«شانيل» تمزج الحلم بالواقع في تشكيلتها الأخيرة

بفيلم {العام السابق في مارينباند}... كريستين ستيوارت تعيد للأذهان أناقة الزمن الجميل

الأبيض كان  من الألوان القوية في التشكيلة لربيع وصيف 2023 (إ.ب.أ) - «السهل الممتنع»... شعار الدار دائماً (أ.ب)
الأبيض كان من الألوان القوية في التشكيلة لربيع وصيف 2023 (إ.ب.أ) - «السهل الممتنع»... شعار الدار دائماً (أ.ب)
TT

«شانيل» تمزج الحلم بالواقع في تشكيلتها الأخيرة

الأبيض كان  من الألوان القوية في التشكيلة لربيع وصيف 2023 (إ.ب.أ) - «السهل الممتنع»... شعار الدار دائماً (أ.ب)
الأبيض كان من الألوان القوية في التشكيلة لربيع وصيف 2023 (إ.ب.أ) - «السهل الممتنع»... شعار الدار دائماً (أ.ب)

«شانيل» من بيوت الأزياء التي كلما مر عليها الزمن ازدادت جاذبية واكتسبت شباباً... لا تحتاج إلى خلق أي جدل لجذب الأنظار ولا الغرف من أرشيف غيرها، فما تملكه يكفيها لعقود؛ من جاكيت التويد؛ إلى الفستان الأسود الناعم، وزهرة الكاميليا... وما شابه من رموز لا تمل من اللعب عليها. وهذا ما ذكرتنا به مصممتها فيرجيني فيارد في تشكيلتها لربيع وصيف 2023 بعودتها إلى فيلم قديم بعنوان: «العام السابق في مارينباند». صدر الفيلم في عام 1961 بالأبيض والأسود، وظهرت فيه بطلته ديلفين سيريغ، بتصاميم بتوقيع الآنسة شانيل نفسها. أهم ما أثار النقاد فيه، غموض بنيته السردية ومزجه الحلم أو الوهم بالواقع. أما المثير بالنسبة إلى المشاهد العادي آنذاك، فكان أناقة بطلته في تايور من التويد وفستان سهرة أسود. كرت السنوات، وصورت «شانيل» فيلماً خاصاً بها استعملته خلفيةً لعرضها.
نصبت شاشة ضخمة جلس أمامها الحضور كأنهم في صالة سينما. تظهر بطلة الفيلم كريستين ستيوارت وهي تطرح أسئلة فلسفية عن علاقة الماضي بالحاضر والمستقبل. تبدأ بقولها: «يجب أن نحرق أفضل ما كان من أيام الأمس حتى نتمكن من البدء من جديد». مقولة تجسدت في دمج المصممة فيارد بين الحداثة ورموز الدار الأيقونية مثل تايورات وجاكيتات التويد والفساتين الناعمة، إلى جانب فساتين كوكتيل من الشيفون وفساتين سهرة اختالت بها عارضات؛ بعضهن بقصات شعر قصيرة مستوحاة هي الأخرى من بطلة الفيلم والحقبة التي أُصدر فيها.
بيد أن فيرجيني فيارد ابنة عصرها. كان لا بد من أن تُدخل تفاصيل جديدة يتطلبها الجيل الشاب الذي تخاطبه، مثل طول التنورة الذي ارتفع عن مستوى الركبة... من بين تفاصيل أخرى. لكنها لم تمس بالأساسيات؛ فما صممته غابرييل شانيل في الستينات يتميز بديناميكية سابقة لعصرها وبدقة في التفصيل تتحدى الزمن. كانت هذه هي النقطة التي انطلقت منها فيرجيني فيارد وهي تتصور كيف يمكن أن تجسد تشكيلتها لربيع وصيف 2023 بمزيج من الشاعرية والغموض. عنصران كانت تثيرهما لقطات الفيلم وصوت النجمة كريستين ستيوارت بين الفينة والأخرى؛ فكرستين سفيرة الدار لسنوات طويلة تُشبه؛ وفق ما كتبت فيرجيني فيارد في كتيّب العرض، غابرييل شانيل في استقلاليتها ورؤيتها الجريئة في تشكيل أسلوبها الخاص.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.