ميسي وأنتونيلا: سحر ولعب وعائلة وحب

ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)
ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)
TT

ميسي وأنتونيلا: سحر ولعب وعائلة وحب

ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)
ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)

عمرُ معرفة ليونيل ميسي بزوجته أنتونيلا روكوزو من عمرِ معرفتِه بالكُرة. بين أزقّة الطفولة في مسقط رأسَيهما بمدينة روزاريو الأرجنتينية التقيا وهُما لم يتجاوزا الثامنة بعد. كانت أنتونيلا رفيقة اللعب وقريبة أفضل أصدقاء ميسي؛ لوكاس سكاليا.
قدمٌ على الكرة ويدٌ في يد أنتونيلا التي تصغره بسنة واحدة، كبر ليونيل. وعندما بلغ عامه الـ13 وحان وقت الجدّ ومغادرة الأرجنتين إلى إسبانيا للتدريب، افترقت اليدان الصغيرتان. قليلةٌ صداقات الطفولة التي تنتصر على الزمن والمسافات، وعلاقة ميسي وروكوزو واحدةٌ منها. رغم انقطاع التواصل لفترة بسبب انشغاله في تطوير موهبته ضمن نادي برشلونة، كان، ومع كل عطلة تردّه إلى مسقط رأسه روزاريو، يزور أنتونيلا ويمضي الوقت معها.


ميسي وروكوزو في سنوات الطفولة (إنستغرام)
ليست الساحرة المستديرة وحدها التي أوقعت ليونيل ميسي في شِباكها، فعطلةً تلو العطلة كان سحر أنتونيلا يفعل فعله. وبما أنّ صلابة العلاقات لا تُمتَحن إلا في أوقات الشدّة، فقد أثبت ميسي أن حبه روكوزو ليس مجرّد سحابة صيف. ففي عام 2005، خسرت ابنة الـ17 عاماً صديقتها المقرّبة أورسولا في حادث سير. عندما بلغه الخبر، لم يتردد ميسي في السفر من إسبانيا إلى الأرجنتين للوقوف إلى جانب أنتونيلا ومواساتها.
عام 2009، وبالتزامن مع فوزه بأولى كُراته الذهبية (Ballon d’Or)، نقل ميسي علاقته مع روكوزو إلى العلَن، مصرّحاً في إحدى مقابلاته أن بينهما قصة حب. وتثبيتاً لهذا الحب، بدأ الثنائي فترة من الخطوبة عام 2010 وانتقلت أنتونيلا للعيش مع ليونيل في إسبانيا. تفرّغت للاهتمام بخطيبها، فلم تكمل دراستها الجامعية في طب الأسنان. وفي سن الـ24 أنجبت طفلهما الأول تياغو. حتى قبل ولادة ابنه البكر، أظهر ميسي حماسةً كبيرةً للأبوّة، فهو اختار أسلوباً طريفاً للإعلان عن حمل شريكته واضعاً الكرة تحت قميصه بعد تسجيل منتخب بلاده هدفاً خلال مباراة الأرجنتين ضد الإكوادور عام 2012.


«لقد بدّل ابني حياتي أكثر ممّا فعلت الـ(Ballon d’Or)»؛ بهذه العبارة اختصر ميسي فرحته بتياغو في مقابلة مع صحيفة «El Periodico» الإسبانية عام 2013. لم يَطُل انتظاره لاختبار فرحة مماثلة، فخلال سنة 2015 أنجبت أنتونيلا ابنهما الثاني ماتيو.
كان تياغو وماتيو في الخامسة والثانية من عمرَيهما يوم شهدا على زفاف والدَيهما في صيف 2017. في أحد فنادق مدينة روزاريو حيث زُرعت بذور حبهما، ارتبط الثنائي رسمياً بعد 7 سنوات من الخطوبة. كاد عدد الصحافيين يوازي عدد المدعوين الذي لم يتخطّ الـ260؛ من بينهم أسماء بارزة في عالم كرة القدم.
على مواسم عدّة، قسّم ميسي وروكوزو علاقتهما. لم يحرقا المراحل، فكان موسمٌ لحب الطفولة البريء، وموسمٌ آخر لاكتشاف الآخر خلال المراهقة، وبعدها أتت الخطوبة التي تَلاها الإنجاب. بكامل اقتناعهما، وقف ليونيل وأنتونيلا عريساً وعروساً في أفخم فنادق روزاريو ليقولا «نعم» مرةً ثانية.


ميسي وروكوزو في حفل زفافهما عام 2017 (أ ف ب)
لا يُخفي ميسي تقديره الكبير لزوجته، ويبدو فخوراً بإخلاصه لها. ففي مقابلة مع صحيفة «لا ماركا» الإسبانية قال مرة: «أنا معجب بكل ما فيها. لديها كثير من الصفات الحسنة. شخصيتها، مزاجها الجيّد، طريقتها الرائعة في مواجهة المشكلات، ذكاؤها…».
من جانبها، لا توفّر أنتونيلا فرصة لإظهار مساندتها لزوجها؛ أكان من خلال مرافقتها إياه إلى المباريات، أو عبر الصور التي تنشرها عبر صفحتها على «إنستغرام» التي يتابعها أكثر من 26 مليون شخص. لا تبخل أنتونيلا على المتابعين بمشاركتهم اللحظات العائلية الحميمة التي تجمعها بميسي والأولاد، كأعياد الميلاد والجلسات مع الأصدقاء والإجازات الصيفية. كما أنها تُفرد مساحةً لعملها الخاص، فهي تملك متجراً للأحذية الأرجنتينية في برشلونة، إلى جانب عرضِها أزياء من ماركات عالمية.
عام 2018، استقبل ميسي وزوجته مولودهما الثالث سيرو. انضمّ اسمه إلى مجموعة الأوشام على جسدَي الوالدَين، والتي تحمل أسماء أبنائهما. أما الوشم المشترك الرابع بين ليونيل وأنتونيلا، فهو تاريخ زواجهما، 30 يونيو (حزيران) 2017.


يحترف ميسي لعبة الزواج والأبوّة، بقدرِ احترافه كرة القدَم. وتُجاريه زوجته في هذا الاحتراف، فمن الواضح أن الاثنين يضعان العائلة قبل كل شيء. يقول في إحدى مقابلاته: «أولادي الثلاثة غيّروا نظرتي إلى الحياة وطريقة تفكيري، كما أنهم ساعدوني في النضوج». من المعروف أن ميسي يمضي كثيراً من الوقت مع عائلته، وهو يكشف أن فترات الراحة والهدوء قليلة جداً في المنزل بوجود ثلاثة أطفال: «أنتونيلا وأنا نحاول أن نستمتع بكل لحظة معهم؛ أكان خلال مشاهدة التلفزيون أو اللعب… نحب أن نبقى في البيت ونفرح بتلك الأوقات».
لعلّ الأيام التي أمضاها ميسي في مونديال قطر 2022 والتي لم تفارقه عائلته خلالها، كانت خير دليل على هذا التماسك العائلي. بعد مباراة الأرجنتين ضد أستراليا تحدّث قائلاً: «منذ الركلة الأولى وحتى صافرة النهاية، كنت أفكّر في أولادي. هم يكبرون ويستوعبون أكثر ما يجري في المباريات». مع العلم أن تياغو وماتيو يتدربان في «أكاديمية باريس سان جيرمان لكرة القدم».
كافأ الوالد فريقه الصغير منذ أيام عندما حمل لهم كأس العالم، هو الذي حلم بأن يتوّج مسيرته بهذا الإنجاز التاريخيّ. في طليعة الفخورين، وقفت أنتونيلا التي نشرت مجموعة من الصور العائلية برفقة الكأس المذهّبة. وهي التي رافقت ميسي منذ أولى سنوات الحلم، كتبت: «شكراً لأنك علّمتنا ألا نستسلم أبداً، وأنه علينا القتال حتى النهاية. لقد أنجزت ذلك أخيراً... أنت بطل العالم. نعرف أنك عانيت لسنوات طويلة من أجل تحقيق ذلك».


مقالات ذات صلة

«كأس أفريقيا»: التعادل يحسم مواجهة زامبيا وجزر القمر

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت زامبيا وجزر القمر (إ.ب.أ)

«كأس أفريقيا»: التعادل يحسم مواجهة زامبيا وجزر القمر

حسم التعادل السلبي نتيجة مباراة زامبيا ضد جزر القمر، ضمن منافسات الجولة الثانية من بطولة كأس الأمم الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة سعودية كنو محتفلاً بهدفه في مرمى «الخليج» (تصوير: سعد العنزي)

«الهلال» يضغط على «النصر» بثلاثية مثيرة في «الخليج»

استعاد «الهلال» مركز الوصافة في «الدوري السعودي للمحترفين»، بعد فوزه على ضيفه «الخليج» 3 / 2، الجمعة، ضمن منافسات الجولة الـ11 من المسابقة.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة عربية محمد الشناوي حارس مرمى منتخب مصر (أ.ف.ب)

الشناوي: نلعب كل مبارياتنا بروح النهائي

عدّ محمد الشناوي، حارس مرمى منتخب مصر، أن كل مباراة يخوضها المنتخب في بطولة كأس أمم أفريقيا بمثابة نهائي للفريق.

«الشرق الأوسط» (أغادير (المغرب))
رياضة عالمية أرتيتا يترقب عودة الورقة الرابحة هافيرتز (رويترز)

أرتيتا: عودة هافيرتز قريبة... افتقدناه كثيراً

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إن المهاجم كاي هافرتس، الغائب منذ أغسطس (آب) الماضي ​بسبب إصابة في الركبة، بات قريباً من اللعب مجدداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية فرحة التعاون بالهدف الأول (تصوير: نايف العنزي)

الدوري السعودي: التعاون يستعيد الوصافة بثنائية في الخلود

استعاد التعاون وصافة دوري المحترفين السعودي بفوزه على مضيفه الخلود 2 - 0 الجمعة، ضمن منافسات الجولة الـ11.

خالد العوني (الرس)

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.


«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
TT

«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

تحت عنوان «روح ومحبة» أطلق المتحف القومي للحضارة المصرية احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد، تضمّنت معرضاً أثرياً مؤقتاً يستمر لمدة شهرَين بالتعاون مع المتحف القبطي في القاهرة.

ورأى الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، أن تنظيم هذا المعرض يأتي في إطار الدور الثقافي والمجتمعي الذي يضطلع به المتحف، مشيراً في بيان للمتحف، الجمعة، إلى أن رسالة المتحف لا تقتصر على عرض القطع الأثرية فحسب، بل تمتد إلى إبراز القيم الإنسانية والروحية التي أسهمت في تشكيل الهوية الحضارية لمصر عبر العصور. وأكد أن المعرض يعكس رسالة مصر التاريخية بوصفها حاضنة للتنوع الديني والثقافي، ومركزاً للتسامح والتعايش.

وافتُتح المتحف القومي للحضارة المصرية عام 2021 بالتزامن مع احتفالية «موكب المومياوات»، حيث نُقلت «المومياوات الملكية» من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ويضم المتحف 1600 قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر عبر العصور.

ويضم المعرض الأثري المؤقت مجموعة متميزة ونادرة من روائع الفن القبطي تُعرض لأول مرة، تشمل أيقونات ومخطوطات قبطية ومشغولات فنية كانت تُستخدم في الأديرة والكنائس، من أبرزها أيقونة لميلاد السيدة العذراء، ومنظر حجري يُجسّدها وهي تُرضع السيد المسيح، بما يعكس ثراء هذا التراث وقيمته الفنية والرمزية، وفق تصريحات للدكتورة نشوى جابر، نائبة الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية.

وقالت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض الأثري جاء بالتعاون مع المتحف القبطي، وهي المرة الثانية التي يتعاون فيها المتحف مع آخر، حيث تم التعاون من قبل مع المتحف الإسلامي خلال احتفالات المولد النبوي الشريف».

جانب من معرض أثري مؤقت بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

وأكدت أن «القطع المعروضة فريدة من نوعها فلم تُعرض من قبل، ومن بينها 15 قطعة من المتحف القبطي، و8 قطع من متحف الحضارة، تعود إلى القرون الميلادية الأولى»، وأهم القطع التي تضمنها المعرض وفق نائب الرئيس التنفيذي للمتحف «أيقونة ميلاد السيدة العذراء نفسها، فالشائع والمنتشر هي أيقونات ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولكن من النادر وجود لوحة أيقونية تصور ميلاد السيدة العذراء. كما توجد قطعة حجرية منقوش عليها رسم للسيدة العذراء والسيد المسيح، وتُعدّ امتداداً للفن المصري القديم الذي كان يجسّد في لوحات مشابهة لإيزيس وهي تُرضع الطفل حورس».

من جانبه، أكد رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار المصرية، الدكتور أحمد حميدة، أن «المعرض يُجسّد نموذجاً للتعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية»، مشيراً إلى أن «اختيار السيدة العذراء مريم محوراً للمعرض يحمل دلالات إنسانية وروحية عميقة».

بينما أشارت مديرة المتحف القبطي، جيهان عاطف، إلى أن المعرض يُبرز تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، لإظهار ثراء الموروث الحضاري المصري وتعدد روافده عبر مختلف الحقب التاريخية.

وحسب بيان للمتحف القومي للحضارة، تضمّنت الفعاليات الاحتفالية الكثير من الأنشطة، من بينها معرض للتصوير الفوتوغرافي، تضمن 22 صورة فوتوغرافية لاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في مصر، وهو ما عدّته نائبة رئيس المتحف «ضمن خطة للربط بين الاحتفالات والأعياد الكبرى من جهة عرض القطع الأثرية التي تعبّر عنها، وكذلك توثيق مظاهرها الحديثة والمعاصرة وحضور هذه الأعياد ومظاهرها في الشارع المصري المعاصر للربط بين التاريخ والحاضر».

