بوتفليقة ينفي أي خلاف مع قائد المخابرات العسكرية حول ولاية رئاسية رابعة

أكد في خطاب أن الحديث عن وجود أزمة في الدولة قراءة ماكرة للوقائع

بوتفليقة ينفي أي خلاف مع قائد المخابرات العسكرية حول ولاية رئاسية رابعة
TT

بوتفليقة ينفي أي خلاف مع قائد المخابرات العسكرية حول ولاية رئاسية رابعة

بوتفليقة ينفي أي خلاف مع قائد المخابرات العسكرية حول ولاية رئاسية رابعة

نفى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أي خلاف بينه وبين قائد جهاز المخابرات العسكرية الجنرال محمد مدين (توفيق)، ووصف حديث الصحافة عن «صراع بين الرجلين» بخصوص رغبة الرئيس في الترشح لولاية رابعة بـ«الأراجيف والمضاربات». وكان زعيم «جبهة التحرير الوطني» (أغلبية البرلمانية) عمار سعداني دعا مدين إلى الاستقالة.
وقال بوتفليقة أمس في خطاب نقلته وكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة «يوم الشهيد» الذي يحتفل به كل سنة ويرمز إلى شهداء حرب التحرير (1954 - 1962)، إن «دائرة الاستعلام والأمن (المخابرات العسكرية) جزء لا يتجزأ من الجيش الوطني الشعبي، يتعين عليها مواصلة الاضطلاع بمهامها وصلاحياتها بصفتها جزءا لا يتجزأ من الجيش». وقال أيضا: «لا يحق لأحد تخريب الأعمدة التي يقوم عليها البناء الجمهوري والمكتسبات».
ويفهم من حدة كلام بوتفليقة، وهو وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بحسب الدستور، على أنه رد مباشر على سعداني الذي صرح لجريدة إلكترونية محلية في الرابع من الشهر الجاري، بأن الجنرال توفيق يعارض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة بمناسبة انتخابات الرئاسة التي ستجري في 17 أبريل (نيسان) المقبل. وحمله مسؤولية «فشله» في وقاية الرئيس من محاولة اغتيال تعرض لها في خريف 2007 بشرق البلاد. وذهب سعداني بعيدا في تصريحاته التي أوحت بأن شرخا عميقا يقسم الجيش بين قيادة الأركان ورئيسها الفريق أحمد قايد صالح الذي يساند الرئيس، والمخابرات ورئيسها «الجنرال توفيق» الذي يرفض استمرار بوتفليقة في الحكم، ويعارض أن يختار خليفته بنفسه إذا قرر عدم الترشح.
وأوضح بوتفليقة في الخطاب أنه «لا يحق لأحد أيا كانت مسؤولياته أن يضع نفسه ونشاطه وتصريحاته فوق أحكام الدستور وقوانين الجمهورية. كما أنه لا يحق لأحد تخريب الأعمدة التي يقوم عليها البناء الجمهوري والمكتسبات، ولا يحق لأحد أن يصفي حساباته الشخصية مع الآخرين على حساب المصالح الوطنية العليا في الداخل والخارج». وأضاف: «عهد التنابز والتلاسن قد ولى»، ودعا إلى «التصرف بالتي هي أفضل والتفرغ للتي هي أحسن».
وتابع بوتفليقة قائلا: «الهدف من هذا التذكير إنما هو تجديد التأكيد بوضوح وجلاء بأن دائرة الاستعلام والأمن، وخلافا لما يرد من مضاربات تمس باستقرار الدولة والجيش، تبقى مجندة تمام التجند في سبيل الأداء الأمثل للمهام الموكلة إليها، شأنها في ذلك شأن هياكل الجيش الوطني». ويمكن تفسير كلام بوتفليقة بأن الجنرال توفيق باق في منصبه، خلافا لما كتبه قطاع من الصحافة حول احتمال إحالته على التقاعد، بقرار من وزير الدفاع الذي هو بوتفليقة.
وتناول بوتفليقة في خطابه تغييرات أجراها في سبتمبر (أيلول) الماضي، في الجيش والمخابرات جرى تفسيرها بأنها «عاكسة لصراع قوي بين الرئاسة والمخابرات»، إذ قال: «إن محاولة بعض الأطراف تقديم عمليات الهيكلة التي خضعت لها دائرة الاستعلام والأمن، على أنها قرينة تنم عن وجود أزمة داخل الدولة، هي قراءة غير موضوعية وماكرة للوقائع»، مشيرا إلى أن «ما يجري من هيكلة في البلدان الأخرى لا يتعرض لأي تعليق يدعو بالثبور ويجانب الموضوعية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.