أوكرانيا تستقبل العام الجديد باحتدام «حرب المسيّرات»

قتلى وجرحى بهجمات جديدة طالت كييف ومناطق في الشرق والجنوب

طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29» لدى تحليقها شرق أوكرانيا أمس (أ.ف.ب)
طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29» لدى تحليقها شرق أوكرانيا أمس (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تستقبل العام الجديد باحتدام «حرب المسيّرات»

طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29» لدى تحليقها شرق أوكرانيا أمس (أ.ف.ب)
طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29» لدى تحليقها شرق أوكرانيا أمس (أ.ف.ب)

استقبل كثير من الأوكرانيين العام الجديد على وقع احتدام «حرب مسيّرات»، إذ بينما كانوا يطلقون صيحات الاحتفال من شرفات منازلهم، شاهدوا الدفاعات الجوية تدمّر صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقتها روسيا في سماء بلادهم مع الساعات الأولى من عام 2023.
وأعلنت قيادة سلاح الجوي الأوكراني أنها دمّرت 45 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد»، 32 منها بعد منتصف ليل السبت - الأحد. وجاء ذلك بعدما شنت روسيا 31 هجوماً بالصواريخ و12 ضربة جوية في أنحاء أوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ولم يشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أي توقف محتمل لهجماته على أوكرانيا في خطابه بمناسبة رأس السنة الجديدة الذي جاء صارماً وحماسياً، على النقيض مع رسالة الامتنان والوحدة التي ألقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومع انطلاق صفارات الإنذار في كييف، صاح بعض الأوكرانيين من شرفات منازلهم: «المجد لأوكرانيا! المجد للأبطال!». وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن شظايا صواريخ دمرتها أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تسببت في أضرار طفيفة في وسط العاصمة.
وبحسب الحصيلة المفصلة للضربات الروسية ليلة رأس السنة، فان ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم شابة عمرها 22 عاما في مدينة خميلنيتسكي في غرب البلاد. وبين الجرحى الخمسين فتى في الثالثة عشرة وشقيقته البالغة 12 عاما في قرية قرب خيرسون في الجنوب، بحسب الرئاسة. كما قتل شخص أيضا الأحد وأصيب ثلاثة بجروح في ضربة روسية في أوريكيف في منطقة زابوريجيا في الجنوب بحسب السلطات المحلية. وأفادت سلطات المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا عن مقتل مدني في قصف أوكراني أمس الأحد في ياسينوفاتا في منطقة دونيتسك. وقالت إن الجيش الأوكراني قصف أيضا دونيتسك ومدينة ماكييفكا المجاورة بعد منتصف الليل ما أسفر عن سقوط 15 جريحا على الأقل.
وقالت بريدجت برينك سفيرة الولايات المتحدة لدى أوكرانيا عبر «تويتر» إن «روسيا هاجمت بكل تبلد وجبن أوكرانيا في الساعات الأولى من العام الجديد. ولكن يبدو أن بوتين لم يدرك أن معدن الأوكرانيين من حديد».

أوكرانيون ينظرون أمس إلى حفرة أمام مبنى تعليمي في كييف تضرر جراء هجوم صاروخي السبت (أ.ف.ب)

