«الصحة العالمية» تؤكد قلقها «البالغ» من {كورونا} في الصين

بكين أعلنت عدم تسجيل وفيات جديدة... وإصابات العام تتجاوز 650 مليوناً

صينية تتلقى جرعة لقاح ضد «كورونا» في جنوب البلاد (أ.ف.ب)
صينية تتلقى جرعة لقاح ضد «كورونا» في جنوب البلاد (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية» تؤكد قلقها «البالغ» من {كورونا} في الصين

صينية تتلقى جرعة لقاح ضد «كورونا» في جنوب البلاد (أ.ف.ب)
صينية تتلقى جرعة لقاح ضد «كورونا» في جنوب البلاد (أ.ف.ب)

أعرب مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أمس (الأربعاء) عن «قلقه البالغ» حيال موجة الإصابات غير المسبوقة بـ«كوفيد19» في الصين، طالباً من بكين معلومات مفصلة عن مدى خطورة الوضع.
وقال غيبرييسوس في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن «منظمة الصحة قلقة جداً لتطور الوضع في الصين». وأضاف: «بهدف إجراء تقييم كامل لما ينطوي عليه الوضع من أخطار، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى معلومات أكثر تفصيلاً عن خطورة المرض والحالات التي أدخلت المستشفيات والحاجات على صعيد وحدات العناية المركزة».
وفي بكين، أعلنت السلطات أمس أنها لم تسجل أي وفاة بـ«كوفيد19» في اليوم السابق بعدما غيرت طريقة احتساب الوفيات بالفيروس على الرغم من موجة انتشار غير مسبوقة لفيروس «كورونا».
وفرضت الصين منذ 2020 قيوداً صحية صارمة باسم ما تعرف بسياسة «صفر كوفيد» التي أتاحت حماية الأكثر تعرضاً للخطر والذين لا يتم تطعيمهم. لكن الحكومة أنهت معظم هذه الإجراءات في بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي وسط ازدياد السخط بين السكان وانعكاسات كبيرة على الاقتصاد، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ومنذ ذلك الحين سجل ارتفاع هائل في عدد الإصابات مما أثار مخاوف من ارتفاع معدل الوفيات بين كبار السن الأكثر عرضة للخطر.
وأوضحت السلطات الثلاثاء أن الإحصاءات لا تشمل سوى الذين توفوا بشكل مباشر بسبب فشل في الجهاز التنفسي مرتبط بـ«كوفيد19» فقط. لكن هذا المنهج «العلمي» بحسب السلطات، يقدم صورة مختزلة أكثر بكثير للوضع.
في السابق كان الأشخاص الذين يموتون جراء مرض ما أثناء إصابتهم بالفيروس يحتسبون في إطار حصيلة وفيات «كوفيد». هذه الطريقة في تسجيل وفيات «كوفيد» ساهمت في تسجيل أعداد هائلة من الوفيات في دول أخرى.
وقال وانغ كوي تشيانغ، من «مستشفى جامعة بكين الأول»، في مؤتمر صحافي للجنة الصحة الوطنية: «في الوقت الراهن، وبعد الإصابة بالمتحورة (أوميكرون)، يبقى السبب الرئيسي للوفاة هو الأمراض الكامنة».
وأضاف أن «كبار السن لديهم حالات أخرى ويموت عدد قليل منهم فقط بشكل مباشر من فشل الجهاز التنفسي الناجم عن الإصابة بـ(كوفيد)».
وقال خبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن المتحورة «أوميكرون» المنتشرة حالياً «لا تؤثر على الرئتين مثل سلالات أخرى من (كوفيد19) وهذا يعني أن التعريف الجديد يؤدي إلى عدم تسجيل عدد كبير من الوفيات لن يتم تسجيله الآن».
- أرقام وسياسة
