5 سيناريوهات تهدد الأسواق العالمية في 2023

لا يملك المستثمرون حول العالم آمالا كبيرة في تحسن الأوضاع بسهولة وسرعة في عام 2023 (أ.ب)
لا يملك المستثمرون حول العالم آمالا كبيرة في تحسن الأوضاع بسهولة وسرعة في عام 2023 (أ.ب)
TT

5 سيناريوهات تهدد الأسواق العالمية في 2023

لا يملك المستثمرون حول العالم آمالا كبيرة في تحسن الأوضاع بسهولة وسرعة في عام 2023 (أ.ب)
لا يملك المستثمرون حول العالم آمالا كبيرة في تحسن الأوضاع بسهولة وسرعة في عام 2023 (أ.ب)

بعد أسوأ عام شهدته الأسهم العالمية منذ أكثر من عقد، نتيجة للأزمات الطاحنة التي مر بها العالم وأبرزها الحرب في أوكرانيا، لا يملك المستثمرون حول العالم آمالا كبيرة في تحسن الأوضاع بسهولة وسرعة في عام 2023.
وفي الوقت الذي يراهن فيه المتفائلون على توجه البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة، إلى جانب خروج الصين بالكامل من العزلة التي عاشتها لفترة طويلة للحد من تفشي «كورونا»، وتراجع الصراع في أوكرانيا، يبحث البعض الآخر عن المخاطر التي قد تعيد الأسواق العالمية إلى الاضطرابات.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء 5 سيناريوهات تهدد بجلب المزيد من المتاعب للمستثمرين والأسواق العالمية في العام المقبل.
وهذه السيناريوهات هي:

تضخم راسخ
قال ماثيو ماكلينان، المسؤول في شركة «فيرست إيغل» لإدارة الاستثمارات: «تتوقع سوق السندات أن التضخم سيرتفع بشدة خلال 12 شهراً، مع زيادة الأسعار وارتفاع تكاليف الطاقة».
واستبعد ماكلينان خفض البنوك المركزية أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي يتوقع بعض الخبراء الاقتصاديين حدوثه في منتصف العام المقبل.

كما توقع ماكلينان ارتفاع تكاليف الاقتراض، الأمر الذي سيتسبب في أزمة كبيرة للمستثمرين.

تعثر الصين
قفزت الأسهم الصينية بنحو 35% من أدنى مستوياتها في أكتوبر (تشرين الأول) وسط سعي بكين لإعادة فتح اقتصادها، الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالكامل بعد عمليات الإغلاق المطولة والقاسية التي تسبب فيها تفشي «كورونا».
لكن، على الرغم من ذلك، يتوقع بعض المحللين تعثر الصين اقتصادياً بشكل كبير العام المقبل، وسط ما تواجهه من إرهاق في النظام الصحي بها مع تصاعد إصابات ووفيات «كورونا».

وتسببت المستشفيات المزدحمة وطوابير الانتظار في قاعات الجنازات بالصين في إثارة القلق في الأسابيع الأخيرة، وفي انهيار النشاط الاقتصادي، حيث يخشى الكثير من الأشخاص النزول والعودة إلى نشاطهم وأعمالهم وسط استمرار تفشي الوباء.
وقد رافق ذلك انخفاض شديد في الحراك الاجتماعي في المدن الكبرى.
والحراك الاجتماعي هو تلك الظاهرة الاجتماعية التي بمقتضاها ينتقل الفرد أو الجماعة من طبقة معينة إلى طبقة أخرى أو من مستوى اجتماعي معين إلى آخر.
وقالت مارسيلا تشاو، خبيرة الأسواق العالمية في بنك «جيه بي مورغان تشيس»: «منحنى العدوى في الصين سيرتفع وسيبلغ ذروته بعد شهر أو شهرين فقط من السنة الصينية الجديدة».
وأضافت: «قد تنجح الأمة في إعادة الانفتاح على العالم لكنها قد تواجه مخاطر كبيرة في حال تطور فيروس (كورونا) وظهور متحورات جديدة منه».
وأشارت تشاو إلى أن انتعاش الأسهم الصينية لا يزال هشاً، مؤكدة أن أي احتمال لتعثر النشاط الاقتصادي من شأنه أن يُضعف الطلب في أسواق السلع الأساسية، خصوصاً المعادن الصناعية وخام الحديد.

