هل يمكن أن يساعد «كورونا» في علاج السرطان؟

لقاحات السرطان يمكن أن تؤدي إلى أكبر انخفاض في معدل وفيات المرض منذ عقود (رويترز)
لقاحات السرطان يمكن أن تؤدي إلى أكبر انخفاض في معدل وفيات المرض منذ عقود (رويترز)
TT

هل يمكن أن يساعد «كورونا» في علاج السرطان؟

لقاحات السرطان يمكن أن تؤدي إلى أكبر انخفاض في معدل وفيات المرض منذ عقود (رويترز)
لقاحات السرطان يمكن أن تؤدي إلى أكبر انخفاض في معدل وفيات المرض منذ عقود (رويترز)

أكدت مجموعة من العلماء أن فيروس «كورونا» يمكن أن يساعد بشكل غير مباشر في علاج السرطان.
ووفقاً لصحيفة «ديلي بيست»، فقد ألهمت لقاحات «كورونا» شركات الأدوية لتطوير لقاحات للسرطان تستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسال، أو mRNA، المستخدمة في الكثير من اللقاحات المضادة للفيروس.
وتقنية «mRNA»، هي مادة وراثية تحفز الجسم على إنتاج بروتين معين مكافح للمرض.
وفي حالة لقاحات «كورونا»، تقوم التقنية بإنتاج البروتين الموجود على سطح الفيروس، وفور إنتاج ذلك البروتين يعتقد الجهاز المناعي بوجود «كورونا» داخل الجسم، فيبدأ في إنتاج الأجسام المضادة كما لو كان الشخص قد أصابه المرض فعلاً.
لكنَّ لقاحات السرطان مختلفة إلى حد كبير. فهي لا تمنع الإصابة بالمرض الخبيث، بل تُستخدم في علاج الأشخاص المصابين به بالفعل.

ويعمل الباحثون في شركات الأدوية الكبرى منذ عامين على تطوير هذه اللقاحات الجديدة المضادة للسرطان، إلا أن أول تقدم ملموس في هذا الشأن لم يتم إلا الأسبوع الماضي فقط، حين أعلنت شركة «موديرنا» عن النتائج الأولية لأول تجربة عشوائية بشرية على الإطلاق للقاح سرطان يستخدم تقنية لقاح «كورونا».
وشملت التجربة 157 شخصاً مصاباً بسرطان الجلد، تلقى نصفهم علاجاً تقليدياً للمرض، في حين تلقى النصف الآخر اللقاح الجديد جنباً إلى جنب مع العلاج التقليدي.
وذكر الباحثون أن اللقاح قلل من خطر عودة المرض أو الوفاة بنسبة 44 في المائة.
ولفت الفريق إلى أن هذه اللقاحات يمكن أن تؤدي إلى أكبر انخفاض في معدل وفيات السرطان منذ عقود.
وقال إلياس سايتور، جراح الأعصاب بجامعة فلوريدا، والذي يشارك في تطوير اللقاحات الجديدة: «أفضل ما في تقنية الحمض النووي الريبي المرسال هي أنها مرنة للغاية، ويمكن هندستها لإنتاج مجموعة واسعة من البروتينات لمكافحة الأمراض المختلفة».
وأضاف: «لكن في الحقيقة، الأمر ليس سهلاً تماماً فيما يتعلق بالسرطان، نظراً لحقيقة أن أنواع السرطانات ليست كلها متشابهة. ومن ثم يتم استخدام خوارزميات مختلفة تتناسب مع الجهاز المناعي لكل فرد على حدة بعد إصابته بالسرطان».
وتابع قائلاً: «عملية التصنيع تبدأ بتحديد الطفرات الجينية في الخلايا السرطانية للمريض والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور المستضدات الجديدة (البروتينات التي تتشكل على الخلايا السرطانية). بعد ذلك، تتنبأ خوارزميات الكومبيوتر بهذه المستضدات الجديدة حتى تتمكن اللقاحات من التصدي لها بفاعلية».
ويخشى الكثير من العلماء أن تكون تكلفة هذه اللقاحات المضادة للسرطان باهظة الثمن، أو أن تعمل بشكل جيد ضد بعض أنواع السرطان فقط وتفشل مع البعض الآخر، مطالبين بإجراء المزيد من التجارب على أنواع مختلفة من السرطانات لتأكيد النتائج.


