خبراء: «داعش» يسعى لتهريب 10 آلاف من مقاتليه المسجونين

أكدوا أن التنظيم ما زال يمثل تهديداً كبيراً للعالم

عناصر من تنظيم «داعش» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
عناصر من تنظيم «داعش» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء: «داعش» يسعى لتهريب 10 آلاف من مقاتليه المسجونين

عناصر من تنظيم «داعش» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
عناصر من تنظيم «داعش» في سوريا (أرشيفية - رويترز)

يقول الخبراء العسكريون إنه في حين أن تنظيم «داعش» لم يعد يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، إلا أنه لا يزال يمثل تهديداً كبيراً للعالم، مشيرين إلى أنه سيسعى لإخراج 10 آلاف من مقاتليه من السجون السورية في عام 2023.
ونقلت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية عن الخبراء قولهم إن نفوذ التنظيم الإرهابي تراجع كثيراً عما كان عليه في عام 2014، لكن، رغم ذلك، فإنه ما زال يمثل تهديداً للعالم، خصوصاً للشرق الأوسط، وأفغانستان وأجزاء من أفريقيا.
علاوة على ذلك، عبر الخبراء عن مخاوفهم من أن أي هجوم بري من قبل تركيا في سوريا يمكن أن يخلق الظروف المثالية لـ«داعش» للاستيلاء على السلطة مرة أخرى.
وقال ماثيو هينمان، الخبير في شؤون الإرهاب، «منذ سقوط آخر معاقله في سوريا في أيدي القوات المدعومة من الغرب، انخفض نفوذ تنظيم (داعش) كثيراً. لكن مستوى التهديد ومستوى النشاط العملياتي الخاص به ظلا ثابتين إلى حد كبير خلال هذه الفترة».
وأشار هينمان إلى أن التنظيم يركز على استغلال عدم الاستقرار الإقليمي، وأنه لا تزال لديه خطط للاستيلاء على العديد من الأراضي.
وتوجد عدة فروع أو جماعات تابعة لتنظيم «داعش» في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. لكل منها زعيمها الإقليمي الذي يتعهد بعد ذلك بالولاء لزعيم التنظيم ككل.

ويعد أبو الحسين الحسيني القريشي هو الزعيم الحالي لتنظيم «داعش» بعد مقتل سلفه أبي الحسن الهاشمي القرشي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي أوجه، سيطر التنظيم على حوالي ثلث سوريا و40 في المائة من العراق.
ويقول هينمان، إن الكثير من تركيز «داعش» قد تحول في السنوات الأخيرة إلى غرب أفريقيا، وأيضاً إلى أفغانستان، حيث زاد الفرع الإقليمي للتنظيم - المعروف باسم «داعش - خراسان» من هجماته منذ أن استعادت «طالبان» السلطة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نصحت بكين مواطنيها بمغادرة أفغانستان بعد هجوم منسق من قبل متشددي «داعش» على فندق مملوك للصين في قلب كابل.
وتحتجز القوات الكردية في شمال شرقي سوريا حوالي 10 آلاف مقاتل من «داعش»، ونحو 70 ألف شخص يشتبه في صلتهم بالتنظيم، من بينهم نساء وأطفال.
وتتوقع الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط الدكتورة شيراز ماهر، أن يسعى التنظيم إلى تحرير أنصاره ومقاتليه في عام 2023.

وقالت ماهر، «إن خطر تحرير (داعش) لآلاف المقاتلين المسجونين هو أكبر تهديد أمني منفرد للغرب».
وأضافت: «(قوات سوريا الديمقراطية) قالت مراراً إن أولئك المقاتلين هم بمثابة قنبلة موقوتة، وأنهم غير قادرين على التعامل معهم بمفردهم»، مشيرة إلى أن التنظيم «سيعود فجأة في غمضة عين».
وحذرت ماهر من أن الوضع قد يزداد خطورة إذا نفذت تركيا تهديدها بالقيام بغزو بري يستهدف القوات الكردية في سوريا.
وأوضحت قائلة: «قد يجبر مثل هذا التطور السلطات الكردية على سحب الموارد والأسلحة التي تستخدمها حالياً في مراكز الاحتجاز التابعة لها والاستعانة بها في خطوط مواجهة، ما يخلق قدرة هائلة لتنظيم (داعش) على تحرير مؤيديه».
وأكدت ماهر على ضرورة التفكير جيداً في كيفية التعامل مع هذه الأزمة والقضاء عليها في مهدها.


