تشارك عمان في كأس الخليج للمرة الثالثة والعشرين في تاريخها، وهي إن احتفظت بالكثير من الذكريات خلال النسخ السابقة، إلا أن مفارقة ركلات الترجيح في البطولة ارتبطت باسم السلطنة بشكل غريب وأهدتها لقبيها الوحيدين.
كما أنها ودعت على أبواب مشاركتها الـ23 لاعبها التاريخي في البطولة أحمد مبارك، المعروف باسم «كانو»، الذي أعلن اعتزال كرة القدم نهائياً الأحد عن عمر 37 عاماً، بعدما استبعده المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش من تشكيلة «الأحمر» في نسخة «خليجي 25» في البصرة، وحرمه من مشاركة قياسية عاشرة على التوالي.
وحسمت أربع نسخ في تاريخ كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 بركلات الترجيح، وجميعها ارتبطت بعمان.
عندما فاز العراق على قطر بركلات الترجيح 4 - 3 (1 - 1) في 1984 كانت عمان هي الدولة المستضيفة، ثم تكرر اسمها في 2004 عندما أحرزت قطر اللقب على حسابها من نقطة الترجيح 6 - 5 (1 - 1).
وأحرزت عمان لقبها الأول في 2009 بفوزها على السعودية بركلات الترجيح 6 – 5 (صفر - صفر)، ثم الثاني في 2018 بالطريقة نفسها بتخطيها الإمارات 5 - 4 (صفر - صفر).
وامتلكت عمان في المناسبتين حارسين عملاقين هما علي الحبسي (41 عاماً والمعتزل في 2020) أكثر من توج بجائزة أفضل حارس مرمى في تاريخ البطولة أعوام 2003 و2004 و2007 و2009 و2011، والحارس الحالي للمنتخب فايز الرشيدي (34 عاماً).
وأضاف مبارك قائد عمان السابق، سبباً إضافياً للفوز باللقبين، وهو امتلاك «الأحمر» لجيل ذهبي كان خسر نهائيين على التوالي في 2004 أمام قطر و2007 أمام الإمارات (صفر - 1).
وقال مبارك في حديث صحافي سابق إن «الخسارة في 2004 بركلات الترجيح سببت لنا العقدة، لذلك سعينا لعدم تكرارها على أرضنا في 2009، حيث كان كل لاعب ينظر إلى المدرجات قبل التسديد وكان يفكر أنه لا يريد أن يخرج الجماهير الموجودة حزينة». وتابع: «المدرب (الفرنسي كلود لوروا) كان له الدور الكبير أيضاً، حفز اللاعبين بطريقة غير طبيعية، كما أحسن اختيار المنفذين لركلات الترجيح، وأدخل لاعبين قبل نهاية المباراة مع السعودية من أجل ذلك، ومن بينهم هاشم صالح الذي سدد بطريقة مميزة».
وتكرر الأمر نفسه عام 2018 في «خليجي 23»، حيث فاز مبارك بجائزة أفضل لاعب في النسخة التي أقيمت في الكويت، وقال عنها إن «البطولة كانت تريدنا وتريد إسعاد جمهورنا الذي زحف خلفنا»، في إشارة إلى إهدار نجم الإمارات السابق عمر عبد الرحمن (عموري) لركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة، تصدى لها الرشيدي ببراعة، قبل اللجوء إلى شوطين إضافيين ثم ركلات الترجيح.
وأعلن عميد اللاعبين العمانيين اعتزاله كرة القدم نهائياً قبل أيام من انطلاق النسخة الخامسة والعشرين من كأس الخليج التي شهدت تألقه وسجل أول أهدافه الدولية عبرها في نسخة 2003 بمرمى الإمارات (2 - صفر).
وقال مبارك، أكثر اللاعبين العمانيين خوضاً للمباريات مع منتخب بلاده (183) عبر حسابه في «تويتر»، «فخور بكل ما قدمته لمنتخب بلدي ولمسيرتي الاحترافية الخارجية، انتهت مسيرتي في كرة القدم كلاعب، وبكل تأكيد سأواصل رحلتي معها، لكن هذه المرة ليس داخل المستطيل الأخضر، شكراً لكم جميعاً من القلب، أراكم جميعاً على خير».
وكان مبارك الذي كان العروبة آخر الأندية التي لعب لها يأمل بالمشاركة في «خليجي 25» للمرة العاشرة على التوالي، لكن إيفانكوفيتش استبعده رغم مطالب وسائل الإعلام والجماهير العمانية بضمه.
وبرر إيفانكوفيتش، الذي يخوض غمار كأس الخليج للمرة الأولى منذ تعيينه مدرباً لعمان في 2020 خلفاً للهولندي إرفين كومان، استبعاد مبارك وغيره من المخضرمين مثل عيد الفارسي وعلي البوسعيدي ومحسن جوهر، بالتأكيد: «اخترت أفضل تشكيلة».
وقال المدرب الكرواتي قبل السفر إلى البصرة، حيث تنطلق البطولة، الجمعة، وتلعب عمان في مجموعة أولى تضم العراق واليمن والسعودية، «حسب تقديري اخترت أفضل تشكيلة، وهدفي الأساسي بناء منتخب شاب، وأنا أنظر للمستقبل وليس لفترة محددة، خصوصاً أننا مقبلون على المشاركة في نهائيات كأس آسيا». وتابع: «لا أنكر مستوى وتاريخ اللاعبين المستبعدين وعطاءهم في السنوات الماضية، لكنني قررت استدعاء لاعبين جدد لأنني أتطلع للغد وبعد غد، وأحمد الكعبي ومعتز صالح وعبد الله فواز ومصعب المعمري والمنذر العلوي وصلاح اليحيائي هم مستقبل كرة القدم العمانية».
وخاضت عمان معسكراً في دبي قبل «خليجي 25»، ولعبت أمام سوريا ودياً مرتين، وكان الفوز لصالحها 2 - 1 و1 - صفر.
مدرب عُمان: اخترت أفضل تشكيلة لـ«خليجي 25»
النسخ الماضية أظهرت حالة حُب بين الأحمر و«ركلات الترجيح»
مدرب عُمان: اخترت أفضل تشكيلة لـ«خليجي 25»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة