مسيّرة بريطانية استهدفت قبل أيام قيادياً «داعشياً» في شمال سوريا

بقايا صاروخ للتحالف الدولي استهدف مبنى القيادي بتنظيم «داعش» في مدينة الباب شمال حلب (الشرق الأوسط)
بقايا صاروخ للتحالف الدولي استهدف مبنى القيادي بتنظيم «داعش» في مدينة الباب شمال حلب (الشرق الأوسط)
TT

مسيّرة بريطانية استهدفت قبل أيام قيادياً «داعشياً» في شمال سوريا

بقايا صاروخ للتحالف الدولي استهدف مبنى القيادي بتنظيم «داعش» في مدينة الباب شمال حلب (الشرق الأوسط)
بقايا صاروخ للتحالف الدولي استهدف مبنى القيادي بتنظيم «داعش» في مدينة الباب شمال حلب (الشرق الأوسط)

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، في بيان لها، استهداف أحد مقاتلي تنظيم «داعش» بغارة من طائرة مسيرة في مدينة الباب بريف حلب شمال سوريا، يوم الثلاثاء الماضي، وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها التي ينفذها الطيران البريطاني المسيّر ضمن «التحالف الدولي» في شمال حلب لمحاربة الإرهاب في سوريا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقالت الوزارة في بيانها، إن «طائرة مسيّرة من طراز (ريبر - Reaper) كانت تراقب عن كثب مبنى قرب مدينة الباب، حيث كان من المعروف وجود واحد على الأقل من مقاتلي تنظيم (داعش)، وجرى استهداف المبنى بصاروخين من طراز (هيلفاير - Hellfire)، وأصاب كلاهما الهدف بدقة، مع الحرص الشديد على تجنب أي مخاطر محتملة على المدنيين، وتقليلها إلى أدنى حد. وتواصل طائرات سلاح الجو الملكي تسيير دوريات استطلاع مسلحة ضد عناصر تنظيم (داعش) في سوريا، إلى جانب دعم جهود السلطات العراقية لإبعاد التنظيم عن بلادها».
وتأتي العملية الجوية للطيران البريطاني المسير، ضمن قوات «التحالف الدولي»، تحت اسم عملية «شادر - Shader»، التي بدأها سلاح الجو الملكي البريطاني في أغسطس (آب) 2014، بهدف محاربة تنظيم (داعش). وتنطلق العمليات الجوية لسلاح الجو البريطاني في مسح وضرب أهداف في سوريا والعراق من قاعدة لها في قبرص، حسب وزارة الدفاع البريطانية.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره لندن، الثلاثاء 20 ديسمبر (كانون الأول)، أن «طائرة مسيرة يرجح أنها تابعة لـ(التحالف الدولي)، استهدفت الثلاثاء (الماضي)، بغارة جوية، مبنى في شارع خلو وسط مدينة الباب شمال شرقي مدينة حلب، وأصيب إثر العملية شخص داخل المبنى، وهو قيادي في تنظيم (داعش) يسكن مع عائلته في المنزل المستهدف، بينما كان وحيداً أثناء الاستهداف. وعثر داخل المنزل على ملابس للنساء والأطفال معلقة في جدار الغرفة. وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها التي ينفذها (التحالف الدولي) ضد منزل سكني ضمن منطقة العمليات التركية (درع الفرات) بريف حلب».
وأشار (المرصد) حينها إلى أن «الشخص المصاب نُقل إلى مستشفى في مدينة الباب، وسط تكتم على مصيره وما إن كان لا يزال على قيد الحياة أو أنه لقي حتفه، في حين قالت المصادر إنه نقل إلى تركيا. وفي الوقت نفسه تعرض مدنيان كانا بجوار المبنى المستهدف لإصابات بجروح طفيفة».