حرب أوكرانيا
قال جون فيل، كبير استراتيجيي السوق العالمية في شركة «Nikko Asset Management»: «إذا ساءت الحرب وأصبح الناتو أكثر انخراطاً بشكل مباشر فيها واشتدت العقوبات المفروضة على روسيا وحلفائها، فسيكون لذلك نتائج سلبية للغاية».
وتابع: «ستؤدي العقوبات الثانوية ضد الشركاء التجاريين الروس، ولا سيما الهند والصين، إلى تضخيم حجم المخاطر المحيطة بالاقتصاد العالمي».

وأضاف: «سيكون ذلك بمثابة صدمة كبيرة في العرض للعالم فيما يتعلق بالغذاء والطاقة ومواد أخرى مثل الأسمدة وبعض المعادن والكيماويات».
أما السيناريو الأكثر إثارة للقلق، وفقاً لفيل، فهو استخدام روسيا سلاحاً نووياً تكتيكياً -وهو تهديد يبدو بعيداً ولكنه ضمن الاحتمالات المطروحة للنقاش. وقد يؤدي ذلك إلى إنهاء الصادرات الزراعية الأوكرانية تماماً.

تراجع الأسواق الناشئة
يتوقع الكثير من المستثمرين تراجع قوة الدولار وتكاليف الطاقة في عام 2023، وهما عاملان من شأنهما أن يخففا الضغط عن الأسواق الناشئة.
لكن أي فشل في كبح جماح التضخم من شأنه أن يُفسد هذه النتيجة لأسواق العملات، في حين أن اشتداد الحرب في أوكرانيا هي مجرد واحدة من الكثير من المخاطر التي قد تدفع أسعار الطاقة للارتفاع الصاروخي مرة أخرى.

وقال شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار والاقتصاد في شركة «AMP Services» للمحاسبة: «قد نمرّ بعام آخر تكافح خلاله الأسواق الناشئة لاستعادة قوتها».
وأضاف: «الدولار الأميركي الذي لا يزال مرتفعاً ومن المحتمل ارتفاعه بشكل أكبر سيؤثر سلباً على بلدان الأسواق الناشئة لأن الكثير منها لديها ديون كبيرة بالدولار الأميركي».

عودة «كورونا»
يمكن أن تظهر سلالة جديدة من فيروس «كورونا»، أكثر عدوى من السلالات السابقة، كما يمكن أن تتفشى المتغيرات الحالية بشكل أوسع خلال فصل الشتاء، الأمر الذي سيتسبب في تشويش سلاسل التوريد مرة أخرى، مما قد يؤدي إلى التضخم وتباطؤ النشاط الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

مسؤول في «مجموعة الـ20»: التزام دولي باستعادة 1.1 مليار هكتار من الأراضي هذا العام

خاص مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:36

مسؤول في «مجموعة الـ20»: التزام دولي باستعادة 1.1 مليار هكتار من الأراضي هذا العام

نبّه مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي، إلى مدى خطورة تدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد مقر بنك الشعب الصيني في بكين (رويترز)

تيسير نقدي عالمي يهيمن في نوفمبر وسط غموض يلفّ 2025

استمرّت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في تنفيذ سياسات التيسير النقدي خلال شهر نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يمر المندوبون بجوار شعارات قمة «بريكس 2023» بمركز «ساندتون» للمؤتمرات في جوهانسبرغ (رويترز)

ترمب و«بريكس»... هل تفتح الرسوم الجمركية الباب أمام «حرب العملات»؟

شنَّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب هجوماً حاداً على مجموعة «بريكس»، مهدداً بفرض رسوم جمركية ضخمة على دولها إذا حاولت تقويض هيمنة الدولار الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع ببيت الذهب «برو أوره» بميونيخ (رويترز)

الذهب يرتفع بدعم من زيادة توقعات خفض الفائدة الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء بدعم من توقعات مزدادة بخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الشهر، مع تحول التركيز إلى البيانات الاقتصادية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مضخات تعمل بحقل نفط على شواطئ بحر قزوين في باكو بأذربيجان (رويترز)

انخفاض طفيف لأسعار النفط قبيل اجتماع «أوبك بلس»

انخفضت أسعار النفط قليلاً وسط إشارات متباينة في السوق يوم الثلاثاء، بينما يترقب المتعاملون نتيجة اجتماع «أوبك بلس» هذا الأسبوع

آشلي هالس (بكين)

زيادة الطلب على الشحن الجوي عالمياً بنسبة 9.8 % في أكتوبر

شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)
شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)
TT

زيادة الطلب على الشحن الجوي عالمياً بنسبة 9.8 % في أكتوبر

شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)
شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)

أظهرت بيانات «الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)»، استمرار النمو القوي في الطلب العالمي على الشحن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث ارتفع إجمالي الطلب بنسبة 9.8 في المائة على أساس سنوي، مع زيادة قدرها 10.3 في المائة بالعمليات الدولية.