استهداف «صناعة المسيّرات»
بدوره، أكد الجيش الروسي، أمس (الأحد)، أن الضربات التي نُفّذت على مدن أوكرانية عدّة، بينها كييف، ليلة رأس السنة، استهدفت منشآت لصناعة المسيّرات، بهدف إحباط «هجمات إرهابية» يجري التخطيط لها. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي، أن «في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2022، شنّت القوات المسلّحة الروسية هجوماً جوّياً دقيقاً بعيد المدى على منشآت لصناعة الدفاع الأوكراني منخرطة في صنع مسيّرات هجومية مستخدمة لشنّ هجمات إرهابية على روسيا». وقالت إن «خطط نظام كييف الهادفة إلى شنّ هجمات إرهابية على روسيا في مستقبل قريب أُحبطت». وغالباً ما تصف موسكو بـ«الأعمال الإرهابية»، العمليات التي يشنّها الجيش الأوكراني على الأراضي الروسية أو على منشآتها في أوكرانيا.
وعلى خط المواجهة في مقاطعة دونيتسك بالشرق، احتفلت القوات الأوكرانية بالعام الجديد. وعزف الجندي بافلو بريزهودسكي (27 عاماً) أغنية على الغيتار كتبها على خط المواجهة، بعد مقتل 12 من رفاقه في ليلة واحدة. وقال بريزهودسكي: «من المحزن أنه بدلاً من لقاء الأصدقاء والاحتفال معهم وتبادل الهدايا مع بعضنا، اضطر الناس إلى البحث عن مأوى، وقُتل بعضهم بالفعل». وأضاف: «إنها مأساة كبيرة. إنها مأساة كبيرة لا يمكن أن تُغتفر أبداً».
وفي خندق قريب على خط المواجهة، قال الجندي أوليه زهرودسكي (49 عاماً) إنه تطوّع بعد استدعاء ابنه للقتال كجندي من الاحتياط. ويرقد ابنه حالياً في مستشفى بمدينة دنيبرو الجنوبية، حيث يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة بعدما تلقى إصابة في رأسه، في الوقت الذي يقف فيه والده على خط القتال. وقال زهرودسكي وهو يغالب دموعه: «الوضع صعب للغاية الآن».

«عام جديد سعيد»
نشر أندريه نيبيتوف، قائد شرطة كييف، صورة على حسابه بتطبيق «تلغرام» لما قيل إنها قطعة من طائرة مسيّرة استُخدمت في الهجوم على العاصمة مكتوب عليها بخط اليد باللغة الروسية «عام جديد سعيد». وقال نيبيتوف: «هذا الحطام ليس على خط المواجهة، حيث تدور المعارك الشرسة، وإنما هنا، في ساحة رياضية، حيث يلعب الأطفال».
ودمّرت روسيا مدناً أوكرانية عدة، وقتلت آلاف المدنيين منذ أن أمر بوتين بغزو أوكرانيا في فبراير (شباط)، زاعماً أن موقف أوكرانيا الموالي للغرب يهدد أمن روسيا. وتقول روسيا إنها ضمت نحو خُمس مساحة أوكرانيا. واستفادت أوكرانيا من الدعم العسكري الغربي لها في حربها مع روسيا، وأجبرت القوات الروسية على الانسحاب من أكثر من نصف الأراضي التي استولت عليها.
وفي الأسابيع الأخيرة، ظلت خطوط المواجهة دون تغيير إلى حد كبير، فيما قُتل آلاف الجنود في حرب الخنادق المحتدمة بين الجانبين، فيما تحاول موسكو إحكام قبضتها على الأراضي التي استولت عليها. ومنذ أكتوبر (تشرين الأول)، شنت روسيا هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما أدى إلى إغراق المدن الأوكرانية في ظلام دامس، وتركها تعاني من البرد القارس مع حلول فصل الشتاء.
وتقول موسكو إن الضربات تهدف إلى الحد من قدرة أوكرانيا على القتال، بينما تقول كييف إن الضربات الروسية ليس لها أي غرض عسكري، وتهدف إلى إيذاء المدنيين، وتمثل جريمة حرب. وقال بوتين في خطابه بمناسبة العام الجديد: «أهم شيء هو مصير روسيا.... الدفاع عن أرض الآباء هو واجبنا المقدس تجاه أسلافنا وأحفادنا. الحق الأخلاقي والتاريخي معنا».
أما زيلينسكي، فألقى خطابه وسط ظلام شبه تام، ومِن خلفه كان يرفرف علم أوكراني. ووصف العام الماضي بأنه عام صحوة وطنية. وأضاف: «قيل لنا: (ليس أمامكم خيار آخر سوى الاستسلام). ونحن نقول: (لا خيار أمامنا سوى الانتصار)». وتابع: «في هذا العام انكسرت قلوبنا وجفت دموعنا... نقاتل وسنواصل القتال. من أجل شيء واحد: النصر».
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن الهجمات الجديدة دمّرت بنية تحتية في سومي، شمال شرقي البلاد، وخميلنيتسكي في الغرب، وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب الشرقي والجنوب. وذكر فالنتين ريزنتشينكو حاكم منطقة دنيبروبتروفسك في ساعة مبكرة من صباح أمس (الأحد): «ليكن اليوم هادئاً»، بعد أنباء عن وقوع قصف مكثف على عدة تجمعات في المنطقة خلال الليل تسبب في إصابة شخص.
وقالت شركة «أوكرانرجو» المشغلة لشبكة الكهرباء في أوكرانيا، أمس (الأحد)، إن اليوم السابق كان «صعباً» على عمالها، إلا أن الوضع فيما يتعلق بإمدادات الكهرباء أصبح «تحت السيطرة»، ولم تُنفذ عمليات قطع طارئة للتيار. وقالت الشركة في بيان: «تم توفير كميات كهرباء إضافية للمستهلكين في المنازل بفضل السلوك الواعي للشركات الأوكرانية ووضع قيود لعمل الصناعات».

