المسيّرات في «الحروب الحديثة»

دمار خلّفه قصف بمسيّرة روسية في منطقة كييف في 19 ديسمبر (رويترز)
دمار خلّفه قصف بمسيّرة روسية في منطقة كييف في 19 ديسمبر (رويترز)
TT

المسيّرات في «الحروب الحديثة»

دمار خلّفه قصف بمسيّرة روسية في منطقة كييف في 19 ديسمبر (رويترز)
دمار خلّفه قصف بمسيّرة روسية في منطقة كييف في 19 ديسمبر (رويترز)

قد يكون تعبير «الحروب الحديثة» في القرن الـ21 خاطئاً إلى حدّ ما. فحروب اليوم تجمع كلّ تجليّات الحروب السابقة، في أي عصر كانت. تُظهّر حرب أوكرانيا اليوم كل هذه التجلّيات؛ فيها حرب الخنادق على غرار الحرب العالميّة الأولى؛ وفيها الصواريخ الباليستيّة على غرار صواريخ هتلر التي استهدفت لندن خلال الحرب العالميّة الثانية؛ فيها حرب المدن والدمار الشامل، وهي نمط مستمرّ منذ تشكّل أول مدينة مُسوّرة في التاريخ؛ فيها حرب المناورة والصدم كما حصل في حروب ألمانيا الخاطفة (Blitzkrieg)؛ كما فيها الحرب الدفاعيّة كما يحصل الآن في مدينة بخموت في الدونباس؛ وأخيراً وليس آخراً، فيها الحرب السيبرانيّة كما استعمال الذكاء الصناعي.
في الحرب العالميّة الأولى، بدأ سلاح الجوّ بالدخول إلى حقل المعركة، لكن بخجل. فكانت الطائرة مع طيّار تستعمل، وذلك بالإضافة إلى المنطاد للاستطلاع، وفي بعض الأحيان إلقاء القنابل منها على الأهداف الأرضية، لكن بواسطة اليد وبالعين المجرّدة.
هنا قد يمكن استنتاج نظريّة معيّنة للتعامل مع التحوّلات في الحروب والتي تقوم على الدائرة والسهم. لكن كيف؟
> الدائرة للقول إن كلّ شيء يتكرّر ويعيد نفسه في الحروب.
> والسهم للقول إن خصائص الحرب تتبدّل مع الوقت والزمن في ثلاثة أبعاد، هي: البُعد السياسيّ، الاجتماعي والاقتصاديّ.
وهنا لا بد من التذكير بأن طبيعة الحرب ثابتة، حسب المفكّر العسكري البروسي كارل فون كلوزفيتز، الذي قال «الحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى».
- إذن، ماذا يمكن القول إذا كان تعبير «الحروب الحديثة» خاطئاً؟
قد يمكن القول، إن لكلّ عصر التكنولوجيا الخاصة به. تدخل هذه التكنولوجيا في كلّ الأبعاد، فتغيّر الإنسان والمجتمع. كما تغيّر الأهداف الجيوسياسيّة، وبالتالي الاستراتيجيّات، حتى الوصول إلى التوصيف الوظيفي للجندي، كما القائد الأعلى.
يُطلق بعض الخبراء على هذا التغيير تعبير «الثورة في الشؤون العسكريّة». بكلام آخر، تُعدّ الثورة ثورة فقط لأنها تضرب المفاهيم القديمة، لتخلق مفاهيم جديدة. تدخل هذه المفاهيم في الاستراتيجيّات العسكريّة، وبالتالي تُغيّر العقيدة العسكرية للجيوش، من المستوى الأعلى وحتى مستوى التنفيذ التكتيكي. لكن ما يُسبب هذه الثورة، هو القدرة، أو بالأحرى الرؤيا والعبقريّة التي تتمتّع بها القيادات العسكريّة لجيش ما، وذلك بالطبع بعد الموافقة السياسيّة من الرعيل الأعلى.
فعلى سبيل المثال، كتب القائد الكبير شارل ديغول، بعد نهاية الحرب الأولى، ما يلي «إن الحروب الحديثة ستكون حروب مناورة، حركيّة وصدم».
في هذا الوقت، كانت الحكومة الفرنسيّة تبني خطّ ماجينو الدفاعي بامتياز. استغلّ القادة الألمان التطوّرات التكنولوجيّة، فأدخلوها في العقيدة العسكريّة الألمانيّة، فسقطت باريس.
- المسيّرة
تعكس المسيّرات واقعاً تكنولوجياً جديداً في العالم. هي السلاح الجوي لمن ليس لديه سلاح جوّي. حتى المنظمات الإرهابيّة استعملتها بما توفّر منها.
تعدّ المسيّرات عامل توازن غير مُكلف. هي طائرة الحرب العالميّة الأولى، لكن من دون طيّار، ومع تكنولوجيا جديدة ترتكز على الدقة في التوجيه، القصف، كما نقل صورة المعركة الآنيّة.
يبدأ الخرق التكنولوجي عند الدول الغنيّة. لكن سرعان ما ينتشر ليصبح ملك من يرغب، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظلّ قدرة الضعيف على سرقة أسرار الكبير بطرق عدّة.
للمسيّرات مهام ووظائف متعددة. منها ما هو للاستطلاع وجمع المعلومات. ومنها ما هو للضربات والقصف على مسافات بعيدة. ومنها ما هو انتحاري. لكن عند كلّ استعمال، يجب أن يخدم هذا الاستعمال استراتيجيّة عسكريّة محدّدة. إذن، المسيّرة، هي بُعد جوّي (دون الإنسان)، مثل البُعد البريّ، كما البحري وحتى السيبرانيّ. هي تعمل من ضمن تعدّد للأسلحة، وليست منعزلة عن المنظومة.
بعد التجارب الكثيرة لهذه المسيّرات (حيث كانت أميركا رائدة)، أصبحت اليوم تشكّل قيمة مُضافة على الدبلوماسيّة بين الدول، وذلك حسب بعض الخبراء. لكن كيف؟
تُصدّر اليوم إيران المسيّرات لروسيا. وهي تنتظر قبض الثمن في وقت ما. قد يكون هذا الثمن في مجلس الأمن سياسياً.
وقد يكون بتزويد إيران بأسلحة متقدّمة، من طيران ودفاعات جويّة. وقد يكون في مجال التكنولوجيا النوويّة. أو حتى تقييد الحركية الإسرائيليّة العسكريّة في سوريا. تسعى إيران اليوم لافتتاح معمل تصنيع وتجميع للمسيّرات في كل من طاجاكستان، وفنزويلا. وأخيراً وليس آخراً، تزوّد إيران الميليشيات الحليفة لها بالمسيّرات، إن كان في اليمن أو لبنان، كلّ ذلك بهدف خدمة مشروعها الإقليميّ.
لكن الأكيد، أن كلّ ما يجري اليوم من تعاون عسكري بين إيران وروسيا، سوف يؤدّي إذا استمر على هذه الوتيرة، إلى خلق رابط قوي جداً جدّاً على المستويين، العسكري كما السياسيّ. وهذا أمر قد يكون له تداعيات سلبيّة على محيط إيران، كما على كلّ العالم العربيّ.
في مكان آخر، جرّبت تركيا مسيّراتها في كلّ من: سوريا (إدلب)، ليبيا، ناغورني قره باغ، وبالطبع أوكرانيا، حيث أثبتت فاعليّة عالية. وهي تستعدّ اليوم لافتتاح معمل للمسيرات في أوكرانيا.
- المسرح الأوكرانيّ
أيقظت الحرب الأوكرانيّة غول الحرب المخيف. إنها مسرح التجارب بامتياز للأسلحة. يستعمل فيها كلّ أنواع الأسلحة التقليديّة مع التهديد الروسي المستمرّ بإمكانية استعمال السلاح النووي التكتيكي بالحدّ الأدنى. تشكّل الحرب الأوكرانيّة نموذج الحرب بالواسطة وبامتياز. فهي على الأرض الأوكرانيّة مادياً. لكنها حرب بين الجبابرة.
بسبب الحرب الأوكرانيّة، بدأت الدول بزيادة موازناتها الدفاعيّة، خاصة في كلّ من ألمانيا واليابان. كما أعيد تفعيل الكثير من معامل الصناعات العسكريّة، خاصة في الولايات المتحدّة الأميركيّة.
