايو (أيار) المقبل هو هدف رئيسي من رحلته، لكن المسؤولين اليابانيين لفتوا إلى أن محادثاتهم ستركز أيضاً على التعاون الأمني والعسكري.
وكشف مسؤولون أن كيشيدا يسعى إلى استمرار الانخراط العسكري للدول ذات التفكير المماثل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتوسيع تعاونها في مواجهة الصين. كما يريد كيشيدا تأكيد وحدة مجموعة السبع في التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويخطط كيشيدا لمناقشة تعميق العلاقات الأمنية مع فرنسا من خلال التدريبات العسكرية المشتركة. وسيكون التطوير والإنتاج المشترك لليابان لطائرتها المقاتلة من الجيل التالي من طراز «إف إكس» مع إيطاليا وبريطانيا لنشرها عام 2035 على رأس جدول الأعمال خلال زيارته في روما ولندن حيث يسعيان إلى زيادة توسيع علاقاتهما العسكرية.
ويُعدّ التحالف بين الولايات المتحدة واليابان حجر الزاوية الدائم لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة. وستناقش الولايات المتحدة واليابان رؤيتهما المشتركة لتحالف حديث يتصدى لتحديات القرن الحادي والعشرين في المنطقة وحول العالم.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)
يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)
TT

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)
يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

أكد المحققون الفيدراليون أن العسكري الذي قضى انتحاراً في شاحنة صغيرة من طراز «سايبرتراك» خارج فندق ترمب في مدينة لاس فيغاس الأميركية، كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، مشددين على عدم وجود أي صلة بين الحادثة و«الإرهاب».

يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

وأطلق ماثيو ليفلسبيرغر (37 عاماً)، العنصر في القوات الخاصة الأميركية، النار على نفسه يوم رأس السنة، وهو في شاحنة مستأجرة من طراز «سايبرتراك» التي تنتجها شركة «تسلا»، تحمل حاويات وقود صغيرة ومفرقعات، ما لبثت أن انفجرت وأتت نيرانها على المركبة. وأسفر الانفجار عن جرح 7 أشخاص.

وقال سبنسبر إيفانز من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في مؤتمر صحافي الجمعة: «على الرغم من أن هذه الحادثة علنية ومثيرة أكثر من المعتاد، فإنها في نهاية المطاف حالة انتحار مأساوية لمحارب قديم... كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة ومسائل أخرى».

يقف ضباط إنفاذ القانون خلف شريط أصفر بالقرب من مدخل برج ترمب بعد أن اشتعلت النيران في شاحنة «تسلا سايبرتراك» وانفجرت خارج بهو فندق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (د.ب.أ)

وشدد على أن المحققين لم «يحددوا أي رابط بين هذا الشخص وأي تنظيم إرهابي»، مشيراً إلى أن بعض القضايا الشخصية أو العائلية قد تكون أسهمت في إقدامه على الانتحار.

وأشار المحققون إلى أنهم ما زالوا في طور الكشف على الأجهزة العائدة ليفلسبيرغر، لكنهم عثروا في هاتفه على رسالتين يتحدث فيهما عن «عبء» قتل أشخاص آخرين وأمور أخرى.

وشدد إيفانز على أن سائق الشاحنة لم يكن لديه أي «عداء» تجاه الرئيس المنتخب دونالد ترمب، رغم أن الحادثة وقعت قرب فندق يحمل اسمه.

وفي حين أتى الحريق في السيارة على جثمان ليفلسبيرغر بالكامل تقريباً، أكد شريف شرطة لاس فيغاس كيفن ماكماهيل، أنه أمكن التعرف إلى جثته من خلال سجلات الأسنان والحمض النووي.

وأشار إلى أن المحققين يواصلون العمل على تحديد مسار الأحداث، لكن إلى الآن يبدو أن إطلاق ليفلسبيرغر النار على نفسه والانفجار الذي أدى لاشتعال النيران في الشاحنة كانا «متزامنين».

وجدد إيفانز بدوره تأكيد عدم وجود أي صلة بين حادثة لاس فيغاس وعملية الدهس التي وقعت في مدينة نيو أورلينز في 1 يناير (كانون الثاني) كذلك، حين قام جندي سابق في الجيش الأميركي مناصر لتنظيم «داعش»، بدهس حشد من الناس يحيون بداية السنة الجديدة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً.