فرقاطة روسية بصواريخ «فائقة» تجول البحار لمواجهة «تهديدات خارجية»

موسكو تكثف هجماتها انتقاماً لـ«ضربة الهواتف الجوالة»

الفرقاطة «الأميرال غورشكوف»... (أ.ب)
الفرقاطة «الأميرال غورشكوف»... (أ.ب)
TT

فرقاطة روسية بصواريخ «فائقة» تجول البحار لمواجهة «تهديدات خارجية»

الفرقاطة «الأميرال غورشكوف»... (أ.ب)
الفرقاطة «الأميرال غورشكوف»... (أ.ب)

عززت روسيا ترسانتها العسكرية البحرية بإطلاق «مهمة طويلة الأمد» لفرقاطة حديثة محملة بأحدث جيل من الصواريخ «الفائقة» القادرة على حمل رؤوس نووية.
وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أوامر بدخول الفرقاطة «الأميرال غورشكوف» الخدمة الميدانية، واصفاً تحركها الحالي في البحار العالمية بأنه يشكل «حدثاً مهماً للغاية في مواجهة التهديدات الخارجية». وأكد بوتين خلال مراسم إطلاق المهمة البحرية الجديدة، أن التسليح القوي للفرقاطة سيحمي روسيا ويشكل إضافة نوعية للترسانة البحرية الروسية. وبعد أن أشاد بعمل كل الذين صمموا وعملوا في إنتاج السفينة الحربية، أعرب عن ثقته بأن «هذه الأسلحة القوية الموجودة على الفرقاطة ستحمي روسيا بشكل فعال من التهديدات الخارجية المحتملة، وستساعد في ضمان المصالح الوطنية لبلدنا».
وزاد: «اليوم لدينا حدث مهم؛ إن لم نقل حدثاً مشهوداً: بدأت الفرقاطة (الأميرال غورشكوف) تنفيذ رحلة بحرية طويلة المدى، وهو أمر معهود لا غرابة فيه. لكن هذه المرة؛ تم تجهيز السفينة بأحدث نظام صاروخي (تسيركون) فرط الصوتي، والذي لا مثيل له في العالم».
وكانت روسيا أعلنت العام الماضي دخول النظام الصاروخي الحديث الخدمة العسكرية، وقالت إنه مصمم لمواجهة كل طرازات الدفاع الجوية المعروفة في العالم. وتبلغ سرعة صواريخ «تسيركون» 9 أضعاف سرعة الصوت، ومداها ألف كيلومتر، ويمكن إطلاقها من الجو والبر، ومن البحر عبر السفن والغواصات، كما يمكن تزويدها برؤوس حربية مختلفة؛ بما فيها النووية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1610681960124534787
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال الفعالية أن السفينة البحرية سوف تنفذ إطلاقات لصواريخ «تسيركون» خلال مناورات ستجرى في مراحل مهمتها الحالية في المحيطين الأطلسي والهندي وفي البحر المتوسط.وأشار إلى أن الجهود الرئيسية لطاقم الفرقاطة ستتركز على ردع التهديدات التي تواجهها روسيا. وأوضح: «ستتركز الجهود الرئيسية خلال المهمة على مواجهة التهديدات ضد روسيا والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين بالتعاون مع الدول الصديقة». وأضاف أنه سيتم خلال التدريبات؛ التي ستجريها الفرقاطة، تدريب طاقمها على استخدام الأسلحة فرط الصوتية والصواريخ المجنحة بعيدة المدى في الظروف المختلفة. وشدد على أن صواريخ «(تسيركون) قادرة على العمل بغض النظر عن كل أنظمة الدفاع الجوي الحديثة والواعدة».
على صعيد آخر؛ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن خسائر الجيش الأوكراني خلال اليوم الماضي شملت أكثر من 470 جندياً بين قتيل وجريح على 4 محاور، كما أُسقطت طائرتان أوكرانيتان من طرازي «ميغ29» و«سوخوي35» في دونيتسك ونيكولايف.
وجاءت هذه الحصيلة اليومية بعد يوم من مواجهات ضارية وجهت خلالها روسيا ضربات مكثفة على عدد من المواقع الأوكرانية؛ بما في ذلك المواقع التي وجهت منها الضربات الأوكرانية الأخيرة على أماكن تجمع القوات الروسية قرب دونيتسك ما أسفر عن سقوط عدد غير مسبوق من القتلى الروس، فيما عرفت باسم «ضربة الهواتف الجوالة» بعدما ثبت أن رصد القوات الأوكرانية مكالمات هاتفية أجراها جنود روس ليلة رأس السنة أسفر عن تحديد موقعهم وشن هجوم قوي عليه ما أوقع 89 قتيلاً؛ وفقاً للمعطيات الرسمية الروسية.
وأشارت الوزارة إلى أنها شنت رداً على ذلك ضربات جوية على مركز للعتاد بالقرب من محطة سكة حديد دروزكيفكا في دونيتسك، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 عسكري أوكراني وتدمير 4 قاذفات «هيمارس» وأكثر من 800 صاروخ. ووفقاً لإفادة الناطق العسكري في إيجازه لمجريات اليوم الأخير، فقد امتدت العمليات الروسية لتشمل مواقع عدة. وأفاد بأن أكثر من 40 جندياً أوكرانياً قتلوا وتمت تصفية «مجموعة تخريب واستطلاع على محور كوبيانسك (شمال لوغانسك)».
كما تم، وفقاً للناطق، «القضاء على 5 مجموعات تخريب واستطلاع معادية على محور كراسني ليمان (شمال دونيتسك)، ليتجاوز إجمالي خسائر العدو في هذا المحور 150 جندياً بين قتيل وجريح خلال يوم».
وعلى خطوط التماس في محيط دونيتسك «تواصلت العمليات الهجومية، ولقي أكثر من 100 جندي أوكراني مصرعهم هناك». وزاد الناطق أنه تم إحباط المحاولات الأوكرانية لشن هجوم مضاد بمنطقة بلدة دوروجنيانكا في دونيتسك، و«بلغت خسائر العدو هناك أكثر من 180 جندياً و5 دبابات».
في المقابل؛ قال عمدة مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، ميخائيل رازفوجايف، إن أنظمة الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين من دون طيار فوق البحر بالقرب من مطار بيلبيك بالقرب من سيفاستوبول.
وزاد في بيان أنه «في صباح الأربعاء؛ أسقطت أنظمة الدفاع الجوي طائرتين من دون طيار فوق البحر في منطقة بيلبيك».
وأكد أن «جميع الخدمات تواصل عملها بشكل طبيعي». وسبق لرازفوجايف أن أعلن عن إسقاط الدفاع الجوي في المدينة مسيّرتين أوكرانيتين فوق البحر الأسود اقتربتا من المدينة يوم الاثنين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».