معارك عنيفة في تعز والمقاومة تسيطر على «الستين».. وأطراف يمنية تتبادل الاتهامات بشأن خرق الهدنة

معارك عنيفة في تعز والمقاومة تسيطر على «الستين».. وأطراف يمنية تتبادل الاتهامات بشأن خرق الهدنة

الميليشيات الحوثية تحتل مواقع مدنية وتخزن الأسلحة بداخلها وتختطف شبابًا وتجبرهم على المشاركة في القتال
الاثنين - 26 شهر رمضان 1436 هـ - 13 يوليو 2015 مـ رقم العدد [ 13376]
مسلحون يتفقدون الأضرار التي لحقت بالمباني الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء جراء غارات جوية لقوات التحالف (أ.ب)

استمرت، أمس، العمليات العسكرية والخروقات المكثفة التي ترتكبها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح للهدنة الإنسانية التي بدأ سريانها بعد منتصف ليل الجمعة الماضي، وقد تبادلت الأطراف اليمنية الاتهامات بشأن خرق الهدنة، حيث قالت المقاومة في المحافظات اليمنية إن الحوثيين خرقوا الهدنة، فيما اتهم الحوثيون قوات التحالف والقوات الموالية للرئيس هادي بخرق الهدنة.
وفي غضون ذلك، شهدت جبهات القتال، وبالأخص في تعز وعدن ومأرب، مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة، والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، وحسب المعلومات الواردة من محافظة تعز في جنوب صنعاء، فقد لقي نحو 26 مسلحا من الحوثيين وقوات صالح مصرعهم في قتال عنيف شهدته منطقة شارع الستين بالمدينة، وأسفر القتال، أيضا، عن مقتل عدد من القوات الموالية لهادي، وحسب مصادر ميدانية، فقد حققت القوات الموالية للشرعية ومعها المقاومة الشعبية، نتائج إيجابية على الأرض، وذلك بالسيطرة على معظم منطقة شارع الستين، بعد السيطرة على منطقة الضباب، وأشارت مصادر محلية في تعز وعدن إلى سقوط مدنيين قتلى وجرحى في قصف للمسلحين الحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية، فيما يقول الحوثيون إن مدنيين سقطوا في محافظة صعدة بشمال البلاد في غارات لقوات التحالف، وفي السياق ذاته، شنت طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية سلسلة من الغارات الجوية، أمس، على معسكرات في الجبال المحيطة بصنعاء، وقال سكان في المدينة إنهم سمعوا دوي انفجارات هائلة في المناطق المستهدفة بالقصف، وتحتضن الجبال المحيطة بصنعاء، معسكرات ومخازن أسلحة ضخمة، أنشأها المخلوع صالح خلال فترة حكمه التي امتدت لأكثر من 3 عقود.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه حالة الرفض الشعبي للميليشيات الحوثية، تبنت المقاومة الشعبية في إقليم آزال، سلسلة من العمليات في صنعاء وذمار، وقال المكتب الإعلامي للمقاومة إن مسلحيها نفذوا، أمس، هجوما استهدف دورية للميليشيات الحوثية في سوق الأمان بمديرية بني مطر، في محافظة صنعاء، وقال المكتب إن الهجوم أسفر عن مقتل 2 وإصابة 5 آخرين، من عناصر الميليشيات، إضافة إلى إحراق الطقم العسكري الذي كان يستقله مسلحو الحوثي، وأكد المكتب أن هذه العملية تأتي في سياق سلسلة العمليات التي تشهدها هذه المديرية، وأعلنت مقاومة آزال، أمس، أنها استهدفت، الخميس الماضي، عناصر الميليشيات المرابطين أمام جامعة الإيمان، التي يملكها ويرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني، والتي استولى عليها الحوثيون بعد اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، وقالت المقاومة إن الهجوم أسفر عن مقتل 6 وجرح آخرين من تلك العناصر، في هذه العملية التي تعد الأولى من نوعها التي يعلن عن تنفيذها في العاصمة صنعاء.
في السياق ذاته، عبر عدد من المواطنين في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن استيائهم البالغ جراء قيام الميليشيات الحوثية باحتلال مواقع مدنية وتخزين الأسلحة بداخلها، مما يعرض تلك المواقع لعمليات قصف قوات التحالف، وأشاروا إلى أن من الأعمال التي اتضح أن الحوثيين يقومون بها، بصورة ممنهجة، السيطرة على القاعات الأهلية التي تقام فيها مناسبات الأفراح والعزاء، إلى جانب الملاعب والصالات الرياضية والعيادات الخارجية للمستشفيات واستخدام المساكن الطبية في المستشفيات وأقسام الرقود، كسكن لعناصر الميليشيات الذين يتصرفون بـ«همجية وبربرية»، حسب تعبير عدد من المواطنين.
إلى ذلك، وفي ظل إصرار دول التحالف على القيام بدورها الكامل وفي ظل غياب الأصوات الداعمة لهم في المجتمع الدولي، غير الحوثيون، جزئيا، خطابهم الإعلامي المتعلق بالحرب، خصوصا في ظل الاتهامات المحلية لهم بالتطرف وشن حرب مذهبية على المناطق الشافعية من البلاد، وقال محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله الحوثية إن «التوجه الحقيقي لأنصار الله هو وقف الحرب على اليمن بشكل كامل وفك الحصار وليس هدنة قصيرة»، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تخضع لسيطرة الحوثيين، عن عبد السلام قوله، لدى عودة وفد الحركة من سلطنة عمان بعد أكثر من شهر هناك، إنه «لا حل إذا كان هناك اختلاف سياسي إلا بالحوار واعتقاد أنه لا يمكن أن تكون هناك حوارات في ظل هدنة قصيرة».
على صعيد آخر، شكا عدد من الأهالي في مناطق بشمال اليمن، من قيام الميليشيات الحوثية باختطاف عدد من الشباب وإجبارهم على المشاركة في القتال إلى جانب الميليشيات في محافظة تعز، وقال سكان في مديرية آنس، بمحافظة ذمار، إن الميليشيات اختطفت شبانا في المديرية وخيرتهم بين الإخفاء والقتال في تعز، وخلال الفترات الماضية، عمد المخلوع علي عبد الله صالح إلى الضغط على مشايخ القبائل الموالين له في المناطق الشمالية لإرسال مقاتلين إلى الجبهات ووعدهم بأموال طائلة من عمليات النهب والسلب أو ما بات يعرف في اللهجة الدارجة بـ«الفيد»، كما وعدهم بمناصب وامتيازات وكميات كبيرة من الأسلحة والاعتمادات المالية، في الوقت الذي يجيش فيه الحوثيون من المناطق الموالية لهم عقائديا، ويلتقي الحوثيون والمخلوع صالح في مسألة حشد المقاتلين عند نقطة المذهبية والطائفية والمناطقية، بحسب كثير من المراقبين في الساحة اليمنية.
من ناحية ثانية، نفى الشيخ أحمد عباد شُريف، رئيس الاتحاد الوطني لقبائل بكيل، كبرى القبائل اليمنية، ارتباطه بحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه المخلوع علي عبد الله صالح، وقال شُريف، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «منذ اليوم الأول للأزمة الذي عصفت بالبلاد وهو يحذر من جر البلاد إلى الهاوية»، وإن «مواقفه ثابتة وعلنية وواضحة، ويعرفه جميع اليمنيين بأنه يقف إلى جانب الصواب والحكمة والشرعية الممثلة بفخامة الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي الرجل الذي تحمل ما لم يتحمله قائد يمني من قبل طرف آخر أبى واستكبر ومارس العنف وزج بالبلاد في هذا الوضع المأساوي»، وأشار إلى أن «حضوره مأدبة إفطار وجد بها بعض الموالين لعلي صالح، لا يعني قطعيًا أنه دخل (انضم إلى) المؤتمر أو غيره، وهذا التجيير يخل بالعادات والأعراف القبلية مجرد تحضر (عزومة) يتم استغلالها بشكل غير لائق»، مؤكدا أن «تاريخه النضالي معروف مع الحركة الوطنية اليمنية ناصع البياض ولن يسمح لأحد بتشويهه»، يذكر أن نجل شريف، عين أخيرا محافظا لمحافظة صنعاء.


اختيارات المحرر

فيديو