رحيل المذيعة الأميركية باربرا والترز عن 93 عاماً

باربرا والترز في حفل توزيع جوائز إيمي في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)
باربرا والترز في حفل توزيع جوائز إيمي في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)
TT

رحيل المذيعة الأميركية باربرا والترز عن 93 عاماً

باربرا والترز في حفل توزيع جوائز إيمي في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)
باربرا والترز في حفل توزيع جوائز إيمي في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)

توفيت باربرا والترز، أول امرأة تقتحم نادي مذيعي التلفزيون الذي كان مقتصراً على الرجال، وواحدة من آخر المذيعين النجوم المتبقين في عالم الأخبار التي أقنعت قادة العالم والمشاهير بالكشف عن أسرارهم وأعمقها، حسبما ذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز»، التي عملت لديها لفترة طويلة.
وتوفيت والترز، التي ظلت نشيطة خلال حياتها المهنية الطويلة، عن عمر 93 عاماً. ويذكر أنها انضمت إلى مذيعي شبكة «إيه بي سي نيوز» التلفزيونية في عام 1976 لتصبح حينها أول مذيعة في برنامج إخباري مسائي.
وأعلن روبرت إيغر الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني، الرئيس السابق لوالترز، على موقع «تويتر» عن وفاتها مساء أول من أمس (الجمعة)، في منزلها بنيويورك. وكتب: «لقد كانت باربرا أسطورة حقيقية، رائدة، ليس فقط للنساء في الصحافة، ولكن للصحافة نفسها. لقد كانت صحافية فريدة أجرت العديد من أهم المقابلات في عصرنا، من رؤساء دول وقادة أنظمة إلى شخصيات مشهورة كبيرة ورموز رياضية».
وأضاف إيغر: «لقد سعدت بأن اعتبر باربرا زميلتي لأكثر من 3 عقود، ولكن الأكثر أهمية، هو أنني كنت أعتبرها صديقة عزيزة».
وقالت وكيلة الدعاية سيندي بيرغر عنها إنها عاشت حياتها بلا ندم. فقد كانت رائدة ليس فقط بالنسبة للصحافيات، وإنما بالنسبة لجميع النساء.
وجاء في بيان صادر عن منتجي برنامج «ذا فيو»، الذي ضم فريقاً نسائياً بالكامل، أن والترز أنشأت البرنامج في عام 1997 «للدفاع عن صوت المرأة»، وتابعت أنها «فخورة بأن يكون جزءاً من إرثها»، وفق صحيفة «الغارديان» البريطانية.
خلال ما يقرب من أربعة عقود في شبكة «إيه بي سي»، وقبل ذلك في شبكة «إن بي سي»، أضفت مقابلات والترز الحصرية مع الحكام، والأمراء، والفنانين، عليها منزلة المشاهير، ولم تكن أقل درجة عنهم، في حين وضعتها في طليعة الاتجاه في الصحافة الإذاعية التي صنعت نجوم الصحافيين التلفزيونيين، وأدخل البرامج الإخبارية في سباق التقييمات الأعلى.

والترز تحاور الرئيس السابق ريتشارد نيكسون على «إي بي سي» في نيويورك (إ.ب)

وقد أجرت والترز مقابلات مع عدد من زعماء العالم من بينهم فيدل كاسترو، ومارغريت ثاتشر، ومعمر القذافي، وصدام حسين، وكل رئيس أميركي وسيدته الأولى منذ ريتشارد وبات نيكسون؛ وأول مقابلة مع روز كينيدي بعد اغتيال ابنها روبرت، ومع الأميرة غريس من موناكو، والرئيس ريتشارد نيكسون؛ وسافرت إلى الهند مع جاكلين كيندي، وإلى الصين مع نيكسون، وإلى إيران لتغطية حفل الشاه.
وقالت الشبكة إنها حصلت على 12 جائزة إيمي، منها 11 جائزة حين كانت في شبكة «إيه بي سي» الإخبارية.
وفي مقابلة أُجريت معها بصحيفة «شيكاغو تريبيون» عام 2004 قالت والتر إنها لم تكن تعتقد أبداً بأن حياتها ستكون على هذا النحو، مضيفة: «التقيت بعدد كبير من الناس، وعدد كبير من رؤساء الدول، وعدد كبير من الأشخاص المهمين، حتى أكثر من أي رئيس تقريباً، لأنهم لا يحظوا سوى بـ8 سنوات فقط».
وفي حديث مع صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2013. قالت والترز: «سألت يلتسين عما إذا كان يشرب الخمر كثيراً، وسألت بوتين عما إذا كان قد قتل أي شخص». وأجاب كلاهما بكلا.
تصدرت والترز عناوين الصحف عام 1976 إذ كانت أول «مذيعة» أخبار على الشبكة، في مقابل هاري ريزونر، براتب سنوي غير مسبوق بلغت قيمته مليون دولار أثار انتقادات شديدة.
بدأت والترز عملها الصحافي في برنامج «توداي شو» على شبكة «إن بي سي» عام 1961 كاتبة ومنتجة. وظهرت على الشاشة لإذاعة القصص الخفيفة والمنوعات، ومن ثم صارت جزءاً منتظماً من البرنامج.
كانت رحلتها أسطورية من حيث المنافسة المحتدمة - ليس فقط مع الشبكات المنافسة، بل أيضاً مع زملاء في شبكتها الخاصة - على كل «سبق» كبير في عالم عامر بالمزيد والمزيد من المقابلات الشخصية، بما في ذلك الصحافيات اللاتي تابعن الطريق الذي سلكته.
وقد أطلقت عليها صحيفة نيويورك تايمز اسم «الشخصية التلفزيونية الأميركية الأكثر شهرة»، ولكنها قالت أيضاً: «إن أكثر ما نتذكره عن مقابلة باربرا والترز هو باربرا والترز».
على مدى 29 عاماً، استضافت برنامجاً للمقابلات قبل حفل الأوسكار ضم المرشحين للجائزة. وكان لديها أيضاً برنامج سنوي بعنوان «أكثر الناس روعة»، لكنها تخلت عنه عندما قررت أنها سئمت من مقابلات المشاهير.
«لم أتوقع ذلك قط!»، قالت والترز في عام 2004. متحدثة عن مقياس نجاحها، وتابعت: «اعتقدت دائماً أنني سأكون كاتبة للتلفزيون. ولم أكن أظن أبداً أنني سأقف أمام الكاميرا».
ولطالما كانت طبيعية أمام الكاميرا، لا سيما عندما تراوغ علية القوم بالأسئلة.
وفي عام 2008 قالت والترز لوكالة «أسوشييتد برس»: «لا أخشى شيئاً عندما أجري مقابلة شخصية، فلا خوف لدي».


مقالات ذات صلة

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.