مقالات ذات صلة

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لا مانع من بعض العزلة للأطفال والحديث معهم عندما يكونون مستعدين لذلك (أرشيفية - وسائل إعلام أميركية)

طفلي لا يريد التحدث معي... ماذا أفعل؟

تنصح طبيبة نفسية بإعطاء الأطفال مساحتهم الخاصة عندما لا يريدون التحدث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفريق أجرى جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)

روبوتات بحجم المليمتر تنفذ عمليات جراحية دقيقة

حقّق باحثون في المركز الألماني لأبحاث السرطان إنجازاً جديداً في مجال الجراحة بالمنظار، حيث طوّروا روبوتات مصغرة بحجم المليمتر قادرة على تنفيذ جراحات دقيقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 معلومات عن كيفية التعامل مع «ثبات منحنى» فقدان الوزن

6 معلومات عن كيفية التعامل مع «ثبات منحنى» فقدان الوزن

ها قد بذلتَ جهداً جادّاً وكبيراً في بدء ممارسة الرياضة بصورة يومية، ووضعتَ برنامجاً صارماً لكمية طعامك اليومي ومحتواه بصورة منخفضة جداً في السعرات الحرارية

د. عبير مبارك (الرياض)

نباتات اصطناعية تُنقّي الهواء وتُولّد الكهرباء

نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)
نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)
TT

نباتات اصطناعية تُنقّي الهواء وتُولّد الكهرباء

نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)
نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)

طوَّر فريق بحثي من جامعة «بينغهامبتون» الأميركية، نباتات اصطناعية قادرة على أن تتغذّى على ثاني أكسيد الكربون، وتُطلق الأكسجين وتُولّد قدراً محدوداً من الطاقة الكهربائية؛ يأمل الباحثون أن تزيد معدلاته في المستقبل.

وأعاد أستاذ جامعة «بينغهامبتون» سوكهيون تشوي، وطالبة الدكتوراه مريم رضائي، استخدام بحوثهما حول البطاريات الحيوية التي تستمدّ طاقتها من كائنات حيّة مثل البكتيريا، في تطبيق فكرة جديدة للنباتات الاصطناعية التي يمكنها التغذّي على ثاني أكسيد الكربون، وإطلاق الأكسجين وتوليد القليل من الطاقة، وفق نتائج دراستهما المنشورة في مجلة «أدفانسد سيستنابل سيستمز» المعنيّة بنشر بحوث نُظم الاستدامة المتقدمة.

وقال تشوي، وهو عضو هيئة التدريس في كلية «توماس جيه واتسون للهندسة والعلوم التطبيقية» في جامعة بينغهامبتون: «بعدما مررنا بفترة انتشار وباء (كوفيد-19)، نعلم بشكل خاص أهمية جودة الهواء الداخلي في أي منشأة».

وأضاف في بيان نُشر، الجمعة، على موقع الجامعة: «يمكن لعدد من الأشياء التي نستخدمها في حياتنا أن تولّد مواد سامّة جداً، مثل مواد البناء والسجاد. نتنفّس ونستنشق هذه السموم بشكل مباشر، كما يؤدّي إطلاقها إلى تراكم مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجوّ. وثمة مخاطر تأتي من عمليات الطهي، في حين يتسلّل بعضها إلينا من الخارج».

باستخدام 5 خلايا شمسية بيولوجية تتضمّن بكتيريا التمثيل الضوئي الخاصة بها، ابتكر تشوي ومريم رضائي ورقة اصطناعية «كانت في البداية لمجرّد المتعة وقضاء الوقت في ابتكار شيء مفيد»، ثم أدركا أنّ هذا المفهوم الجديد يمكن أن تكون له آثار وتطبيقات أوسع.

لقد بنيا أول تطبيق تكنولوجي لهما بـ5 أوراق، ثم اختبرا معدلات التقاطه لغاز ثاني أكسيد الكربون الضار من الأجواء المحيطة وقدرته على توليد الأكسجين المفيد في المقابل.

ورغم أنّ عملية توليد الطاقة من هذه التكنولوجيا الجديدة يُقدَّر بنحو 140 ميكروواط فقط، مما يعدّ مجرّد فائدة ثانوية، فإن تشوي يأمل في تحسين هذه التكنولوجيا لتحقيق إنتاج يزيد، في حده الأدنى، على 1 ملي واط. ويريد أيضاً دمج نظام لتخزين الطاقة، مثل بطاريات الليثيوم أيون أو المكثفات الفائقة إلى هذه التكنولوجيا.

وهو ما يعلّق عليه بالقول: «أريد التمكُّن من استخدام هذه الكهرباء المتولّدة لشحن الهاتف المحمول أو استخدامها في عمليات أخرى».

ويضيف: «مع بعض الضبط الدقيق، يمكن أن تكون هذه النباتات الاصطناعية جزءاً من كل منزل. ومن السهل رؤية فوائد هذه الفكرة».

وأشارت الدراسة إلى أنّ الأميركيين يقضون في المتوسط نحو 90 في المائة من وقتهم داخل البيوت وأماكن العمل، وأن الهواء الذي نتنفّسه في العمل أو داخل المدرسة أو المنزل يؤثر في صحتنا، ومعظم أنظمة تنقية الهواء باهظة الثمن ومرهقة وتتطلّب التنظيف المتكرّر.