ماذا فعل عام 2022 بالأربعة الكبار

أخطأ بوتين في حساباته العسكرية... ورافق الحظ بايدن... وشي اعتلى عرش الجمهورية... وماكرون يبحث عن زعامة أوروبية ضائعة

الرئيس بوتين أمام سيناريوهات صعبة (أ.ف.ب)  -  الرئيس الأميركي جو بايدن ارتفعت شعبيته بعد الانتخابات النصفية (أ.ب)  -  الرئيس الفرنسي ماكرون يواجه لحظات صعبة امام برلمان بلاده (أ.ف.ب)  -  الرئيس الصيني شي جينبينغ كان وراء سياسة «تصفير كوفيد» (إ.ب.أ)
الرئيس بوتين أمام سيناريوهات صعبة (أ.ف.ب) - الرئيس الأميركي جو بايدن ارتفعت شعبيته بعد الانتخابات النصفية (أ.ب) - الرئيس الفرنسي ماكرون يواجه لحظات صعبة امام برلمان بلاده (أ.ف.ب) - الرئيس الصيني شي جينبينغ كان وراء سياسة «تصفير كوفيد» (إ.ب.أ)
TT

ماذا فعل عام 2022 بالأربعة الكبار

الرئيس بوتين أمام سيناريوهات صعبة (أ.ف.ب)  -  الرئيس الأميركي جو بايدن ارتفعت شعبيته بعد الانتخابات النصفية (أ.ب)  -  الرئيس الفرنسي ماكرون يواجه لحظات صعبة امام برلمان بلاده (أ.ف.ب)  -  الرئيس الصيني شي جينبينغ كان وراء سياسة «تصفير كوفيد» (إ.ب.أ)
الرئيس بوتين أمام سيناريوهات صعبة (أ.ف.ب) - الرئيس الأميركي جو بايدن ارتفعت شعبيته بعد الانتخابات النصفية (أ.ب) - الرئيس الفرنسي ماكرون يواجه لحظات صعبة امام برلمان بلاده (أ.ف.ب) - الرئيس الصيني شي جينبينغ كان وراء سياسة «تصفير كوفيد» (إ.ب.أ)


اعتاد العالم منذ بضعة عقود على وتيرة غير مسبوقة من حيث تسارع الأحداث السياسية والتطورات الاجتماعية والقفزات العلمية الهائلة، التي بدأت تؤسس لعصر جديد تختلف معالمه وقواعده بشكل جذري عن العصر الذي امتدّ من نهايات الثورة الصناعية الأولى حتى أواخر القرن الماضي.
ومع بلوغ هذه الوتيرة ذروتها في مطالع هذا القرن، وخضوع السياسة شبه التام، على الأقلّ في البلدان الصناعية، للحسابات الاقتصادية وما تستنبطه الوسائل التكنولوجية الحديثة من قدرات على التأثير وتوجيه الرأي العام، بات من الواضح أن مراكز السلطة الحقيقية باتت خارج مواقعها التقليدية، ولم تعد حصراً على الحكومات والقيادات السياسية التي تديرها. لكن على الرغم من ذلك، فإن مصائر الدول الكبرى ما زالت مرهونة بقرارات زعمائها، وأفكارهم، وطموحاتهم، وأحياناً بمزاجهم، وأيضاً بمستويات شعبيتهم التي أصبحت أحد المحفزات الرئيسية للخطوات التي يقدمون عليها. وإذ يستعدّ العالم لفتح صفحة سنة جديدة، اختارت «الشرق الأوسط» أربعة من «كبار» زعماء العالم لتستعرض ما كانت حصيلة هذا العام بالنسبة لمسيرة كل منهم السياسية.

