هاني الضابط لـ «الشرق الأوسط» : كأس الخليج قيمتها أكبر من «المنافسة في الملعب»

الهداف العماني رشح بلاده والعراق لبلوغ النهائي... وتوقع وصول الأحمر لمونديال 2026

تدريبات منتخب عمان تتواصل في دبي تأهباً لـ«خليجي 25» (الموقع الرسمي للاتحاد العماني)
تدريبات منتخب عمان تتواصل في دبي تأهباً لـ«خليجي 25» (الموقع الرسمي للاتحاد العماني)
TT

هاني الضابط لـ «الشرق الأوسط» : كأس الخليج قيمتها أكبر من «المنافسة في الملعب»

تدريبات منتخب عمان تتواصل في دبي تأهباً لـ«خليجي 25» (الموقع الرسمي للاتحاد العماني)
تدريبات منتخب عمان تتواصل في دبي تأهباً لـ«خليجي 25» (الموقع الرسمي للاتحاد العماني)

أكد هاني الضابط، هداف المنتخب العماني السابق لكرة القدم، أن بطولات كأس الخليج لها أهميتها ورونقها الخاص، ودائماً ما تكون محل حماس وتحدٍ بين أبناء الخليج العربي، حيث المنافسة تكون على أشدها بغض النظر عن المنتخبات التي تشارك والأسماء التي تضم في صفوفها من اللاعبين.
واعتبر الضابط في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام قليلة من انطلاقة بطولة «خليجي 25» المقررة في محافظة البصرة العراقية، أن البطولة المقبلة ستشهد تنافساً كبيراً بين المنتخبات التي تطورت، ونجحت في وضع اسمها ضمن قائمة الأبطال وبين المنتخبات التي تسعى لاستعادة أمجادها في هذه البطولة، وخصوصاً المنتخب العراقي المستضيف وكذلك المنتخب الكويتي الساعي لاستعادة الأمجاد بكونه أكثر المنتخبات الخليجية حصداً للقب.
وتحدث النجم السابق الذي توّج بلقب الهداف لبطولة «خليجي 15» التي أقيمت في الرياض عام 2002 عن العديد من الأمور التي تخص هذه البطولات والذكريات الراسخة في ذهنه في ثنايا هذا الحوار...
> بداية، كيف ترى بطولة كأس الخليج المقبلة، وهل تعتقد أنها ستكون الأقل فنياً وحماسة وإثارة بين النسخ الماضية؟

هاني الضابط هداف عمان في إحدى بطولات كأس الخليج (أرشيفية)

- لا أعتقد ذلك، بل العكس أرى أن النسخة القادمة ستكون مثيرة؛ لأن هناك منتخبات باتت أكثر تطوراً، كما أن منتخبات أخرى نجحت في كسر العقدة التي لازمتها لسنوات، مثل المنتخب البحريني؛ ولذا أعتقد أن الإثارة ستكون موجودة منذ البداية وحتى الختام، وستكون الإثارة والندية حاضرة.
فالمنتخب العراقي المستضيف سيسعى للعودة للتتويج بعد غياب سنوات وبعد أن غاب العراق طويلاً عن استضافة هذه البطولة.
كما أن المنتخب الكويتي سيدخل بكل قوة من أجل استعادة الأمجاد التي حققها وتمكن من التفوق على الجميع في عدد مرات الفوز باللقب.
أيضاً المنتخب العماني سيدخل بكل قوة، وأعتقد أنه جاهز بقوة للمنافسة على حصد اللقب للمرة الثالثة في تاريخه، وأيضاً المنتخب البحريني سيسعى لمعادلة رقم عمان بالفوز بالقب للمرة الثانية، والبقية أيضاً سينافسون وخصوصاً المنتخب السعودي القادم من مشاركة رائعة في كأس العالم 2022، وإن كان سيتواجد في النسخة القادمة بقائمة من الأسماء الشابة كما سمعنا.

