«خليجي 25» في البصرة... الإرادة العراقية حولته إلى واقع

ثلاثة رجال من العراق يقفون بمحاذاة إعلان ترويجي لكأس الخليج بالبصرة (أ.ف.ب)
ثلاثة رجال من العراق يقفون بمحاذاة إعلان ترويجي لكأس الخليج بالبصرة (أ.ف.ب)
TT

«خليجي 25» في البصرة... الإرادة العراقية حولته إلى واقع

ثلاثة رجال من العراق يقفون بمحاذاة إعلان ترويجي لكأس الخليج بالبصرة (أ.ف.ب)
ثلاثة رجال من العراق يقفون بمحاذاة إعلان ترويجي لكأس الخليج بالبصرة (أ.ف.ب)

ستكون محافظة البصرة، في السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي على موعد أمام حدث تاريخي عندما تستضيف النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وذلك بعد أن استضاف العراق النسخة الخامسة من البطولة عام 1979
وجاء اختيار محافظة البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق، لاستضافة النسخة المقبلة من البطولة الخليجية بعد مخاض عسير سعت من خلاله السلطات العراقية منذ سنوات، لكن محددات الحظر الدولي على الملاعب العراقية كانت دائماً تشكل عائقاً أمام إتمام الاستضافة لهذه البطولة التي تحظى بجماهيرية كبيرة لدى شعوب بلدان الخليج العربي.
ونجح العراق خلال السنوات الماضية في تأمين جميع معايير اللجنة المشرفة على تنظيم بطولة الخليج من خلال تأمين جميع المنشآت الرياضية وأبرزها ملعب «جذع النخلة»، الذي يسع أكثر من 60 ألف متفرج وملعب الميناء الأولمبي الذي يتسع لأكثر من 30 ألف متفرج.
وجرى تجهيز الملعبين بأحدث الأجهزة ومعدات نظام حكم الفيديو المساعد واللوحات الإعلانية فضلاً عن أنهما يشكلان بشكل عام اثنين من التحف المعمارية التي شيدت بإدارة وتصميم عراقي.
ويأتي ذلك إضافة إلى تجهيز عدد من الملاعب الثانوية المتكاملة لأغراض التدريبات.
وحرصت الحكومة العراقية على تشكيل لجنة عليا تضم عدداً كبيراً من الوزارات والهيئات إلى جانب الاتحاد العراقي لكرة القدم ومحافظة البصرة للإشراف على إتمام جميع متطلبات العمل لاستضافة «خليجي 25» وفق شروط الجهة المنظمة.
وخصصت وزارة النقل العراقية عشرات الحافلات، فيما أعلنت مطارات بغداد وكركوك وأربيل والسليمانية عن تخصيص رحلات جوية وتسيير قاطرات لنقل الجمهور إلى محافظة البصرة، وتم تكليف فريق أمني رفيع المستوى يضم قادة كبار من الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة لتأمين الحماية، وتعهدت وزارة الاتصالات بتأمين خدمات الإنترنت المجانية.
وتترقب الأوساط العراقية بأن تكون «خليجي 25» من أكثر البطولات حضوراً للجماهير، حيث شهدت مراكز بيع تذاكر الدخول إلى الملاعب اكتظاظاً كبيراً في مراكز بيع التذاكر المباشر، وكذلك الإلكتروني مما يؤكد أن هذه البطولة ستكون بطولة للجمهور، فيما تم تخصيص ساحات ومواقع كبيرة للجمهور مجهزة بشاشات عملاقة لاستقبال المشجعين خارج الملاعب.
واختارت الجهة المنظمة للبطولة شخصية «السندباد» لتكون شعاراً للبطولة، فيما سيرت جماهير مدينة البصرة حافلة عراقية قديمة لتجوب جميع المحافظات العراقية حاملة كأس الخليج، وذلك لدعوة الجماهير لحضور منافسات البطولة التي ستقام في الفترة ما بين السادس و19 من يناير الحالي.
وتشهد مدينة البصرة كرنفالات لاستقبال بطولة «خليجي 25» تحت شعار «خليجنا واحد» وتزيين الشوارع بأعلام الدول المشاركة وإطلاق أغان وأناشيد شعبية، فيما أعلن محافظ البصرة أسعد العيدان رسمياً أن المطرب العراقي الكبير كاظم الساهر والمطربة العراقية رحمة رياض سيتوليان إحياء حفل افتتاح كأس الخليج.
