اضطراب واسع في أسواق المال

«كوسبي» يفقد ربع قيمته خلال 2022

متعاملون في بورصة كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
متعاملون في بورصة كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
TT

اضطراب واسع في أسواق المال

متعاملون في بورصة كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
متعاملون في بورصة كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)

شهدت أسواق الأسهم العالمية اضطرابات واسعة النطاق أمس نتيجة المخاوف من تفشي «كورونا» في الصين، وتراجعت الأسهم في كوريا الجنوبية بنحو اثنين في المائة، في آخر جلسة تداول لها في عام 2022. وسجل المؤشر الرئيسي أسوأ أداء سنوي منذ عام 2008.
وانخفض مؤشر أسعار الأسهم المركب في كوريا الجنوبية (كوسبي) 44.05 نقطة أو 1.93 في المائة إلى 2236.40 نقطة بنهاية الجلسة، مسجلاً أدنى مستوى إغلاق منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وهبط المؤشر «كوسبي» 24.89 في المائة في 2022، وهي أول خسارة سنوية في أربع سنوات.
وقال كيم سوك هوان المحلل لدى ميراي أسيت لتداول الأوراق المالية: «يعود تراجع السوق هذا العام إلى إجراءات البنوك المركزية حول العالم لرفع أسعار الفائدة». وأضاف: «وفي العام المقبل، سنجني نتيجة مثل هذه التحركات... ركود اقتصادي». وخسر الوون ستة في المائة من قيمته مقابل الدولار هذا العام، ليواصل الخسائر للعام الثاني على التوالي بعد انخفاضه 8.6 في المائة في 2021، وتسجيله أكبر تراجع منذ عام 2008.
كما أغلق المؤشر «نيكي» الياباني على تراجع، بعدما هبط لأدنى مستوى في نحو ثلاثة أشهر خلال الجلسة، مقتفياً أثر الأداء الضعيف لـ«وول ستريت»، وتصدرت أسهم شركات التكنولوجيا ذات الثقل الانخفاضات. وأغلق المؤشر «نيكي» منخفضاً 0.93 في المائة، بعدما وصل خلال التداولات إلى 25953.92 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول). ونزل المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.72 في المائة إلى 1895.27 نقطة.
وسجل 34 سهماً على المؤشر «نيكي» ارتفاعاً مقابل تراجع 182 سهماً. وهبطت جميع المؤشرات الفرعية البالغ عددها 33 مؤشراً، باستثناء اثنين فقط، وتصدر المؤشر الخاص بشركات استكشاف النفط التراجعات.
وبدوره تراجع المؤشر «ستوكس 600» بواقع 0.4 في المائة. وبالنسبة للعام ككل، هبط 12.8 في المائة حتى الآن. وألقى أداء أسهم شركات السلع الفاخرة التي لديها انكشاف على الصين مثل «إل في إم إتش» و«ريتشمونت» بظلاله على المؤشر الأوروبي في التعاملات المبكرة.
وهبطت أسهم الطاقة 0.6 في المائة، وشركات التعدين 0.3 في المائة، مقتفية أثر أسعار السلع الأولية. وانخفضت أسهم شركات سلع استهلاكية أساسية مثل «نستله» و«لوريال» 1.2 و0.5 في المائة على التوالي.
من جانبها، ارتفعت أسعار الذهب، أمس (الخميس)، مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما يترقب المتعاملون مؤشرات جديدة على خطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بخصوص رفع أسعار الفائدة.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1807.57 دولار للأوقية (الأونصة) عند الساعة 03:03 بتوقيت غرينتش، بعد انخفاضه واحداً في المائة في الجلسة السابقة. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1814.30 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار 0.2 في المائة. ويجعل ضعف الدولار السبائك أكثر جاذبية للمشترين الذين يحملون عملات أخرى. وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات بعد أن بلغت أعلى مستوى في ستة أسابيع في الجلسة السابقة.
والسبائك في طريقها لانخفاض سنوي يبلغ نحو واحد في المائة تحت ضغط من الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة الأميركية. ومع ذلك، ارتفعت الأسعار بما يقرب من 200 دولار من أدنى مستوى في أكثر من عامين سجلته في سبتمبر (أيلول)، على أمل أن يبطئ «البنك المركزي الأميركي» وتيرة زيادات أسعار الفائدة. وأبطأ البنك الوتيرة تلك إلى 50 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول) بعد أربع زيادات متتالية يبلغ كل منها 75 نقطة أساس، بينما أكد رئيس «المركزي الأميركي»، جيروم باول، على الحاجة إلى إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة لبعض الوقت لمكافحة التضخم. وتضعف أسعار الفائدة المرتفعة من جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم، وتزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر لأنه لا يدر عائداً.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 23.57 دولار، وصعد البلاتين 0.3 في المائة إلى 1010.67 دولار، وزاد البلاديوم 0.2 في المائة إلى 1786.97 دولار.
وارتفع الين الياباني 0.5 في المائة تقريباً إلى 133.83 ين للدولار. وصعد الجنيه الإسترليني 0.19 في المائة إلى 1.2040 دولار، لكنه لم يبتعد كثيراً عن أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 1.1993 دولار الأسبوع الماضي. وزاد اليورو 0.15 في المائة عند 1.0628 دولار.
وارتفع الدولار الأسترالي 0.16 في المائة إلى 0.6751 دولار، بينما تقدم الدولار النيوزيلندي 0.33 في المائة إلى 0.6331 دولار. وصعد اليوان الصيني في الخارج بشكل طفيف إلى 6.9932 للدولار.
وفي سوق العملات المشفرة، ارتفعت بتكوين 0.13 في المائة إلى 16561 دولار، بينما ارتفعت «إثير» 0.26 في المائة إلى 1192.60 دولار، رغم أن كليهما في طريقه للانخفاض بأكثر من 60 في المائة هذا العام.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.