الرئيس بوتين أمام سيناريوهات صعبة (أ.ف.ب)

- فلاديمير بوتين
لأول مرة منذ عشر سنوات لم يعقد الرئيس الروسي مؤتمره الصحافي المعهود في نهاية العام، حيث كان يستفيض في استعراض أوضاع بلاده والعالم، ويوزّع التأكيدات بأنه يحكم سيطرته الكاملة على مقدرات الدولة وأجهزتها، والتطمينات بأن روسيا على الصراط الصحيح لاستعادة المجد الغابر وإعادة بناء الإمبراطورية. لكن بعد اجتياح أوكرانيا، وما نجم عنه من خسائر غير مسبوقة وهزائم عسكرية متلاحقة، اعتكر مزاج القيصر وانقطعت شهيته على الولائم الصحفية، حتى أمام جمهور مطواع كالذي درج على حضور مؤتمره السنوي.
الزعيم الروسي الأقوى منذ ستالين، والذي كانت الكاميرات تلاحقه في الداخل والخارج، صار يتهرّب من الأضواء بعد أن صار «منبوذاً» في معظم البلدان التي كانت تتنافس لاستقباله وتكيل له المدائح، بينما تقرر عشرات وسائل الإعلام الدولية اختيار عدوّه اللدود، فولوديمير زيلينسكي، شخصية العام وأكثر الزعماء السياسيين تأثيراً في العالم.
فادحاً كان خطأ بوتين في حساباته العسكرية، وفادحة كانت تداعيات هذا الخطأ على سمعة روسيا باعتبارها قوة حربية عظمى. خسر معركة كييف، ومعركة خاركيف، ومعركة خيرسون.
دمّره الأوكرانيون واستولوا على آلاف الدبابات الروسية، وزاد عدد الخسائر في صفوف الجيش الروسي على مائة ألف بين قتيل وجريح؛ ما دفع بالقيصر إلى إصدار أوامره بأول تعبئة عسكرية في روسيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
شعر بوتين بعزلة لم يعرف مثلها منذ أن كان يدير عمليات المخابرات السوفياتية في ألمانيا الشرقية، بينما وجدت روسيا نفسها محاصرة سياسياً واقتصادياً مثلما كانت عليه عقب قيام الثورة البولشفية.
هدد القيصر بالنووي بينما كان الناطق باسمه ديمتري بسكوف يصرّح: «لا أحد يحبنا، ولا يريد أحد أن يحبنا».
كان الرئيس الروسي يردد أن تفكيك الاتحاد السوفياتي هو أفدح خطأ جيوسياسي في القرن العشرين. واليوم أصبح قراره غزو أوكرانيا أكبر خطأ جيوستراتيجي في العصر الحديث. لا شك في أن بوتين هو الخاسر الأكبر بين زعماء العالم هذا العام.

الرئيس الأميركي جو بايدن ارتفعت شعبيته بعد الانتخابات النصفية (أ.ب)

- جو بايدن
في الشائع من القول إنه خير للمرء أن يكون محظوظاً من أن يكون لامعاً، والرئيس الأميركي يملك وافراً من الحظ في السياسة. أمضى جو بايدن الأشهر التسعة الأولى من هذا العام في أسفل درجات شعبيته، التي عادت إلى الارتفاع بعد نتائج الانتخابات النصفية، ليس لأن الديمقراطيين فازوا فيها، بل لأن الجمهوريين لم يحصدوا الفوز الكاسح الذي كانت تتوقعه الاستطلاعات كلها، بينما خسر الحزب الديمقراطي الأغلبية في مجلس النواب، واحتفظ بأكثرية هزيلة في مجلس الشيوخ.
ما زال بايدن لم يحسم أمره بعد بشأن قرار الترشح لولاية ثانية، بينما يقول المقرّبون منه إن قراره محسوم منذ فترة بالترشح، ويعلّق المحللون بأن تريثّه في إعلان القرار ليس بسبب رغبته في استمزاج أسرته بشأنه، بل للتأكد من عدم ظهور مرشح ديمقراطي آخر ينافسه في الانتخابات الأولية.

موظفة أثناء تحضيرات منبر في الانتخابات الأميركية للنائب الجمهوري  كيفين مكارثي في واشنطن نوفمبر الماضي (ا.ف.ب)

ويعترف مستشارو الرئيس الأميركي بأن ما تمكّن الديمقراطيون من تحقيقه خلال هذه السنة، الثانية من ولاية الرئيس، كان معظمه بفضل خصومهم الجمهوريين، فضلاً عن أن معظم القوانين التي أقرّها الكونغرس، مثل قانون البنى التحتية، وقانون الاستثمار في الصناعات التكنولوجية المتطورة، وقانون تنظيم بيع الأسلحة الفردية وهو الأول من نوعه منذ ثلاثين عاماً، كانت بتأييد مشترك بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.
يقول المحللون الأميركيون إن قلّة من الرؤساء الأميركيين كانت السنة الثانية من ولاياتهم الأولى أفضل من هذه السنة بالنسبة لبايدن، وذلك رغم معدلات التضخم القياسية، وتداعيات الجائحة والحرب في أوكرانيا التي كانت كلها تنذر بهزيمة نكراء في الانتخابات النصفية، وتراجع كبير في شعبيته.
ولعلّ الإنجاز السياسي الأهمّ بالنسبة لبايدن هذه السنة، كان نجاحه في تأمين دعم الحزب الديمقراطي له. فقد جرت العادة أن الرؤساء الذين يتمتعون بدعم قوي داخل حزبهم، ولا يواجهون منافسة في الانتخابات الأولية، يفوزون بولاية ثانية (دونالد ترمب شذّ عن هذه القاعدة عام 2020).
ولا شك في أن قرار المحكمة العليا الأميركية إسقاط الحماية الدستورية للحق في الإجهاض بعد خمسين عاماً على تكريسها، أعطى الحزب الديمقراطي، وبايدن، ذخيرة سياسية وافرة، وزاد حظوظهم الانتخابية في عديد من الولايات الأساسية، ومن المؤكد أن هذا الموضوع سيكون محورياً في حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ينتظر أن يعلن بايدن قراره بخوضها بعد عودته من العطلة التي يمضيها مع عائلته في «الجزر العذراء»، بينما يحصد الإعصار الثلجي عشرات القتلى ويخلّف أضراراً مادية هائلة في عدد من الولايات الأميركية.

الرئيس الصيني شي جينبينغ كان وراء سياسة «تصفير كوفيد» (إ.ب.أ)

- شي جينبينغ
2022 هي السنة التي تربّع فيها شي جينبينغ على عرش جمهورية الصين الشعبية، بلا منازع، وبسلطات مطلقة لم يعرفها زعيم صيني آخر منذ ماو تسي تونغ، بعد أن نصبّه الحزب الشيوعي في مؤتمره الأخير أميناً عاماً لولاية ثالثة على رأس نخبة حاكمة جديدة تدين له بالولاء التام وتتبنّى كليّاً رؤيته لتسخير ما يلزم من إمكانات لتعزيز الأمن القومي وتحويل الصين إلى القوة التكنولوجية العظمى الأولى في العالم.

الرئيس الصيني السابق هو جينتاو (وسط) يتحدث إلى الرئيس شي خلال اخراجه من جلسة لمؤتمر الحزب الشيوعي في 22 اكتوبر(إ.ب.أ)

وُلد جينبينغ في بكين، لكنه أمضى معظم سنين صباه وشبابه منفياً في الأرياف النائية عن العاصمة مع أسرته بعد حملة التطهير الواسعة التي طالت والده خلال الثورة الثقافية. وبعد تخرجه في كلية الهندسة الكيميائية، فشل ثلاث مرات في محاولته الانتساب إلى الحزب الشيوعي، لكنه أفلح في المرة الرابعة ليتدرّج بسرعة في مناصب قيادية قبل أن يصبح أميناً عاماً للحزب في شنغهاي ثم عضواً في اللجنة الوطنية الدائمة، إلى أن اختاره جينتاو «خلفاً» له ليصبح بعد ذلك أول أمين عام للحزب الشيوعي الصيني مولود بعد قيام جمهورية الصين الشعبية.
في الخطاب الذي اختتم به أعمال المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي قال جينبينغ إن المؤتمر «تكلل بالنجاح الكامل»، وهو كان يعني ضمناً أنه تمكّن شخصياً من تحقيق كل أهدافه: حزب واحد، عقيدة واحدة ورجل واحد يسود بسلطة مطلقة بعد أن أبعد كل الخصوم والمنافسين عن مراكز القرار.
لكن إذا كانت هذه السنة هي سنة تكريس زعامة جينبينغ على الصين التي لم تكن يوماً بمثل هذه القوة، فإنها قد تكون أيضاً سنة انتكاسته الجدّية الأولى، وبداية غير منتظرة للتشكيك في «رؤيته» وظهور أصوات تطالب بالمحاسبة وتحديد المسؤوليات. والسبب هو الموجة الوبائية التي تعصف بالصين منذ أسابيع، وتحصد الضحايا بأعداد قررت الحكومة عدم الإفصاح عنها بشكل دوري، كما جرت العادة منذ ظهور الجائحة.
جينبينغ هو الذي كان وراء سياسة «تصفير كوفيد» التي أعلن شخصياً أنه واضعها والمسؤول عنها، والتي كان يفاخر بها في كل المناسبات غامزاً من قناة الدول التي تتعامل مع الفيروس باستخفاف وتقلل من خطورته، ومتباهياً بما حققه النموذج الصيني من إنجازات على صعيد العدد القليل من الإصابات والوفيات. لكن الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها غالبية المدن الصينية الكبرى الشهر الماضي ضد تدابير العزل والقيود الصارمة التي يخضع لها المواطنون منذ أكثر من عامين، والاضطرار لاستدعاء الجيش من أجل السيطرة على المواجهات العنيفة، دفعت الحكومة إلى التراجع فجأة عن السياسة التي كانت قد اعتمدتها لمكافحة الوباء، والتي كانت منظمة الصحة العالمية قد نبّهت مراراً إلى أنها غير قابلة للاستخدام. وقد أدّى هذا الإلغاء المفاجئ للقيود إلى عاصفة فيروسية هوجاء أوقعت إصابات بالملايين ودفعت دولاً عدة، مثل الولايات المتحدة وإيطاليا، إلى فرض قيود على دخول الصينيين اعتباراً من الأسبوع المقبل.
حتى الآن لم يصدر أي تصريح على لسان الزعيم الصيني بشأن هذا الموضوع، الذي لم يغب عن أي من خطاباته في الفترة الأخيرة. ولم ترشح أي انتقادات لمسؤولين بشأن قرار التخلي المفاجئ عن تدابير المكافحة، أو بشأن مبدأ «تصفير الإصابات» الذي قامت عليه خطة الحكومة لمواجهة الوباء. لكن نهاية هذه السنة لم تكن قطعاً هي المتوقعة في حسابات جينبينغ.

الرئيس الفرنسي ماكرون يواجه لحظات صعبة امام برلمان بلاده (أ.ف.ب)

- إيمانويل ماكرون
في أبريل (نيسان) الماضي أصبح إيمانويل ماكرون أول رئيس للجمهورية الفرنسية يعاد انتخابه لولاية ثانية منذ عشرين عاماً، والأول منذ 57 عاماً الذي يجدد ولايته وهو يتمتع بالأغلبية في الجمعية الوطنية. لكن فوزه في الانتخابات الرئاسية بنسبة عالية قاربت 59 في المائة من الأصوات مقابل منافسته المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، لم يكن نتيجة شعبيته المرتفعة بين الفرنسيين، بل بفضل الأصوات التي «أقرضه» إياها اليسار، مكرهاً، في الجولة الثانية لقطع الطريق أمام لوبان ومنعها من الوصول إلى سدة الرئاسة.
ولا شك في أن اليسار الذي يختزن كرهاً عميقاً لماكرون؛ بسبب سياساته وخططه الاجتماعية والعمالية، لن يدّخر جهداً لعرقلة جهوده خلال الولاية الثانية، خصوصاً بعد أن خسر الأغلبية البرلمانية في الانتخابات العامة التي أُجريت مطالع الصيف الماضي، والتي حقق فيها اليمين المتطرف أيضاً فوزاً تاريخياً بحصوله على 89 مقعداً في الجمعية الوطنية.

متظاهرون في اليوم الوطني للإضرابات بباريس دعت إليه النقابات الفرنسية في 18 أكتوبر 2022 (إ.ب.أ)

وكان ماكرون قد وصل إلى الانتخابات الرئاسية في أدنى مستويات شعبيته، مكرّساً جلّ جهده للملفات الخارجية بعد عامين من الجائحة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والفتور المتزايد في العلاقات بين واشنطن وباريس، وفي ذروة الحرب الدائرة في أوكرانيا. لكن الأزمات التي واجهته خلال ولايته الأولى، وأدّت إلى تراجع شعبيته، قد تكون دون التي تنتظره منذ منتصف هذا العام مع بداية ولايته الثانية، مجرّداً من الأغلبية البرلمانية في مواجهة معارضة شديدة، مصممة على إفشال برنامجه السياسي، كما يستدلّ من موجة الإضرابات المتلاحقة التي تعصف بفرنسا منذ أسابيع.
وما يزيد من الصعوبات التي تنتظر الرئيس الفرنسي أن المقترحات التي تضمنها برنامجه الانتخابي جميعها مرهون تنفيذها بموافقة البرلمان الذي فقد سيطرته عليه. من السياسة المناخية الجديدة التي كان قد جعل منها عنوان ولايته الثانية، إلى الإصلاحات الطموحة التي طرحها على الصعيد الأوروبي، مروراً بتعديل النظام التقاعدي الفرنسي الذي يواجه معارضة شرسة من اليسار تنذر بموسم جديد من الاحتجاجات الشعبية والتمرد على غرار حركة «السترات الصفر» التي أنهكته في الولاية الأولى.
إلى ذلك يضاف أن ماكرون لم يفلح حتى الآن في اكتساب «زعامة» الاتحاد الأوروبي، التي تراوده منذ انكفاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل، وليس في الأفق ما يشير إلى أنه سيتمكن من اكتسابها في القريب المنظور.
 


مقالات ذات صلة

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

العالم السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

أعلنت السلطات في ولاية تكساس، اليوم (الاثنين)، أنّها تلاحق رجلاً يشتبه بأنه قتل خمسة أشخاص، بينهم طفل يبلغ ثماني سنوات، بعدما أبدوا انزعاجاً من ممارسته الرماية بالبندقية في حديقة منزله. ويشارك أكثر من مائتي شرطي محليين وفيدراليين في عملية البحث عن الرجل، وهو مكسيكي يدعى فرانشيسكو أوروبيزا، في الولاية الواقعة جنوب الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي مؤتمر صحافي عقده في نهاية الأسبوع، حذّر غريغ كيبرز شريف مقاطعة سان خاسينتو في شمال هيوستن، من المسلّح الذي وصفه بأنه خطير «وقد يكون موجوداً في أي مكان». وعرضت السلطات جائزة مالية مقدارها 80 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح الوصول إل

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

أعلن مارات خوسنولين أحد نواب رئيس الوزراء الروسي، اليوم (الجمعة)، أنه زار مدينة باخموت المدمّرة في شرق أوكرانيا، وتعهد بأن تعيد موسكو بناءها، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال خوسنولين على «تلغرام»ك «لقد زرت أرتيموفسك»، مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً: «المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

يمثل الصعود العسكري للصين، وبخاصة برنامج تحديث ترسانتها النووية، هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي في الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل التقارب المزداد بين بكين، وموسكو التي تلوح بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب على خلفية الحرب التي تخوضها حالياً في أوكرانيا.

وفي تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، يتناول ستيفن سيمبالا أستاذ العلوم السياسية في جامعة براندواين العامة بولاية بنسلفانيا الأميركية، ولورانس كورب ضابط البحرية السابق والباحث في شؤون الأمن القومي في كثير من مراكز الأبحاث والجامعات الأميركية، مخاطر التحالف المحتمل للصين وروسيا على الولايات المتحدة وحلفائها.

ويرى الخبراء أن تنفيذ الصين لبرنامجها الطموح لتحديث الأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى ظهور عالم يضم 3 قوى نووية عظمى بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي؛ وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين. في الوقت نفسه، تعزز القوة النووية الصينية المحتملة حجج المعسكر الداعي إلى تحديث الترسانة النووية الأميركية بأكملها.

وأشار أحدث تقرير للجنة الكونغرس المعنية بتقييم الوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة والصادر في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى ضرورة تغيير استراتيجية الردع الأميركية للتعامل مع بيئة التهديدات النووية خلال الفترة من 2027 إلى 2035. وبحسب اللجنة، فإن النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والقيم التي يستند إليها يواجه خطر نظام الحكم المستبد في الصين وروسيا. كما أن خطر نشوب صراع عسكري بين الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا يزداد، وينطوي على احتمال نشوب حرب نووية.

ولمواجهة هذه التحديات الأمنية، أوصت اللجنة الأميركية ببرنامج طموح لتحديث الترسانة النووية والتقليدية الأميركية، مع قدرات فضائية أكثر مرونة للقيام بعمليات عسكرية دفاعية وهجومية، وتوسيع قاعدة الصناعات العسكرية الأميركية وتحسين البنية التحتية النووية. علاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى تأمين تفوقها التكنولوجي، وبخاصة في التقنيات العسكرية والأمنية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتحليل البيانات الكبيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ولم يقترح تقرير اللجنة أرقاماً دقيقة للأسلحة التي تحتاجها الولايات المتحدة ولا أنواعها، لمواجهة صعود الصين قوة نووية منافسة وتحديث الترسانة النووية الروسية. ورغم ذلك، فإن التكلفة المرتبطة بتحديث القوة النووية الأميركية وبنيتها التحتية، بما في ذلك القيادة النووية وأنظمة الاتصالات والسيطرة والدعم السيبراني والفضائي وأنظمة إطلاق الأسلحة النووية وتحسين الدفاع الجوي والصاروخي للولايات المتحدة، يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة في الميزانية العامة للولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، فالأمر الأكثر أهمية هو قضية الاستراتيجية الأميركية والفهم الأميركي للاستراتيجية العسكرية الصينية والروسية والعكس أيضاً، بما في ذلك الردع النووي أو احتمالات استخدامه الذي يظهر في الخلفية بصورة مثيرة للقلق.

في الوقت نفسه، يرى كل من سيمبالا صاحب كثير من الكتب والمقالات حول قضايا الأمن الدولي، وكورب الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، أنه من المهم تحديد مدى تنسيق التخطيط العسكري الاستراتيجي الروسي والصيني فيما يتعلق بالردع النووي والبدء باستخدام الأسلحة النووية أو القيام بالضربة الأولى. وقد أظهر الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، تقارباً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، في حين تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة بصورة منتظمة. ومع ذلك فهذا لا يعني بالضرورة أن هناك شفافية كاملة بين موسكو وبكين بشأن قواتهما النووية أو خططهما الحربية. فالقيادة الروسية والصينية تتفقان على رفض ما تعدّانه هيمنة أميركية، لكن تأثير هذا الرفض المشترك على مستقبل التخطيط العسكري لهما ما زال غامضاً.

ويمكن أن يوفر الحد من التسلح منتدى لزيادة التشاور بين الصين وروسيا، بالإضافة إلى توقعاتهما بشأن الولايات المتحدة. على سبيل المثال، حتى لو زادت الصين ترسانتها النووية الاستراتيجية إلى 1500 رأس حربي موجودة على 700 أو أقل من منصات الإطلاق العابرة للقارات، سيظل الجيش الصيني ضمن حدود معاهدة «ستارت» الدولية للتسلح النووي التي تلتزم بها الولايات المتحدة وروسيا حالياً. في الوقت نفسه، يتشكك البعض في مدى استعداد الصين للمشاركة في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية، حيث كانت هذه المحادثات تجري في الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا فقط. ولكي تنضم الصين إلى هذه المحادثات عليها القبول بدرجة معينة من الشفافية التي لم تسمح بها من قبل بشأن ترسانتها النووية.

وحاول الخبيران الاستراتيجيان سيمبالا وكورب في تحليلهما وضع معايير تشكيل نظام عالمي ذي 3 قوى عظمى نووية، من خلال وضع تصور مستقبلي لنشر القوات النووية الاستراتيجية الأميركية والروسية والصينية، مع نشر كل منها أسلحتها النووية عبر مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق البرية والبحرية والجوية. ويظهر التباين الحتمي بين الدول الثلاث بسبب الاختلاف الشديد بين الإعدادات الجيوستراتيجية والأجندات السياسة للقوى الثلاث. كما أن خطط تحديث القوة النووية للدول الثلاث ما زالت رهن الإعداد. لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستواصلان خططهما لتحديث صواريخهما الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة بأجيال أحدث من منصات الإطلاق في كل فئة، في حين يظل الغموض يحيط بخطط الصين للتحديث.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك ترسانة نووية تتفوق بشدة على ترسانتي روسيا والصين، فإن هذا التفوق يتآكل بشدة عند جمع الترسانتين الروسية والصينية معاً. فالولايات المتحدة تمتلك حالياً 3708 رؤوس نووية استراتيجية، في حين تمتلك روسيا 2822 رأساً، والصين 440 رأساً. علاوة على ذلك، فالدول الثلاث تقوم بتحديث ترساناتها النووية، في حين يمكن أن يصل حجم ترسانة الأسلحة النووية الاستراتيجية الصينية إلى 1000 سلاح بحلول 2030.

ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: إلى أي مدى ستفقد الولايات المتحدة تفوقها إذا واجهت هجوماً مشتركاً محتملاً من جانب روسيا والصين مقارنة بتفوقها في حال التعامل مع كل دولة منهما على حدة؟ ولا توجد إجابة فورية واضحة عن هذا السؤال، ولكنه يثير قضايا سياسية واستراتيجية مهمة.

على سبيل المثال، ما الذي يدفع الصين للانضمام إلى الضربة النووية الروسية الأولى ضد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)؟ ولا بد أن نتخيل سيناريو متطرفاً، حيث تتحول الأزمات المتزامنة في أوروبا وآسيا إلى أزمات حادة، فتتحول الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مواجهة بين روسيا وحلف «الناتو»، في الوقت الذي تتحرك فيه الصين للاستيلاء على تايوان، مع تصدي الولايات المتحدة لمثل هذه المحاولة.

وحتى في هذه الحالة المتطرفة، لا شك أن الصين تفضل تسوية الأمور مع تايوان بشروطها الخاصة وباستخدام القوات التقليدية. كما أنها لن تستفيد من الاشتراك في حرب بوتين النووية مع «الناتو». بل على العكس من ذلك، أشارت الصين حتى الآن بوضوح تام إلى روسيا بأن القيادة الصينية تعارض أي استخدام نووي أولاً في أوكرانيا أو ضد حلف شمال الأطلسي. والواقع أن العلاقات الاقتصادية الصينية مع الولايات المتحدة وأوروبا واسعة النطاق.

وليس لدى الصين أي خطة لتحويل الاقتصادات الغربية إلى أنقاض. فضلاً عن ذلك، فإن الرد النووي للولايات المتحدة و«الناتو» على الضربة الروسية الأولى يمكن أن يشكل مخاطر فورية على سلامة وأمن الصين.

وإذا كان مخططو الاستراتيجية الأميركية يستبعدون اشتراك روسيا والصين في توجيه ضربة نووية أولى إلى الولايات المتحدة، فإن حجم القوة المشتركة للدولتين قد يوفر قدراً من القوة التفاوضية في مواجهة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.

وربما تدعم الصين وروسيا صورة كل منهما للأخرى بوصفها دولة نووية آمنة في مواجهة الضغوط الأميركية أو حلفائها لصالح تايوان أو أوكرانيا. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن توفر «الفجوة» بين أعداد الأسلحة النووية غير الاستراتيجية أو التكتيكية التي تحتفظ بها روسيا والصين والموجودة في المسرح المباشر للعمليات العسكرية، مقارنة بتلك المتاحة للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، عنصر ردع ضد أي تصعيد تقليدي من جانب الولايات المتحدة ضد أي من الدولتين.

أخيراً، يضيف ظهور الصين قوة نووية عظمى تعقيداً إلى التحدي المتمثل في إدارة الاستقرار الاستراتيجي النووي. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع تطوير سياسات واستراتيجيات إبداعية لتحقيق استقرار الردع، والحد من الأسلحة النووية، ودعم نظام منع الانتشار، وتجنب الحرب النووية. ولا يمكن فهم الردع النووي للصين بمعزل عن تحديث قوتها التقليدية ورغبتها في التصدي للنظام الدولي القائم على القواعد التي تفضلها الولايات المتحدة وحلفاؤها في آسيا. في الوقت نفسه، فإن التحالف العسكري والأمني بين الصين وروسيا مؤقت، وليس وجودياً. فالتوافق بين الأهداف العالمية لكل من الصين وروسيا ليس كاملاً، لكن هذا التحالف يظل تهديداً خطيراً للهيمنة الأميركية والغربية على النظام العالمي.