رئيس الوزراء العراقي يُغضب «الإطار» بتقاربه مع الأميركيين

وزير الخارجية إلى واشنطن لتعزيز مصالح البلدين

صورة لاجتماع السوداني مع الجنرال مايكل كوريلا بحضور السفيرة رومانوسكي (حساب رئيس الوزراء العراقي على «فيسبوك»)
صورة لاجتماع السوداني مع الجنرال مايكل كوريلا بحضور السفيرة رومانوسكي (حساب رئيس الوزراء العراقي على «فيسبوك»)
TT

رئيس الوزراء العراقي يُغضب «الإطار» بتقاربه مع الأميركيين

صورة لاجتماع السوداني مع الجنرال مايكل كوريلا بحضور السفيرة رومانوسكي (حساب رئيس الوزراء العراقي على «فيسبوك»)
صورة لاجتماع السوداني مع الجنرال مايكل كوريلا بحضور السفيرة رومانوسكي (حساب رئيس الوزراء العراقي على «فيسبوك»)

كشف قيادي في «تحالف الفتح» العراقي، أمس (الاثنين)، عن «مناخ غاضب» داخل «الإطار التنسيقي» بشأن تطور لافت في العلاقة بين حكومة محمد شياع السوداني والبيت الأبيض، مشيراً إلى أن «الانقسام الشيعي بشأن رئيس الوزراء في تزايد وقد يفتح الباب لتفكك (الإطار)».
وتلقى السوداني، السبت الماضي، اتصالاً هاتفياً من منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك. ووفقاً لبيان حكومي، فإن رئيس الوزراء شدد على أن «العراق دولة موحدة ومستقلة وذات سيادة، وأولوية حكومته تتمثل بالحفاظ على علاقات متوازنة، وبناء شراكات اقتصادية مع العالم».
ومن المفترض أن يسافر وزير الخارجية فؤاد حسين، إلى واشنطن، على رأس وفد حكومي، لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين بموجب اتفاق «الإطار الاستراتيجي» بين البلدين. وقال السوداني عبر «فيسبوك»، السبت، «نقل لنا هاتفياً منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد بريت ماكغورك، تأكيد استمرار دعم الولايات المتحدة لاستقرار العراق وأمنه وسيادته، ورغبة الرئيس (جو) بايدن في تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية». وأضاف: «شددنا على أن العراق دولة موحدة ومستقلة وذات سيادة، وأولوية حكومته تتمثل بالحفاظ على علاقات متوازنة، وبناء شراكات اقتصادية عبر المنطقة والعالم. الاتصال شهد اتفاقاً على أهمية مواصلة الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)، ودعم دور العراق الإقليمي في مد الجسور بين دول المنطقة». وختم السوداني: «أكدنا العزم على إرسال وفد برئاسة السيد وزير الخارجية إلى واشنطن لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وسيشمل ذلك مناقشة استثمار الطاقة في العراق ومكافحة آثار التغير المناخي».
ويثير التقارب مع الولايات المتحدة الأميركية حفيظة الأحزاب الشيعية، لا سيما الفصائل المسلحة. ولطالما كان ملف «الاتفاق الاستراتيجي» محور جدل مع حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
وتوقعت مصادر عراقية أن الخلافات ستعصف داخل «الإطار التنسيقي»، وستصل قريباً إلى ذروتها، وأن قادة الأحزاب الشيعية لن يتمكنوا من إبقاء التحالف موحداً، فيما أشارت إلى أن علاقتهم مع السوداني، أحد محاور النزاع، وقد ينتهي ذلك بانشقاق نواب شيعة لتشكيل كتلة نيابية جديدة.
وقال القيادي في «الفتح»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادات أحزاب في «الإطار» بدأت تتحدث عن «مشروع دولي للإطاحة بالحكومة»، وتتداول فرضيات عن «إعادة أجواء الاحتجاج في البلاد، بهدف إفشالها».
ووفقاً لتسريبات من اجتماعات «الإطار التنسيقي»، فإن عدداً من أحزابه «عرضت مزاعم عن وجود تحركات سرية تمولها أطراف خارجية، لإسقاط الحكومة».
وفي سياق هذه المخاوف، سمعت بيئة رئيس الوزراء «انتقادات صريحة لتقاربه مع المسؤولين الأميركيين، تضمنت طلبات تفسير عن غزارة لقاءاته بهم، ومع السفيرة الأميركية (آلينا رومانوسكي) على وجه الخصوص».
وقال القيادي في «الفتح»، إن «الإطار التنسيقي يواجه انقسامات مركبة، ما بين الخلافات بين قادته، والقلق المتزايد من أي قوة ونفوذ يحصل عليه السوداني»، مشيراً إلى أن «أكبر منتقديه يريد منه الالتزام بما يقرره (الإطار)».
من جانبه، أكد عضو «ائتلاف النصر»، عقيل الرديني، أن «الإطار التنسيقي متماسك وموحد، حتى مع وجود اختلاف في وجهات نظر أحزابه في القضايا الاستراتيجية».
وكان السوداني استقبل، الأربعاء، قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، والوفد المرافق له، إضافة إلى رومانوسكي. وقال عبر «فيسبوك»، «تباحثنا في أوجه التعاون والتنسيق العسكري بين العراق والولايات المتحدة، وأكدنا أهمية استمرار العمل المشترك، خصوصاً في مجال تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية، التي تخوض المواجهة تجاه الإرهاب بفاعلية ومهنية». وأضاف: «أوضحنا أن القوات العراقية مصممة على مواصلة العمل من أجل تثبيت الاستقرار، والحفاظ على النجاحات المتحققة في الحرب على الإرهاب».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: أعضاء بالمخابرات الأوكرانية دعموا المعارضة السورية بمُسيرات

رجلان مسلحان يراقبان طريقًا من جسر في دمشق 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
رجلان مسلحان يراقبان طريقًا من جسر في دمشق 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

تقرير: أعضاء بالمخابرات الأوكرانية دعموا المعارضة السورية بمُسيرات

رجلان مسلحان يراقبان طريقًا من جسر في دمشق 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
رجلان مسلحان يراقبان طريقًا من جسر في دمشق 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، اليوم (الأربعاء)، أن مقاتلين سوريين تسلموا نحو 150 طائرة مسيرة، فضلا عن دعم سري آخر من أعضاء في المخابرات الأوكرانية الشهر الماضي قبل أسابيع من تقدم قوات المعارضة التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد في مطلع الأسبوع.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية لم تسمها أن المخابرات الأوكرانية أرسلت نحو 20 مشغلاً للطائرات المسيرة ونحو 150 طائرة مسيرة تعمل بتقنية منظور الشخص الأول قبل ما أربعة أو خمسة أسابيع تقريباً لمساعدة «هيئة تحرير الشام».

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في وقت سابق، دون تقديم أدلة، إن مقاتلي المعارضة حصلوا على طائرات مسيرة من أوكرانيا وتلقوا تدريباً على كيفية تشغيلها، وهو ما قالت وزارة الخارجية الأوكرانية حينئذ إنها ترفضه «رفضاً قاطعاً».

تحركت «هيئة تحرير الشام»، التي كانت تابعة لتنظيم «القاعدة» سابقاً، لتنصيب إدارة مؤقتة بعد أن أدت الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 13 عاما إلى تقسيم البلاد.

وروسيا حليف رئيسي للرئيس المخلوع بشار الأسد وتدخلت لتزويده بالدعم العسكري في الحرب الأهلية في البلاد في عام 2015، كما تخوض موسكو صراعاً مع كييف بعد غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وساعدت القوات العسكرية الروسية قوات الأسد في شن غارات جوية على المعارضة في وقت سابق هذا الشهر. لكن مدوني حرب روسيين حذروا من أن الإطاحة بالأسد لا تهدد فقط منشأتين عسكريتين روسيتين مهمتين استراتيجياً في سوريا، وإنما تهدد أيضا وجود موسكو في الشرق الأوسط.