ووفق التقرير الشهري لـ«إياتا» زادت السعة العالمية بنسبة 5.9 في المائة مقارنة بأكتوبر 2023. وذلك بفضل التوسُّع في سعة الشحن للطائرات الدولية، التي ارتفعت بنسبة 8.5 في المائة. وحقق قطاع الطائرات المخصصة للشحن أيضاً نمواً في السعة بمقدار 5.6 في المائة للشهر السابع على التوالي.

وفي هذا السياق، قال المدير العام لـ«الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)»، ويلي والش، إن أسواق الشحن الجوي شهدت أداءً قوياً في أكتوبر، مع زيادة العائدات بنسبة 10.6 في المائة، مقارنةً بالعام الماضي، و49 في المائة مقارنة بعام 2019.

من جانب آخر، أشار والش إلى أن التحديات المستقبلية قد تؤثر على هذا النمو خلال العام المقبل، مع احتمالية فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرسوم جمركية كبيرة على بعض شركاء التجارة الرئيسيين مثل كندا والصين والمكسيك؛ ما قد يسبب اضطراباً في سلاسل التوريد العالمية، ويؤثر على الثقة في الأسواق.

وأضاف: «ومن المرجح أن يتم اختبار قدرة قطاع الشحن الجوي على التكيف مع التغيرات السريعة في الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية».

الأداء الإقليمي

وبحسب «إياتا»، سجلت شركات الطيران في مختلف المناطق نمواً ملحوظاً في الطلب على الشحن الجوي خلال أكتوبر؛ حيث حققت منطقة آسيا والمحيط الهادئ زيادة بـ13.4 في المائة، مع ارتفاع السعة بنسبة 9.3 في المائة.

وفي أميركا الشمالية زاد الطلب على الشحن الجوي بنسبة 9.5 في المائة، مع ارتفاع السعة بمعدل 5.8 في المائة.

أما في منطقة أميركا اللاتينية، حققت شركات الطيران نمواً لافتاً بنسبة 18.5 في المائة في الطلب على الشحن الجوي، وزيادة في السعة بـ5.8 في المائة. وسجلت منطقة الشرق الأوسط، نمواً بـ4.5 في المائة، والسعة بنسبة 0.8 في المائة.

في المقابل، سجلت شركات الطيران الأفريقية أضعف نمو في الطلب على الشحن الجوي، بنسبة 1.6 في المائة، رغم زيادة السعة بنسبة 7.7 في المائة.

خطوط التجارة

وبالنسبة لخطوط التجارة الدولية، أوضح التقرير أن حركة الشحن الدولية شهدت نمواً استثنائياً في أكتوبر بنسبة 10.3 في المائة مقارنةً بالعام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الطلب المتزايد على التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة وأوروبا، في ظل قدرة الشحن البحري المحدودة.

وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، أشار التقرير إلى أن الإنتاج الصناعي شهد زيادة بنسبة 1.6 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بينما نمت التجارة العالمية للبضائع بنسبة 2.4 في المائة في الشهر ذاته. ويعزى ذلك جزئياً إلى قيام الشركات بتخزين البضائع تحسباً لتعطيلات محتملة، مثل إضرابات الموانئ الأميركية.

كما شهد النشاط التصنيعي العالمي انتعاشاً في أكتوبر، مع تسجيل مؤشر مديري المشتريات للإنتاج الصناعي مستوى أعلى من 50، مما يشير إلى النمو، بينما بقي مؤشر طلبات التصدير الجديدة تحت مستوى 50، لاستمرار حالة عدم اليقين وضعف التجارة العالمية.

ونوّه التقرير بأن التضخم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شهد ارتفاعاً طفيفاً في أكتوبر، بينما انخفض التضخم الاستهلاكي في الصين إلى 0.29 في المائة، مما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي.