غالبية الإسرائيليين غير راضين عن تركيبة حكومة نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

غالبية الإسرائيليين غير راضين عن تركيبة حكومة نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

مع الاقتراب من إتمام المفاوضات بين رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، وحلفائه في اليمين المتطرف، أظهر استطلاع جديد للرأي أن أكثر من نصف الإسرائيليين (51 في المائة) غير راضين عن تركيبة الحكومة الجديدة، بينهم 20 في المائة من مصوتي اليمين. وقد أكدت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعتبر صحيفة نتنياهو، أن هناك سخطاً حتى داخل حزبه، الليكود، حيث يشعرون أن «الحلفاء نجحوا في ابتزازه حتى آخر قطرة دم».
ومن قراءة نتائج الاستطلاع وتحليلها، يتضح أن السخط في الليكود ناجم بالأساس عن خسارة الحقائب الوزارية. ولكن هناك أيضاً من يساوره القلق من مضامين الاتفاقيات الائتلافية، التي تنذر بفتح «جبهات حرب داخلية» لليمين مع القوى الليبرالية ومع مؤسسات القضاء والإعلام والجيش والشرطة، وتفتح جبهات صدام مع الحلفاء في العالم، جراء منح صلاحيات واسعة لأحزاب الاستيطان في السيطرة على الضفة الغربية وسكانها الفلسطينيين.
وجاء في الاستطلاع، الذي أعده معهد مانو جيبع، ونشرته القناة 12 للتلفزيون، أن 51 في المائة من الإسرائيليين بشكل عام (88 في المائة من مصوتي المعارضة و20 في المائة من مصوتي اليمين) غير راضين عن تركيبة الحكومة، كما تظهر من الاتفاقيات الائتلافية. ولكن، في الوقت ذاته، قال 78 في المائة إنهم ما كانوا سيغيرون تصويتهم فيما لو أعيدت الانتخابات اليوم، بل سيصوتون بالمثل، وقال 11 في المائة إنهم كانوا سيصوتون بشكل مختلف، ولكن في نفس الكتلة، و3 في المائة فقط قالوا إنهم كانوا سينتقلون إلى المعسكر المقابل الذي يقوده اليوم رئيس الحكومة الانتقالية يائير لبيد، ووزير الدفاع بيني غانتس. وكان لافتاً أن 64 في المائة من المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم غير راضين أيضاً عن أداء لبيد وغانتس ورفاقهما في معركتهم ضد الحكومة الجديدة، بينما قال 20 في المائة إنهم راضون.
وحسب صحيفة نتنياهو، فإن عدداً من قادة حزب الليكود يشعرون من الآن بأن حكومة نتنياهو ستفشل؛ لأن المطالب التي فرضها الحلفاء من الأحزاب الدينية والاستيطانية، ذات أبعاد خطيرة على وضع إسرائيل ومكانتها الدولية. فهي تمنح ميزانيات ضخمة للأحزاب الدينية ولمؤسساتها، وتشجع الشباب على التملص من الخدمة العسكرية، وتعطيهم مخصصات وحقوقاً وامتيازات مساوية لما يحصل عليه الجنود، وتعفيهم من تعلم الرياضيات والعلوم وتمنحهم نفوذاً كبيراً لفرض أحكام الشريعة اليهودية على الحياة الاجتماعية، وتدخل إسرائيل في صدامات مع يهود العالم وتبعدها عن تقاليد ومفاهيم العالم الغربي. وهي تمنح الأحزاب الاستيطانية نفوذاً وصلاحيات تدخلها في صدام مع الجيش والشرطة، وفي صدم مع الإدارة الأميركية، ومع دول أوروبا ودول الجوار ودول اتفاقيات إبراهيم. ولكن الأمر الأهم لدى قادة الليكود هو فقدان العديد من المناصب الوزارية التي يطمحون إليها؛ فمن مجموع 32 وزارة، بقيت لهم 17. وقد تم خسف عدد من الوزارات، بسحب صلاحيات منها لصالح الحلفاء. ففي وزارة الدفاع، سيكون هناك وزير آخر من حزب الصهيونية الدينية. وسيتم سحب صلاحيات الإدارة المدنية لصالح الوزير الآخر. وفي وزارة التعليم سيكون هناك وزير آخر من الحلفاء، وتم سحب صلاحيات لصالحه. وفي وزارة المواصلات فرض الحلفاء تخصيص مبلغ ضخم (نحو 2.5 مليار دولار) لتوسيع وشق شوارع في الضفة الغربية، مع العلم بأن وزيرة المواصلات الحالية ميراف ميخائيلي، كانت قد رفضت الاستثمار في شوارع الضفة في السنة الأخيرة بالقول: «لن أصرف مليماً على شوارع سنضطر لتسليمها إلى الفلسطينيين في المستقبل». وحصل الحلفاء أيضاً على وزارات المالية والداخلية والصحة والشرطة وغيرها.
ومع أن قادة الليكود يتفقون مع مضامين الاتفاقيات الائتلافية الأساسية في الموضوع الفلسطيني، فإنهم يخشون من أن تكون ادعاءات المعارضة صحيحة، بأن تنازلات نتنياهو للحلفاء ناجمة عن كونه يضع في رأس اهتمامه قضية محاكمته في قضايا الفساد وخطته للتملص من هذه المحاكمة. فعلى الرغم من أن نتنياهو حظي بتأييد جماهيري جارف في الانتخابات الأخيرة، فإن الجمهور لا يتقبل أن تتم مسايرته في المحاكمة، ويؤيدون الاستمرار في المساء القضائي حتى النهاية. وحسب الاستطلاع المذكور، قال 34 في المائة إنهم يعارضون إبرام صفقة إقرار لنتنياهو تعفيه من العقاب على تهم الفساد، وقال 21 في المائة إنهم يؤيدون صفقة شريطة أن يعتزل نتنياهو السياسة. و20 في المائة فقط قالوا إنهم يؤيدون صفقة تبقيه في السياسة (25 في المائة قالوا إنهم لا يحددون موقفاً).
وفي هذه الأجواء، يروي مقربون من نتنياهو أنه يبدو شبه محبط، خصوصاً أن المفاوضات الائتلافية ما زالت مستمرة. وينقلون على لسانه أنه لم يتوقع أن هؤلاء الحلفاء جشعون إلى هذا الحد. وبالمقابل، مع إحباط اليسار والوسط الليبرالي، الذي لا يبدو أنه استفاق من هول الهزيمة، هناك أصوات تقول: دعونا ننتظر قليلاً. فلعل هذه الحكومة تكون خاتمة الأحزان في إسرائيل. فهذه أول مرة يكون فيها اليمين حاكماً بالمطلق. فإذا فشل في الحكم، تكون هذه بداية لوقف ظاهرة الانعطاف المتواصل إلى اليمين في المجتمع.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو يبلغ سوليفان بضرورة منع «الأنشطة الإرهابية» من سوريا ضد إسرائيل

رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو يبلغ سوليفان بضرورة منع «الأنشطة الإرهابية» من سوريا ضد إسرائيل

رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن «إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري لحماية أمنها من أي تهديد» ناشئ من سوريا، بعد تقدُّم قوات الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة بين البلدين، بحسب ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مكتب رئيس الوزراء.

وأكد نتنياهو «أهمية حماية الأقليات في سوريا، والحاجة إلى منع الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل من الأراضي السورية».

وانضم السفير الأميركي جاك لو، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى سوليفان في الاجتماع.