أقرَّ مؤسس مجموعة «فاغنر» غير النظامية في روسيا، بضراوة المعارك ومستوى الدفاعات الأوكرانية التي حوَّلت محيط إقليم دونيتسك إلى «حصن منيع» في الأسابيع الماضية، وكذلك الصعوبات التي تواجهها القوات الروسية خلال محاولتها كسر الدفاعات الأوكرانية والتقدم في منطقة دونباس.
وفي تعليق نادر نشرته وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية، عرض بريغوجين لوحة قاتمة عن الوضع في باخموت على خطوط التماس في إقليم دونيتسك. ونقلت الوكالة عن بريغوجين قوله إنَّ الجيش الأوكراني عزَّز خطوط الدفاع في المدينة بإنشاء 500 خط دفاع، ما يجعل «التقدم يسير بصعوبة بالغة».
وأوضح بريغوجين أنَّ «أرتيموفسك في باخموت تحوَّلت إلى قلعة في كل منزل. يقوم الرجال بجهد للسيطرة على كل منزل، أحياناً نحتاج لأسابيع للسيطرة على مبنى واحد. وقال: «بعد الاستيلاء على منزل آخر، لا يمكن للمرء أن يقول إنَّ دفاع الجيش الأوكراني قد تم اختراقه».وذكر تحليل بريطاني بشأن القتال الدائر شرق أوكرانيا أنَّ الجيش الروسي وقوات «مجموعة فاغنر» صعّدت على ما يبدو من وتيرة هجمات المشاة حول بلدة باخموت في منطقة دونيتسك منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ومع ذلك، فإنَّ كثيراً من هذه العمليات لم يكن مدعوماً بشكل جيد. وقال محللون إنَّ أوكرانيا قدَّمت تعزيزات كبيرة للدفاع عن أراضيها، خلال الأيام العشرة الماضية، ومن المرجح أن تتراجعَ وتيرة الهجمات الروسية عن الذروة التي وصلت إليها في منتصف الشهر الماضي.
في غضون ذلك، تصاعد الغضب في روسيا بعد مقتل عشرات الجنود في الشرق الأوكراني. وطالب عدد من القوميين والمشرعين الروس بمعاقبة قادة اتهموهم بتجاهل المخاطر. وعلى غير العادة، شارك نحو 200 شخص في تجمع مرخص له بمدينة سامارا (وسط) التي يتحدر منها بعض الجنود القتلى، ونظمت تجمعات في مدن أخرى بالمنطقة، خصوصاً تولياتي وسيزران.
وفي اعتراف نادر، أقرَّت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، بمقتل 63 جندياً في غارة أوكرانية ليلة رأس السنة على مبنى تمركزوا فيه في ماكيفكا؛ المدينة الواقعة تحت الاحتلال الروسي في منطقة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمها، لكن كييف تؤكد أنَّ حصيلة الضحايا أعلى بكثير.
وأثارت هذه الخسائر التي تُعد أكثر الخسائر فداحة والتي تتكبّدها موسكو في هجوم واحد منذ بدء غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، صدمة في روسيا وسيلاً من الانتقادات من قبل المعلقين القوميين الذين أيدوا التدخل العسكري.
وما عزَّز الصدمة التي أثارتها هذه الخسائر، التي تُعد ضربة أخرى للكرملين بعد الانتكاسات التي سُجلت في الخريف، هو أنَّ الجنود القتلى كانوا من الاحتياط الذين تمَّت تعبئتهم.
وقالت إيكاترينا كولوتوفكينا، زوجة جنرال روسي ورئيسة جمعية قريبة من الجيش: «لم أنم منذ 3 أيام». وأضافت: «نحن على اتصال دائم بزوجات جنودنا. إنَّه أمر صعب للغاية ومخيف، لكن لا يمكننا الاستسلام. الحزن يوحّد».
...المزيد
إقرار روسي بـ«صعوبات جدية» في دونباس
غضب بعد مقتل عشرات الجنود... وكييف تعزز دفاعاتها في باخموت
إقرار روسي بـ«صعوبات جدية» في دونباس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة