«الحشد» العراقي يقاضي نائباً مستقلاً

بتهمة الإساءة لرئيسه فالح الفياض

TT

«الحشد» العراقي يقاضي نائباً مستقلاً

أقامت هيئة «الحشد الشعبي» دعوى قضائية ضد عضو مجلس النواب المستقل سجاد سالم، بتهمة الإساءة إلى رئيس الهيئة فالح الفياض. وفي المقابل، قامت الهيئة بإسقاط تهمة مماثلة ضد الناشط المدني حيدر الزيدي الذي حُكم عليه الأسبوع الماضي بالسجن 3 سنوات. وبحسب وثيقة صادرة عن محكمة تحقيق الرصافة، موجهة إلى النائب سالم، طُلب منه المثول أمام القضاء بتهمة الإساءة لرئيس هيئة «الحشد الشعبي»، ورئيس أركانها عبد العزيز المحمداوي، المعروف بـ«أبو فدك».
ودرج النائب سجاد سالم، وهو محامٍ وكان من بين أبرز الناشطين في «حراك تشرين» الاحتجاجي 2019، على اتهام بعض عناصر «الحشد» بالتورط بدماء الناشطين وجماعات الحراك، ووجّه في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي انتقادات لاذعة للفياض، وطالب بعزله عن رئاسة الهيئة على خلفية عمليات إلقاء قبض قام بها أمن «الحشد» لأشخاص على خلفية اتهامات كيدية، ويُعتقد أن تلك الانتقادات هي السبب وراء دعوى «الحشد» القضائية ضده.
وقال سجاد في تصريحات وقتذاك، إن «هيئة (الحشد الشعبي) ليست سلطة تحقيق بموجب القوانين العراقية، ويجب عزل فالح الفياض لخرقهِ القانون وعدم استقلاليتهِ. وحملة الاعتقالات الأخيرة من قبل هيئة (الحشد الشعبي) تمثل خرقاً فاضحاً للقانون يجب التصدي له، خاصة بعد التيقن من أن هذه الحملة في محافظة القادسية هُدِّدَ بها ناشطون ومحتجون». وأضاف: «لا يوجد نص قانوني يمنح هيئة (الحشد الشعبي) سلطة التحقيق القضائي، وحتى القوانين الخاصة؛ لذا فإنَّ السكوت التام عن هذه الخروقات القانونية يعد بمثابة التفويض لجهات سياسية معينة بإطلاق يدها في العبث بمصاير الناس».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال النائب سالم: «لا أخشى الذهاب إلى القضاء، وسأوجه الاتهامات، وسأقوم بتقديم إبلاغات إلى القضاء عن حالات فساد واسعة داخل هيئة (الحشد)». وأضاف أن «الدعوى رفعوها ضدي لأسباب مختلفة تتعلق بانتقادات كثيرة وجّهتها ضدهم، لكن يبدو أن تصريحاتي الأخيرة بشأن سرقة أموال المفسوخة عقودهم من قبل الهيئة، هي ما أثار سخطهم وغضبهم». وسبق أن قال سالم في تصريحات عن أموال المفسوخة عقودهم، إن «أغلب أموال المفسوخة عقودهم قد تمت مصادرتها من قبل الهيئة. هذا ملف خطير، وقد كتبت بذلك لرئيس الوزراء؛ لأن 216 مليار دينار من أصل 300 مليار موجودة في قانون الأمن الغذائي تمت مصادرتها من قبل هيئة (الحشد)، في حين أن الأصل أن يتم توزيع هذه المبالغ بين وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة (الحشد)».
من جهة أخرى، تنازل رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، فالح الفياض، عن دعوى قضائية رفعها قبل نحو 3 أسابيع ضد الناشط المدني حيدر الزيدي بتهمة الإساءة له، وحصل بموجبها على حكم بالسجن 3 سنوات. وقال بيان للهيئة، إن الفياض الذي استقبل عائلة الناشط حيدر الزيدي في بغداد، خاطبهم بالقول: «لو كان المهندس موجوداً لتنازل أيضاً عن القضية. فالهدف من الدعوى منع التجاوزات المستمرة تجاه الشهداء والمقدسات من قبل بعض المدفوعين».
وكانت قوة من أمن «الحشد» اعتقلت الزيدي قبل نحو 3 أسابيع على خلفية منشورات عبر «فيسبوك» هاجم فيها نائب رئيس هيئة «الحشد» السابق، أبو مهدي المهندس، وقادة آخرين داخل الهيئة، مما اعتبرته مؤسسة «الحشد» إساءة لها، ورفعت دعوى قضائية ضده. ويوجه ناشطون انتقادات لاذعة لهيئة «الحشد»، معتبرين أن إصرارها على إقامة الدعاوى القضائية ضد الناشطين والمنتقدين لبعض قادتها، «محاولة منها لقمع الأصوات الناقدة ومصادرة حرية التعبير».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الاثنين، إن المنظمة الدولية تشعر بالقلق إزاء تصاعد الأعمال القتالية بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي، والهجمات التي تعرض لها الجيش اللبناني.

ونقل موقع الأمم المتحدة عن دوغاريك قوله «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تشعر بقلق بالغ إزاء الضربات العديدة التي تعرضت لها القوات المسلحة اللبنانية على الرغم من إعلان عدم مشاركتها في الأعمال القتالية»، مشيراً إلى أن القوات المسلحة اللبنانية أعلنت عن مقتل 45 جندياً على الأقل في هجمات وقعت مؤخراً.

وأضاف دوغاريك أن الهجمات التي تستهدف القوات المسلحة اللبنانية «تشكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وكذلك القانون الإنساني الدولي، الذي يحظر استهداف الذين لا يشاركون في الأعمال القتالية».

وقال المتحدث إن الأمم المتحدة لا تزال «تشعر بقلق عميق إزاء تصعيد الأعمال العدائية والدمار الواسع النطاق والخسائر في الأرواح عبر (الخط الأزرق) الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل».

وتابع قائلاً «نحث جميع أطراف الصراع على حل خلافاتهم من خلال المفاوضات، وليس من خلال العنف».

واتسع نطاق الحرب الإسرائيلية ليشمل لبنان في سبتمبر (أيلول) بهدف القضاء على «حزب الله» الذي كان يشن هجمات على إسرائيل منذ العام الماضي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.

وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف في لبنان حتى الآن.وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية ولبنانية خلال الساعات الماضية عن قرب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».