برانكو خبير التدريب في كرة الخليج سيكون مديراً فنياً لمنتخب عمان هذه المرة (الموقع الرسمي للاتحاد العماني)

> بناءً على خبرتك وتجربتك، من سيكون الأكثر ترشحاً للفوز باللقب؟
- أعتقد أن المنتخب العراقي سيلقى دعماً كبيراً من حيث الجمهور بكون البطولة ستقام على أرضه ووسط جماهيره والظروف التي كان يريدها بأن تقام في العراق الغالية على الجميع؛ ولذا أرى أنه من أقوى المرشحين للقب.
كما أرى أن المنتخب العماني سيكون من أقوى المنافسين بناءً على العديد من المعطيات، أهمها كونه مستقراً من حيث الجهازين الإداري والفني واللاعبين الذين حققوا مشاركة جيدة جداً في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال الأخير، حيث كان المنتخب العماني قريباً من التأهل للملحق المؤهل للمونديال وفقد فرصة خوض الملحق بفارق نقطة وحيدة فقط من أمام المنتخب الأسترالي الذي واصل وتأهل للمونديال، بل وعبر للدور الثاني وخرج أمام حامل اللقب منتخب الأرجنتين؛ ولذا أرى أن المنتخب العماني مرشح قوي جداً لحصد اللقب الخليجي المقبل.
> يعني أن النهائي سيكون بين العراق وعمان في رأيك وهما المنتخبان نفسهما اللذان سيفتتحان البطولة؟
- المقاييس قد تشير إلى ذلك ولكن بطولات الخليج لها تنافس من نوع مختلف، قد لا يتوج الأفضل باللقب وقد تختفي كل المقاييس ويبرز منتخب غير متوقع وينظر له أنه غير جاهز فنياً.
المنتخب الإماراتي كمثال تواجد في التصفيات الآسيوية النهائية ووصل للملحق الآسيوي، وأعتقد أنه مستقر إلى حد كبير وقد تكون له كلمة قوية والكويت التي تحمل إرثاً كبيراً ورقماً قياسياً قد تتألق من جديد في سماء البطولة المفضلة لديها.
> هل تعتقد أن المنتخب السعودي في حال شارك بأسماء جديدة غير قادر على تحقيق شيء؟
- الكرة السعودية غنية بالمواهب والنجوم، صحيح أن الأسماء التي تواجدت في المونديال قد لا تحضر ولكن الدوري القوي في السعودية ينتج أسماء مميزة وحتى القائمة الثانية أو الرديف يمكن أن يكون لها حضور قوي، المنتخب السعودي يمكن أن يحقق مشاركة قوية بالأسماء التي سيتم اعتمادها؛ ولذا لا أستبعد أن ينافس المنتخب السعودي على اللقب، وهذا نتاج صنع اللاعبين في دوري قوي جداً ويحقق نجاحات كبيرة.
> ما الذي يحكم الترشيحات في بطولات الخليج في العادة، هل الجانب الفني أو النفسي؟
- هناك دور فعال لهذين الجانبين؛ ولذا ليس الأفضل فنياً يكون دائماً هو من يحمل اللقب ويتمكن من الفوز بالبطولة، الجانب النفسي له دور أكبر، وهذا شيء معروف تاريخياً.
> الكل يتذكر هاني الضابط بصفته الهداف في «خليجي 15»، حيث أبهرت الجميع في تلك البطولة، لكن السؤال الذي لا يزال يتردد، هل حصلت على سيارة كجائزة لنيلك الهداف؟
- هذا لم يحدث... لم أحصل على سيارة كما تردد كثيراً، كل ما في الأمر أن هناك إحدى وسائل الإعلام ذات الصيت العالي والشهر الواسعة ذكرت أن جائزة هداف البطولة سينال «سيارة حديثة» كجائزة، إلا أنه في الختام والتتويج نلت الجائزة العينية وكذلك الجائزة المالية المحددة ولم أحصل على سيارة بكون ذلك لم يقر رسمياً من قِبل اللجنة المنظمة لتلك البطولة؛ ولذا كل ما قيل في هذا الجانب لا يعدوا كونه «كلاماً» لا طائل منه ولم يكن حقيقة فعلاً.
> ما هي أهم ذكرياتك ومنجزاتك في تلك البطولة بعيداً عن حصدك لقب الهداف؟
- العديد من المنجزات تحققت ليس على المستوى الشخصي فحسب، بل على المستويين العام والتاريخي للمنتخب العماني ومشاركاته الخليجية.
أنا أول لاعب عماني يتوّج بلقب هداف الخليج في تاريخ الدورات السابقة، كما أنني أول من سجل هاتريك «3» أهداف في شباك الكويت وسجلت 5 أهداف بالمجمل، وكان ذلك هو الفوز التاريخي الأول لعمان على الكويت في تاريخ كأس الخليج، وهذا ما فتح الباب على مصراعيه للدخول في عمق المنافسة والوصول للمرة الأولى إلى نهائي كأس الخليج في «خليجي 17» للمرة الأولى، حيث خسرنا النهائي في الدوحة بالركلات الترجيحية.
أعتقد أن من تلك البطولة بدأ الكثير من الأمور الإيجابية تحصل للمنتخب العماني وتوج المنتخب مرتين بلقب تلك البطولة، كما أن زميلي عماد الحوسني وحسن ربيع توّجا لاحقاً بلقب الهداف في نسخ أعقبت تلك النسخة؛ ولذا أرى أن كأس الخليج «2002» في الرياض كانت من أجمل البطولات التي شهدت انطلاقة عمانية وتحقيق منجزات مهمة.
> بصراحة، هل تعتقد أن بطولة كأس الخليج فقدت أهميتها ورونقها لدى الشارع الرياضي الخليجي؟
- لا أعتقد ذلك أبداً... بالعكس، بطولة الخليج لا تزال لها نفس الأهمية والرونق لدى أبناء الخليج، صحيح أن الاتحادات الخليجية باتت تهتم أكثر بالمشاركات في البطولات القارية والدولية مثل كأس آسيا وكذلك نهائيات كأس العالم والتصفيات المؤهلة لها عدا الأولمبياد؛ ولذا باتت بطولات الخليج لدى بعض الاتحادات إن لم يكن جميعها لا تأتي في مقدمة الاهتمامات، ولكن لدى الشعوب الخليجية لها أهمية بالغة وقيمة تتخطى المنافسة في أرض الملعب.
يكفي أن نقول إن بطولات الخليج تجمع أبناء الدول الشقيقة على أرض واحدة، حيث تجمعهم المحبة والألفة وهذا بحد ذاته كافٍ.
أيضاً يجب ألا نبخس بطولات الخليج وننكر فضلها على الكرة الخليجية؛ فالكثير من نجوم الخليج الكبار يتقدمهم الكويتي جاسم يعقوب كانت انطلاقتهم من خلال بطولات الخليج؛ وهذا يجعلني فخوراً بكوني انضممت إلى الأسماء التي حصدت لقب الهداف، ومن بينها جاسم يعقوب وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي ابهرت العالم.
> نلت لقب هداف العالم 2001 ولكن أرى أن فخرك أكبر بحصد لقب هداف الخليج... لماذا ؟
- كل هذه الألقاب مدعاة للفخر في مسيرتي كلاعب، ولكن في بطولة الخليج يكون المنجز له رونق خاص، وحقيقة أن الفوز بلقب الهداف وتسجيل كافة أهداف عمان في تلك النسخة تبقى بصمة رائعة لا يمكن محوها.
> أخيراً... هل تعتقد أن المنتخب العماني لا يمكنه تحقيق منجز أكبر من المنافسة وحصد بطولة الخليج، متى ستتجاوزن هذا الحاجز وتصلون إلى المونديال؟
المنتخب العماني قادر على الوصول للمونديال مستقبلاً في ظل قرار رفع عدد المنتخبات، نعم الاحتراف مهم جداً من أجل تجاوز هذا الحاجز... ولذا؛ أعتقد أن المنجزات التي تحققت حتى في بطولات الخليج كانت من خلال مساهمة واضحة من اللاعبين الذين احترفوا خارجياً سواء الحارس الكبير علي الحبسي الذي تواجد في دوريات أوروبية أو بقية الأسماء التي احترفت في دوريات خليجية قوية، بالاستقرار الموجود بالاستقرار على المدرب برانكو سيكون له الأثر في تحقيق منجزات مهمة للكرة العمانية.


مقالات ذات صلة

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية العراق هو البديل للكويت في حال تعذر الاستضافة لأي سبب (غيتي)

«خليجي 26» بالكويت ديسمبر المقبل... والعراق «البديل»

أكد اتحاد كأس الخليج العربي أن النسخة المقبلة من البطولة (خليجي 26) ستقام في الكويت كما تقرر سابقا، بينما سيكون العراق هو البديل في حال تعذر ذلك لأي سبب.

رياضة عربية بنيتو (د.ب.أ)

البرتغالي بينتو مدرباً لمنتخب الإمارات

قال الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إنه تعاقد مع البرتغالي باولو بينتو لتدريب المنتخب الأول بعقد يمتد لثلاثة أعوام اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (دبي)

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»