وقال يانتشونغ هوانغ، وهو أستاذ في الصحة العامة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، إن «التعريف الذي يركز على فشل الجهاز التنفسي (الذي يتطور عندما لا تستطيع الرئتان الحصول على ما يكفي من الأكسجين في الدم) سيؤدي إلى عدم تسجيل عدد كبير من الوفيات بـ(كوفيد)». وأضاف أن «التعريف الجديد هو عكس المعايير الدولية التي اعتمدت منذ منتصف أبريل (نيسان) خلال تفشي الوباء في شنغهاي والذي يعدّ حالة وفاة بـ(كوفيد) كل شخص توفي إثر إصابته بـ(كوفيد)». وتعاني المستشفيات من ضغوط كبيرة جراء طفرة الإصابات كما تواجه الصيدليات نقصاً في الأدوية بعد قرار السلطات الصينية المفاجئ الشهر الماضي برفع غالبية تدابير الإغلاق والحجر ووقف الفحوص المكثفة، وهي إجراءات بقيت مطبّقة لنحو 3 أعوام. ورأى يانتشونغ أنه «من الصعب القول إن هذا الأمر لم يتم بدافع سياسي».
سجلت الصين 7 وفيات كلها في بكين، منذ قرار التخلي عن سياسة «صفر كوفيد»، لكنها ألغت حالة وفاة واحدة من الحصيلة الرسمية الأربعاء.
ورفض عدد من المؤسسات تم الاتصال بها مجدداً الأربعاء الإدلاء بأي تعليق. لكن مركزاً لإحراق الجثث في شيان (شمال) أكد أنه «مشغول للغاية».
وفي تشانغشا (في الوسط) ذكرت شركتان مختصتان بشؤون مرتبطة بالجنائز زيادة في عدد العملاء في الأيام الأخيرة. وقال مالك واحدة من الشركتين طالباً عدم الكشف عن هويته إن لوباء كوفيد «تأثيراً طفيفاً» على النشاط مع عدد أكبر من الطلبيات لمتوفين من «كبار السن».
في مدينة كانتون الكبيرة (جنوب)، قال موظف في إحدى شركات خدمات الجنازات إن «عدد العملاء يكون دائماً أكبر قليلاً في الشتاء» لكن من دون أن يضيف أي تفاصيل عن سبب وفاتهم.
- «يجب أن نتحرك بسرعة»- لكن السلطات مصممة على المضي بإعادة فتح البلاد حيث انضمت مدينة تشيان بوسط البلاد الثلاثاء إلى مدن كبرى عدة أخرى في دعوة الأشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض إلى العمل بشكل طبيعي.
أقرت بكين الأسبوع الماضي بأن نطاق الانتشار جعل من «المستحيل» تتبع الحالات بعد رفع قرار إلزامية الفحوص الجماعية.
وحذر مسؤول صحي صيني كبير الثلاثاء بأن العاصمة ستواجه ارتفاعاً كبيراً في الحالات في الأسبوعين المقبلين وسيستمر حتى نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقال وانغ غوانغفا، الخبير في الجهاز التنفسي في «مستشفى جامعة بكين الأول» لصحيفة «غلوبال تايمز» الصينية: «يجب أن نتحرك بسرعة وأن نجهز عيادات وموارد علاج طارئة».
سجلت البلاد 3049 حالة إصابة جديدة محلية الأربعاء ولا وفيات.
والاثنين قالت وزارة الخارجية الأميركية إن طفرة الإصابات في الصين أصبحت مصدر قلق دولياً وعرضت لقاحات لوقف انتشار الحالات. وقال المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية نيد برايس: «نعلم أن الفيروس يتفشى في أي وقت، وأن (الفيروس) خارج السيطرة وأنه قادر على التحوّل وأن يشكل خطراً على الناس في أي مكان». وتابع: «حصيلة الفيروس تثير القلق في بقية أنحاء العالم نظراً إلى حجم الناتج المحلي الإجمالي للصين وحجم الاقتصاد الصيني».
إلى ذلك، أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس «كورونا» في أنحاء العالم يتخطى 654.4 مليون إصابة حتى صباح الأربعاء. وأوضح أحدث البيانات المتوفرة على موقع «جامعة جونز هوبكنز» الأميركية، عند الساعة 07:30 بتوقيت غرينيتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 654 مليوناً و418 ألفاً و349. وارتفع إجمالي الوفيات جراء الجائحة إلى 6 ملايين و669 ألفاً و418 حالة وفاة.
يذكر أن هناك عدداً من الجهات التي توفر بيانات مجمعة بشأن «كورونا» حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».