نتنياهو يرسل كبار مساعديه إلى آلة كشف الكذب

على خلفية تسريب أنباء للصحافة

رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (إ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (إ.ف.ب)
TT

نتنياهو يرسل كبار مساعديه إلى آلة كشف الكذب

رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (إ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (إ.ف.ب)

في خطوة غير مسبوقة، أرسل بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، كبار مساعديه إلى آلة كشف الكذب، بغرض معرفة من سرّب أنباء للصحافة عن قراراته بشأن توزيع الحقائب الوزارية على رفاقه في الحزب، والتي تسببت في مشاكل له مع عدد منهم.
وحسب مصادر سياسية مطلعة، فقد تبين من نتائج الفحص أن جميعهم بدوا صادقين. لكنه ورغم ذلك قرر أن يقيل عدداً منهم ويجري تغييرات في فريقه. وقد نشأت هذه المعضلة في فريق نتنياهو، قبل عدة أسابيع، عندما نشرت الصحف أسماء المرشحين لمناصب وزارية من قادة الليكود والحقائب التي سيحصل عليها كل واحد.
إذ عندما اكتشفت النائبة غليت غستال أنها ليست من بين هؤلاء المرشحين، اتصلت بنجل نتنياهو، يائير، المعروف بتأثيره على والده، وتذمرت أمامه، طالبة منه أن يتدخل لدى والده كي يعينها وزيرة. وقالت له إنها في السنة ونصف السنة الأخيرة كانت النائبة التي حاربت للدفاع عن اسم عائلة نتنياهو، وتصدت لكل من انتقدها، وأنه لا يوجد من هو أحق منها بالوزارة.
وتسرب خبر الاتصال إلى الصحافة، ثم تسرب خبر آخر يكشف عن أن سارة زوجة نتنياهو اتصلت بغستال وراحت تؤنبها على أنها تقحم ابنها يائير في قضايا كهذه. في هذه الأثناء، عقد الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) جلسته الافتتاحية، اليوم الثلاثاء، وقبل أن تصعد النائبة طالي غوطليب إلى المنصة لتلقي كلمتها توجه إليها اثنان من كبار مساعدي نتنياهو، هما تساحي برفرمان وإيكي كوهن، موضحين أنهما على علم بنيتها مهاجمة نتنياهو لأنه سيشكل حكومة من الرجال لا تضم سوى عدد قليل جداً من النساء، وقد طلبا منها أن تنتقي الكلمات بحذر.
وهذه القصة أيضاً سربت إلى الصحافة. في ضوء ذلك، انطلق نواب عديدون في الليكود يطالبون نتنياهو بفرض النظام داخل فريقه للكشف عمن سرب الأنباء بهذا الشكل. وقالت غوطليب إنها واثقة من أن المساعدين، برفرمان وكوهن، هما اللذان سربا. وقد رد عليها برفرمان بأنه سيتوجه ضدها إلى القضاء، وطالبها بالتنازل عن حصانتها البرلمانية. ووصفها بأنها جحودة، وأنها «انتخبت لعضوية الكنيست أصلاً بفضلنا». فردت عليه بغضب واصفة إياه بأنه يلحق ضرراً مميتاً بحزب الليكود، ووصفته بـ«الجاهل» و«المستشار الذي لا يُستشار».
إلى ذلك، بدأت تتردد أسماء أخرى لكبار الموظفين والمسؤولين في مكتب نتنياهو، كمصدر للتسريب. وصار كل نائب غاضب من أحد المستشارين ينتقم منه باتهامه بالتسريب. وعليه، قرر نتنياهو إرسال جميع المسؤولين الكبار لآلة فحص الكذب، وشمل الفحص كلاً من مساعديه برفرمان وكوهن، وكذلك زئيف فلايشمان مستشاره لشؤون المتدينين، ويوسي شيلي مدير حملته الانتخابية، ونافو كاتس مستشاره لشؤون العمل البرلماني، كما شمل أربع موظفات في السكرتارية.
وحسب المصادر، لم يبق موظف كبير واحد من دون فحص. وقد زاد الطين بلة أن المراقب العام في حزب الليكود، شاي غليلي، توجه إلى مكتب نتنياهو يطلب معرفة «على حساب من تم الفحص؟ هل من ميزانية الليكود أو من ميزانية رئيس الحكومة؟»، علماً بأن نتنياهو لم يصبح بعد رئيس حكومة وما زال يعمل على تشكيلها، ويتوقع أن يعلن عن إنجاز الائتلاف الأربعاء، على أن تتم المصادقة عليه يوم الأربعاء في الأسبوع المقبل.
ويلاحظ أن انعدام الثقة لا يقتصر على مكتب نتنياهو وفريقه، بل يتعدى ذلك إلى حزبه وحلفائه، فالحلفاء من أحزاب اليمين والمتدينين يرفضون التصويت على حكومتهم قبل أن يتم سن القوانين اليمينية المتطرفة التي اشترطوها؛ لأنهم يشكون في أن يفي نتنياهو بالتزاماته لهم في حال تم تمرير الحكومة. ويشهد الكنيست، منذ مطلع الأسبوع الماضي مداولات ماراثونية، تجري ليل نهار وتستمر في أيام العيد (بدأ عيد الأنوار يوم الاثنين ويستمر حتى الاثنين المقبل).
ومن ضمن القوانين التي تم سنها هذا الأسبوع، مشروع فرضه نتنياهو بشكل شخصي، بموجبه لا يتم الاعتراف بكتلة تنشق عن حزب ما إلا إذا كانت تضم ثلث عدد النواب في كتلة ذلك الحزب. والسبب في سن هذا القانون هو أن نتنياهو يخشى أن ينشق نواب من الليكود من كتلته البرلمانية إذا غضبوا من استبعادهم من المناصب الوزارية.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
TT

عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)

عدّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «هزيمة» الجيش السوري والإطاحة بنظام بشار الأسد «جرس إنذار» لبلاده وقواتها المسلحة، مشدداً على ضرورة التركيز على العمل الإعلامي بموازاة العمل الدبلوماسي والميداني.

ودعا عراقجي في مؤتمر لقوات «الحرس الثوري» إلى التنسيق بين الأنشطة الميدانية لـ«الحرس» والمهام الدبلوماسية لوزارة الخارجية، وهي المرة الثانية التي يتحدث فيها عن ذلك في غضون أسبوع.

وقال إن جزءاً من نهج المقاومة هو «دبلوماسية المقاومة»، وأضاف في السياق نفسه: «الميدان والمقاومة يكملان بعضهما، ولا يمكن فصلهما عن بعض».

وأعرب عراقجي عن دعمه لأنشطة «الحرس الثوري» الإقليمية، قائلاً إن «الميدان بقوته يفتح الطريق للدبلوماسية»، وأضاف: «لقد شاهدنا تجسيداً عملياً للتعاون بين الميدان والدبلوماسية في الساحة السياسية للبلاد في الأشهر الأخيرة»، حسبما أوردت وسائل إعلام «الحرس الثوري».

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وكان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي قد قال، الاثنين، إن «حزب الله» تمكّن من «فرض إرادته» على إسرائيل. وأضاف أن «جبهة المقاومة» اليوم في ذروة «قوتها»، وأردف في خطابه: «العدو منهك، ولا يعرف ماذا يفعل؛ لم يعد لديه مكان للهروب».

وتطرق عراقجي إلى دور الجنرال قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، في توسيع أنشطة «الميدان»، خصوصاً دعم «جبهة المقاومة»، قبل مقتله في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال عراقجي إنه «قام بتحويل مدرسة المقاومة إلى حركة وجبهة مقاومة، وهذه الحركة لا تزال قوية ومشرّفة في المنطقة وتواصل نضالها ضد الكيان الصهيوني والاستكبار».

وقال عراقجي: «لقد شهدت جبهة المقاومة خلال حياتها تطوراً مستمراً، ولا ينبغي لأعدائنا أن يعتقدوا أنه مع الضربات الأخيرة التي تلقوها، ستظهر ضعفاً في هذه الجبهة، بل على العكس، سيصبح هذا النهج أقوى وأكبر».

وأشار بذلك إلى مقتل قيادات جماعات «محور المقاومة»، على رأسهم حسن نصر الله، قائلاً إن مقتله سيجعل من حركة «حزب الله» في لبنان «أقوى وأكثر ثمراً».

وقال عراقجي إن «الضربة التي وُجهت للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية، وفي الواقع، الجيش السوري هُزم قبل أن يخوض المعركة ولم يتمكن من الصمود».

صورة نشرها عراقجي من تناوله العشاء في مطعم بدمشق على منصة «إكس» مطلع الشهر الحالي

وأضاف: «يجب أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار لنا، وأن نكون حذرين من البيئة التي يسعى أعداؤنا لخلقها، وألا نسمح لهم بنشر الإحباط واليأس في البلاد».

ولفت إلى أهمية وسائل الإعلام في الحفاظ على السردية الإيرانية، وقال: «إلى جانب الميدان والدبلوماسية، يوجد محور ثالث يسمى الإعلام».

ودفع مسؤولون إيرانيون وقادة «الحرس الثوري» بروايات متباينة، حول دوافع حضورهم العسكري في سوريا، بعد سقوط بشار الأسد.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

كان عراقجي آخر مسؤول إيراني كبير التقى الأسد علناً، قبل أيام من سقوطه، بينما كانت فصائل المعارضة السورية تتقدم من حلب باتجاه حمص ومدن سورية أخرى.

وبعد اللقاء، توجه عراقجي إلى مطعم قريب من السفارة الإيرانية في منطقة المزة، لتوجيه رسالة «أمان» من العاصمة السورية، في مسعى للتقليل من أهمية التقارير بشأن احتمال سقوط الأسد.

في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دعا قائد «الحرس الثوري» إلى استخلاص العبر مما حدث في سوريا، وقال إن سوريا تمثل «درساً مريراً لإيران»، وذلك بعدما تعرضت منشآت عسكرية في سوريا لضربات إسرائيلية متتالية.

وفي نهاية ديسمبر، توقع المرشد الإيراني علي خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».