«النواب» الليبي يرفض ترسيم مصر للحدود البحرية «من جانب واحد»

رفض مجلس النواب الليبي إعلان مصر ترسيم الحدود البحرية «من جانب واحد، ودون أي مشاورات سابقة»، واعتبر ذلك «انتهاكاً للسيادة الليبية» في مياه البحر المتوسط، بحسب ما جاء على لسان لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع التابعتين له.
وعبرت اللجنتان في بيان مشترك نشره موقع المجلس عبر موقعه على «الإنترنت»، مساء أول من أمس، عن «استغرابهما لإعلان مصر هذه الخطوة»، وطالبتا الدولة المصرية بـ«التراجع الفوري عنه». كما اعتبر البيان أن «ما حصل يعد تجاوزاً لروح الأخوة، وانتهاكاً للسيادة لا يمكن القبول بهما، باعتباره ترسيماً غير عادل وبموجب القانون الدولي، وتعدّياً صريحاً على الحدود البحرية لليبيا»، لافتاً إلى أن «الترسيم يسيء للعلاقات التاريخية بين البلدين، وكان يتوقع أن تراعي القاهرة الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها ليبيا».
كما شددت اللجنتان على أن ترسيم الحدود «يكون عبر مفاوضات تضمن المصالح المتبادلة للبلدين، ووفقاً لمبادئ الأمم المتحدة وقوانين البحار».
في شأن آخر، نفى مجلس النواب على لسان الناطق الرسمي باسمه، عبد الله بليحق، ما تردد مساء أول من أمس، عن إغلاق مقره في مدينة بنغازي (شرق)، أو إفراغه من محتوياته، أو الاعتداء عليه، وقال بهذا الخصوص: «ننبه وسائل الإعلام كافة إلى عدم الانجرار وراء هذه الأخبار الكاذبة».
من جهة أخرى، نفى مقربون من المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتمركز فى شرق البلاد، اعتزامه الإعلان خلال كلمة مقررة له أمس، عن انفصال المنطقة الشرقية عن غرب ليبيا، وتنصيب نفسه حاكماً عسكريا لإقليم برقة.
وقبل ساعات من خطاب مرتقب لحفتر بساحة الكيش في مدينة بنغازي (شرق)، بمناسبة الذكرى 71 لـ«عيد الاستقلال»، قال مناوئون له إنه بصدد الإعلان عن فك ارتباط، أو انفصال شرق وجنوب ليبيا عن طرابلس، أو إغلاق حقول وموانئ النفط، ومنع استخراج وتصدير النفط.
لكن مصدراً مقرباً من حفتر، قال في المقابل إن «هذه التكهنات غير صحيحة»، وأدرجها في إطار محاولة تشويه ما وصفه بـ«مواقف حفتر الوطنية»، لافتاً إلى أنه سيدعو في المقابل مجدداً الشعب إلى التمرد على الوضع السياسي الحالي، رافضاً الخوض في مزيد من التفاصيل.
وكان عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، الذي شارك أمس في «منتدى الاتصال الحكومي بطرابلس»، قد هنأ الشعب الليبي بمناسبة الذكرى 71 لعيد الاستقلال، متمنياً أن تعود على الشعب الليبي «بما يحقق أمانيه وتطلعاته في الاستقرار والسلام».
وقرر الدبيبة فى بيان، أن يكون اليوم (السبت) وما بعده يوم احتفال، ابتهاجاً بهذه الذكرى في الساحات والميادين، وأن يكون إجازة لجميع الموظفين بالجهات العامة وما في حكمها، على أن يراعى في ذلك المرافق ذات الخدمات الإنسانية والأمنية.
في المقابل، أكد فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، مجدداً، دورها في توحيد البلاد وقيادتها نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية، وقال خلال اجتماعه مساء أول من أمس، بعدد من حكماء وأعيان مناطق بمدينة طبرق، أن «هدفنا توحيد ليبيا، والوصول بها نحو الانتخابات».
ونص باشاغا فى قرار أصدره بشأن عطلة «عيد الاستقلال»، أن تكون في كل الوزارات والهيئات العامة، وجميع المؤسسات الحكومية.
وبمناسبة عيد الاستقلال، هنأ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، والشعب الليبي. وجاءت هذه التهنئة في رسالةٍ خطيةٍ بعث بها الرئيس الأمريكي، للمنفي أعرب فيها عن تهانيه والشعب الأميركي بهذه المناسبة، مثمناً جهود المجلس الرئاسي في الدعوة إلى المصالحة الوطنية، وأعرب عن تطلعه إلى الانخراط في هذا المشروع المهم، مؤكداً التزامه بمساعدة ليبيا على تحقيق مستقبل مستقر وديمقراطي ومزدهر لمواطنيها.