مقالات ذات صلة

نيجيريا تتحدث عن «دول» تمول الإرهاب وتدعو إلى «تحقيق» أممي

أفريقيا وحدة خاصة من قوة عسكرية شكلتها نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين لمواجهة «بوكو حرام» (القوة العسكرية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام»)

نيجيريا تتحدث عن «دول» تمول الإرهاب وتدعو إلى «تحقيق» أممي

أعلنت دول حوض بحيرة تشاد القضاء على المئات من مقاتلي جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش»، ورغم ذلك لم تتوقف الهجمات الإرهابية في المنطقة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول الجمعة (رويترز)

تركيا تنسّق مع أميركا في سوريا وتطالب فرنسا باستعادة «دواعشها»

أعطت تركيا إشارة إلى تنسيقها مع الولايات المتحدة بشأن التحرك ضد القوات الكردية في شمال سوريا، وانتقدت بعنفٍ موقف فرنسا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

للمرة الأولى... درجات الحرارة العالمية تتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في 2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا، يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا، يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

للمرة الأولى... درجات الحرارة العالمية تتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في 2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا، يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا، يوليو الماضي (أ.ف.ب)

قال علماء، الجمعة، إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وذكرت خدمة «كوبرنيكوس» لمراقبة تغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، أن تغير المناخ يدفع درجة حرارة الكوكب إلى مستويات لم يشهدها البشر من قبل في العصور الحديثة. وقال كارلو بونتيمبو، مدير الخدمة، لوكالة «رويترز»، إن «المسار لا يصدق»، ووصف كيف كان كل شهر في عام 2024 هو الأكثر دفئاً أو ثاني أكثر شهر دفئاً منذ بدء التسجيلات.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

وقالت كوبرنيكوس إن متوسط درجة حرارة الكوكب في عام 2024 كان أعلى بمقدار 1.6 درجة مئوية، عمّا كان عليه في الفترة بين 1850 و1900، وهي «فترة ما قبل الصناعة» قبل أن يبدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع. وكان العام الماضي هو الأكثر سخونةً في العالم منذ بدء التسجيلات، وكانت كل سنة من السنوات العشر الماضية من بين الأعوام العشرة الأكثر دفئاً على الإطلاق.

ورجّح مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تكون درجات الحرارة قد تجاوزت عتبة 1.5 درجة مئوية في عام 2024، ومن المتوقّع أن ينشر علماء أميركيون بيانات للمناخ في عام 2024 اليوم الجمعة.

وتعهّدت الحكومات بموجب اتفاق باريس لعام 2015 بمحاولة منع متوسط درجات الحرارة من تجاوز 1.5 درجة مئوية، لتجنّب حدوث كوارث مناخية تكون أكثر حدة وأعلى تكلفة. ولا يخرق أول ارتفاع سنوي فوق مستوى 1.5 درجة مئوية هذا الهدف، إذ إنه يقيس متوسط درجات الحرارة على الأجل الأطول.

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل، سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال بونتيمبو إن ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يعني أن العالم يتجه لتجاوز هدف باريس قريباً، لكن الأوان لم يفت بعد لتقوم البلدان بخفض الانبعاثات بسرعة لتجنب ارتفاع الاحتباس الحراري إلى مستويات كارثية. وتابع بونتيمبو: «الأمر لم ينته. فلدينا القدرة على تغيير المسار بداية من الآن».