كرة القدم بوصفها نصاً مفتوحاً

اللاعبون ذوو الأصول الأفريقية يشكلون نسبة النصف في الفريق الفرنسي
اللاعبون ذوو الأصول الأفريقية يشكلون نسبة النصف في الفريق الفرنسي
TT

كرة القدم بوصفها نصاً مفتوحاً

اللاعبون ذوو الأصول الأفريقية يشكلون نسبة النصف في الفريق الفرنسي
اللاعبون ذوو الأصول الأفريقية يشكلون نسبة النصف في الفريق الفرنسي

*ما زالت أسوار بلدان العالم الثالث مغلقة بوجه القادمين، وما زالت فكرة العرق والأصل تأخذ حيزاً كبيراً من ثقافتها، ووعيها
هل يحق لنا نحن المتحذلقين أن نطلق كلمة «النص» على لعبة كرة القدم؟ وأن يكون لهذا النص خطاب مختلف عن كل الخطابات؟ ومتوحد مع ذاته؟ أو مختلف عن ذلك؟ كرة القدم بوصفها نصاً وخطاباً تنتجه الأمم المتحضرة لتوجه من خلاله خطاباً يعبر المحيط الضيق لهذه الأمم، بحيث تكون كرة القدم بوابة لمعرفة عادات الشعوب وتقاليدهم، وأزيائهم وثقافاتهم. لاعبو المنتخبات الوطنية لأي دولة من الدول هم بمثابة سفراء حقيقيين لبلدانهم ووجوه ناصعة تمثلهم في كل محفل، سواء اقتنع مجتمع المثقفين بلاعبي الكرة أم لم يقتنعوا، ذلك أن النظرة السائدة التي يشكلها مجتمع المثقفين على هؤلاء اللاعبين أن عقولهم تكمن في أقدامهم، وأنهم تحصلوا على ثروات كبيرة من المال دون أن يجهدوا أنفسهم، وهو كلام طويل عريض ولا يقدم شيئاً في هذا المجال.
ما دعاني لتسمية كرة القدم بالنص، وعلى وجه التحديد «النص المفتوح» ومقاربة هذا النص مع النص الأدبي وما ينتجه كلاهما من خطاب يؤثر على المتلقين، هو ما رأيته في المنتخبات الوطنية، وتداخل الهويات وتشتتها في البلد الواحد، ذلك أن معظم المنتخبات الأجنبية تتشكل من هويات مختلفة وجنسيات وأعراق وأديان غير تلك الهويات والأعراق التي عرف بها البلد الذي يحمل اسمه المنتخب الوطني لهذه الدولة أو تلك، فقد كنا نظن أن المدربين فقط هم من يحق لهم أن يتنقلوا بين الدول، ويبذلوا قصارى جهودهم لكي يتفوق الفريق الذي يدربونه، وسابقاً قبل أكثر من عشرين عاماً كانت المنتخبات الوطنية تمثل - إلى حد ما - الأعراق والهوية الأصلية والأصيلة للبلد الذي تمثله بنسبة كبيرة، وقد يشذ نموذج هنا ونموذج هناك، ولكنه في كل الأحوال لا يشكل ظاهرة تستحق الالتفات، ولكن ما يحدث الآن أن نسبة كبيرة من لاعبي المنتخبات الأوروبية والأميركية وأستراليا وكندا على وجه التحديد هم عبارة عن عوالم متعددة، وأن المنتخبات تلك عبارة عن نصوص مفتوحة ومتداخلة فيما بينها وبين نصوص أخرى.
تابعت معظم مباريات المونديال في الدوحة، وشاهدت لاعبي تلك المنتخبات حيث تبين أن معظم لاعبيهم من أصول أفريقية وآسيوية، ومن أعراق متنوعة وأديان مختلفة، فالفريق البلجيكي مثلاً كان فيه قبل عشرين عاماً أو أكثر لاعب واحد من أصول أفريقية سابقاً، أو لاعبان، بينما نجد الآن الأصول الأفريقية تشكل نسبة النصف في الفريق، وكذلك الفريق الهولندي والأميركي، وحتي من غير الأفارقة نجد جذوراً لهويات أخرى متنوعة من آسيا ومن أعراق متنوعة، فلم يعد الفريق الفرنسي هو ذلك الفريق الفرنسي ذو العرق الأوروبي، ولا الفريق الإنجليزي أو الألماني أو الكندي، وبين لحظة وأخرى تسمع المعلق وهو ينادي على لاعب هولندي أو بلجيكي باسم حجي، أو لاعب