استهداف بلدة روسية
وبشكل منفصل، قال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بلجورود الروسية الجنوبية المتاخمة لأوكرانيا إن قصفاً استهدف ضواحي بلدة شيبيكينو خلال الليل، وتسبب في إلحاق أضرار بمنازل، دون أن يسفر عن ضحايا.
وأفادت وسائل إعلام روسية أيضاً بوقوع عدة هجمات أوكرانية على أجزاء تسيطر عليها موسكو في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وقال مسؤولون محليون إن تسعة على الأقل أُصيبوا. ونقلت وكالة الإعلام الحكومية الروسية عن طبيب محلي أن ستة قُتلوا إثر هجوم تعرض له مستشفى في دونيتسك السبت. وقالت السلطات بالوكالة في دونيتسك أيضاً إن شخصاً قُتل في القصف الأوكراني. ولم يتسنَّ التحقق من تقارير وسائل الإعلام الروسية بشكل مستقل. كما يصدر على الفور رد من كييف، التي عادة لا تعلن مسؤوليتها عن أي هجمات داخل روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

أوروبا القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا روسيا تواصل هجومها على خاركيف (إ.ب.أ)

مقتل اثنين في هجوم روسي بالقنابل على منطقة خاركيف الأوكرانية

قال حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية إن مدنيين قتلا وأصيب 8 آخرون، اليوم (السبت)، في هجوم روسي بالقنابل على إحدى قرى المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)

موقع مستقل يُحدد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا في أوكرانيا

أعلن موقع روسي مستقل، السبت، أنه تمكّن من تحديد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية تظهر مروحية عسكرية من طراز «مي - 35» قرب الحدود مع أوكرانيا

روسيا: مقتل نحو 400 عسكري أوكراني في كورسك خلال 24 ساعة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 400 عسكري أوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي قتلى القوات الأوكرانية إلى 8200 عسكري.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون في موقع مبنى سكني متضرر من 12 طابقاً في أعقاب ضربة صاروخية في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (د.ب.أ)

روسيا تعلن سيطرتها على كيروفه في دونيتسك شرق أوكرانيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (السبت)، أن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وفق «رويترز».

«الشرق الأوسط» (كييف)

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
TT

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

تأمل مجموعة من النساء من السكان الأصليين في وقف أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال بكندا، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل نصف قرن.

وتسعى تلك النسوة منذ عامين لتأخير مشروع البناء الذي تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي «إم كي ألترا».

خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.

أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس.

ورأت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاماً من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غربي مونتريال، وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار، أن هذه الحرب «أهم شيء في حياتها».

وقالت: «نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية».

أعمال أثرية

في خريف 2022، حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).

وقالت الناشطة كويتييو (52 عاماً) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين؛ «لأن بحسب طرقنا، لا أحد يتحدث نيابة عنا».

في الصيف الماضي، أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد ثلاثة مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.

لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة، «لم يتم العثور على بقايا بشرية».

وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاقية من خلال اختيار علماء آثار قاموا بعملية البحث قبل إنهاء مهمتهم في وقت مبكر جداً.

وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات: «أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي».

ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات، في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح.

وقالت كويتييو: «على الناس أن يعرفوا التاريخ؛ كي لا يعيد نفسه».

تنبهت كندا في السنوات القليلة الماضية لفظائع سابقة.

فقد أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية حيث جُرّدوا من لغتهم وثقافتهم وهويتهم، في إطار ما عدّه تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 «إبادة ثقافية».

بين 1831 و1996 أُخذ 150.000 من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس. وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.