نجل ضابط شرطة أميركي خطط لتنفيذ هجمات في البلاد لصالح «داعش»

«علي الأميركي» اعتقل بعد حصوله على أسلحة نارية من عميل متخفٍ لـ«إف بي آي»

أليكساندرو سيسكالو (23 عاما) نجل ضابط شرطة أميركي اتهم بالتآمر لصالح تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)
أليكساندرو سيسكالو (23 عاما) نجل ضابط شرطة أميركي اتهم بالتآمر لصالح تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)
TT

نجل ضابط شرطة أميركي خطط لتنفيذ هجمات في البلاد لصالح «داعش»

أليكساندرو سيسكالو (23 عاما) نجل ضابط شرطة أميركي اتهم بالتآمر لصالح تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)
أليكساندرو سيسكالو (23 عاما) نجل ضابط شرطة أميركي اتهم بالتآمر لصالح تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)

وجهت السلطات الأميركية اتهاما لابن ضابط شرطة أميركي بـ«التخطيط لتنفيذ اعتداءات إرهابية في البلاد». وأضاف مسؤولون أميركيون أن «أليكساندرو سيسكالو (23 عاما) المعروف بـ(علي الأميركي)، اعُتقل في يوم الاستقلال في شمال شرقي ولاية ماساتشوستس، ومن المقرر مثوله أمام المحكمة لتفسير سبب امتلاكه أسلحة نارية». وأشاروا إلى أن سيسكالو يعاني من اضطرابات عقلية.
واعتقل «علي الأميركي» بعد حصوله على أسلحة نارية (بندقيتين ومسدسين) من عميل متخف لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي». وقال المدعي العام الأميركي إن «سيسكالو أنشأ صفحة على (فيسبوك) باسم (علي الأميركي) كانت منبرا لأفكاره المتطرفة»، كما نشر على صفحته صورة له وهو يحمل سكينا حادة إلى جانب صورة لجثة جندي أميركي، وكتب عبارة تحتها «شكرا تنظيم داعش». وهلل سيسكالو لمقتل 38 شخصا على شاطئ في تونس في 26 يونيو (حزيران) الماضي، ووصف الهجوم بـ«الإنجاز الضخم». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية على موقعها الإلكتروني أنه بحسب مسؤولين أميركيين فإن «علي الأميركي» اعتقل في يوم الاستقلال في شمال شرقي ولاية ماساتشوستس الأميركية، ومن المقرر مثوله أمام المحكمة لتفسير سبب حيازته لأسلحة نارية.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف الرئيسي الذي اختاره سيسكالو كان جامعة في إحدى الولايات، لم تذكر أوراق المحكمة اسم أي منهما، بسبب العدد الكبير من الضحايا المحتملين. وقالت إن الشرطة اعتقلت «علي الأميركي» بعد حصوله على 4 قطع من الأسلحة نارية (بندقيتين ومسدسين) من عميل سري لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي». وقال المدعي العام الأميركي إن «علي الأميركي كان يضع سكينا على خصره عندما تسلم الأسلحة النارية». وقالت المحكمة إن «سيسكالو اشترى إناء للضغط شبيها بالذي استخدم في تفجيرات الماراثون في بوسطن في عام 2013. وأكدت وثائق المحكمة أن «سيسكالو يعاني من أمراض نفسية مزمنة، وقد تعدى على ممرضة بقلم، مما أدى إلى إحداث ثقب في جلدها، وانقسام القلم إلى نصفين».
ونشرت عائلة سيسكالو بيانا طالبت فيها باحترام خصوصيتها، وشكرت السلطات الأميركية لأنها «منعت حدوث أي خسارة للأرواح». وأضاف المدعي العام أن «سيسكالو أضحى مهووسا بالإسلام قبل 18 شهرا من اعتقاله»، مضيفا أنه عبر عن رغبته في الذهاب إلى سوريا والعراق خلال الذكرى الثالثة عشرة لاعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) للقتال في صفوف تنظيم داعش.
يذكر أن والد سيسكالو من أوائل الذين ساعدوا في التحقيقات عقب تفجيرات بوسطن في 2013، والتي أودت بحياة 3 أشخاص وتسببت في إصابة 264، ونفذها شقيقان من أصل شيشاني.
وكان رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي صرح الأسبوع الماضي بأن نحو «200 أميركي سافروا للالتحاق بتنظيم داعش في سوريا».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.