«الأركانة العالميّة للشعر» للإيطالي جوزيبي كونتي

يمنحها «بيت الشعر في المغرب»

«الأركانة العالميّة للشعر» للإيطالي جوزيبي كونتي
TT

«الأركانة العالميّة للشعر» للإيطالي جوزيبي كونتي

«الأركانة العالميّة للشعر» للإيطالي جوزيبي كونتي

أعلن «بيت الشعر» في المغرب، أول من أمس (الأربعاء)، فوز الإيطالي جوزيبي كونتي بـ«جائزة الأركانة العالميّة للشعر» لعام 2022، في دورتها الـ16.
وجاء في بيان لـ«بيت الشعر» أن منح الجائزة للشاعر الإيطالي جاء «تقديراً للحوار الثقافيّ واللغويّ الذي تصوغه قصيدته شعرياً في بناء تركيبها ودلالاتها، ولما يكشف عنه هذا الحوار من بعد إنساني مُضيء، لم تكف قصيدة الشاعر، مُنذ سبعينات القرن الماضي، عن توسيع أخيلته وآفاقه، بحس جمالي يرفدُ من معين هذه الأخيلة، ومن المدى المفتوح لهذه الآفاق».
ويمنح «بيت الشعر» هذه الجائزة سنوياً، بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، وتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)؛ وتبلغ قيمتها المادية نحو 12 ألف دولار، تُمنح مصحوبة بدرع الجائزة وشهادتها، إلى الشاعر الفائز في حفل ثقافي وفني كبير.
وتكوّنت لجنة تحكيم دورة هذه السنة من الأكاديمي والمُترجم الإيطالي سيموني سيبيليو رئيساً، وعضوية الكاتبة والناشرة لينة كريدية (لبنان)، والشاعر أحمد الشهاوي (مصر)، والشاعر نجيب خداري، والناقد خالد بلقاسم، والشاعر حسن نجمي، الأمين العام للجائزة.
وأكد بيان لجنة التحكيم، في شرح حيثيات اختيار الشاعر المتوج، برسم دورة هذه السنة، أن قصيدته «كتابة حواريّة بتجلّيات مُتجدِّدَة، فيها يَتحقّقُ الحوارُ بوَصفه لقاءَ لغاتٍ وتفاعُلَ رُؤى. حمولاتُ هذا اللقاء، الذي تُقيمهُ القصيدة بين رؤى تتداخل فيها ثقافات الغرب والشرق، يستضيفها التركيب الشعري وهو يَستوي جَماليّاً في قصيدة الشاعر. تركيبٌ نابع من منطقة التفاعل، وحامل أثر هذا التفاعل في الصّوغ الشعري وفي بناءِ الدلالة».
وأضاف بيان إعلان فوز كونتي أن قصيدته تنطوي على توتر صامت، مَنبعه مشدودٌ إلى «انشغال معرفيّ بالاختلاف بين الغرب والشرق، بَعد أن تشرّبَ الشاعرُ مِنْ ثقافتَيْهما، وأساطيرهما، ومن المُفارقات التي يُضمرُها هذا الاختلاف». لكن التوتر الساري، بتجليات عديدة، في قصيدة هذا الشاعر الإيطالي، لا يُفضي إلى أي تصادم، بل يكشف عن «انسجام حيَوي خفي، ذي ممكنات إنسانية واعدة»، لأن نسغ المعنى، الذي تبنيه قصيدته، «ينتصر، وفق الممكن الشعري، للمحبة الكبرى التي تسري في كينونةِ كل شيء، بما يدعو إلى تعلمِ استثمار هذه المحبة في العلاقات الإنسانية».
وبالنسبة لبيان «بيت الشعر»، دائماً، فالحوار الذي تبنيه قصيدة كونتي لا يأخذ وجهةً واحدة، ولا ينحصر في نصوصه، على لقاء الغَرب بالشرق، بل «يأخذُ وجهات أخرى، خُصوصاً في المنحى العمودي الذي يهيئ، بصورة مُتجددة، لقاء المَوت بالحياة». وفي هذا المنحى يحرص الشاعر على «مُحاورة الموتى الذين لم يكفوا، في صمتهم الحكيم، عن إنتاجِ القول والفكر والمعنى من الأمكنة التي لا ترى، موسّعاً أفق الصداقات التي تقام خارج الزمن».
وعن هذه المحاورة، كان الشاعر السوري أدونيس قد كتب في التقديم الذي خص به الترجمة العربية لمختارات كونتي الشعريّة «فرح بلا اسم»: «أصدقاء له/ ينامون منذ عصور/ في اللغات، بلا شمعة، ودُون غطاء».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

طاهي وودي آلن وزوجته يستنجد بالقضاء بعد طرده

وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
TT

طاهي وودي آلن وزوجته يستنجد بالقضاء بعد طرده

وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)

رفع الطاهي الشخصي السابق للمخرج الأميركي الشهير وودي آلن، دعوى قضائية ضدَّه، مفادها أنّ الفنان وزوجته أقالاه بسبب خدمته في قوات الاحتياط الأميركية، وسط إثارة تساؤلات حول راتبه، قبل أن «يزيدا الأمر سوءاً» بالقول إنّ طعامه لا يعجبهما.

ونقلت «أسوشييتد برس» عن الطاهي هيرمي فاجاردو، قوله في شكوى مدنيّة رُفعت في محكمة مانهاتن الفيدرالية، إنّ آلن وزوجته سون-يي بريفين «قرّرا ببساطة أنّ المُحترف العسكري الذي أراد أن يتقاضى أجراً عادلاً لم يكن مناسباً للعمل في منزلهما».

تقول الشكوى إن آلن وبريفين عرفا أنّ فاجاردو سيحتاج إلى إجازة للتدريبات العسكرية عندما وظّفاه طاهياً بدوام كامل في يونيو (حزيران) الماضي براتب سنوي مقداره 85 ألف دولار. لكنّهما فصلاه في الشهر التالي، بعد مدّة قصيرة من عودته من تدريب استمر يوماً أطول من المتوقَّع. وأوردت الشكوى أنه عندما عاد فاجاردو إلى العمل «قابله المدَّعى عليهما بالعداء الفوري والاستياء الواضح».

أثار فاجاردو في ذلك الوقت مخاوفَ بشأن راتبه؛ أولاً لأنّ ربّ عمله لم يخصم الضرائب بشكل صحيح، ولم يقدّم شهادة راتب، بالإضافة إلى تقليل راتبه بمقدار 300 دولار، وفقاً للشكوى.

واتّهمت الدعوى آلن وبريفين والمديرة باميلا ستيغماير، بانتهاك قانون حقوق التوظيف وإعادة التوظيف للخدمات الفيدرالية الموحَّدة وقانون العمل في نيويورك، وأيضاً بالتسبُّب في إذلال فاجاردو وإرهاقه وخسارته قِسماً من أرباحه.

وقال فاجاردو إنه عُيِّن بعد إغداق المديح عليه لإعداده وجبةً من الدجاج المشوي والمعكرونة وكعكة الشوكولاته وفطيرة التفاح للمدَّعى عليهما وضيفين آخرين، ولم يُقَل له إنّ طهيه لم يكن على مستوى جيّد إلا بعدما أقالته بريفين.