وقال فراس بحر العلوم عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم إن: «أجواء النسخة 25 من كأس الخليج ستكون مميزة مع مراسم افتتاح باهر مرضي للجميع».
وأضاف: «ستكون هذه البطولة بوابة أمام العراق لاستضافة بطولات أخرى عربية وإقليمية ودولية».
وجرى الإعلان رسمياً عن أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني وجه دعوات خاصة لنظرائه العرب والخليجيين لحضور مراسم افتتاح بطولة كأس الخليج، حيث ستتولى شركة أجنبية تنفيذ مراسم الاحتفال والنقل التلفزيوني بأجهزة ومعدات حديثة.
كذلك وجه وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع الدعوات لنظرائه العرب كما وجه رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال الدعوات إلى رؤساء الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي والاتحاد العربي وشخصيات رياضية عديدة لحضور «خليجي 25»
وشرعت برامج رياضية محلية وعربية بنصب خيام للتعليق على مجريات البطولة فيما ستكون غالبية مشاهير المعلقين الرياضيين العرب متواجدين لتغطية منافسات «خليجي 25» إلى جانب نحو 500 صحافي وإعلامي ومصور محلي وخليجي.
وأعلنت عشائر وشخصيات عراقية عن استعدادها لاستقبال واستضافة الجماهير الخليجية التي ستصل إلى العراق لتشجيع منتخباتها بعد أن كانت الحكومة العراقية قد قررت السماح للجمهور الخليجي بدخول البلاد دون رسوم الدخول فيما أعلنت عشرات الفنادق الكبرى عن فتح أبوابها لاستقبال ضيوف العراق.
ويسعى العراق إلى تكون «خليجي 25» محطة لعودة العراق إلى البطولات العربية والإقليمية والدولية بعد أن كان قد عاش حظراً رياضياً امتد لفترة طويلة بسبب الحروب المتتالية التي خاضتها البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي وتردي الوضع الأمني بعد غزو القوات الأميركية للعراق عام 2003.
وأعطى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الأوامر للجهات العراقية بتأمين النقل المجاني لجميع مباراة كأس الخليج ليتسنى للعراقيين متابعة مجريات المنافسات.
وبدأت المنتخبات الخليجية بالتوافد إلى العراق، حيث كان منتخب اليمن أول الواصلين نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويليه منتخبا الإمارات وعمان اللذان يصلان اليوم، في حين ستتوافد المنتخبات الأخرى تباعاً.


مقالات ذات صلة

تصفيات كأس العالم: فرنسي وإنجليزي يعززان تشكيلة الإمارات

رياضة عربية تحل الإمارات ضيفة على قطر في 5 سبتمبر المقبل (المنتخب الإماراتي)

تصفيات كأس العالم: فرنسي وإنجليزي يعززان تشكيلة الإمارات

أعلن البرتغالي باولو بينتو مدرب منتخب الإمارات لكرة القدم (الجمعة) استدعاء 26 لاعباً بينهم 4 لاعبين مجنّسين جدد لخوض مباراتَي قطر وإيران.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية اللجنة التفقدية لاتحاد كأس الخليج العربي تزور الكويت برئاسة جاسم الرميحي الأمين العام للاتحاد الخليجي (الاتحاد الخليجي لكرة القدم)

اللجنة التفقدية: الكويت جاهزة لاستضافة «خليجي 26» نهاية العام

بدأت اللجنة التفقدية لاتحاد كأس الخليج العربي زيارة جديدة للكويت للاطلاع على آخر ما تم إنجازه من عمل لاستضافة بطولة «خليجي 26».

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.