طهران تحيي ذكرى سليماني على وقع الاحتجاجات

رئيسي كرر تهديدات الثأر من المسؤولين الأميركيين

رئيسي يلقي خطابا في ذكرى سليماني بطهران أمس (د.ب.أ)
رئيسي يلقي خطابا في ذكرى سليماني بطهران أمس (د.ب.أ)
TT

طهران تحيي ذكرى سليماني على وقع الاحتجاجات

رئيسي يلقي خطابا في ذكرى سليماني بطهران أمس (د.ب.أ)
رئيسي يلقي خطابا في ذكرى سليماني بطهران أمس (د.ب.أ)

في الذكرى الثالثة على مقتل قاسم سليماني العقل المدبر للعمليات السرية والعسكرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني بضربة جوية أميركية في بغداد، أعاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التذكير بتهديدات المسؤولين الإيرانيين بـ«الثأر»، في وقت حشد فيه «الحرس الثوري» الإيراني أنصاره في طهران ومسقط رأسه بمدينة كرمان.
وكرر كبار المسؤولين الإيرانيين على رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي تهديداتهم بشأن حتمية الثأر من المسؤولين وراء مقتل سليماني.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمة خلال المراسم التي أقيمت في طهران، سنثأر لمقتل سليماني مثلما أعلن قادة «الحرس الثوري» في اليوم الأول من مقتله.
بدوره، قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي إن المرشد قال إن «الثأر من أجندتنا المؤكدة، سنقوم بذلك في الوقت والمكان المناسبين، لن نتراجع عن هذه القضية، مُضي الوقت لا يدفعنا إلى التراجع».
ومن جانبه، قال وزير الدفاع الإيراني اللواء محمد رضا آشتياني إن «الانتقام لم يخرج قط من جدول أعمال القوات المسلحة، وسيعاقب الإرهابيون على هذا العمل».
وحاول رئيسي نفي دور سليماني وراء تنفيذ استراتيجية تصدير الثورة والآيديولوجية التي يتبناها النظام الإيراني، وقال في الدفاع عن دوره إنه «حاول دفع الظلم والشر في المنطقة». وقال في نفس السياق إن «سليماني كان يسعى لتثبت هوية المنطقة».

وقاد سليماني حروب الوكالة التي قادها «فيلق القدس». وأشار بالفعل رئيسي إلى دور تلك القوات وسليماني في اليمن وأفغانستان ولبنان والعراق.
وجاء مقتل سليماني بعد شهور على تفاقم التوترات بين إيران والولايات المتحدة، بعدما قررت الإدارة الأميركية تكثيف العقوبات الاقتصادية التي بدأت بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، بتصفير صادرات النفط الإيرانية، فضلاً عن تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية.
وبعد فرض العقوبات على إيران تعهد سليماني بخوض «حرب غير متكافئة» ضد القوات والمصالح الأميركية في المنطقة دون أن تدخل القوات العسكرية الإيرانية في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة.
وفور مقتل سليماني ومرافقيه قرب مطار بغداد، غرد ترمب رئيس الولايات المتحدة السابق، بعد بيان لوزارة الدفاع الأميركية، أكد تنفيذ هجوم بتوجيه من ترمب رداً على استهداف قوات أميركا ومصالحها في العراق والمنطقة، و«لردع خطط إيران» لتنفيذ هجمات جديدة.
وقبل الهجوم بأيام قتل مواطن أميركي في هجوم صاروخي على قائمة أميركية، وحمّلت الولايات المتحدة إيران مسؤوليته.
وعلى مدى العامين الماضيين، كرر المسؤولون الإيرانيون تهديدات بالثأر من المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس السابق دونالد ترمب، ووزير خارجيته مايك بومبيو.
وقال رئيسي: «الجنرال سلامي قائد الحرس والجنرال قاآني قائد فيلق القدس أعلنا أن على الأميركيين أن يعلموا أننا لن نتنازل عن دم سليماني، وأنا أقول إننا لم ولن ننسى دماءه، وعلى الأعداء أن يعلموا أن الثأر محتم، وسنسلب النوم من أعين القتلة والمسؤولين عنه».
وخاطب الأميركيين قائلاً: «اعتقدتم أن الجنرال سليماني يشكل خطورة عليكم، أقول لأميركا وأعداء الثورة مثلما وقف الجنرال ضد أطماعكم وظلكم وهيمنتكم، اليوم تقف روحه العالية ضدكم».
وقال رئيسي إن إقامة مراسم ذكرى سليماني تحمل رسالة «إعلان نفور من أنظمة الهيمنة والغطرسة». كما خاطب الأميركيين قائلاً: «تعلمون أن وضعكم في تدهور ويائس، ومن يطالبون بالتغيير هم من يحددون المصير».
وإذ كرر رئيسي تسمية «مدرسة سليماني» عدة مرات في خطابه، قال إنها «استمرار لمدرسة الخميني وخامئني». وقال إنه «هزم أميركيا وأنصار التيار الإرهابي والداعشي»، وأضاف: «لقد هزم هيمنة أميركا في العالم».
وقال: «لا يمكنكم أن توقفونا بالتهديد وفرض العقوبات، نحن لن نتوقف».
أطلقت وسائل إعلام «الحرس الثوري» تسمية «جان فدا (فدائي)» على مراسم هذا العام. وشكلت التسمية محور البرامج الدعائية التي خطفت اهتمام الإعلام الرسمي.
وقال إن «الحضور وتكريم (...) سليماني أحبط الدعاية السيئة ضد الجمهورية الإسلامية». وكان يشير رئيسي ضمناً إلى الاحتجاجات التي تهز إيران منذ سبتمبر (أيلول) وتمحورت شعارات المحتجين بشكل أساسي حول إطاحة النظام والمرشد الإيراني علي خامنئي، وأحرق المحتجون خلالها صور المرشدين الأول والثاني، ولم تسلم تماثيل وصور سليماني من نيران الغضب للمحتجين.
وأشار رئيسي إلى محادثة جرت بينه وبين فتاة قبل لحظات من إلقاء كلمته وقال: «فتاة في العشرينات من العمر قالت أبلغ رسالتي لمسؤولين إلى الشباب ملتزمين بالنظام والثورة».
بدورها أشارت ابنة سليماني، زينب سليماني، إلى الاحتجاجات، وقالت في كلمة سبقت خطاب رئيسي إن «من المهم أن يسير جميع المسؤولين على خطى ونهج اللواء سليماني، لحل العقد من معيشة الناس، وأن يحققوا مستقبلاً أفضل للناس».
وانتشرت فیدیوهات مختلفة مساء الاثنين من حرق لافتات تحمل صورة سليماني، بما في ذلك مدينة قم، معقل أنصار النظام. في أصفهان، أحرق محتجون لافتة لسليماني.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.