أكد محمد حسين نجم المنتخب البحريني الدولي السابق، أن منتخب بلاده قادر على المحافظة على لقب كأس الخليج العربي لكرة القدم، حينما يخوض منافسات النسخة المقبلة من مباريات «خليجي 25» المقررة مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك بعد أن نجح في كسر عنادها لأكثر من 49 عاماً، مبيناً أن الاستقرار الفني سيكون له دور كبير في جعل الأحمر قادراً على الحفاظ على اللقب.
وبين حسين أنه شارك في 6 بطولات خليجية تقريباً، وكان الحظ يقف عائقاً في كثير من النسخ لتحقيق اللقب حتى تحقق أخيراً، ليكون المنتخب البحريني هو الأخير من بين جميع المنتخبات التي تحرز اللقب عدا المنتخب اليمني الذي انضم للبطولة قبل نسخ قليلة وشارك وما زال بعيداً عن تحقيق المنجز.
وشدد على أن الفرحة التي تحققت للبحرين بعد إحراز النسخة الماضية، تركزت حول تحقيق الأمنية التي انتظرها الشيخ الراحل عيسى بن راشد قبل رحيله، حيث كان الجميع يهنئه على المستوى الشخصي بكون تحقيق هذه البطولة كانت أمنية الراحل الكبير رحمه الله.
وأشار في حواره الخاص لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن لديه كثيراً من الذكريات في هذه البطولة، لكن التي لا ينساها هي تعرضه للطرد في مباراة منتخب عمان في «خليجي 19» عام 2009، حينما «ضرب» اللاعب العماني بدر الميمني، مؤكداً أنه تأثر كثيراً من تلك اللقطة والتصرف من جانبه، معبراً عن الأسف لما حصل منه حينها في تلك الذكرى التي أكد أنها سيئة.
> كيف ترى بطولة كأس الخليج المقبلة في البصرة؟ وهل المنتخب البحريني قادر على الحفاظ على اللقب؟
- بكل تأكيد ستكون بطولة الخليج المقبلة في البصرة ذات طابع مختلف جداً، خصوصاً أنها تعود مجدداً للأراضي العراقية بعد غياب طويل نتيجة الظروف التي مر بها العراق الشقيق، وهذه البطولة قد تكون قوية من كل النواحي وتنافسية، خصوصاً بعد أن باتت جميع المنتخبات المشاركة قد نجحت في حصد اللقب عدا المنتخب اليمني، ولذا أرى أن المنافسة ستكون قوية بين المنتخبات والإثارة ستحضر بكل تأكيد في ظل تطور المنتخبات جميعها وسعي كل منتخب للحصاد الجديد.
أما ما يتعلق بالمنتخب البحريني فأعتقد أن الاستقرار الفني بوجود المدرب البرتغالي هيليو سوزا والاستقرار بشكل كبير على الأسماء سيكون له أثر كبير في أن يكون للمنتخب قدرة في أن يكرر ما حصل في النسخة الماضية ويتوج للمرة الثانية ببطولة الخليج، حيث إن دور لاعبي الخبرة سيكون كبيراً في المشاركة المقبلة، ولذا أرى أن الأحمر قادر على المحافظة على اللقب.
> ظل المنتخب البحريني يبحث طويلاً عن اللقب الخليجي حتى تمكن في النسخة الماضية من الفوز باللقب، ماذا كان ينقصكم للتتويج باللقب؟
- لعبت نحو 6 نسخ في بطولات كأس الخليج، وفي كل نسخة يكون الطموح كبيراً والهدف أكبر بأن نتوج باللقب، ولكن في نقاط بسيطة تفقدنا الأمل، لم نكن أقل من غيرنا من المنتخبات على الأقل التي لا تطبق الاحتراف كحال الكرة البحرينية وكنا منتخباً لديه من الخبرة والتجارب ولكن الحظ كان يعاندنا، والأهم اليوم أن المنتخب البحريني كسر هذه القاعدة ونجح في التتويج للمرة الأولى.
بكل تأكيد هذا الفوز باللقب كانت له تداعيات إيجابية كبيرة لصالح الكرة البحرينية، ولكن أرى أن الفوز الأكبر من تحقيق ذلك اللقب تحقيق أمنية الراحل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي ظل طويلاً يحفز المنتخبات البحرينية من أجل تحقيق اللقب، وهذا الدعم منذ النسخة الأولى التي أقيمت في المنامة.
الكل سعيد أن الراحل دخل في قلبه الفرح واحتفل مع المنتخب بعد تحقيق اللقب الخليحي للمرة الأولى بعد انتظار طويل. وهذا أكبر مصدر للفخر للجيل الحالي من اللاعبين أنهم نجحوا في كسر حاجز البطولات وتحقيق لقب خليجي سجل في سجل الإنجازات الأهم لصالح كرة القدم البحريني.
> على ذكر الراحل الشيخ عيسى بن راشد، ما الذي تتذكره من مواقف مع المنتخب البحريني حينما كنت لاعباً؟ ما الدور الذي يقوم به الراحل خصوصاً في بطولات الخليج؟
- لم يكن دور الشيخ عيسى بن راشد يقتصر على كونه مسؤولاً ويوجه ويحفز، بل إن دوره كأب للجميع، كان يخفف الضغوطات علينا ويستذكر مواقف مضحكة من أجل أن يدخل الراحة في نفسياتنا ويبعد الضغوط عنا قبل المباريات الحاسمة خصوصاً.
الشيخ عيسى بن راشد رحمه الله رجل لا يمكن أن يتكرر في الرياضة الخليجية بشكل عام، فهو فاكهة الرياضة، وفي البحرين مثّل دور الأب لجميع الرياضيين، وبكل تأكيد ستفقد النسخة المقبلة هذا الرجل الذي كان قريباً ومحبوباً من الجميع؛ سواء البحرينيين أو غيرهم، وهذا ما أكدته اللقاءات الإعلامية والتسابق من أجل الحصول على تصاريح خاصة منه في أثناء منافسات البطولة.
> هل كان الاحتراف في البحرين من أهم عوائق التطور والتأخر في تحقيق كأس الخليج؟
لم يكن ذلك وحده، فأنا كلاعب بحريني احترفت في كثير من الأندية؛ أبرزها النصر والأهلي والنجمة، حينما كان يلعب في الدوري الممتاز السعودي وأعني الأخير النجمة، والحال نفسها لكثير من الأسماء التي احترفت، سواء في السعودية أو غيرها من دول الخليج أو خارجها واكتسبت بكل تأكيد خبرات.
المنتخب البحريني تطور في عدة مناسبات وكنا قريبين من التأهل مرتين إلى نهائيات كأس العالم «2006 وكذلك نهائيات كأس العالم 2010»، ولكن في ملحق هذين المونديالين خرجنا في الثلث الأخير من كل مباراة وفقدنا الحلم، وهذا يعني أننا كنا نملك من الخبرة والتجربة والقدرة على كسب بطولة الخليج بكونه فنياً أقل من التصفيات المؤهلة للمونديال، ولكن بشكل عام بطولات الخليج تتحكم فيها أمور كثيرة؛ منها الجانب النفسي الذي قد يكون له الأثر الأول.
> هل كان المنتخب البحريني مهيئاً في كسب اللقب أكثر من مرة؟
- نعم كنا مهيئين أكثر من نسخة ولكن لم نوفق، والحمد لله أن العقدة انحلت أخيراً، وبتنا اليوم نطمح في أن يتكرر المنجز مجدداً ويتحقق اللقب الخليجي للمرة الثانية على التوالي.
> هناك من يعتقد أن دورة كأس الخليج أدت دورها ولم يعد استمرارها مفيداً، هل توافق هذا الرأي؟
- بكل تأكيد أعارض هذا الرأي، بطولة كأس الخليج قبل أن تكون منافسة هي لقاء بين الأشقاء وتنافس شريف بين اللاعبين داخل أرض الملعب ولقاء الجماهير من كل الدول الشقيقة على أرض واحدة، وهذه البطولة لها أهمية؛ ليس على مستوى الشعوب فحسب، بل حتى حكومات المنطقة تحرص عليها، ولذا أرى أن المطالبة بإيقافها غير منصفة أبداً.
صحيح أن هناك بطولات لها أهمية أكبر بكونها معتمدة من الفيفا، ولكن هذا لا يقلل من قيمة بطولات الخليج وما قدمته من فضل للكرة الخليجية.
> أخيراً، هل لك أن توجز لنا جانباً من أهم ذكرياتك في المشاركات الخليجية التي وجدت فيها لاعباً؟
- ذكريات كثيرة؛ من بينها أنني تعرضت للإغماء في إحدى البطولات، ولكن الأكثر تأثيراً في نفسي حينما «احتككت» بعنف مع لاعب المنتخب العماني بدر الميمني، وطردت حينها خلال إحدى مباريات «خليجي 19»، وما زلت آسفاً على ذلك التصرف الذي ما زال خالداً في ذهني رغم أنه سلبي للأسف.