قبل عقدين من الزمان سقط طلال مداح على خشبة مسرح المفتاحة في أبها جنوب السعودية، لتنتهي حينها مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من أربعين عاما، ساهم خلالها المداح بإعادة تشكيل الأغنية السعودية وتطويرها وتصديرها إلى العالم. وكبادرة لرد المعروف الذي قدمه «صوت الأرض» للأغنية السعودية والعربية، قررت هيئة الترفيه السعودية تنظيم ليلة فنية تخليداً لذكراه يشارك فيها عشرات الفنانين من جميع أنحاء الوطن العربي.
وقدم رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ دعوة لجميع فناني الوطن العربي للمشاركة في ليلة طلال مداح، تفاعل معها العديد منهم وعلى رأسهم الفنان محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وعبادي الجوهر، وسميرة سعيد وخالد عبد الرحمن وطلال سلامة وأحلام، وغيرهم من المطربين الذين أبدوا رغبتهم في تكريم المداح بليلة موسيقية ستكون هي الأضخم بتاريخ المسارح السعودية.
ولعل أبرز ما لفت انتباه الجماهير رغبة فنان العرب محمد عبده المشاركة بهذه الليلة حيث كان المنافس الأول لطلال مداح في الفترة التي يعتبرها الكثير من محبي الفن كفترة ذهبية من السبعينات حتى نهاية التسعينات الميلادية، والتي شهدت تنافسا محمودا بين قطبي الأغنية السعودية أسهم في انتشار سريع للأغنية السعودية. وكان الفنان عبادي الجوهر الذي دائماً ما ينسب الفضل في نجاحه وشهرته للمداح لدعمه له في بدايات حياته الفنية من أوائل الفنانين الراغبين في المشاركين في حفل التكريم.
وقال الناقد الفني يحيى زريقان لـ«الشرق الأوسط» الجمهور يتطلع لرؤية كرنفال فني مهيب يعبر عن المحبة الكبيرة التي يكنها الجمهور من الخليج إلى المحيط لطلال، مؤكدا أن إبداء العديد من الفنانين رغبتهم في المشاركة بتكريم طلال مداح، يعكس مدى تأثيره عليهم خلال سنوات تواجده في الساحة الفنية.
ويضيف زريقان أن طلال مداح ساهم في ولادة عدد كبير من الفنانين والملحنين الذين يدينون بالفضل له في انطلاق مسيرتهم، ومنهم الملحنون سامي إحسان وسراج عمر ومحمد شفيق، والفنان عبادي الجوهر وعلي عبد الكريم وعبد المجيد عبد الله، وغيرها من الأسماء الكبيرة التي ما زالت موجودة في الساحة الفنية.