مخاوف عراقية من اضطراب الأسواق رغم التطمينات الحكومية

TT

مخاوف عراقية من اضطراب الأسواق رغم التطمينات الحكومية

تتزايد المخاوف العراقية رغم الإجراءات الحكومية العديدة التي اتخذتها لاستعادة سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الذي تدهور خلال الأسابيع الأربعة الماضية، ليصل إلى 1600 دينار مقابل الدولار الواحد متجاوزا بذلك السعر الرسمي (1460 دينار) المحدد من قبل البنك المركزي.
وتخشى الأوساط العراقية من طفرة جديدة في سعر الدولار مقابل الدينار، ما قد يتسبب في ركود شبه عام في معظم الأسواق المحلية، حيث يعزف كثيرون، سواء على مستوى تجار الجملة أو باعة المفرد عن البيع أو الشراء تحسبا لعودة سعر الدينار إلى سابق عهده أو تراجعه من جديد.
واتخذت السلطات العراقية مجموعة إجراءات ساعدت بشكل جزئي على إيقاف سعر الصرف عند حاجز 1530 دينار، إلا أن الحديث عن تدخل البنك الفيدرالي الأميركي وتقليل المبالغ النقدية من الدولار التي يسمح للعراق ببيعها في مزاد العملة، لمنع تسربها وتهريبها إلى إيران ودول أخرى، يبقى على هامش المخاوف الناجمة عن إمكانية صعود مرتفع في الأسعار لدى المواطنين العاديين.
وكانت الحكومة قامت بفتح منافذ لبيع العملة في مختلف المصارف الحكومية طيلة أيام الأسبوع، بعد أن كانت العملية تدار في البنك المركزي بشكل حصري، كما وفرت الدولار بأسعاره الرسمية للمواطنين الراغبين في السفر أو العلاج وزيادة حصص 10 مصارف أهلية من الدولار لبيعه إلى الجمهور بأسعار رسمية.
وتأكيدا لمساعي الحكومة طمأنة المواطنين بشأن ما يجري من اضطراب في أسعار الصرف وحركة الأسواق بشكل عام، قال مستشار رئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، أمس الخميس: إن «العراق يعد أحد أكبر بلدان المنطقة في قدراته المالية الاحتياطية الراهنة»، وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، أن «الشائعات والأقاويل أخذت تسري بين الناس جراء التقلبات التي شهدتها سوق الصرف إثر اعتماد الضوابط الدولية التي أحاطت عمل منصة التحويل الخارجي والتي تلبي 90 في المائة من طلب السوق على العملة الأجنبية».
وتابع: «نود أن نطمئن الجميع، أنه مع تعاظم شفافية المعلومات التي يقدمها الوسط التجاري الطالب لتمويل استيراداته بالعملة الأجنبية من خلال وساطة نافذة للبنك المركزي والمرور بمنصة التدقيق الدولية، فإن تحصيل العملة الأجنبية هو في تزايد لسد متطلبات التجارة الخارجية ويتحقق فوراً وبالسعر الرسمي للصرف البالغ 1460 ديناراً للدولار»، داعياً إلى «نبذ الشائعات المضللة والتي يطلقها المضاربون وأعداء الاستقرار».
بدورها، أكدت رابطة المصارف الخاصة العراقية، أمس الخميس، دعمها لإجراءات البنك المركزي للسيطرة على السوق النقدية.
وقال مستشار الرابطة سمير النصيري، في بيان: إن «مصارفنا التي حددها البنك المركزي، اعتبرها منافذ إضافية خاصةً بتوفير الدولار الأميركي للمواطنين المسافرين والذي يحتاجونه لأغراض السفر والعلاج بالسعر 1470 ديناراً وبالحدود والآلية المرنة وبانسيابية طيلة أيام الأسبوع، إضافةً إلى أيام الجمعة والسبت والعطل الرسمية».
وذكر النصيري، أن «البنك المركزي اتخذ إجراءات خلال الأسبوعين الماضيين بزيادة عرض وتوفير الدولار للتجار ورجال الأعمال والمستوردين بواسطة المنافذ المصرفية بشكل مباشر بدون توسط الوسطاء، مما ستعيد السوق النقدية إلى توازنها بغض النظر عن أي إخبار سياسية وتلفيقات وفبركات وتحليلات غير مختصة»، وأضاف أن «تأكيدات البنك المركزي بتوفر احتياطي نقدي أجنبي يتجاوز 96 مليار دولار وإمكانيته على عرض الدولار بالكميات الكافية على تلبية متطلبات الطلب، ستمكنه حتما من السيطرة على السوق النقدي بسرعة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الجيش الإسرائيلي يؤكد اغتيال قيادي كبير في «حزب الله» بجنوب لبنان

طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية فوق مدينة بيروت (أ.ف.ب)
طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية فوق مدينة بيروت (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يؤكد اغتيال قيادي كبير في «حزب الله» بجنوب لبنان

طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية فوق مدينة بيروت (أ.ف.ب)
طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية فوق مدينة بيروت (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، أنه اغتال، في جنوب لبنان، قيادياً عسكرياً في «قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» المدعوم من إيران. وقال الجيش في بيان: «هاجمت طائرة لسلاح الجو في منطقة قانا في جنوب لبنان وقضت على الإرهابي المدعو خضر هاشم، الذي يشغل منصب قائد القوات البحرية في (قوة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله)، والذي تورَّط في أنشطة إرهابية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها».

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه كجزء من دوره، شارك هاشم في جهود تهريب الأسلحة إلى «حزب الله» عبر البحر، فضلاً عن التخطيط لهجمات بحرية على إسرائيل والمدنيين الإسرائيليين، بما في ذلك خلال وقف إطلاق النار الجاري.

وأضاف الجيش: «كانت أنشطة هاشم تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها، وانتهاكاً صارخاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».

وقُتل شخصٌ في ضربة شنَّتها مسيَّرة إسرائيلية على سيارة في منطقة صور في جنوب لبنان، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، على الرغم من سريان وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل.

وأوردت الوكالة أن «مسيَّرة إسرائيلية» استهدفت سيارة «في بلدة رشكنانية في قضاء صور كانت مركونة إلى جانب منزل»؛ ما أدى إلى «سقوط شهيد».

ورغم التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرَّت لأكثر من عام، فإن إسرائيل لا تزال تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.

وتقول الدولة العبرية إنها تستهدف مواقع ومنشآت لـ«حزب الله»، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.