إطلاق مبادرات سياسية لحوار وطني «ينقذ تونس من الضياع»

هدفها تقديم «بدائل وطنية ديمقراطية»

نور الدين الطبوبي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (إ.ب.أ)
نور الدين الطبوبي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (إ.ب.أ)
TT

إطلاق مبادرات سياسية لحوار وطني «ينقذ تونس من الضياع»

نور الدين الطبوبي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (إ.ب.أ)
نور الدين الطبوبي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (إ.ب.أ)

تسعى أحزاب معارضة للمشروع السياسي للرئيس التونسي قيس سعيد إلى بلورة «مبادرة مشتركة للإنقاذ»، بهدف طرحها على قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) من أجل توحيد موقف مشترك، قد يعيد سيناريو سنة 2013، الذي تكتلت فيه المعارضة، وأرغمت حركة النهضة على الجلوس إلى طاولة الحوار، وأفضت في النهاية إلى إخراجها من السلطة.
وعرض غازي الشواشي، الذي استقال قبل أيام من رئاسة حزب «التيار الديمقراطي»، مبادرة أولية للحوار الوطني، موضحاً أنها ستتم «بمشاركة شخصيات سياسية من مختلف المشارب، وتكون محل إجماع التونسيين، وهي مبادرة ذات أبعاد سياسية واجتماعية ودستورية، وتؤسس لمرحلة مقبلة تمتدّ على عشر سنوات أو أكثر»، مشيراً إلى سعي هذه المبادرة إلى «إرساء تسوية تاريخية بين الفاعلين السياسيين والمدنيين، بهدف فتح أبواب مرحلة انتقالية في اتجاه تركيز منظومة سياسية جديدة».
وأضاف الشواشي أن هدف هذه المبادرة هو «بلورة خريطة طريق لإنقاذ البلاد من وضعها المتردي والضياع»، موضحاً أنها «لن تكون في شكل جبهة أو حزب سياسي، بل ستفتح الأبواب أمام شخصيات وطنية فاعلة، للبحث عن خريطة طريق للإنقاذ، وتقديم بدائل وطنية ديمقراطية. وعند استكمال مختلف محاورها ستعرض على قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل، وعلى بقية المنظمات لإبداء الرأي، والمشاركة في تصور حلول للإنقاذ»، على حد تعبيره. من ناحيته، دعا راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، الاتحاد العام للشغل إلى الاضطلاع بدوره الوطني، ورعاية حوار وطني «لا يستثني أحداً»، معتبراً أن «الفرصة متاحة ليضطلع الاتحاد بدوره التاريخي، ويبذل جهداً من أجل أن يجلس الجميع إلى طاولة حوار يخرج البلاد من أزمتها».
في السياق ذاته، شرع اتحاد الشغل، منذ الجمعة الماضية، في سلسلة مشاورات فعلية مع عدد من الفاعلين السياسيين، من أجل طرح بديل للإنقاذ في تونس؛ حيث التقى نور الدين الطبوبي، رئيس الاتحاد، مع عميد المحامين حاتم المزيو، لبحث الوضع العام في تونس، وما آل إليه من صعوبات، خصوصاً بعد نشر نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في ظل تدهور متواصل للوضعين الاقتصادي والاجتماعي، وغياب الرؤية الواضحة في الخروج من النفق، وفق ما جاء في موقع «الشعب نيوز»، التابع لاتحاد الشغل. وقد اتفق الطرفان على مواصلة التشاور والتنسيق مع بقية الأطراف السياسية والحقوقية «من أجل إنقاذ البلاد من أي انزلاقات لا تحمد عقباها».
في هذا الشأن، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي التونسي، لـ«الشرق الأوسط»، إن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة «أعادت خلط الأوراق، سواء على مستوى الحكم أو في المعارضة، أو لدى المنظمات الوطنية، خصوصاً الاتحاد العام التونسي للشغل»، موضحاً أن مختلف الفرقاء «استغلوا عزوف أغلبية الشعب عن الاقتراع للتصعيد، وأصبح كل طرف يعلن عن مشروع مبادرة للإنقاذ... لكن قبل ذلك كله يجب إقناع رئاسة الجمهورية بجدوى عملية الإنقاذ هذه، خصوصاً بعد أن علق على نتائج الانتخابات بأنه يجب انتظار الشوط الثاني منها، وهو ما يعني أنه ماضٍ في تنفيذ أجندته السياسية». وتساءل العرفاوي إن كانت الأطراف المعارضة لها القدرة على تنفيذ مخرجات حوار وطني لا يشارك الرئيس قيس في فعالياته.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، إن قطاع الزراعة يساهم بـ15 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي، مقابل 5 في المائة فقط لقطاع الصناعة، بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وكشف تبون في كلمة له في احتفالية الاتحاد الجزائري للمزارعين بذكرى تأسيسه الـ50، عن أن قطاع الزراعة حقق العام الحالي ما قيمته 37 مليار دولار، مشيراً إلى أن ذلك «يبشر بالخير وصواب الأسلوب الذي تنتهجه الجزائر للتحرر من التبعية للمحروقات».

كما أكد الرئيس الجزائري أنه ينبغي للقطاع الزراعي والصناعي أن يسيرا بالتوازي، وأنه «لا فائدة من زراعة تسير بشكل مركزي، ولا تسيير ناجعاً خارج مبادرة المزارع». وقال بهذا الخصوص: «قد جعلت بلادنا من الأمن الغذائي رهاناً استراتيجياً، يتوجب علينا كسبه، في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيراً».

وأضاف الرئيس تبون: «علينا الوصول إلى تصدير منتجاتنا الزراعية. وانقطاع تموين السوق بالمنتج الزراعي من علامات التخلف التنموي. ولذلك آمر البنوك بفتح القروض لفائدة الفلاحين، لتشييد غرف التبريد، ولتخزين المنتج الزراعي بهدف ضمان استقرار السوق ومحاربة المضاربة»، كما أكد تبون أنه ستتم تسوية نهائية لملكية العقار الزراعي، وطي ملفه قبل نهاية 2025، لافتاً إلى تخصيص أكبر مخطط لاسترجاع المياه المستعملة المصفاة بنسبة لا تقل عن 30 في المائة. مشدداً على أن بلاده في مرحلة فارقة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، موجهاً الحكومة بعدم استيراد قنطار واحد من القمح الصلب خلال عام 2025.