أميركي اسمه موسى، كل هذه المنتخبات عبارة عن توليفة متنوعة لشعوب نزحت إليها وطلبت اللجوء في هذه الدول، ومن سنوات طويلة، فطابت لهم الحياة، وأصبحوا جزءاً من تلك البلدان، وقد ذاب الجيل الثاني والثالث من أولئك النازحين في ملامحها، فكانوا نصها المفتوح على كل الاحتمالات، لذلك فكل البلدان التي سمحت باللجوء في أراضيها، ومنحت الجنسية للاجئين، كانت منتخباتها الوطنية عبارة عن نص مفتوح ـ كما قلنا - وهي مرحلة ما بعد الحداثة، التي تقابل النصوص الأدبية لدينا في حقل الأدب، أما بلدان العالم الثالث فما زالت أسوارها مغلقة بوجه القادمين، وما زالت فكرة العرق والأصل تأخذ حيزاً كبيراً من ثقافتها، ووعيها، ما عدا بعض البلدان ومنها دولة قطر التي شكل منتخبها أيضاً توليفة من مجموعة أعراق وأجناس وأديان مختلفة ليست من منبت الأرض الأصلية، ورغم لوم وتقريع البعض لتشكيل هذه المنتخبات، ولكن عالم ما بعد الحداثة يفرض إيقاعه على الحياة المعاصرة دون الرجوع للوراء، وكأن المنتخبات الأوروبية والأميركية نص حديث تتداخل فيه الأسطورة والرمز والقناع والتناصات الكبرى، لذلك تنتج هذه الخلطات فعلاً ثقافياً نامياً ومؤثراً، فيما منتخبات العالم الثالث تشبه قصيدة عمودية مكتوبة في القرن الثامن عشر مغلقة لا مسارب فيها، ولا ثقافات، يكرر الشاعر فيها ذاته، ويجتر لغته، ويحمل بلاغته على كتفه ثقيلة وباردة، معتمداً على بهرجة الألفاظ ورنين جرسها الفضفاض دون أن يكون لهذه الكلمات وقع حقيقي على الأرض.
اعتدنا حين نفحص النصوص الأدبية التي تلتقي فيها ثقافات العالم وأديانه وأساطيره وعاداته وخرافاته وكل شيء بأن هذه النصوص فيها من الغنى ما يمنحها سمة الخلود لأن النص الأدبي كلما كان ملتقى للثقافات، كان غنياً بالمعارف، ومتجاوزاً فكرة الأحادية في النظر للأشياء، أما الأمم المغلقة، فهي التي تنظر للآخر، ولثقافته، ووعيه، بأنه عدو يجب الابتعاد عنه، أو حتى محاربته، وبهذا فإن الأمم المغلقة تنتج نصوصاً مغلقة، وبالضرورة فإنها تنتج سلوكاً، وثقافة أحادية مغلقة أيضاً، وتنتج سياسيين مغلقين، وشعراء يمشون كالطواويس، لأنهم لم يروا غيرهم في الأرض، ولكنهم بمجرد أن يفتحوا عيونهم على الآخر سيجدون من يشبههم، وربما أفضل منهم.
لذلك فإن النص المفتوح الذي فتح عينيه على يد «أمبرتو إيكو» هو نص من نتاج التداخل العالمي، وذوبان الحدود الذي استدعى بالضرورة أن تذوب الحدود بين الأشكال والأجناس الأدبية، فلم تعد مقولة الجنس الأدبي الصافي مقولة صالحة، بعد ذلك فإن القصيدة الحديثة ستجد فيها الشعر متجاوراً مع القصة القصيرة، والمسرحية، والنكتة، واللوحة، وستجد في الرواية القصيدة، والومضة، واللوحة، والكاريكاتير، وبهذا فإن الحدود التي وضعت للأجناس إلا بداعية فإنها وضعت في زمن كانت الأمم مغلقة على بعضها، ولم تفتح أذرعها للمختلف عنها، وحين تغيرت الحياة استتبع تغيراً في النص الإبداعي الذي هو نتاج المجتمعات، سواء المتخلفة أو المتطورة، وبهذا فإن حركة المجتمعات تجرف كل شيء حولها وتلفه بفكرها وثقافتها على مستوى السياسة والرياضة والاجتماع، في حين تقف الثقافة وجهاً أصيلاً من وجوه تحول المجتمعات ورقيها.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

مصر: مطالب بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب

جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)
جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)
TT

مصر: مطالب بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب

جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)
جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)

أثار تشويه بعض نقوش مقبرة ميروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) غضباً في مصر، وارتباكاً في أروقة وزارة السياحة والآثار التي أصدرت بياناً مساء الاثنين، أكدت فيه ترميم الجدار بعد محاولة تخريبه.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في المجلس الأعلى للآثار خبر نقل 7 مفتشي آثار ومسؤولي أمن من المنطقة الأثرية في سقارة إلى مكان آخر في نوع من العقاب لهم جراء تقصيرهم في حماية المقبرة.

وطالب أثريون ونشطاء بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب، من خلال زياد أعداد الحراس والاستعانة بتقنيات المراقبة الحديثة.

مقبرة ميروكا تتمتع بنقوشها الفريدة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وبعد مرور ساعات على نشر صور الأعمال التخريبية للمقبرة عبر مواقع التواصل، قالت وزارة السياحة والآثار المصرية، إنه في أثناء قيام مفتشي آثار المنطقة بالمرور الدوري اليومي على المقابر المفتوحة للزيارة بالمنطقة تبين وجود خطوط بيضاء على أحد الجدران الداخلية لمقبرة ميروكا.

وقد قام مديرو المنطقة باتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة كافة وتحرير محضر بالواقعة، حيث أثبتت التحريات قيام أحد زائري المنطقة بالكتابة على الجدار في أثناء زيارته المقبرة، مما نتج عنه وجود هذه الخطوط البيضاء.

وقد قام المجلس الأعلى للآثار بترميم الجدار وإزالة هذه الخطوط وإعادة الجدار كما هو في حالة جيدة من الحفظ.

لكنَّ الصور التي أرفقتها الوزارة بالبيان أظهرت وجود بقايا خط أفقي غائر في نقوش ورسومات المقبرة مما يدل على أن التشويه كان بآلة حادة وليس مجرد خطه بلون أبيض، وفق متابعين.

صورة نشرتها وزارة السياحة والآثار بعد معالجة العمل التخريبي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتقوم الجهات المعنية بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجاني ومعاقبته وفقاً لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، والذي تنص المادة 45 منه على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

ووفق خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، فإن «المقابر الفرعونية تحتاج إلى توثيق ونشر علمي لكل محتوياتها، إلى جانب رقمنة هذا التوثيق وإتاحته على مواقع معروفة متاحة للباحثين والإعلاميين».

المقبرة تعد واحدة من كبرى مقابر عصر الملك «تتي»... (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى «تسجيل المتحف المفتوح بالكرنك بواسطة المركز المصري الفرنسي ووضع محتوياته على قاعدة بيانات دولية، وإذا تمت سرقتها أو تشويه أحد معالمها سيُكشف كل ذلك».

وقال الباحث الأثري أحمد عامر إن معظم المقابر الأثرية غير مراقَبة بالكاميرات، إذ يتم الاكتفاء في أغلب الأحيان بوجود حارس على كل مقبرة مفتوحة للزيارة مع وجود مفتش آثار».

وتوقع أن يكون قد تم تشويه مقبرة ميروكا خلال وجود أحد الزائرين داخل المقبرة عندما كان بعيداً عن أعين الحراس، وبالإضافة إلى توقيع جزاء إداري ضد مسؤولي حراسة المقبرة، يتوقع عامر تحويل القضية إلى النيابة الإدارية لإصدار حكم في الواقعة حيث تتوافر عناصر الإهمال، وفق تعبيره.

جدران المقبرة تتضمن كثيراً من المناظر التي تعرض الحياة اليومية خلال الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتعد سقارة من أبرز المناطق الأثرية في مصر، حيث تلقَّب بـ«أقصر الشمال»، فهي تعد الجبانة الشمالية الموازية لجبانة طيبة (الأقصر) في جنوب البلاد، ولا تزال مليئة بالأسرار، بوصفها مكان الدفن الأساسي لجبانة «منف» عاصمة مصر لعصور طويلة.

وترجع تسمية منطقة سقارة إلى إله الجبانة «سوكر»، وهي إحدى المناطق الموجودة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979، ومن أشهر آثارها هرم زوسر المدرج، أول بناء حجري في التاريخ.

وإلى جانب كون ميروكا وزيراً في عهد الملك تتي (2345 - 2323 ق.م)، فإنه كان كذلك زوج ابنة الملك وكان يتمتع بنفوذ كبير، وهي الفترة التي بدأ فيها زيادة نفوذ طبقة كبار رجال الدولة خلال نهاية الأسرة السادسة.

يُذكر أن ميروكا قد دفن في مقبرة على شكل مصطبة شمالي هرم تتي بسقارة، وتعد واحدة من كبرى مقابر عصر الملك «تتي» كما أنها الأروع من حيث المناظر والزخارف التي تزينها من بين مقابر الدولة القديمة، وتضم أكثر من ثلاثين حجرة تتضمن ست حجرات لزوجته وخمساً لابنه «مري تتي»، وفق موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.

وتتضمن جدران المقبرة كثيراً من المناظر التي تعرض الحياة اليومية في الدولة القديمة، مثل مناظر رعي الماشية، وصيد فرس النهر، ومناظر صيد الطيور.