وشهدت الاحتفالية فعاليات فنية، مثل عروض لفرقة كورال «أغابي» التي قدمت مجموعة من الأغاني القبطية احتفاء بقيم المحبة والسلام، إلى جانب عروض لكورال الأناشيد بالتعاون مع كنيسة القديس بولس الرسول بمدينة العبور.

وتضمنت الاحتفالية أيضاً أنشطة تفاعلية متنوعة لتنفيذ أعمال فنية ورسم حي لأيقونات المعرض، وممارسة ألعاب تفاعلية، وتوزيع هدايا الميلاد.


شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
TT

شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)

كشفت مغامرة تاريخية جريئة عن وجود شارع فيكتوري كامل مدفون تحت إحدى المدن البريطانية، يضم محالاً تجارية وطريقاً قديماً، بعد أن قرر المؤرخ ديفيد ستيفنسون النزول إلى الأعماق لتوثيق ما عثر عليه بعدسته ومصباحه اليدوي.

على مدى سنوات، أثار الشارع الواقع أسفل منطقة «لورانس هيل» في مدينة بريستول قصصاً وشائعات عدّة، من بينها رواية عن رجل يُقال إنه سقط في حفرة بعد خروجه من إحدى الحانات ليجد نفسه فجأة في شارع «متجمد في الزمن». كما تحدثت الروايات عن بقايا واجهات محال قديمة ومصابيح غاز تعود للقرن الـ19، دون أن تتأكد صحتها.

ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض (إنستغرام)

لكن ستيفنسون تمكن من وضع حد للتكهنات، وعاد بمجموعة مذهلة من الصور التي أعادت إحياء ماضٍ ظل طي النسيان لعقود. ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض، يضم أقبية سرية وغرفاً مخفية، بينها ملهى ليلي تحت حانة «ذا باكهورس»، ومخزن استخدمه متعهدو دفن الموتى، وإسطبل قديم تابع لشركة «كو - أوب»، وموقع استُخدم ملجأً خلال الغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية، بحسب صحيفة «ذا ميرور».

كما اكتشف ستيفنسون نفقاً تحت أحد المصارف أُغلق بعد محاولة اقتحام، وتعود أجزاء من هذه الممرات لأكثر من قرنين، إلى فترة إدارة عائلة هيراباث لمصنع الجعة المرتبط بحانة «ذا باكهورس إن»، الذي امتد من شارع «لينكولن» حتى شارع «داك ستريت».

في عام 1832، مر خط سكة حديد تجره الخيول عبر لورانس هيل، ومع توسع السكك الحديدية البخارية لاحقاً، طُمرت الحانة والمحلات المجاورة تحت الأرض بعد تشييد أقواس جديدة لدعم الطريق. باع ويليام هيراباث معظم ممتلكاته لشركة سكة الحديد مقابل 3 آلاف جنيه إسترليني، وبحلول عام 1879، رُفع مستوى الطريق واستُبدل الجسر الخشبي، ما أدى إلى اختفاء الحانة القديمة والمحلات تحت الطريق الجديد، في حين بُنيت الحانة الحالية مباشرة فوقها مع الاحتفاظ بالسلالم المؤدية إلى الموقع الأصلي.

بعد أكثر من عقدين، تذكَّر ستيفنسون مغامرته حين رفع شبكة حديدية وأنزل سلماً داخل بئر ليصل إلى الشارع المدفون. واكتشف 4 أنفاق، كان أحدها فقط ممتداً عبر الشارع بالكامل، وأُغلقت الأخرى بالطوب لمنع السرقة.

في أحد المتاجر المدفونة، عثر ستيفنسون على إطار نافذة فيكتورية قديمة، وأنقاض بناء، وأغراض متفرقة مثل حوض للخيول وكرسي متحرك مهجور. ولم تُشاهد أعمدة الإنارة خلال رحلته، إذ أُزيلت في خمسينات القرن الماضي حسب أحد تجار الخردة.

إحياءُ ماضٍ ظل طي النسيان لعقود (إنستغرام)

اليوم، أُغلقت هذه الأنفاق نهائياً نظراً لخطورتها، لكن ستيفنسون سبق أن انضم إلى بعثة منظمة لاستكشاف الغرف الواقعة أسفل الحانة، برفقة فريق متسلقين ذوي خبرة. ويستعيد ذكرياته قائلاً: «كانت خيوط العنكبوت كثيفة، والمدفأة لا تزال مغطاة بالغبار، وعارض فولاذي ضخم محفور عليه حروف (GWR) لتدعيم المبنى».

ويضيف: «الطريق أعلاه بُني أساساً للخيول والعربات. ورغم حركة المرور الكثيفة اليوم، بما في ذلك مئات الحافلات والشاحنات الثقيلة، لا يزال الطريق صامداً، ولا يدري كثيرون ما الذي يرقد تحت أقدامهم».