روسيا تزج بـ«الطيران الاستراتيجي» في معارك أوكرانيا

مقاتلة روسية من طراز «ميغ 29» في أجواء شرق أوكرانيا الأحد (أ.ف.ب)
مقاتلة روسية من طراز «ميغ 29» في أجواء شرق أوكرانيا الأحد (أ.ف.ب)
TT

روسيا تزج بـ«الطيران الاستراتيجي» في معارك أوكرانيا

مقاتلة روسية من طراز «ميغ 29» في أجواء شرق أوكرانيا الأحد (أ.ف.ب)
مقاتلة روسية من طراز «ميغ 29» في أجواء شرق أوكرانيا الأحد (أ.ف.ب)

سارت موسكو خطوة إضافية، أمس الاثنين، نحو تشديد الضغط العسكري على المدن الأوكرانية بعد ليلة صعبة عاشتها العاصمة كييف وأنحاء عدة في البلاد على وقع تواصل الهجمات المكثفة على منشآت البنى التحتية. وأعلن الجيش الروسي البدء بزج الطيران الاستراتيجي بعيد المدى في منطقة «العملية العسكرية الخاصة»؛ في مؤشر على توجه موسكو نحو توسيع حجم ونوعية الهجوم خلال المرحلة المقبلة.
وأعلن الفريق سيرغي كوبيلاش، قائد الطيران بعيد المدى في القوات الجوية الروسية، أن الطائرات الحاملة للصواريخ الاستراتيجية «سوف تشارك في منطقة العملية العسكرية الخاصة في عام 2023». وقال المسؤول العسكري إن التركيز الأساسي خلال عمليات تدريب الطيارين حالياً يتجه إلى تحسين مهارات استخدام الأسلحة وأنظمة القيادة والتوجيه الآلية. وأضاف: «سيجري تنفيذ هذه المهام في عام 2023 من خلال مشاركة طيران بعيد المدى في العملية العسكرية الخاصة».
وكانت موسكو استبقت هذه الخطوة بتوسيع استخدام الصواريخ بعيدة المدى خلال الأسابيع الأخيرة من العام الماضي. وقال الجنرال الروسي إن عناصر غالبية طواقم الطيران بعيد المدى التابعة للقوات الجوية والفضائية، «تلقوا الخبرة القتالية اللازمة خلال العملية العسكرية الخاصة». وأوضح أن «الطيارين الشباب المتدربين تلقوا خبرة قتالية ميدانية لأول مرة».
في السياق؛ أفادت وكالات أنباء روسية حكومية، نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية، بأن أكثر من 500 طاقم لقوات الصواريخ الاستراتيجية «ناوبت في مواقعها القتالية ليلة رأس السنة». وأضاف المصدر: «ينفذ عناصر قوات الصواريخ الاستراتيجية واجبهم ويتناوبون في حالة تأهب دائم، للتنفيذ الفوري للمهام القتالية حتى في أيام العطلة. وفي ليلة عيد رأس السنة الجديدة، ناوب أكثر من 500 طاقم للقوات الصاروخية الاستراتيجية». وأشار المصدر إلى أنه يعمل يومياً في القوات المناوبة نحو 6 آلاف عسكري.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن بشكل رسمي قبل أسبوع عن قرب انخراط صواريخ «سارمات» الاستراتيجية العابرة للقارات في مناوبات ميدانية، مشيراً إلى أنها مزودة برؤوس «أفانغارد» النووية فرط الصوتية، التي تبلغ سرعتها 27 ألف كيلومتر في الساعة. وقال خلال اجتماع موسع للقادة العسكريين: «زادت نسبة النماذج الحديثة للأسلحة في قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية على 91 في المائة، وتستمر عملية إعادة تسليح أفواج قوات الصواريخ الاستراتيجية بصواريخ مزوّدة برؤوس (أفانغارد) القتالية فرط الصوتية».
في الأثناء؛ دخلت الكنيسة الروسية بقوة على خط تحفيز الروح المعنوية ودعم الجيش في مهامه في أوكرانيا، ورأى بطريرك موسكو وعموم روسيا، كيريل، أن القوات المسلحة للبلاد تقوم بمهمة «مقدسة» لإنقاذ روسيا والعالم. وزاد: «تجب على روسيا اليوم مساعدة العالم الغارق بشكل متزايد في أزمة روحية وأخلاقية بهدف التوصل إلى الخلاص»، مشيراً إلى أن المهمة التي أخذتها روسيا على عاتقها شبيهة بمهمة تاريخية أخرى عندما «أنقذت روسيا في أوقات سابقة العالم من طاعون الفاشية». وأضاف راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بعد قداس الأحد: «في حينها قامت روسيا بالذات، بإنقاذ العالم من وباء الفاشية الرهيب. وبفضل تضحيات روسيا، في المقام الأول، تحقق النصر. ربما يدعونا الرب اليوم، الذي يدفعنا إلى مثل هذه التضحيات الرهيبة، إلى ضمان أنه من خلال حياتنا الروحية وإيماننا والجمع بين الإيمان والمعرفة وتغلغل الإيمان في جميع مجالات الحياة العامة، يمكننا أيضاً مساعدة العالم في العثور على الخلاص، كما فعلنا عندما دحرنا الفاشية».
ونوه البطريرك بأن العلاقات الدولية وصلت إلى «الخط الأكثر خطورة»، وبأن الدول غاصت في «أصعب أجواء عدم الثقة المتبادل»، وبأنه يزداد خلال ذلك خطر اندلاع حرب واسعة النطاق.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

TT

ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)
اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيرَيْه الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»، عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض التي أثارت مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الملف الأوكراني وحدوث قطيعة مع حلفائها الأوروبيين.

وقال الرئيس الفرنسي لصحيفة «لا تريبون ديمانش» الأسبوعية، وعدة صحف أخرى تصدر الأحد: «أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة للهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكّن من المضي قدماً بشكل ملموس؛ لأن ما هو على المحك مهم للغاية».

وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون تحدّث منذ مساء الجمعة مع الرئيسَيْن الأوكراني والأميركي، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحذّر ماكرون من أنه إذا لم يتمّ إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه «سيذهب بالتأكيد إلى مولدافيا، وربما أبعد من ذلك إلى رومانيا».

وقال ماكرون إن انسحاباً محتملاً للولايات المتحدة من الملف الأوكراني «ليس في مصلحة» واشنطن؛ لأن «ما تفعله الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات يتوافق تماماً مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية».

وأضاف أنه إذا وافقت واشنطن على «توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنية لأوكرانيا» فإن «قدرتها على الردع الجيواستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما سيتلاشى في اليوم نفسه».