هيمنة كويتية على كؤوس الخليج... وجاسم يعقوب: بـ«الحُب» انتصرنا

جاسم يعقوب اعتبر أبرز مهاجمي منطقة الخليج كونه الأعلى تهديفاً (أرشيفية)
جاسم يعقوب اعتبر أبرز مهاجمي منطقة الخليج كونه الأعلى تهديفاً (أرشيفية)
TT

هيمنة كويتية على كؤوس الخليج... وجاسم يعقوب: بـ«الحُب» انتصرنا

جاسم يعقوب اعتبر أبرز مهاجمي منطقة الخليج كونه الأعلى تهديفاً (أرشيفية)
جاسم يعقوب اعتبر أبرز مهاجمي منطقة الخليج كونه الأعلى تهديفاً (أرشيفية)

بنت الكويت أمجادها في كرة القدم على مسرح دورات كأس الخليج، وخير دليل على ذلك تتويجها باللقب الإقليمي في عشر مناسبات، متقدمة بسبعة ألقاب على أقرب منافسيها، السعودية وقطر والعراق.
منذ انطلاق البطولة، وفرض الأزرق نفسه رقماً صعباً حاضراً على النقطة الأعلى من منصة التتويج منذ النسخة الأولى وحتى الرابعة (1970 و1972 و1974 و1976)، قبل أن يعزز سجله من خلال الفوز بالدورة السادسة (1982) والثامنة (1986) والعاشرة (1990) والثالثة عشرة (1996) والرابعة عشرة (1998) والعشرين (2010).
وكانت كأس الخليج بالذات مناسَبة لظهور نجوم لامعة صنعت تاريخ الكويت، ومنها انطلقت نحو آفاق أوسع، حيث توّجت بكأس آسيا على أرضها في 1980. قبل أن تفرض حضورها في كأس العالم للمرة الأولى في 1982 في إسبانيا.
لم تترك الكويت رقماً قياسياً إلا واستحوذت عليه، إذ يعتبر منتخبها الأكثر حضوراً في البطولة إلى جانب قطر، حيث لم يغيبا بتاتاً عن «العرس الخليجي».
خاض «الأزرق» العدد الأكبر من المباريات (113)، محققاً الفوز في 57 منها (رقم قياسي)، مقابل 23 تعادلاً و33 خسارة.
على الصعيد الفردي، يُعدّ الكويتي جاسم يعقوب الهداف التاريخي للبطولة بـ18 هدفاً.
وشكّلت نجاحات الكويت في كأس الخليج أرضية لانطلاق عدد من المدربين العالميين أبرزهم البرازيلي لويز فيليبي سكولاري والتشيكي ميلان ماتشالا.
بدأت سيطرة تامة في النسخ الأربع الأولى في 1970 في البحرين بقيادة المدرب المصري طه الطوخي، ثم انتقلت الشعلة إلى الصربي ليوبيشا بروتشيتش الذي ولج النقطة الأعلى من منصة التتويج مرتين توالياً في السعودية (1972) والكويت (1974)، فاحتفظ «الأزرق» بالكأس إلى الأبد.
في ذلك الوقت، برز اسم جاسم يعقوب الذي انتزع لقب هداف الدورة الثالثة (6)، ويقول إنه يحمل من كأس الخليج الكثير من الذكريات، ويضيف «المرعب»: «منها انطلق الجيل الجميل من اللاعبين الكبار الذين حققوا الكثير. لم تنجب ملاعبنا مثلهم حيث كنا مجموعة مميزة متفاهمة يجمعنا الحب وعشق اللعبة، ولهذا السبب تفوّقنا وحققنا اللقب ثلاث مرات».
وبرز أيضاً في النسخة الثالثة زميله فتحي كميل، الذي أشار إلى أنه لم يوفّق إلا أمام السعودية في النهائي الذي «كان نقطة انطلاقتي ونجاحي».
وعزا «الغزال الأسمر» أسباب تألقه في المباراة إلى الحماس الزائد والحضور الجماهيري: «أضعت في الدورة أهدافاً تحسرت كثيراً على بعضها»، وتابع: «قدم بروتشيتش لاعبين عدة. أما (المدرب البرازيلي ماريو) زاغالو فقد نجح في توحيد المنتخب ومنحه القوة، وهو من النوع الذي يلعب بأكثر من طريقة وخطة في المباراة».
وبعد ست سنوات على قيادة منتخب بلاده للتتويج بكأس العالم 1970 مدرباً، نجح زاغالو في تعبيد الطريق أمام «الجيل الذهبي» لمنح الكويت لقب «خليجي 4» عام 1976 في قطر.
شهدت الدورة ولادة نجم كويتي جديد هو عبد العزيز العنبري في وقت توج فيه جاسم يعقوب هدافاً للمرة الثانية توالياً بتسعة أهداف.
ودفعت الكويت ثمن مشاركتها بمنتخب من الصف الثاني في الدورة الخامسة في العراق عام 1979. ففقدت اللقب للمرة الأولى لصالح صاحب الأرض.
وكان يمكن لجاسم يعقوب أن يزيد غلته من الأهداف، غير أن تلك البطولة شهدت قراراً مفاجئاً للرئيس السابق للاتحاد الكويتي، الشيخ الراحل فهد الأحمد، بحرمانه من المشاركة بسبب خلاف حاد وقع بينهما.
وفرض التدريب البرازيلي نفسه مجدداً مع الكويت التي استعادت اللقب في «خليجي 6» في الإمارات عام 1982 بقيادة المدرب شيرول.
وبعد تجربة سيئة في الدورة السابعة عام 1984 في عمان نتيجة غياب أبرز نجومها، بات الكويتي صالح زكريا أول مدرب خليجي يقود منتخب بلاده إلى اللقب بعد التتويج للمرة السادسة في 1986 في البحرين، خلافاً للتوقعات.
ومرّت نسخة 1988 في الرياض من دون أي حضور كويتي مؤثر قبل أن يأتي الدور على البرازيلي سكولاري ليقودها إلى التتويج بلقب الدورة العاشرة في الكويت عام 1990 دون خسارة.
وظهر المنتخب بوجه شاحب في نسختي 1992 في قطر و1994 في الإمارات.
وجاء الفرج على نحو غير متوقع على يد التشيكي ماتشالا الذي حقق «الأزرق» بقيادته تتويجاً مظفراً بلقبَي 1996 في عمان و1998 في البحرين، فبات ثاني مدرب يقود منتخباً إلى لقب ثانٍ توالياً بعد بروتشيتش.
وحل منتخب الكويت ثالثاً في الرياض عام 2002، وسادساً على أرضه في 2003. ورابعاً في الدوحة مطلع 2004. قبل أن يخرج من الدور الأول في أبوظبي في 2007. ويبلغ نصف النهائي في 2009 في عمان.
وعاد «الأزرق» من بعيد على يد المدرب الصربي المغمور غوران توفيغدجيتش الذي قاده إلى منصة التتويج في «خليجي 20» في عدن أواخر 2010.
ومنذ ذلك الحين، فشل المنتخب في تجاوز حاجز الألقاب العشرة، حيث حل ثالثاً في البحرين مطلع 2013، قبل أن يخرج في 2014 في السعودية من الدور الأول.
واستضافت الكويت نسخة 2017 لكنها ودعت من الدور الأول بقيادة المدرب الصربي بوريس بونياك، ثم أعادت الكرّة في 2019 في قطر بإشراف المدرب الوطني ثامر عناد.
واليوم، يستعد «الأزرق» لظهور جديد في البطولة، حيث يخوض غمار «خليجي 25» في العراق بين 6 و19 يناير (كانون الثاني) 2023، وهو يدخل البطولة وعينه على لقب جديد بقيادة المدرب البرتغالي روي بينتو، الذي فاجأ الجميع باستبعاد المخضرم بدر المطوع (37 عاماً) لأول مرة منذ عقدين.
قبل أيام، خاض منتخب الكويت مباراة ودية استعداداً لكأس الخليج انتهت بخسارته أمام العراق بهدف على ملعب الميناء في البصرة التي قد تكون على موعد مع عودة «الأزرق» إلى منصة التتويج الخليجية بعد 13 سنة من الغياب.


مقالات ذات صلة

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية العراق هو البديل للكويت في حال تعذر الاستضافة لأي سبب (غيتي)

«خليجي 26» بالكويت ديسمبر المقبل... والعراق «البديل»

أكد اتحاد كأس الخليج العربي أن النسخة المقبلة من البطولة (خليجي 26) ستقام في الكويت كما تقرر سابقا، بينما سيكون العراق هو البديل في حال تعذر ذلك لأي سبب.

رياضة عربية بنيتو (د.ب.أ)

البرتغالي بينتو مدرباً لمنتخب الإمارات

قال الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إنه تعاقد مع البرتغالي باولو بينتو لتدريب المنتخب الأول بعقد يمتد لثلاثة أعوام اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (دبي)

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»