الجيش الصومالي يستعيد السيطرة على مناطق خاضعة لـ«الشباب»

الحركة قتلت 3 أشخاص بهجوم شرق كينيا

الجيش الصومالي يستعيد السيطرة على مناطق خاضعة لـ«الشباب»
TT

الجيش الصومالي يستعيد السيطرة على مناطق خاضعة لـ«الشباب»

الجيش الصومالي يستعيد السيطرة على مناطق خاضعة لـ«الشباب»

أعلن الجيش الصومالي استعادة السيطرة على منطقة جديدة في محافظة شبيلي الوسطى من حركة الشباب، في وقت لقي ضابطان ومدني مصرعهم في هجوم شنته الحركة المتطرفة على عربة للشرطة في شرق كينيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الصومالية، العميد عبد الله عانود، (الخميس)، إن «قوات الجيش استعادت آخر مديرية في محافظة شبيلي الوسطى، كانت تحت سيطرة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة».
وبعدما أشار إلى تنفيذ الجيش عمليات أمنية استطاع خلالها السيطرة على مديرية تابعة للمحافظة، أكد استمرار العمليات ضد العدو حتى تتم تصفية الإرهابيين من المناطق التي يوجد بها.
كما أكد المتحدث مقتل 150 عنصراً من ميليشيات الخوارج الإرهابية، في إشارة إلى حركة الشباب، بينهم 5 أجانب على أيدي قوات الجيش وبالتعاون مع المقاومة الشعبية في المعارك الأخيرة بالمحافظة. وعادت أولى دفعة متدربة من الجيش الصومالي في إريتريا، إلى البلاد، (الأربعاء)، لتنضم إلى العمليات العسكرية الرامية إلى تحرير المناطق القليلة المتبقية في جنوب ووسط البلاد. وأكد وزير الدفاع عبد القادر جامع أن أولى وحدات القوات الصومالية التي تدربت في إريتريا، والتي ستكون جزءاً من القوات التي تدك معاقل الإرهاب، وصلت إلى البلاد، بينما ستصل بقية الوحدات الأخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفاً أن العمليات العسكرية ضد الإرهابيين ستتواصل حتى يتم تطهيرهم من كافة المحافظات.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع في مؤتمر صحافي في العاصمة مقديشو، وفقاً «لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية»، أن «البلاد في حالة حرب شرسة ضد ميليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة».
وأشار إلى أن العمليات العسكرية ضد العدو الإرهابي مستمرة على قدم وساق، وأن قوات الجيش حققت انتصارات كبيرة في قتالها مع الإرهابيين خلال الأشهر الستة الأخيرة، حيث تمكنت هذه القوات بالتعاون مع السكان المحليين من تحرير عدة قرى ومدن وبلدات استراتيجية تقع في ولايتي هيرشبيلي وغلمدغ.
إلى ذلك، قال بيان للشرطة الكينية، الخميس، إن شاحنة كانت في طريقها من مخيم هايلي لابسيت إلى بلدة جاريسا على بعد نحو 120 كيلومتراً من الحدود الصومالية عندما انفجرت فيها عبوة ناسفة، مشيراً إلى أن أعضاء حركة الشباب أطلقوا قذيفة صاروخية على السيارة، واشتبكوا مع رجال الشرطة في معركة عنيفة أدت إلى مقتل الضحايا.
وأظهرت صور نشرتها الشرطة شاحنة محترقة وجثة ممددة على الرمال. وقالت الشرطة إنها ليست لديها معلومات تذكر عن مكان ضباط شرطة آخرين كانوا في السيارة.
وقالت «إذاعة الأندلس» التابعة للحركة، في بث إذاعي، إن مسلحيها قتلوا اثنين من قوات الأمن الكينية وأصابوا عدداً آخر في الهجوم.
وقتلت الحركة 166 شخصاً في جامعة جاريسا في عام 2015، و67 في مركز تجاري في نيروبي في عام 2013، لكن وتيرة وشدة هجمات الحركة في كينيا تراجعت في السنوات الأخيرة. وتواصل الحركة التابعة لتنظيم «القاعدة» شن غارات عبر الحدود في إطار حملتها للضغط على كينيا لسحب قواتها من الصومال، التي تشكل جزءاً من قوة حفظ السلام المفوضة من الاتحاد الأفريقي. وتتعرض حركة الشباب لضغوط في الصومال منذ أغسطس (آب) عندما بدأ الرئيس حسن شيخ محمود هجوماً عليها بدعم من الولايات المتحدة، وقوات حفظ السلام الأفريقية، وميليشيات محلية متحالفة معه.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.