عشرات الضحايا في تفجير سيارتين مفخختين وسط الصومال

تبنته «حركة الشباب» رداً على هجوم العشائر والجيش

موقع تفجير سيارتين مفخختين في مقديشو في 29 أكتوبر 2022 (إ.ب.أ)
موقع تفجير سيارتين مفخختين في مقديشو في 29 أكتوبر 2022 (إ.ب.أ)
TT

عشرات الضحايا في تفجير سيارتين مفخختين وسط الصومال

موقع تفجير سيارتين مفخختين في مقديشو في 29 أكتوبر 2022 (إ.ب.أ)
موقع تفجير سيارتين مفخختين في مقديشو في 29 أكتوبر 2022 (إ.ب.أ)

سقط عشرات الضحايا، أمس، بهجومين متزامنين بسيارتين مفخختين في بلدة محاس، وسط الصومال، تبنتهما «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وتحدثت عن سقوط أكثر من مائتي ضحية بين عناصر الجيش والميليشيات المؤيدة للحكومة.
ونفذ الهجومان في بلدة محاس الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر من العاصمة مقديشو في محافظة حيران، حيث بدأ هجوم واسع ضد حركة «الشباب» قبل أشهر بقيادة قوات من العشائر والجيش الصومالي.
وقال مومن حلني، رئيس مديرية محاس، بأن «الهجمات الإرهابية تسببت في سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين». وأبلغ إذاعة مقديشو الحكومية بأن «القوات الحكومية أحبطت هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين على المدينة بإقليم هيران وسط البلاد». وأوضح أن التفجير الأول وقع قرب منزله، بينما وقع الثاني على بعد أمتار من منزل يقيم فيه نائب في البرلمان، لم يكن موجودا لحظة وقوع التفجير، الذي تسبب في خسائر بشرية معظمها مدنيون، لم يكشف عددهم.
وأعلن عثمان نور، قائد شرطة محاس، أن «مدنيين» قتلوا في التفجيرين، متهما حركة «الشباب» باستهداف المدنيين بعد أن منيت بهزائم في القتال مع قوات الجيش.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن «الأماكن التي استهدفتها التفجيرات مناطق تجارية (مطاعم وأسواق)». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بالشرطة قوله إن عدد القتلى بلغ 35.
وكانت وكالة «الصحافة الفرنسية» نقلت عن محمد معلم آدم، وهو قائد مجموعة مسلحة محلية مرتبطة بالقوات الحكومية، في محاس قوله إن «19 شخصاً، بينهم عناصر في القوات الأمنية ومدنيون، قتلوا في التفجيرين». فيما قال عبد الكريم حسن، وهو أحد أعيان محاس إن «قرابة 20 شخصاً قتلوا في التفجيرين».
وقال محمود سليمان وهو من وجهاء المنطقة إن 52 شخصاً أصيبوا بجروح و«نقل غالبيتهم إلى مقديشو للعلاج».
وأكد مسؤولون أمنيون وزعماء محليون إن قاعدتين عسكريتين استهدفتا في محاس.
وأعلنت «الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجومين. وزعمت مقتل 87 وإصابة 130 من عناصر الجيش والميليشيات المساعدة وحرق 13 مركبة مزودة بمدافع. وتزامن الهجوم الدامي الجديد، مع اجتماع موسع عقده حمزة عبدي بري، رئيس الحكومة الصومالية أمس في العاصمة مقديشو، لمناقشة الوضع الأمني وحظر الأسلحة المفروض على الصومال لفترة طويلة.
وأكد رئيس الحكومة أن «حكومته ملتزمة بالقضاء على (الإرهابيين)، ومواصلة جهود محاربة (الإرهاب)». وقال إن «وقت (الإرهابيين) ينفد الآن»، مشيرا إلى أن «الحكومة ستبذل قصارى جهدها لرفع حظر الأسلحة المفروض على البلاد». واقترح الاجتماع تشكيل لجنة تنفيذية وأخرى فنية لتنفيذ الأهداف المخططة للحكومة الصومالية لضمان رفع حظر الأسلحة بالكامل في غضون عام.
ويتعرض متمردو حركة الشباب لضغوط منذ أغسطس (آب) الماضي، عندما شن الرئيس حسن شيخ محمود هجوما عسكريا بعد وقت قصير من توليه منصبه.
وتقول الحكومة إنها قتلت المئات من مقاتلي الشباب واستعادت السيطرة على عشرات التجمعات السكنية. كما تلقت القوات الحكومية وقوات العشائر دعما من قوات الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وأدانت مصر الهجومين الإرهابيين في بلدة محاس وسط الصومال. وأعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية «عن خالص التعازي والمواساة لحكومة وشعب جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، ولذوي ضحايا هذا الهجوم المشين» متمنية الشفاء العاجل للمصابين. وأكدت: «تضامنها ودعمها الكامل لدولة الصومال الشقيقة في مواجهة كافة أشكال التطرف والإرهاب»، داعيةً إلى «تضافر جهود المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب وتجفيف منابعه».
- «حرب شاملة»
مطلع يوليو (تموز) هبت العشائر في محافظة حيران ضد المتمردين. وأرسلت حكومة حسن شيخ محمود التي توعدت بـ«حرب شاملة» ضد الإرهابيين، الجيش في سبتمبر (أيلول) لدعم فصائل العشائر المعروفة باسم «مكاويسلي».
وسمح هذا الهجوم، المدعوم من قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال وبغارات جوية أميركية، باستعادة مناطق شاسعة في ولايتين في وسط البلاد، هما هيرشابيل، حيث تقع حيران، وغالمودوغ.
وأكدت الحكومة مطلع ديسمبر (كانون الأول) أنها سيطرت على عدن يابال، وهي منطقة رمزية في هيرشابيل تحتلها «حركة الشباب» منذ عام 2016 ووصفت على أنها «ساحة تدريب» ونقطة لوجيستية للمتمردين في المنطقة.
لكن مقاتلي الشباب ما زالوا يشنون هجمات دامية انتقاما.
في 29 أكتوبر انفجرت سيارتان مفخختان، بفارق دقائق، في العاصمة مقديشو، ما أسفر عن مقتل 121 شخصاً وإصابة 333 آخرين في أعنف هجوم في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي منذ خمس سنوات.
كما أدى هجوم ثلاثي في بلدوين عاصمة حيران إلى مقتل 30 شخصاً، منهم مسؤولون محليون مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، وكان ما لا يقل عن 21 من نزلاء فندق في مقديشو قتلوا في أغسطس (آب) في هجوم نوعي استمر 30 ساعة.
يظهر الهجوم الدامي في محاس، أن المتمردين ما زالوا قادرين على توجيه ضربات في قلب المدن وللمنشآت العسكرية الصومالية.
تحارب «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الحكومة الفيدرالية التي تحظى بدعم المجتمع الدولي. وإن أمكن إخراجهم من المدن الرئيسية في البلاد في 2011 - 2012، ما زال المتمردون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة.


مقالات ذات صلة

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا عنصرا أمن يقتادان منفذ هجوم الطعن في زولينغن إلى التحقيق (د.ب.أ)

حملة تفتيش جديدة للشرطة الألمانية على خلفية هجوم إرهابي

على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع أخيراً في مدينة زولينغن الألمانية، أجرت الشرطة مرة أخرى حملة تفتيش في إحدى المناطق بالمدينة. وقالت مصادر أمنية، إن قوات…

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج الملتقى سيشهد على مدى 3 أيام أوراقاً علمية وحلقات نقاش بمشاركة عربية ودولية (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف ملتقى حول الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية

بدأت في الرياض، الثلاثاء، أعمال «الملتقى الثاني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية: التركيز على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا عربات عسكرية في واغادوغو (أرشيفية رويترز)

بعد «هجوم باماكو»... عواصم دول الساحل تعيش حالة طوارئ غير معلنة

أعلنت سلطات بوركينا فاسو أن سيارات الإسعاف والمركبات الدبلوماسية وعربات نقل الموتى، ستخضع للتفتيش في العاصمة واغادوغو خشية استغلالها لشن هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

الحوثيون يعلنون مهاجمة أهداف في إسرائيل وتحذير يمني من التصعيد

دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)
دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)
TT

الحوثيون يعلنون مهاجمة أهداف في إسرائيل وتحذير يمني من التصعيد

دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)
دخان متصاعد من سفينة أصابها صاروخ حوثي (رويترز)

أعلنت الجماعة الحوثية استهداف إسرائيل بإطلاق صاروخ باليستي صوب تل أبيب وطائرة مسيّرة صوب عسقلان تضامناً مع غزة ولبنان، وفقاً لبيان عن الجماعة المدعومة من إيران.وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخاً أُطْلِقَ من اليمن بعد سماع دوي صفارات الإنذار وانفجارات في وقت مبكر من صباح الجمعة، في حين زعم العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الجماعة في بيان: «حققت العمليتان أهدافهما بنجاح». وتابع قائلاً: «سننفذ مزيداً من العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي؛ انتصاراً لدماء إخواننا في فلسطين ولدماء إخواننا في لبنان... ولن نتوقف عن عمليات الإسناد العسكري خلال الأيام المقبلة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك على لبنان».

ويعدّ هذا الهجوم هو الثالث الذي تتبناه الجماعة الحوثية على تل أبيب منذ إعلانها التدخل.

في الأثناء، قالت الجماعة إنها استهدفت ثلاث مدمرات أميركية في البحر الأحمر، باستخدام 23 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً وطائرة مُسيّرة، وفق ما نشرت «رويترز».

وقال مسؤول أميركي إن سفناً حربية أميركية اعترضت أثناء مرورها عبر مضيق باب المندب عدداً من المقذوفات التي أطلقتها جماعة «الحوثي».

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم ذكره بالاسم، أن المقذوفات شملت صواريخ وطائرات مسيرة، ولم تتسبب في أضرار لأي من السفن الحربية الثلاث بالمنطقة.

خشية يمنية من العواقب

يخشى الأكاديمي محمد الحميري من أن أي أعمال تصعيد إسرائيلية رداً على الهجمات الحوثية ستأتي بالمآسي على اليمنيين، والمزيد من الدمار في البنية التحتية، خصوصاً وأنه لم تتبقَ منشآت حيوية ذات طبيعة استراتيجية تحت سيطرة الجماعة الحوثية سوى ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وأي استهداف لهما سيضاعف من حجم الكارثة الإنسانية في البلاد.ويتوقع الحميري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن استهداف إسرائيل لميناء الحديدة قد يسبقه تفاهم مع الولايات المتحدة ودول عظمى أخرى لما للميناء من أهمية حيوية في معيشة اليمنيين، غير أنه لم يستبعد أن يأتي الرد الإسرائيلي غير مبالٍ بأي جانب إنساني.وتبنت الجماعة هجوماً مميتاً بطائرة مسيرة في التاسع عشر من يوليو (تموز) الماضي، وصاروخ باليستي أعلنت إسرائيل اعتراضه منتصف الشهر الحالي، إلى جانب هجمات عديدة استهدفت مناطق أخرى.وردت إسرائيل على الهجوم الأول بغارات جوية استهدفت ميناء الحديدة في العشرين من يوليو (تموز) الماضي، أي بعد يوم واحد من الهجوم بالطائرة المسيرة، وأدى الهجوم إلى احتراق منشآت وخزانات وقود استمر عدة أيام، وسقط نتيجة الهجوم عدد من عمال الميناء.وتزعم الجماعة الحوثية امتلاك تقنيات عالية تمكنها من تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية، وتقدر المسافة التي تقطعها الصواريخ التي تبنت إطلاقها باتجاه تل أبيب بأكثر من 2000 كيلومتر.ويرى الباحث السياسي فارس البيل أن هذا الهجوم الحوثي يأتي في إطار تبادل الأدوار وتنسيق المواقف بين الأذرع العسكرية الإيرانية في المنطقة، وهي بحسب البيل رغبة إيرانية للمناورة وتوزيع المهام بين ميليشياتها، مقابل النأي بنفسها عن الدخول المباشر في المعركة.