مصر والصومال والأردن والصين تحصد أبرز جوائز «القاهرة للفيلم القصير»

«أرجيحة» السعودي حظي بتنويه خاص في المهرجان

بعض الفائزين بالجوائز في لقطة تذكارية
بعض الفائزين بالجوائز في لقطة تذكارية
TT

مصر والصومال والأردن والصين تحصد أبرز جوائز «القاهرة للفيلم القصير»

بعض الفائزين بالجوائز في لقطة تذكارية
بعض الفائزين بالجوائز في لقطة تذكارية

حصدت كل من مصر والصومال والأردن والصين أبرز جوائز مهرجان «القاهرة الدولي للفيلم القصير» في دورته الرابعة التي اختتمت (الخميس) بمسرح الإبداع بدار الأوبرا المصرية، وأعلنت لجان التحكيم نتائج مسابقاته المختلفة التي شارك بها 53 فيلماً في أول دورة يقيم فيها مسابقة للأفلام الدولية تنافست على جوائزها ثمانية أفلام من الصين، الولايات المتحدة، السويد، الصومال، فرنسا، مقدونيا، والكاميرون.
فاز الفيلم الصومالي «هل سيأتي والداي لرؤيتي» للمخرج بيدرو هاريس بجائزة أفضل فيلم، فيما فاز الفيلم الصيني «رابطة شعر بيضاء وكتاب الواجب المنزلي» للمخرج لورونكسياو بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وحصل الفيلم الفرنسي «الرابعة صباحاً» على تنويه خاص.
وأشار الناقد أحمد النبوي مدير المهرجان، في كلمته خلال حفل الختام، إلى مشروع «ملتقى الصعيد السينمائي»، الذي سيتم من خلاله عرض الأفلام المشاركة بمحافظات الصعيد، فيما قررت إدارة المهرجان ترشيد عدد المسابقات بدءاً من دورته المقبلة.
وفي مسابقة رائدة السينما المصرية عزيزة أمير، حصل الفيلم السعودي «أرجيحة» من إخراج الشقيقتين رنيم ودانا المهندس على «تنويه خاص» من لجنة التحكيم لتميزه في طرح نوعية مغايرة كفيلم موسيقي، وكان الفيلم شارك ضمن جناح المملكة في مهرجان كان خلال دورته الماضية، كما شارك بمهرجان أفلام السعودية، وعرض بالدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر، وهو فيلم موسيقي غنائي تدور أحداثه حول طفلة عمرها عشر سنوات تنطلق في رحلة بحث عن الأرجوحة السحرية.
كما حصل الفيلم المصري «صاحبتي» على جائزة لجنة التحكيم بالمسابقة نفسها، إضافة لثلاث جوائز أخرى في مسابقة الأفلام المصرية، وهي أفضل فيلم، وأفضل ممثلة لإلهام صفي الدين، وأفضل ممثل لمارك حجار. وكان الفيلم شارك لأول مرة ضمن مسابقة الفيلم القصير بمهرجان فينيسيا، كما شارك بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وتدور أحداثه خلال ليلة واحدة عندما يذهب «علي» لزيارة صديقته «سارة» في بيتها متنكراً في هيئة فتاة.

المخرجة كوثر يونس وفريق عمل فيلمها صاحبتي

وعبّرت المخرجة كوثر يونس، عن سعادتها بهذا التتويج، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط»، أن الفيلم «مثّل لها تحدياً كبيراً، لأنه لم يكن عن واقع عاشته كأفلامها السابقة، بل كتبته من خيالها ليجد صدى كبيراً لدى الجمهور في عروضه داخلاً وخارجاً»، وأشارت إلى تطلعها للبدء في التحضير لفيلمها الروائي الطويل الأول.
وفاز فيلم «مملكة الغرباء» للمخرجة راندة علي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة الأفلام المصرية، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلمي «متاهة» و«قهوة فريال».
وفي مسابقة الأفلام العربية، منحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً للممثل التونسي عبد القادر بن سعيد، عن فيلم «نصف روح» الذي حصل أيضاً على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما توج الفيلم الأردني «تالافزيون» للمخرج مراد أبو عيشة بجائزة أفضل فيلم، ومنحت بطلته الطفلة السورية عائشة بلاسم تنويهاً لأدائها المتميز الذي أشادت به اللجنة، وكان الفيلم قد حاز على جائزة «اليسر الذهبي» كأفضل فيلم قصير خلال الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر، ويمثل الأردن في مسابقة الأوسكار المقبلة، بينما فاز فيلم «درامز» للمخرجة المصرية ناهد نصر الله، بجائزة أفضل فيلم في مسابقة الأفلام الوثائقية، كما حصل الجزائري عضيت لساني على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

الطفلة السورية عائشة بلاسم تتسلم جوائز فيلم تالافزيون من أعضاء لجنة التحكيم

وأكد المخرج شريف مندور رئيس مؤسسة «بيت الفيلم» التي تقيم المهرجان، لـ«الشرق الأوسط»، أنه بدءاً من العام المقبل سيتم ترشيد عدد المسابقات ودمج بعضها، مبرراً كثرة الجوائز بأن لجان التحكيم طلبت إضافة بعضها تشجيعاً للشباب في تجاربهم الأولى، مؤكداً استمرار ورش التدريب على صناعة الفيلم القصير طوال العام.


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وصلتْ إلى هاتف صاحبة السطور رسالة تعلن عودة أمسيات «مترو المدينة». كان كلُّ ما حول المتلقّية هولاً وأحزاناً، فبدا المُرسَل أشبه بشعاع. يبدأ أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، حديثه مع «الشرق الأوسط» بترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها على ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطُل هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إن توقّف النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إن تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة: «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».