زلزال جديد يضرب مصر ويثير قلقاً

شعر به سكان محافظات عدة

زلزال جديد يضرب مصر بقوة 5 درجات (iStock)
زلزال جديد يضرب مصر بقوة 5 درجات (iStock)
TT

زلزال جديد يضرب مصر ويثير قلقاً

زلزال جديد يضرب مصر بقوة 5 درجات (iStock)
زلزال جديد يضرب مصر بقوة 5 درجات (iStock)

ضرب زلزال جديد بقوة 5 درجات على مقياس ريشتر، الأراضي المصرية، اليوم (الثلاثاء)، ليثير قلقاً. وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية (مرصد حلوان) وقوع الزلزال في محافظة جنوب سيناء، الواقعة في شرق البلاد، في الساعات الأولى من صباح اليوم. وقال المعهد، في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن محطات الرصد التابعة له «سجلت الهزة على بُعد 26 كيلومتراً، جنوب غربي الطور (جنوب سيناء)».
وعلى الرغم من أن «5 درجات» ليست زلزالاً خطيراً، فإن مجرد الشعور بهزة أرضية يثير مخاوف زلزال عام 1992، الذي كانت درجته 5.8، وكان مصدره قريباً من القاهرة وتأثيره مدمراً، كما يقول شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
ويوضح الهادي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل درجة من 10 تعطي قوة بمعدل واحد صحيح للزلزال. وعلى ذلك، فإن زلزال 1992، كان أقوى من زلزال (الثلاثاء) 8 درجات»، مضيفاً أن «زلزال (الثلاثاء) اقتصر تأثيره على شعور البعض به، ممن كانوا قريبين من مركز الزلزال، كما تم رصد حدوث بعض الشروخ في المباني، لكنها ليست خطيرة».
وعن ترديد البعض بأن مصر أصبحت في حزام الزلازل، يقول الهادي: «أقول للمصريين اطمئنوا، فالزلازل التي تشهدها مصر يأتي أغلبها من منطقة شرق المتوسط، وهذا يعني أن مصدرها بعيد عن الأراضي المصرية. أما منطقة خليج السويس، مثل زلزال اليوم، فوتيرة الزلازل التي تشهدها قليلة. ويكون أشدها في حدود 5 درجات بمقياس ريشتر».
وكان آخر زلزال شهدته تلك المنطقة بالدرجة نفسها قبل 53 عاماً، وتحديداً في مارس (آذار) من عام 1969.
ويشير الهادي إلى أن زلازل شرق المتوسط، التي يشعر بها عادة سكان محافظة الإسكندرية، والمناطق القريبة، تحدث بسبب الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أفريقيا، وهي عبارة عن طبقة عملاقة طولها يصل إلى 125 كيلومتراً تحت اليابسة و25 كيلومتراً تحت المياه، حين تصطدم وتغوص تحت الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أوروبا، في بعض المناطق مثل «فالق شرق الأناضول»، و«جزيرة كريت في اليونان». إذ تتكون مناطق ضعف في شكل أخوار وخنادق يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، وتستمر في دفع بعضها بعضاً، لكنها لا تتحرك، وبعد فترة من الزمن، تتكسر الصخور بسبب قوة الضغط المتراكمة، مسببة حدوث الزلازل.
ويوضح الهادي أن «زلازل منطقة خليج السويس، كزلزال (اليوم)، سببها أن البحر الأحمر تكوَّن قبل 40 مليون عام. وقبل 5 ملايين سنة، بدأ تشكل خليج السويس وخليج العقبة، وما زال النشاط التكتوني المصاحب لعملية تشكل الخليجين يحدث من حين لآخر، محدثاً زلازل عادة لا تكون خطيرة، مثل زلزال الثلاثاء».
ويضيف أنه «لا توجد أي إجراءات احترازية يمكن تنفيذها لاتقاء شر هذه الزلازل، سوى الالتزام بكود البناء المصري في بعض المناطق المعرَّضة لخطر الزلازل، الذي شارك في إعداده معهد بحوث الإسكان المصري، بالتعاون مع كليات الهندسة والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.