ضغوط إيرانية على العراق لملاحقة المسؤولين عن اغتيال سليماني أمام المؤسسات الدولية

بحجة أنه «البلد المضيف»... وأن قائد «فيلق القدس» جاء بدعوة من حكومته

بقايا السيارة التي قتل فيها سليماني والمهندس في الغارة الأميركية (أ.ب)
بقايا السيارة التي قتل فيها سليماني والمهندس في الغارة الأميركية (أ.ب)
TT
20

ضغوط إيرانية على العراق لملاحقة المسؤولين عن اغتيال سليماني أمام المؤسسات الدولية

بقايا السيارة التي قتل فيها سليماني والمهندس في الغارة الأميركية (أ.ب)
بقايا السيارة التي قتل فيها سليماني والمهندس في الغارة الأميركية (أ.ب)

بعد يوم من تنظيم «هيئة الحشد الشعبي» وعدد من الفصائل المسلحة الموالية لإيران احتفالية لإحياء الذكرى الثالثة لمقتل قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، جددت طهران مطالبتها الحكومة العراقية بالكشف عن «القتلة». وفي الوقت الذي عد فيه السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، أن علاقات بلاده مع العراق «تاريخية»، فإن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، طالب، أمس (الأربعاء)، القضاء العراقي، بملاحقة آمري اغتيال سليماني أمام المؤسسات الدولية، باعتبار العراق الدولة المضيفة والبلد الذي وقعت على أراضيه هذه الحادثة.
وقال ولايتي في نداء وجهه إلى المؤتمر الدولي الأول لاغتيال سليماني، الذي انعقد في طهران، إن «العملية الأميركية باغتيال الفريق سليماني الذي سافر إلى العراق تلبية لدعوة الحكومة العراقية هي خرق فاضح للقوانين الدولية وتعتبر جريمة علنية حسب ميثاق (المحكمة الجنائية الدولية)». وعد ولايتي تنفيذ عملية الاغتيال «يخالف العديد من القوانين والأعراف الدولية، ومنها المادتان الأولى والثانية لميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة منع وتجريم المتمتعين بالحصانة الدولية، ومنهم المندوبون الدبلوماسيون، والمقرر في عام 1973»، مضيفاً: «نتوقع بعد مضي 3 سنوات من هذه الحادثة أن يقوم القضاء العراقي بالعمل على إصدار حكم عادل ضد آمري اغتيال سليماني، باعتبار العراق الدولة التي وقعت الجريمة على أراضيها».
وبالتزامن مع دعوة ولايتي، فقد التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، الخميس. وطبقاً لبيان رئاسي، فإنه في الوقت الذي وصف آل صادق العلاقات بين بلاده والعراق بأنها «تاريخية»، فإن اللقاء لم يتضمن أي إشارة إلى مقتل سليماني وما إذا كانت بغداد اتخذت إجراءات بهذا الصدد بعد مرور 3 سنوات على حادثة الاغتيال التي وقعت فجر الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020 بالقرب من مطار بغداد الدولي، وطالت أيضاً نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، أبو مهدي المهندس، الذي لم يكن مدرجاً على لائحة الاغتيال الأميركية، لكنه كان في استقبال سليماني بالمطار. وفي الوقت الذي لم تمارس طهران ضغوطاً في عهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي مكتفية في وقتها بتقديم أدلة على قيام الأميركيين بعملية الاغتيال مع اتهامات لعدد من العناصر لم يُكشف عنهم، فإنها، وفقاً لتصريحات المسؤولين الإيرانيين، راضية عن الإجراءات التي قامت بها الحكومة العراقية السابقة. وتثير ضغوط طهران على الحكومة العراقية الحالية في وقت تحسب «قوى الإطار» على معسكرها تساؤلات لدى المراقبين السياسيين بشأن الدوافع التي تجعل إيران تزيد من هذه الضغوط في وقت تنقسم «قوى الإطار» حيال كيفية قيام علاقة مع واشنطن.
وفي وقت يُتوقع أن يقوم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بزيارة إلى واشنطن لم يحدد موعدها بعد، فإن قوى في «الإطار التنسيقي» لا تزال توجه اتهامات إلى قيادات في جهاز المخابرات العراقية للضلوع في عملية الاغتيال، لكنها لا تقدم أي أدلة على ذلك. وبينما تصر طهران على أن سليماني كان ضيفاً على الحكومة العراقية بصفة دبلوماسي، فإنه في الوقت الذي أعلن رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي أنه كان على موعد مع سليماني صبيحة مقتله، فإن الحكومات العراقية السابقة، وبعد بدء عمليات القتال ضد تنظيم «داعش» عام 2014، كانت تبرر وجود سليماني في العراق وجولاته في مناطق القتال بأنه يعمل بصفة مستشار لدى الحكومة العراقية.
إلى ذلك، وطبقاً لتقرير لصحيفة «واشنطن تايمز»، فإن «الأحداث التي سبقت اغتيال سليماني والمهندس شهدت تصعيداً من قبل فصائل المقاومة العراقية، حيث تعرضت قواعد الولايات المتحدة في العراق لهجمات صاروخية، رداً على الضربات الجوية الأميركية على مواقع فصائل «الحشد الشعبي».
وأضاف أن «السفارة الأميركية في بغداد شهدت مظاهرات عارمة احتجاجاً على الضربات الجوية، وكنا نخشى اقتحام المبنى عندما اتصلت غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وقالت إن سفارتها في بغداد تتعرض للهجوم. وبدأت السفارة الأميركية في بغداد بإتلاف الوثائق، وهو مؤشر على وجود مخاوف من سقوطها». وتابع التقرير أن «مستشار الأمن القومي الخاص بالرئيس اتصل وأيقظ نائب الرئيس في الساعات التي تلت ذلك، وبقي على اتصال مستمر مع نائب الرئيس، وكذلك فعل مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين مع الرئيس». وواصل أنه «في الساعات التي تلت ذلك، أراد ترمب أن يعرف مَن يقف وراء هذه الهجمات».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل مسؤول «العمليات الخارجية» في تنظيم «داعش»

عناصر من تنظيم داعش (أرشيفية- أ.ف.ب)
عناصر من تنظيم داعش (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT
20

رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل مسؤول «العمليات الخارجية» في تنظيم «داعش»

عناصر من تنظيم داعش (أرشيفية- أ.ف.ب)
عناصر من تنظيم داعش (أرشيفية- أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس (الجمعة)، أن قوات الأمن العراقية تمكنت من قتل قيادي كبير في تنظيم «داعش»، مسؤول خصوصاً عن «العمليات الخارجية».

ورغم إعلان العراق عام 2017 هزيمة التنظيم على أراضيه، إلا أن خلاياه ظلت ناشطة وتنفذ هجمات متفرقة ضد الجيش والشرطة العراقيين.

وقال السوداني عبر منصة «إكس»، إن «الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى أبو خديجة يعد أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم».

وأضاف أن الرفيعي الذي استهدف بعقوبات أميركية في صيف عام 2023، «كان يشغل منصب ما يسمى والي العراق وسوريا» في التنظيم المتطرف.

ولم يذكر السوداني متى قُتل الرفيعي، لكنه أشاد بالعملية التي نفذتها الاستخبارات العراقية بالتعاون مع التحالف المناهض للتنظيم بقيادة الولايات المتحدة في العراق.

من جهتها قالت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) في بيان على منصة «إكس»، إنه «في 13 مارس (آذار)، نفّذت قوات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، بالتعاون مع قوات الاستخبارات والأمن العراقية، ضربة جوية دقيقة في محافظة الأنبار بالعراق، أسفرت عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم داعش، وقائد العمليات وأمير اللجنة المفوضة، عبد الله مكي مصلح الرفاعي، المعروف باسم أبو خديجة، بالإضافة إلى أحد عناصر داعش».

وأضافت سنتكوم: «بصفته أمير اللجنة المفوضة التي تُعتبر أعلى هيئة لاتخاذ القرار داخل تنظيم داعش، كان أبو خديجة مسؤولاً عن العمليات واللوجستيات والتخطيط التي ينفذها التنظيم على المستوى الدولي، كما كان يدير جزءاً كبيراً من تمويل أنشطة داعش حول العالم».

وتابعت في بيانها: «بعد الضربة الجوية، تحركت قوات القيادة المركزية الأميركية والقوات العراقية إلى موقع الاستهداف، حيث تم العثور على جثتي عنصرين لداعش. وكان كلا الإرهابيين يرتدي أحزمة ناسفة غير منفجرة، وكان بحوزتهما أسلحة عدة وتمكنت القوات من التعرف إلى أبو خديجة عبر تطابق الحمض النووي الذي تم جمعه خلال مداهمة سابقة كان قد نجا منها».

وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية: «كان أبو خديجة أحد أهم قادة داعش على المستوى الدولي للتنظيم. سنواصل القضاء على الإرهابيين وتفكيك تنظيماتهم التي تهدد وطننا وأفرادنا من القوات الأميركية، والحلفاء، والشركاء في المنطقة وخارجها».

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من جهته على منصته «تروث سوشل»: «اليوم قُتل الزعيم الهارب لتنظيم داعش في العراق. طارده مقاتلونا البواسل بلا هوادة. وأُنهِيَت حياته البائسة، مع عضو آخر في داعش، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان».