موسكو تتخلى عن احتفالات رأس السنة الكبيرة في خضم الحرب

قررت إلغاء الألعاب النارية وحافظت على الزينة وبعض المظاهر الاحتفالية

زينة العام الجديد في موسكو (أ.ف.ب)
زينة العام الجديد في موسكو (أ.ف.ب)
TT

موسكو تتخلى عن احتفالات رأس السنة الكبيرة في خضم الحرب

زينة العام الجديد في موسكو (أ.ف.ب)
زينة العام الجديد في موسكو (أ.ف.ب)

اعتاد الروس الاحتفال بحلول العام الجديد، العيد الرئيسي في البلاد، وسط فعاليات رسميّة كبرى، لكن الوضع مختلف هذه السنة؛ فبعد عشرة أشهر من القتال العنيف في أوكرانيا والتعبئة العسكرية التي اتّسمت بالفوضوية قلائل من الروس في مزاج احتفالي، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».
ورغم أن شوارع موسكو المغطّاة بالثلوج مزيّنة بالأضواء الساطعة والزخارف، فإنها مليئة أيضاً بصور الجنود. وفي نهاية عام شهد معارك دامية، بما في ذلك انتكاسات كبيرة، برز سؤال: هل من المناسب الاستمرار في الاحتفالات مثل المعتاد؟
ووسط تراجع الرغبة في إقامة حفلات مع احتدام القتال، ألغت موسكو عرض الألعاب النارية التقليدي. وأيدت ناديجدا أرخيبوفا (40 عاماً)، وهي من سكان موسكو، القرار، قائلة إنها تأمل في توجيه تكاليفه نحو الجيش والجنود «حُماتنا». وأضافت متحدثة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قبل كل شيء، يجب ألا يفتقر جنودنا إلى المعدات الجيّدة». وكانت تقارير انتشرت على نطاق واسع عن جنود احتياط مُنحوا ملابس سيّئة وتجهيزات قليلة، قد أثارت بعض الغضب في روسيا.
في الساحة الحمراء، تعجّ السوق الشتوية بالناس وسط الأكشاك المليئة بالحلويات وحلبة التزلّج على الجليد التقليدية في وسط الميدان. لكن الرئيس فلاديمير بوتين ألغى مباراة هوكي الجليد المعتادة في الساحة الحمراء في نهاية العام. كما ألغى مؤتمره الصحافي المطوّل بمناسبة العام الجديد، بعد أن اعتاد على عقده على مدى فترة حكمه المستمرة منذ عقدين، وسيكتفي برسالة متلفزة تُبثّ منتصف الليل.
بين سكان موسكو العاديين، يسود أمل واحد لعام 2023، وهو انتهاء الحرب. وتقول إيرينا شابوفالوفا (51 عاماً)، وهي موظفة في حضانة، إنها تتمنى «سماء صافية فوق رؤوسنا»، موضحة أن «الكثير من الناس يعانون».
وأدّت معضلة كيفيّة الاحتفال برأس السنة في الأوقات العصيبة إلى انقسام في صفوف المسؤولين والعامة؛ ففي حين دعا البعض إلى المضي قدماً في بعض الاحتفالات إظهاراً للتحدي، فضّل البعض الآخر إلغاءها.
ومع اقتراب العام من خاتمته، وعدم ظهور نهاية للحرب في الأفق، طلب رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، من السكان، التصويت على كيفية الاحتفال بالعام الجديد.
وأعرب أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم في إلغاء الاحتفالات العامة.
وقال رئيس البلدية إثر الاستطلاع الذي جرى عبر الإنترنت: «نعتبر أيضاً أنه من الضروري التراجع عن إقامة الألعاب النارية والحفلات الموسيقية الكبيرة هذا العام». لكن المسؤول البالغ 64 عاماً دعا سكان موسكو إلى الاستمرار في إقامة بعض الاحتفالات «رغم أنف العدوّ»، قائلاً إن المدينة فعلت ذلك حتى عام 1941 في خضمّ الحرب العالمية الثانية. وتعهَّد سوبيانين بأن تظلّ موسكو «مشرقة ومزيّنة».
ووضعت رموز القوات الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك الحرف «Z»، وسط تمنّيات للسنة الجديدة وأكواخ خشبية مزيّنة خارج الحديقة.
وبدا أن التلفزيون الرسمي الروسي متردد أيضاً بشأن ما سيعرضه على المشاهدين في برنامجه السنوي ليلة رأس السنة. ففي نوفمبر (تشرين الثاني)، وعد المتحدث باسم محطة «في جي آي آر كاي» المملوكة للدولة بـ«أجواء تحتفل بالعام الجديد رغم التغييرات في البلاد والعالم». وقال أبرز برامج التلفزيون «غولوبوي أغونك» الذي بدأ عرضه منذ الستينات خلال الحقبة السوفياتية، إنه سيدعو «أبطال روسيا العائدين من خط المواجهة»... لكن سيتغيب بعض المشاهير البارزين عن عروض العام الجديد على التلفزيون الحكومي.
فقد بات الفنان مكسيم غالكين مثلاً يعيش في المنفى بعد إدانته الهجوم على أوكرانيا وتصنيفه «عميلاً أجنبياً». وأيقونة البوب، آلا بوغاتشيفا، زوجة غالكين والضيفة المنتظمة في العروض الموسيقية الاحتفالية لن تؤدي أيضاً أغنياتها هذا العام. وفي حقبة سابقة، قبل ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تقديم عرض ليلة رأس السنة على التلفزيون الروسي عندما كان ممثلاً.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».