سبب وراثي وراء التهاب نادر يصيب الأطفال بعد «كورونا»

باحثون قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن نتائج دراستهم مفيدة للوقاية

فيروس كورونا المستجد (أرشيفية)
فيروس كورونا المستجد (أرشيفية)
TT

سبب وراثي وراء التهاب نادر يصيب الأطفال بعد «كورونا»

فيروس كورونا المستجد (أرشيفية)
فيروس كورونا المستجد (أرشيفية)

كشفت نتائج بحثية جديدة عن «سبب وراثي أساسي» لمعاناة بعض الأطفال الذين أُصيبوا بعدوى «كوفيد - 19»، من متلازمة «الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال (MIS - C)» وهو مرض نادر لكنه «قد يهدد الحياة».
ونتائج الدراسة هي أول سبب وراثي يتم تحديده لهذه المتلازمة النادرة التي تحدث عادةً عند بعض الأطفال بعد نحو أربعة أسابيع من الإصابة بـ«كوفيد - 19»، وتظهر عبر أعراض واسعة مثل: «الحمى، والقيء، والتهاب عضلة القلب التي يمكن أن تؤدي إلى العلاج في المستشفى».
وأبلغت الولايات المتحدة الأميركية عن نحو 9 آلاف حالة من حالات هذه المتلازمة خلال الجائحة مع 71 حالة وفاة، منذ مطلع عام 2020 حتى الشهر الحالي، وفقاً لإفادات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» بأميركا.
ووجدت الدراسة المنشورة أمس (الأربعاء) الماضي، بدورية «ساينس»، وقادتها جامعة «روكفلر»، أن «الطفرات الجينية للبروتينات (OAS) و(RNase L) تزيد من الاستجابة الالتهابية في بعض أنواع الخلايا المناعية»، ويمكن أن يسبب هذا التغيير «التهاباً في أعضاء متعددة، بما في ذلك القلب والرئتان والكلى والجهاز الهضمي».
ومن خلال تحليل بيانات تسلسل الحمض النووي من الأطفال الذين أُصيبوا بالمتلازمة بعد «كوفيد - 19»، مقارنةً بآخرين أُصيبوا بالفيروس ولم يصابوا بالمتلازمة، حدد الفريق البحثي «الطفرات الجينية في البروتينات المسؤولة عن حدوث المتلازمة». وهذه النتائج من شأنها أن تدعم أهمية تلقيح للأطفال ضد «كوفيد - 19».
ويقول روبرت سيلفرمان، من قسم بيولوجيا السرطان في معهد «كليفلاند كلينيك»، والباحث الرئيسي بالدراسة لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاحات كما أنها تقي من الإصابة بـ(كوفيد - 19)، فإنها أيضاً وقائية ضد متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة».
وحول ما إذا كانت هناك إمكانية لتحديد الأطفال الحاملين للطفرات لمنحهم مزيداً من الوقاية، أوضح أنه «يمكن تحديد طفرات (OAS) و(RNase L) عن طريق تسلسل الحمض النووي للمريض، على سبيل المثال في الدم».
من جانبها، تقول، شين يينغ تشانغ، أستاذ مساعد التحريات الإكلينيكية والباحثة الرئيسية الأخرى بالدراسة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يمكن إجراء الفحص الجيني للعائلات التي ترغب في القيام بذلك، لتحديد الحاملين لهذه الطفرات، ولاحقاً يمكن أن تفيد نتائج الدراسة في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة».
وبشأن احتمالية حدوث هذه المتلازمة مع أمراض تنفسية أخرى مثل الإنفلونزا، قالت: «الأمر يحتاج إلى دراسة، فنحن لا نعرف ما هو تأثير الطفرات على عدوى الفيروسات الأخرى لدى البشر».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».