«العليا» الأميركية تؤيد تدابير صدّ المهاجرين عند الحدود

مهاجرة غير شرعية تحمل طفلها وتعبر سورا في إلباسو تكساس في 22 ديسمير الحالي (أ.ف.ب)
مهاجرة غير شرعية تحمل طفلها وتعبر سورا في إلباسو تكساس في 22 ديسمير الحالي (أ.ف.ب)
TT

«العليا» الأميركية تؤيد تدابير صدّ المهاجرين عند الحدود

مهاجرة غير شرعية تحمل طفلها وتعبر سورا في إلباسو تكساس في 22 ديسمير الحالي (أ.ف.ب)
مهاجرة غير شرعية تحمل طفلها وتعبر سورا في إلباسو تكساس في 22 ديسمير الحالي (أ.ف.ب)

أعلنت المحكمة العليا الأميركية عن إبقاء تدبير اتخذ خلال جائحة كوفيد - 19 يسمح بطرد المهاجرين عند الحدود. وكانت 19 ولاية أميركية قد اعترضت على رفع هذا التدبير المعروف باسم «المادة 42» خشية تدفق المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وفي مارس (آذار) 2020، فعلت حكومة الرئيس السابق دونالد ترمب العمل بهذه الآلية الصحية لتتمكن من أن تطرد في الحال المهاجرين الذين لا أوراق إقامة رسمية بحوزتهم والموقوفين عند الحدود البرية، بمن فيهم طالبو اللجوء المحتملون.
وهذا التدبير فوري المفعول ولا يسمح في إطاره بتقديم أي طعن قضائي أو توفير العودة تلقائيا إلى البلد الأم.
وكانت عدة مناطق متاخمة للحدود الجنوبية للولايات المتحدة قد بدأت بإقامة تسييجات تحسبا لوقف العمل بهذا الإجراء. ومنذ أسابيع، ينتظر عدة مهاجرين عند الحدود، على أمل أن يتسنى لهم تقديم طلب لجوء في الولايات المتحدة. وسيبقى هذا التدبير ساريا إلى أن تبت المحكمة العليا في جوهر هذه القضية. وستقدم إليها في فبراير (شباط) 2023 حجج كل من الطرفين، على أن تصدر حكمها في الربيع المقبل. وبذلك، تمهل إدارة بايدن بضعة أشهر إضافية للاستعداد لتدفق كبير للمهاجرين.
وقال الرئيس جو بايدن وقت مغادرة واشنطن في عطلة إنه كان يجدر أن ينتهي العمل بـ«المادة 42 منذ وقت طويل، غير أن إدارته ستمتثل لقرار المحكمة العليا بانتظار حكمها النهائي في يونيو (حزيران) على ما يبدو».
وصرح الرئيس الديمقراطي «لغاية هذا التاريخ، علينا تطبيق الإجراء».
وبعيد الإعلان عن قرار المحكمة العليا، حث البيت الأبيض المسؤولين على اعتماد «إصلاح عميق» لنظام الهجرة. وكان جو بايدن قد تعهد خلال حملته الانتخابية إعادة هيكلة سياسة الهجرة، لكن كل مشاريع القوانين التي تقدم بها تبقى عالقة في الكونغرس.
ويصعب على إدارته راهنا اعتماد استراتيجية مستدامة لإدارة تدفق المهاجرين عند الحدود مع المكسيك التي تمتد على 3 آلاف كيلومتر.
ويبلغ عدد المهاجرين الواصلين بلا أوراق رسمية إلى الحدود الأميركية المكسيكية مستويات قياسية راهنا، مع توقيف أكثر من 200 ألف شخص في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وحده.
وتعد الهجرة مسألة جد حساسة في الولايات المتحدة. ولا توفر المعارضة الجمهورية مناسبة لانتقاد موقف جو بايدن في هذا الصدد.
وسرعان ما أشاد المعسكر الجمهوري بقرار المحكمة العليا الذي من شأنه أن «يحول دون غرق السكان المقيمين عند الحدود في فوضى عارمة»، على ما قال المسؤول في تكساس توني غونزاليس.


مقالات ذات صلة

إدارة ترمب ستنفذ توقيفات جماعية للمهاجرين غير المسجّلين الأسبوع المقبل

الولايات المتحدة​ مهاجرون من بلدان أميركية لاتينية ينتظرون في المكسيك العبور إلى الأراضي الأميركية (أ.ف.ب)

إدارة ترمب ستنفذ توقيفات جماعية للمهاجرين غير المسجّلين الأسبوع المقبل

أعلن مسؤول حدودي كبير في إدارة دونالد ترمب أن سلطات الهجرة ستنفذ توقيفات جماعية للمهاجرين غير المسجلين في جميع أنحاء البلاد الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أسلاك شائكة وضعت بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز (ا.ف.ب)

تشديد الإجراءات على الحدود الأميركية مع المكسيك قبل تنصيب ترمب

وضع عناصر من شرطة الحدود الأميركية أسلاكا شائكة بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز، وفق ما أكدته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (سيوداد خواريز (المكسيك))
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب متوسطاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أثناء استعدادهم لتوقيع اتفاقية جديدة في بوينس آيرس عام 2018 (أ.ب)

ترمب على عتبة البيت الأبيض مستعداً لترحيل ملايين المهاجرين

يترقب كثيرون الدفعة الأولى من القرارات التنفيذية للرئيس دونالد ترمب بما يفي ببعض وعوده الانتخابية، وأولها تنفيذ «أكبر عملية ترحيل في تاريخ» الولايات المتحدة.

علي بردى (واشنطن)
أوروبا صورة أرشيفية لمركب تحمل مهاجرين غير شرعيين قرب إسبانيا (رويترز)

منظمة: مخاوف من غرق عشرات المهاجرين خلال محاولة الوصول لإسبانيا بقارب

قالت منظمة «ووكينغ بوردرز»، اليوم الخميس، إن ما يصل إلى 50 مهاجراً حاولوا الوصول لإسبانيا بحراً على متن قارب من غرب أفريقيا، يُحتمل أن يكونوا قد غرقوا

«الشرق الأوسط» (مدريد)

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».