لم يسبق أن استعملت المسيّرات، ومن كلّ الأنواع بهذه الكثافة على مسرح آخر. فماذا عنها؟
أظهرت الحرب الأوكرانيّة في بداياتها، أن روسيا ليست مستعدّة للحرب، خاصة في مجال المسيّرات. فلجأت مؤخراً، بعد تكرار التعثّر الميداني، إلى إيران لاستيراد المسيّرات خاصة الانتحاريّة من فئة شاهد. فما هي الاستراتيجية الروسية؟
يكفي النظر إلى الأهداف التي تدمّرها روسيا في أوكرانيا كي نستنتج ما هي الأهداف الاستراتيجيّة. هي تقصف بالمسيرات الإيرانيّة مراكز الثقل، من مياه، كهرباء وطاقة.
والهدف هو ضرب العمق الأوكراني الاجتماعيّ، والمجتمع الذي يدعم جبهات القتال حيث يحقّق الجيش الأوكراني نجاحات متكرّرة. تهدف الاستراتيجيّة الروسيّة إلى زيادة الأعباء على الغرب، كما إلى خلق أزمة نازحين جديدة تضغط على أوروبا.
وأخيراً وليس آخراً، تحضّر روسيا الأرضيّة لمعركة قد تكون فاصلة لمرحلة ما بعد الشتاء. إذ لا يمكن لروسيا أن تخسر مرتين متتاليتين في أوكرانيا.
- في الردّ الأوكراني مؤخراً
انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل، ردّت أوكرانيا على أهداف روسية ذات قيمة استراتيجيّة. منها ما يتواجد داخل الأراضي الأوكرانيّة المحتلة، كشبه جزيرة القرم. ومنها ما هو في داخل العمق الروسي (500 كيلومتر عن الحدود الأوكرانيّة) - قاعدتي إنغلز، وريازان. وفي الحالتين، استعملت أوكرانيا مسيّرات. منها ما هو بحريّ، مُبتكر. ومنها ما هو جوي، لكن من صنع سوفياتي أو مُعدّل.
فما هو الهدف الأوكراني من قصف القاعدتين الجوّيتين؟
> نقل الحرب إلى الداخل الروسيّ، حتى ولو كانت العمليّة رمزيّة حتى الآن.
> إفهام الراي العام الروسي، أن الحرب ليست بعيدة عنه، وهي قد تكون قريبة مستقبلا، وذلك بهدف الضغط على القيادة الروسيّة.
> خلق نمط مُعيّن (Pattern) باستهداف الداخل الروسيّ، وكسر هاجس الخوف؛ الأمر الذي قد يفتح باب المساعدات الغربيّة لأوكرانيا.
> إن قصف القواعد التي تأوي قاذفات استراتيجيّة قادرة على حمل رؤوس نوويّة، هو أمر يضرب الصورة القويّة النوويّة للجيش الروسيّ، لتُضاف إلى صورته الضعيفة في الحرب البريّة. فاستهداف القاذفات الاستراتيجيّة، يضرب عصفورين بحجر واحد. لكن كيف؟
- تشكّل القاذفات بعداً مهماً في الثالوث النووي بشكل عام وهو: القدرة على إطلاق النووي من الجو، والبرّ كما البحر
- إن استهداف القواعد التي تحوي القاذفات الاستراتيجيّة، والتي تستعمل، أي القاذفات، لإطلاق صواريخ الكروز وغيرها على أوكرانيا، سيُجبر حتماً القيادة الروسيّة على إعادة حساباتها في كيفيّة الاستعمال
• يعدّ الردّ الأوكراني عبر قصف القواعد على أنه لا يخرق الخطوط الحمر التي وضعها الغرب، خاصة أميركا. لكن كيف؟ هو يردّ من ضمن مبدأ الدفاع عن النفس. هو يستعمل تكنولوجيا سوفياتيّة مُعدّلة، وليست من مصدر غربي؛ الأمر الذي لا يحرج استراتيجيّة الرئيس بايدن.
في الختام، لماذا لم يكن الردّ الروسي عنيفاً بعد قصف القواعد الجويّة الاستراتيجيّة؟
بردّ بسيط، ماذا يملك الرئيس بوتين من وسائل تصعيديّة للرد، أكثر مما يفعله الآن وذلك عبر القصف التدميري الشامل والكامل للبنى التحتيّة الأوكرانيّة؟
قد يكون بالتصعيد إلى المرحلة الأعلى، ألا وهي استعمال النووي التكتيكي، وهذا أمر له حسابات مختلفة.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.