الصين تعدّل طريقة احتساب وفيات «كورونا» مع تجدد انتشار الوباء

تقرير: إجبار المصابين بالفيروس على العودة للعمل... وتوقعات بـ«تسونامي» في الحالات

متطوعون في النظام الصحي أمام إحدى العيادات في بكين (إ.ب.أ)
متطوعون في النظام الصحي أمام إحدى العيادات في بكين (إ.ب.أ)
TT

الصين تعدّل طريقة احتساب وفيات «كورونا» مع تجدد انتشار الوباء

متطوعون في النظام الصحي أمام إحدى العيادات في بكين (إ.ب.أ)
متطوعون في النظام الصحي أمام إحدى العيادات في بكين (إ.ب.أ)

أعلنت الصين اليوم (الأربعاء)، عدم تسجيل أي وفيات بـ«كوفيد - 19» في اليوم السابق بعدما غيّرت طريقة احتساب الوفيات بالفيروس فيما تواجه البلاد تجدداً في انتشار الوباء.
وأعلنت الحكومة الصينية أن أولئك الذين توفوا مباشرةً جراء فشل في الجهاز التنفسي ناجم عن الفيروس سيتم احتسابهم فقط ضمن إحصاءات الوفيات بـ«كوفيد». وفي السابق كان الأشخاص الذين يموتون جراء مرض ما في أثناء إصابتهم بالفيروس يُحتسبون في إطار حصيلة وفيات كوفيد. هذه الطريقة في تسجيل وفيات كوفيد أسهمت في تسجيل أعداد هائلة من الوفيات في دول أخرى.
وسجلت البلاد 3049 حالة إصابة جديدة محلية اليوم (الأربعاء)، ولا وفيات.
وترزح المستشفيات تحت وطأة ضغوط كبيرة جراء طفرة الإصابات، كما تواجه الصيدليات نقصاً في الأدوية بعد قرار السلطات الصينية المفاجئ الصادر الشهر الماضي والقاضي برفع غالبية تدابير الإغلاق والحجر ووقف الفحوص المكثفة، وهي إجراءات بقيت مطبّقة ثلاثة أعوام تقريباً.
وسجلت الصين سبع وفيات كلها في بكين، منذ قرار التخلي عن سياسة «صفر كوفيد»، لكنها ألغت حالة وفاة واحدة من الحصيلة الرسمية اليوم (الأربعاء). وأصبحت الأرقام الرسمية غير موثوقة لأنه يتم الآن إجراء اختبارات أقل في جميع أنحاء البلاد بعد التخفيف الأخير لسياسة «صفر كوفيد»، حسبما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال وانغ كوي تشيانغ، من مستشفى جامعة بكين الأول، في مؤتمر صحافي للجنة الصحة الوطنية: «في الوقت الراهن، وبعد الإصابة بمتحورة أوميكرون، يبقى السبب الرئيسي للوفاة هي الأمراض الكامنة». وأضاف أن «كبار السن لديهم حالات أخرى ويموت عدد قليل منهم فقط بشكل مباشر من فشل الجهاز التنفسي الناجم عن الإصابة بكوفيد».
وفي سياق متصل، ذكر تقرير صحافي اليوم (الأربعاء)، أن العمال الصينيين المصابين بفيروس «كوفيد - 19» يُطلب منهم العودة إلى العمل في بعض المدن، وهو ما عدّته وكالة «بلومبرغ» للأنباء دليلاً على انعكاس في الطريقة التي يُنظر بها إلى الفيروس، حيث يسعى المسؤولون إلى الحد من التأثير الاقتصادي للزيادة في حالات الإصابة مع إعادة فتح البلاد.
وذكرت الوكالة أن السلطات الصينية طلبت في عطلة نهاية الأسبوع من العاملين الحكوميين في مدينة تشونغتشينغ الغربية مواصلة العمل إذا لم تظهر عليهم أعراض أو يعانون من أعراض متوسطة. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، فإن المسؤولين في تشجيانغ، وهي مركز صناعي على الساحل الشرقي للصين، ومدينة في مقاطعة آنهوي القريبة، قاموا أيضاً بالسماح بالعمل للمصابين بالفيروس بالأعراض المتوسطة هذا الأسبوع.
وتأتي هذه التحركات بعد أسابيع فقط من تخلي البلاد فجأة عن نظام «صفر كوفيد» الصارم، مما دفعها إلى إعادة الفتح على الرغم من معدلات التطعيم المتأخرة والطقس البارد. وترافق هذا التحول مع موجة من الإصابات في المراكز الحضرية الرئيسية، حيث تحملت بكين العبء الأوّلي لما يتوقع الخبراء أنه سيكون «تسونامي» لحالات كوفيد في جميع أنحاء الدولة الشاسعة.
وأوردت «بلومبرغ» أن خطة الحكومة تتمثل في تجاوز موجة الفيروس لإعادة الفتح بسرعة، وإعادة الاقتصاد -الذي تعثر بسبب شهور من الإغلاق المعطل، والحجر الصحي الإلزامي والاختبارات- إلى النمو المتسق.
وعدت «بلومبرغ» إعادة فتح الصين رهاناً محفوفاً بالمخاطر، وأن السماح للأشخاص المصابين بفيروس بالعمل، خصوصاً في المصانع، سيؤدي بلا شك إلى زيادة انتشار المرض.
وفي السياق، قال أحد الخبراء لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه نظراً لأن متحورة أوميكرون المنتشرة حالياً لا تؤثر على الرئتين مثل سلالات أخرى من «كوفيد - 19» فإن التعريف الجديد يعني أن عدداً كبيراً من الحالات لن يتم تسجيله الآن. وقال يانتشونغ هوانغ، وهو أستاذ في الصحة العامة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، إن «التعريف الذي يركز على فشل الجهاز التنفسي (الذي يتطور عندما لا تستطيع الرئتان الحصول على ما يكفي من الأكسجين في الدم) سيؤدي إلى عدم تسجيل عدد كبير من الوفيات بكوفيد». وأضاف أن «التعريف الجديد هو عكس المعايير الدولية التي اعتُمدت منذ منتصف أبريل (نيسان) خلال تفشي الوباء في شنغهاي والذي يعد حالة وفاة بكوفيد كل شخص توفي إثر إصابته بكوفيد». وتابع: «من الصعب القول إن هذا الأمر لم يتم بدافع سياسي».
وأكد عمال في محارق الجثث من شمال شرقي الصين إلى جنوبها الغربي أن هذه المنشآت تواجه صعوبات في التعامل مع طفرة في الوفيات.
وأقرت بكين الأسبوع الماضي بأن نطاق الانتشار جعل من «المستحيل» تتبع الحالات بعد رفع قرار إلزامية الفحوصات الجماعية.
وحذر مسؤول صحي صيني كبير، أمس (الثلاثاء)، من أن العاصمة ستواجه ارتفاعاً كبيراً في الحالات في الأسبوعين المقبلين وسيستمر حتى نهاية يناير (كانون الثاني). وقال وانغ غوانغفا، الخبير في الجهاز التنفسي في مستشفى جامعة بكين الأول، لصحيفة «غلوبال تايمز» الصينية: «يجب أن نتحرك بسرعة وأن نجهز عيادات وموارد علاج طارئة».
والاثنين قالت وزارة الخارجية الأميركية إن طفرة الإصابات في الصين أصبحت مصدر قلق دولياً وعرضت لقاحات لوقف انتشار الحالات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: «نعلم أن الفيروس يتفشى في أي وقت، وأن (الفيروس) خارج السيطرة وأنه قادر على التحوّل وأن يشكل خطراً على الناس في أي مكان». وتابع: «حصيلة الفيروس تثير القلق في بقية أنحاء العالم نظراً إلى حجم الناتج المحلي الإجمالي للصين وحجم الاقتصاد الصيني».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.