عمال الدفاع المدني السوري يزيلون أنقاض المبنى المستهدف (الشرق الأوسط)
وبحسب ناشطين وجهات مقربة من الأجهزة الأمنية في مدينة الباب، قالت إنه «اتضح خلال التحقيقات الأولية مع الشخص المستهدف ويدعى بساع أحمد السوادي، أنه يمني الجنسية وملقب بـأبي ياسر، وينتمي لتنظيم (داعش)، وعمل في التنظيم مسؤولاً عن عمليات التفخيخ والتفجير بين سوريا والعراق لسنوات، قبيل محاصرة الباغوز (آخر معاقل تنظيم داعش في دير الزور) مطلع عام 2019، وانتقل بعد ذلك إلى محافظة الرقة، ومن ثم إلى مدينة الباب في ريف حلب. وهو يحمل فكراً تكفيرياً حاداً، ويتواصل مع جهات خارج نطاق "الدولة". وهو مهم جدا للتنظيم».
وتحدثت حينها منظمة «الدفاع المدني السوري» عن الغارة الجوية في بيان أكدت فيه «إصابة شخص مجهول الهوية في حصيلة غير نهائية، بقصف صاروخي من طائرة مسيرة مجهولة الهوية، طال أحد المنازل في وسط مدينة الباب بريف حلب الشرقي».
وأشارت جهات إعلامية محلية في مدينة الباب إلى أن الصاروخ الذي عُثر على بقاياه بين الأنقاض في المنزل المستهدف هو من طراز «آي جي إم - 114 هيل فاير»، وهو من الصواريخ الدقيقة الأميركية الصنع، ويستخدمه التحالف الدولي عادةً في استهداف المواقع والمركبات التابعة لتنظيم «داعش» في سوريا.
وفي 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نفذت فرق تابعة لجهاز الاستخبارات التركية، بالتعاون مع قوى أمنية في «الجيش الوطني السوري»، عملية أمنية في مدينة الباب ضمن منطقة العمليات التركية «درع الفرات»، وألقت خلالها القبض على 11 عنصراً من تنظيم «داعش»، وضبطت بحوزة الموقوفين عدداً كبيراً من المواد التقنية بينها كبسولات تفجير كهربائية، إضافة إلى أجهزة قابلة للبرمجة ومئات من لوحات دوائر كهربائية ذات تقنية عالية.
وتزامن استهداف سلاح الجو البريطاني للقيادي في «داعش» بمدينة الباب، مع إعلان «القيادة المركزية للقوات الأميركية، (سينتكوم)» في 20 ديسمبر الحالي، أنها نفذت ثلاث غارات بطائرات مروحية خلال 48 ساعة في شرق سوريا، أسفرت عن اعتقال ستة من عناصر «داعش»، وقالت في بيان لها إن من بين العناصر الذين اعتقلتهم شخصاً يدعى «الزبيدي»، وهو مسؤول رفيع في تنظيم «داعش» في سوريا، متورط في التخطيط لهجمات التنظيم.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني، كريم خان، بسبب مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن مايك والتز، الذي سيشغل منصب مستشار الأمن القومي لترمب، قال إن المحكمة الجنائية الدولية «ليست لديها مصداقية»، ووعد «برد قوي على التحيز المعادي للسامية للمحكمة» عندما تتولى إدارة ترمب منصبها في 20 يناير (كانون الثاني).

وأضافت الصحيفة أن كريم خان قد يكون من بين المسؤولين المستهدفين بعقوبات من قبل ترمب.

ومثل إسرائيل، لا تعترف الولايات المتحدة بسلطة المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، ودعا كبار الجمهوريين إلى فرض عقوبات على كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية رداً على مذكرات الاعتقال.

ويجري التحقيق مع خان بشأن مزاعم سوء السلوك الجنسي وهو ينفي هذه الاتهامات.

وخلال فترة ولايته الأولى في منصبه، فرض ترمب عقوبات على المدعي العام السابق للمحكمة بسبب تحقيق في جرائم حرب مزعومة ارتكبتها القوات الأميركية في أفغانستان.

وفي ذلك الوقت، وصف مايك بومبيو، وزير الخارجية آنذاك، المحكمة بأنها «مؤسسة فاسدة تماماً».

في النهاية، ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن العقوبات المفروضة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، التي تضمنت حظراً للسفر، عندما تولى منصبه في عام 2021، لكن هناك توقع بأن ترمب قد يعيد تنفيذ الاستراتيجية نفسها رداً على معاملة المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل.

دونالد ترمب (رويترز)

ويمكنه أيضاً سحب مشاركة الولايات المتحدة ومواردها من التحقيقات التي تقودها المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأي عقوبات تُفرض على خان وموظفيه قد تهدد العلاقة بين بريطانيا وترمب إذا اختار رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، الامتثال لأوامر الاعتقال.

وتقود الولايات المتحدة ردود فعل دولية عنيفة ضد المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، حتى مع تردد المملكة المتحدة بشأن ما إذا كانت ستحتجز رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقالت بريطانيا إنها تحترم المحكمة ورفضت الإفصاح عما إذا كان سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى المملكة المتحدة.

ودعت سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي هوتوفلي، جميع الدول إلى رفض الأمر «الهزلي» للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.

وفي مقال لها في صحيفة «تليغراف»، اتهمت هوتوفلي المحكمة بـ«إيجاد أرضية مشتركة مع حماس»، وقالت: «نشكر الولايات المتحدة والدول الحليفة الأخرى التي رفضت القرار الهزلي للمحكمة وندعو الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها في رفض هذا الظلم. لقد أظهرت المحكمة الجنائية الدولية أن كل زعيم ديمقراطي يسعى إلى الدفاع عن شعبه قد يصبح هدفاً للمحكمة».

وأشارت ألمانيا إلى أنها لن تحتجز نتنياهو بسبب ماضيها النازي وعلاقتها الخاصة بالدولة اليهودية، على الرغم من كونها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

وتعهد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، بتحدي اعتقال نتنياهو، وبدلاً من ذلك دعاه لزيارة بلاده.

وتمثل مذكرة الاعتقال المرة الأولى في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية الممتد 22 عاماً التي يسعى فيها قضاتها إلى اعتقال زعيم دولة مدعومة من الغرب.

والدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 124 دولة، بما في ذلك بريطانيا، مسؤولة عن تنفيذ مذكرات الاعتقال التي تصدرها.

وفي إشارة إلى الانقسامات بين الدول الأوروبية، وعدت آيرلندا وإيطاليا وهولندا باعتقال نتنياهو، إذا وصل إلى أراضيها، وأكدت فرنسا موقف المحكمة لكنها لم تقل ما إذا كان نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا عبر حدودها.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، بما في ذلك ألمانيا والمجر، ستكون ملزمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال.